في دراسة جديدة .. ماعت تُقيم أسباب هشاشة التعليم في القارة الأفريقية وتحلل التأثيرات الحقوقية
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
أصدرت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان دراسة بعنوان "التعليم من أجل حقوق الإنسان: الاستحقاقات المأمولة والوقائع الهشة في أفريقيا"، وذلك على هامش مشاركتها في الدورة 79 للجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب.
وتستعرض المؤسسه خلال الدراسة نظرة تقييمية لموضوع الاتحاد الأفريقي 2024 وترصد أسباب هشاشة التعليم الأفريقي وتحلل التأثيرات الحقوقية الناجمة عن هشاشة التعليم، وتقدم عدد من التوصيات التي من شأنها تعزيز التعليم من أجل حقوق الإنسان.
أكدت الدراسة أن بالرغم من جهود القارة الأفريقية في الإعلان عن عام 2024 عاماً للتعليم تحت عنوان " تعليم أفريقي مناسب للقرن الحادي والعشرين: بناء أنظمة تعليمية مرنة لزيادة الوصول إلى التعلم الشامل مدى الحياة و الجيد والملائم في أفريقيا"، إلا أن وقائع التعليم الأفريقي والمؤشرات التقييمية تشير إلي حاجة القارة للمزيد من الجهود لتفعيل استحقاقات موضوعها لعام 2024؛ وتؤكد القارة معاناتها الشديدة من تراجع مهارات القراءة والكتابة الأساسية لدى أطفال وشباب 4 من كل 10 دول أفريقية خلال العقود الثالثة الماضية، ومعاناتها من عجز معلمين وفصول دراسية مقدرين بنحو 9.5 و9 مليون معلم وفصل بحلول 2050.
وأشارت الدراسة إلي أبرز المسببات في الهشاشة التعليمية في أفريقيا وهي ضعف التمويل، وتدني البنية التحتية للتعليم، وارتفاع معدلات التسرب، الصراع والنزاعات، فضلا عن توسيع رقعة الإرهاب، حيث ارتفعت إحصاءات حوادث العنف التي تؤثر على التعليم في عام 2023 بنسبة 20% عن وقائعها في 2022 وخاصة في نيجيريا والسودان والكونغو الديمقراطية، وحوالي 50% من الأطفال غير الملتحقين بالمدراس في القارة الأفريقية هم متواجدين في المناطق المتضررة من النزاعات، فضلا عن تداعيات الإرهاب الكارثية على التعليم وخاصة في منطقة في الغرب الأفريقي، وإغلاق 11100 مدرسة بسبب العنف الناجم عن الإرهاب والصراعات أو التهديدات الموجهة ضد المعلمين والطلاب في منطقة الساحل الأوسط.
وتعليقًا على الدراسة أكد أيمن عقيل، الخبير الحقوقي الدولي، ورئيس مؤسسة ماعت، علي وجود العديد من التأثيرات والتداعيات الناجمة عن هشاشة التعليم، وأهمها تقويض الحق في التنمية والحق في الأمن الذي يعزز من الحوار والنقاشات لتحقيق وتعزيز التنمية الاقتصادية والمساواة الاجتماعية، بالإضافة إلى تقويض الحق في المشاركة السياسية، لأن عدم الوعي أدى إلي المشاركات المحدودة للشباب الأفريقي في الفضاءات المدنية والحقوقية والسياسية، فالقارة الأفريقية ترصد حالة متدنية لشبابها وضعف رأسمالها البشري.
وأوصى "عقيل"، اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب بتقديم المساعدة التقنية والفنية لحكومات القارة الأفريقية بما يساعدهم على معالجة الثغرات القانونية والتشريعية بين الالتزامات الدولية والإقليمية المعنية بالتعليم وبين النظم القانونية والدستورية للدول الأفريقية وإعادة صياغة وتنقيح وتعديلات الخطط والرؤى الأفريقية القارية أو القطرية لتطوير التعليم وجودته، والعمل على حث المانحين الإنمائيين في القارة الأفريقية على زيادة الاستثمارات لدعم مشروعات وخطط التعليم في كافة الأقطار الأفريقية وخاصة الهشة منها مثل إثيوبيا والسودان والصومال وجنوب السودان.
ومن جانبه طالبت بسنت عصام الدين، مدير وحدة التنمية المستدامة بمؤسسة ماعت، الاتحاد الأفريقي بضرورة العمل على تعبئة القدرات التمويلية لحكومات القارة من خلال تسريع إطلاق وتشغيل الصندوق الأفريقي للتعليم والعلم والتكنولوجيا والابتكار.
فيما أوصى سيد غريب، الباحث بوحدة التنمية المستدامة، حكومات القارة الأفريقية إلى زيادة استثماراتها المالية وتكثيف أدواتها البحثية لترقية المناهج الدراسية وتحديثها وتوفيقها مع مخرجات السوق ومتطلبات التنمية المستدامة وأجندة 2063، وذلك لضمان وصولها لكافة الفئات المهمشة والمناطق المحرومة وزيادة نسبة المعلمين إلى التلاميذ.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القارة الإفريقية حقوق الإنسان والشعوب
إقرأ أيضاً:
احذر عمليات الجراحة يوم الجمعة!.. دراسة تكشف حقيقة صادمة
أثارت دراسة حديثة نُشرت في مجلة JAMA Network Open مخاوف جدية بشأن جدولة العمليات الجراحية يوم الجمعة، خاصة قبل عطلات نهاية الأسبوع، بسبب ارتفاع معدلات المخاطر المرتبطة بها.
