الجزيرة:
2025-04-22@23:09:30 GMT

صفقة الأسرى مجددا.. لماذا الآن وما الذي تغير

تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT

صفقة الأسرى مجددا.. لماذا الآن وما الذي تغير

بعد أيام من عودة الحديث عن صفقة لتبادل الأسري بين المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحكومة بنيامين نتنياهو، بدا أن فرص احراز تقدم حاليا في تلك الصفقة ما زالت تراوح مكانها بعد كشف هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر مطلع أن إسرائيل لم تقدم للوسطاء حتى الآن وثيقة تتضمن مقترحها.

ولم يسفر لقاء باريس 2 السبت الماضي عن شيء يذكر حيث اجتمع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مع رئيس المخابرات الأميركية (سي آي أيه) وليم بيرنز ومدير الموساد ديفيد بيرنيع.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلي أن بيرنيع عرض أمام وزراء مجلس الحرب ملخص اجتماعه مع الوسطاء.

التحركات الإسرائيلية الأخيرة بخصوص إعادة الحياة لمفاوضات الأسرى فاجأت الإدارة الأميركية الداعم الأقوى لإسرائيل وفق ما نقل موقع "أكسيوس" الاخباري.

إسرائيل المراوغة والتملص

تزامنت التحركات الإسرائيلية لمحاولة احياء صفقة التبادل مع سلسة من الاحداث شهدتها الساحة الإسرائيلية إذ عقد الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس مؤتمرا صحفيا هدد فيه بترك الحكومة وبالتالي رفع غطاء الشرعية التي منحها لنتنياهو بالدخول معه بائتلاف بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وبدوره، عقد وزير الدفاع يوآف غالانت مؤتمرا صحفيا طالب من خلاله نتنياهو بعرض خطة ما بعد الحرب، إضافة إلى بث فيديو المجندات اللاتي اعتقلتهن حماس في معركة طوفان الأقصى.

تتبع مسار التفاوض الذي بدأ قبل أشهر يظهر أن نتنياهو اتبع إستراتيجية المماطلة خلال كافة مراحل التفاوض ومحاولة الضغط على حركة حماس والمقاومة للقبول بما يعرض عليهم بعيدا عما يجري على الأرض من فشل رافق جيش الاحتلال منذ بدء عدوانه على قطاع غزة.

خلال مسيرة التفاوض المتعثر سعت إسرائيل للتخلص من أي التزامات من خلال اتهام الوسطاء بعدم العمل بجدية للتوصل لصفقة، فقد اتهمت قطر بأنها لا تبذل الجهد الكافي في الضغط على حماس، وأنها أقرب إلى مواقف حماس والمقاومة في محاولة للتشكيك بالموقف القطري الذي سعى للحياد بين الطرفين كما يفترض بالوسيط.

كما اتهمت مصر لاحقا، يتغيير بنود الاتفاق، بعد أن تفاجأ نتنياهو بأن حماس قبل المقترح الأخير الذي قدم لها خلال مفاوضات القاهرة الأخيرة.

ورقة إسرائيل الأخيرة كانت رفح التي هاجمها جيش الاحتلال ليدرك عندها نتنياهو أن مسار الحرب بعدها وصل إلى طريق يجب عنده مواجهة الواقع الجديد الذي تشكل في أعقاب معركة طوفان الأقصى والذهاب إلى طاولة المفاوضات للوصول لليوم الثاني من وقف الحرب.

حماس…المفاوض الشرس

كل ما جرى من جولات التفاوض وتعمد قتل المدنيين خلال أكثر من 7 أشهر على الحرب جاء في محاولة من إسرائيل وداعميها خاصة الولايات المتحدة للضغط على حماس للقبول بما يعرض عليها.

المتتبع لمسار المفاوضات يدرك أن حماس لن تقدم أي تنازل في شروطها الرئيسة وهي وقف الحرب والانسحاب من القطاع ورفع الحصار.

فوفقا لعضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق فإن "المطلوب بشكل واضح هو وقف العدوان بشكل دائم وكامل في كل قطاع غزة، وليس في رفح وحدها، وهذا ما ينتظره شعبنا وهو المرتكز ونقطة البداية لأي شيء".

تدرك حماس وفق مراقبين أن تطورات ما بعد رفح جعلت سقف المقاومة يرتفع أكثر من ذي قبل فيما سقف إسرائيل ينخفض وتتزايد عليه الضغوط ممن عدة جوانب مما يدلل على أن المقاومة لن تغير موقفها.

كما تدرك أن تقديم تنازلات في مفاوضات لا توفر لأهل القطاع الأمن من خلال وقف الحرب والانسحاب من القطاع ورفع الحاصر يعني خسارتها للكثير من رصيدها وسندها الشعبي.