ويشير البحث إلى أن المرضى الذين يخضعون لعمليات جراحية قبل عطلات نهاية الأسبوع بفترة وجيزة يواجهون خطرا متزايدا للمضاعفات، وإعادة الدخول إلى المستشفى، وحتى الوفاة، مقارنةً بمن تُجدول عملياتهم بعد عطلة نهاية الأسبوع، وفق "إنترستينغ إنجينيرينغ".
وحلّلت هذه الدراسة بيانات من مجموعة كبيرة من 429.691 مريضاً خضعوا لعمليات جراحية في أونتاريو، كندا، على مدى فترة امتدت من 1 يناير (كانون الثاني) 2007 إلى 31 ديسمبر (كانون الأول) 2019.
وتشير النتائج إلى أن توقيت العمليات الجراحية قد يلعب دوراً حاسماً في نتائج المرضى، وتُبرز أهمية مراعاة ممارسات جدولة العمليات لتحسين السلامة الجراحية بشكل عام.
وارتبطت العمليات الجراحية يوم الجمعة بارتفاع خطر الوفاة بنسبة 12%.
وبحثت الدراسة نتائج المرضى بعد 30 يوماً، و90 يوماً، وسنة واحدة من العمليات الجراحية.
وقارنت تحديداً العمليات التي أُجريت قبل عطلات نهاية الأسبوع أو العطلات الرسمية مباشرةً بتلك التي أُجريت بعدها مباشرةً.
نتائج مثيرة للاهتمام
وكانت النتائج مُلفتة، حيث ارتفع خطر الوفاة لدى المرضى الذين خضعوا لعملية جراحية قبل عطلة نهاية الأسبوع مباشرةً بنسبة 9% خلال 30 يوماً، وارتفع إلى 10% بعد 90 يوماً، و12% بعد عام واحد.
وبالإضافة إلى ذلك، أشارت الدراسة إلى زيادة بنسبة 5% في إجمالي خطر النتائج السلبية، بما في ذلك الوفاة والمضاعفات وإعادة الدخول إلى المستشفى، المرتبطة بالعمليات الجراحية المقرر إجراؤها قبل عطلة نهاية الأسبوع، وذلك في كل من الفترتين الزمنية 30 يوماً وسنة واحدة.
وتركز إحدى النتائج المهمة في الدراسة على تأثير خبرة الفريق الجراحي على نتائج المرضى.
وكشفت الدراسة أن الجراحين الأقل خبرة كانوا أكثر ميلًا لإجراء العمليات الجراحية أيام الجمعة أو قبل عطلة نهاية الأسبوع، وكان متوسط عمر هؤلاء الجراحين 47 عاماً، بخبرة تقارب 14 عاماً، مقارنةً بمن أجروا العمليات الجراحية في أيام الأسبوع، والذين بلغ متوسط أعمارهم 48 عاماً، وخبرتهم في هذا المجال حوالي 17 عاماً، قد يُسهم هذا الاختلاف الطفيف في مستويات الخبرة في اختلاف نتائج المرضى.
الأسباب
وهناك عدة عوامل تدعم هذه الاختلافات في النتائج.
ومن المشكلات الملحوظة أن المستشفيات عادةً ما يكون لديها عدد أقل من الموظفين المتاحين في عطلات نهاية الأسبوع، مما قد يؤثر سلباً على جودة رعاية ما بعد الجراحة، وبالإضافة إلى ذلك، غالباً ما تكون الموارد والخدمات المتخصصة محدودة خلال ساعات عطلة نهاية الأسبوع، مما قد يؤخر الاستجابة لأي مضاعفات قد تنشأ.
ومن العوامل الحاسمة الأخرى التي يجب مراعاتها استمرارية الرعاية، فخلال عطلة نهاية الأسبوع، قد يؤدي تغيير فرق الرعاية إلى تعطيل مراقبة المرضى ومتابعتهم، مما يزيد من خطر حدوث مضاعفات ما بعد الجراحة.
أفضل جدولة مواعيد الجراحة
ويسلط البحث الضوء على ظاهرة مثيرة للقلق تُعرف باسم "تأثير ما قبل نهاية الأسبوع"، حيث ترتبط كما ظهر في الدراسة، العمليات الجراحية التي تُجرى قبل نهاية الأسبوع مباشرةً بمخاطر أعلى للنتائج السلبية، ولتحسين سلامة المرضى ونتائج العمليات الجراحية، من الضروري معالجة القضايا المتعلقة بالكوادر والموارد المتاحة واستمرارية الرعاية.
وتحث الدراسة أنظمة الرعاية الصحية على تقييم ممارساتها في جدولة العمليات الجراحية ومراجعتها، ويُنصح بتعزيز مستويات الموظفين في عطلات نهاية الأسبوع لضمان رعاية فعّالة بعد الجراحة.
وينبغي على المرضى ومقدمي الرعاية الصحية مراعاة المخاطر المصاحبة عند التخطيط للعمليات الجراحية الاختيارية، مع إمكانية اختيار مواعيد توفر دعماً أفضل للتعافي بعد العمليات.