من ناحية أخرى فحماس ترى أنها حققت انجازا كبيرا سواء يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أو خلال الحرب وفرض معادلتها على مسار الحرب البرية يمكنها من فرض شروطها على إسرائيل وعدم تقديم تنازلات كبرى لها.

وتبقى حماس حتى الساعة في وضع مريح أكثر من إسرائيل، التي تعاني ميدانيا واجتماعا ودوليا.

أميركا وأوروبا…محاولة انقاذ

على الجانب الآخر، وبعد أكثر من 7 أشهر على الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة ترى الإدارة الأميركية أن إسرائيل في مأزق خاصه بعد حكم محكمة العدل الدولية بوقف عملية رفح وقرار المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية بإصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو وغالانت، لذا تسعى إدارة بادين لمساعدة الاحتلال بالتخلص من هذه هذا الوضع من خلال اقناع المصريين بفتح معبر رفح والسماح بإدخال المساعدات للقطاع مما قد يسقط تهمة التسبب بإحداث مجاعة في القطاع.

وسارعت أوروبا أيضا لطمأنة إسرائيل من خلال الحديث عن مراقبين أوروبيين للمشاركة في إدارة معبر رفح الذي انسحب منه الأوروبيون بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية في 2006.

التحركات الأميركية والأوروبية تهدف لإقناع نتنياهو وطمأنته للعودة للمفاوضات والقبول ببعض شروط المقاومة والتعامل مع ملف المقاومة وتهديدها لإسرائيل لاحقا.

فالولايات المتحدة لا تريد لحماس أن تنتصر في الحرب ولكنها تريد اتباع أساليب لا تثير حفيظ الشارع الأميركي والأوروبي الذي بات البعض منه يتهم حكوماته بالتواطؤ مع إسرائيل في إبادة الشعب الفلسطيني.

في الوقت ذاته يعاني بايدن تراجعا مستمرا في شعبيته ومتأثرا بالحراك الطلابي، كما يتعرض إلى "مزايدة من الجمهوريين تزعم بأن إدارة بايدن تتخلى عن إسرائيل، بهدف رفع حظوظهم بالانتخابات المقبلة والحصول على أغلبية الكونغرس"، كما يقول أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور خليل العناني.

أيا كان مسار المفاوضات الجاري الآن وما قد يعرض على المقاومة ومحاولات الضغط عليها عسكريا وسياسيا تبقى الكلمة الأخيرة للمقاومة لقبول ورفض وتغير المعادلات التي قامت عليها العديد من رسم سياسات المنطقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات من خلال أکثر من

إقرأ أيضاً:

مقال بيديعوت أحرونوت: إسرائيل في مأزق لا يمكنها الانتصار أو استعادة الأسرى

يرى الضابط الإسرائيلي السابق مايكل ميلشتاين، رئيس "منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز موشيه ديان بجامعة تل أبيب " أن إسرائيل تعيش في مأزق إستراتيجي بسبب استمرارها في الحرب على قطاع غزة، يتمثل في عدم قدرتها على تحقيق أي من أهدافها المعلنة سواء استعادة الأسرى بالقوة، أو هزيمة حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وفي مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" قال ميلشتاين إن تصريح حماس الأخير بعدم القبول بأي صفقة تبادل دون إنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، سهل على الحكومة الإسرائيلية نظريا أن تواصل الحرب باعتبارها الخيار المفضل".

ويشير ميلشتاين إلى أن ذلك انعكس في دعوة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى "استغلال رد حماس للقضاء على التنظيم، واحتلال كامل غزة، وتنفيذ خطة ترامب معتبرا أن ذلك سيؤدي أيضا إلى الإفراج عن الأسرى".

ويرى ميلشتاين ذلك "طرحا غير مقنع لغالبية الإسرائيليين الذين باتوا يدركون أن تحقيق الاثنين معا أي النصر الكامل وتحرير الأسرى لم يعد ممكنا".

ويقول الضابط الإسرائيلي السابق إن جيش الاحتلال "يسيطر فعليا على أكثر من 40% من أراضي قطاع غزة، لكنه لا يفرض سيطرة حقيقية على تلك المناطق، ولا يزال أمامه تحديان كبيران، أولهما الدخول إلى المناطق الحضرية المكتظة، حيث تنتظره حماس لتخوض معه معارك شرسة، وثانيهما إدارة شؤون السكان الفلسطينيين في قطاع غزة".

وبرأيه فإن هذا يعني "فرض حكم عسكري على مليوني شخص في بيئة عدائية ومدمَّرة بالكامل، مع توقع اندلاع حرب عصابات وموجات مقاومة مشابهة لما حدث في العراق بعد الغزو الأميركي".

إعلان

وبحسب الضابط الإسرائيلي، فإن إسرائيل "عالقة حاليا في وضع لا تستطيع بلع ما حصل ولا تقيؤه به إذ لم تحقق تحرير الأسرى، وفي الوقت ذاته تزداد الشكوك بشأن القدرة على احتلال القطاع بالكامل أو فرض سيطرة طويلة الأمد عليه".

ويمضى في مقاله قائلا "بدلا من الوعد المزدوج بالنصر والتحرير، تبدو النتيجة حتى الآن لا هذا ولا ذاك، وسط إطلاق الحكومة الإسرائيلية شعارات مثل: حماس على وشك الانهيار ومزيد من الضغط سيجعلها تراجع، والعرب لا يفهمون سوى لغة القوة"، وهي شعارات يرى أنها "جوفاء وتبقي إسرائيل غارقة في حرب استنزاف مكلفة دون مؤشرات واضحة على تغير مواقف حماس أو تراجع قبضتها على غزة".

وهم نزع سلاح حماس

وانتقد ميلشتاين ما وصفه بـ"الوهم الجديد المتمثل في مطلب إسرائيل بنزع سلاح حماس، لأن ذلك ليس إلا عقبة مقصودة تعرض كهدف قابل للتحقيق بينما هي في الحقيقة تمثل عذرا لتجميد المفاوضات، أو تعبيرا عن انعدام الفهم العميق لطبيعة حماس".

كما حذر من "خطأ قراءة الوضع الداخلي في غزة بصورة متفائلة أكثر من اللازم"، مشيرا إلى أن "الحديث عن أزمة مالية داخل حماس أو وجود احتجاجات شعبية لا يعكس واقعا يهدد سيطرتها، إذ إن تلك الاحتجاجات تفتقر للقيادة والرؤية السياسية، ولا تشكل كتلة قادرة على زعزعة حكم الحركة، التي لا تزال صامدة رغم الضربات، وتمثل القوة المهيمنة في القطاع".

وأشار إلى "الابتهاج المرضي لدى بعض صناع القرار في إسرائيل خلال فترة حكم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذ يعتقدون أن هذه الحقبة تمكنهم من تنفيذ كل أحلامهم، بما فيها ضم أجزاء من الضفة الغربية، دون الحاجة لمراعاة المجتمع الدولي أو الدول العربية.

كما اعتبر أن هذه "الأرضية الإستراتيجية واهية بطبيعتها، لأنها لا تستند إلى تخطيط منظم، بل تتسم بانعطافات حادة ومفاجئة، مثلما ظهر في اهتمام ترامب المتراجع مؤخرا بخطة "تفريغ غزة"، في حين تصرّ إسرائيل عليها إصرارا يضرّ بمصالحها، خصوصًا في علاقاتها مع العالم العربي".

إعلان

وأشار الضابط الإسرائيلي السابق إلى "التطور اللافت بفتح الولايات المتحدة حوارا مع إيران، وهو ما أثار القلق في إسرائيل من احتمال إبرام اتفاق يعزز موقع طهران، خصوصا أن المفاوضين الإيرانيين أكثر تمرسا وخبرة من نظرائهم الأميركيين".

واختتم ميلشتاين مقاله بالقول "هناك خياران سيئان فقط لإسرائيل الأول هو الاستمرار في القتال دون تحقيق حسم أو احتلال كامل، ومن المؤكد أنه لن يفضي إلى تحرير الأسرى. والثاني هو العودة إلى اتفاق يسمح بعودتهم لكنه يشترط إنهاء الحرب والانسحاب من غزة".

ودعا إلى تبني الخيار الثاني "رغم كونه خيارا باهظ الكلفة"، لأنه برأيه "أهون الشرين  بالنظر إلى حجم الضرر المتحقق من استمرار القتال".

مقالات مشابهة

  • حكومة نتنياهو تبحث مستقبل حرب غزة ودعوات إسرائيلية للقبول بصفقة
  • مقترح جديد لوقف الحرب في غزة.. إسرائيل تقمع مظاهرات مناهضة لـ«نتنياهو»
  • محللون إسرائيليون: نتنياهو اعترف بالفشل وأكد استعداده للتضحية بالأسرى
  • لماذا طلبت حماس من تركيا نقل صفقتها إلى ترامب؟
  • صفقة الأسرى في مهب الريح.. إسرائيل تصعّد وحماس تُصر على اتفاقات تنهى الحرب
  • أهالي أسرى إسرائيليين ينظمون وقفة على حدود غزة.. طالبوا بصفقة شاملة
  • تقارير: إسرائيل تلوح باستئناف الحرب على غزة خلال 10 أيام
  • مقال بيديعوت أحرونوت: إسرائيل في مأزق لا يمكنها الانتصار أو استعادة الأسرى
  • والد أسير إسرائيلي: نتنياهو يتخلى عن الجنود ويفضل بقاءه
  • نتنياهو يتمسك بالإبادة في غزة واحتلال مناطق في لبنان وسوريا