الجزيرة:
2024-09-19@17:37:03 GMT

صفقة الأسرى مجددا.. لماذا الآن وما الذي تغير

تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT

صفقة الأسرى مجددا.. لماذا الآن وما الذي تغير

بعد أيام من عودة الحديث عن صفقة لتبادل الأسري بين المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحكومة بنيامين نتنياهو، بدا أن فرص احراز تقدم حاليا في تلك الصفقة ما زالت تراوح مكانها بعد كشف هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر مطلع أن إسرائيل لم تقدم للوسطاء حتى الآن وثيقة تتضمن مقترحها.

ولم يسفر لقاء باريس 2 السبت الماضي عن شيء يذكر حيث اجتمع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مع رئيس المخابرات الأميركية (سي آي أيه) وليم بيرنز ومدير الموساد ديفيد بيرنيع.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلي أن بيرنيع عرض أمام وزراء مجلس الحرب ملخص اجتماعه مع الوسطاء.

التحركات الإسرائيلية الأخيرة بخصوص إعادة الحياة لمفاوضات الأسرى فاجأت الإدارة الأميركية الداعم الأقوى لإسرائيل وفق ما نقل موقع "أكسيوس" الاخباري.

إسرائيل المراوغة والتملص

تزامنت التحركات الإسرائيلية لمحاولة احياء صفقة التبادل مع سلسة من الاحداث شهدتها الساحة الإسرائيلية إذ عقد الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس مؤتمرا صحفيا هدد فيه بترك الحكومة وبالتالي رفع غطاء الشرعية التي منحها لنتنياهو بالدخول معه بائتلاف بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وبدوره، عقد وزير الدفاع يوآف غالانت مؤتمرا صحفيا طالب من خلاله نتنياهو بعرض خطة ما بعد الحرب، إضافة إلى بث فيديو المجندات اللاتي اعتقلتهن حماس في معركة طوفان الأقصى.

تتبع مسار التفاوض الذي بدأ قبل أشهر يظهر أن نتنياهو اتبع إستراتيجية المماطلة خلال كافة مراحل التفاوض ومحاولة الضغط على حركة حماس والمقاومة للقبول بما يعرض عليهم بعيدا عما يجري على الأرض من فشل رافق جيش الاحتلال منذ بدء عدوانه على قطاع غزة.

خلال مسيرة التفاوض المتعثر سعت إسرائيل للتخلص من أي التزامات من خلال اتهام الوسطاء بعدم العمل بجدية للتوصل لصفقة، فقد اتهمت قطر بأنها لا تبذل الجهد الكافي في الضغط على حماس، وأنها أقرب إلى مواقف حماس والمقاومة في محاولة للتشكيك بالموقف القطري الذي سعى للحياد بين الطرفين كما يفترض بالوسيط.

كما اتهمت مصر لاحقا، يتغيير بنود الاتفاق، بعد أن تفاجأ نتنياهو بأن حماس قبل المقترح الأخير الذي قدم لها خلال مفاوضات القاهرة الأخيرة.

ورقة إسرائيل الأخيرة كانت رفح التي هاجمها جيش الاحتلال ليدرك عندها نتنياهو أن مسار الحرب بعدها وصل إلى طريق يجب عنده مواجهة الواقع الجديد الذي تشكل في أعقاب معركة طوفان الأقصى والذهاب إلى طاولة المفاوضات للوصول لليوم الثاني من وقف الحرب.

حماس…المفاوض الشرس

كل ما جرى من جولات التفاوض وتعمد قتل المدنيين خلال أكثر من 7 أشهر على الحرب جاء في محاولة من إسرائيل وداعميها خاصة الولايات المتحدة للضغط على حماس للقبول بما يعرض عليها.

المتتبع لمسار المفاوضات يدرك أن حماس لن تقدم أي تنازل في شروطها الرئيسة وهي وقف الحرب والانسحاب من القطاع ورفع الحصار.

فوفقا لعضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق فإن "المطلوب بشكل واضح هو وقف العدوان بشكل دائم وكامل في كل قطاع غزة، وليس في رفح وحدها، وهذا ما ينتظره شعبنا وهو المرتكز ونقطة البداية لأي شيء".

تدرك حماس وفق مراقبين أن تطورات ما بعد رفح جعلت سقف المقاومة يرتفع أكثر من ذي قبل فيما سقف إسرائيل ينخفض وتتزايد عليه الضغوط ممن عدة جوانب مما يدلل على أن المقاومة لن تغير موقفها.

كما تدرك أن تقديم تنازلات في مفاوضات لا توفر لأهل القطاع الأمن من خلال وقف الحرب والانسحاب من القطاع ورفع الحاصر يعني خسارتها للكثير من رصيدها وسندها الشعبي.

من ناحية أخرى فحماس ترى أنها حققت انجازا كبيرا سواء يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أو خلال الحرب وفرض معادلتها على مسار الحرب البرية يمكنها من فرض شروطها على إسرائيل وعدم تقديم تنازلات كبرى لها.

وتبقى حماس حتى الساعة في وضع مريح أكثر من إسرائيل، التي تعاني ميدانيا واجتماعا ودوليا.

أميركا وأوروبا…محاولة انقاذ

على الجانب الآخر، وبعد أكثر من 7 أشهر على الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة ترى الإدارة الأميركية أن إسرائيل في مأزق خاصه بعد حكم محكمة العدل الدولية بوقف عملية رفح وقرار المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية بإصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو وغالانت، لذا تسعى إدارة بادين لمساعدة الاحتلال بالتخلص من هذه هذا الوضع من خلال اقناع المصريين بفتح معبر رفح والسماح بإدخال المساعدات للقطاع مما قد يسقط تهمة التسبب بإحداث مجاعة في القطاع.

وسارعت أوروبا أيضا لطمأنة إسرائيل من خلال الحديث عن مراقبين أوروبيين للمشاركة في إدارة معبر رفح الذي انسحب منه الأوروبيون بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية في 2006.

التحركات الأميركية والأوروبية تهدف لإقناع نتنياهو وطمأنته للعودة للمفاوضات والقبول ببعض شروط المقاومة والتعامل مع ملف المقاومة وتهديدها لإسرائيل لاحقا.

فالولايات المتحدة لا تريد لحماس أن تنتصر في الحرب ولكنها تريد اتباع أساليب لا تثير حفيظ الشارع الأميركي والأوروبي الذي بات البعض منه يتهم حكوماته بالتواطؤ مع إسرائيل في إبادة الشعب الفلسطيني.

في الوقت ذاته يعاني بايدن تراجعا مستمرا في شعبيته ومتأثرا بالحراك الطلابي، كما يتعرض إلى "مزايدة من الجمهوريين تزعم بأن إدارة بايدن تتخلى عن إسرائيل، بهدف رفع حظوظهم بالانتخابات المقبلة والحصول على أغلبية الكونغرس"، كما يقول أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور خليل العناني.

أيا كان مسار المفاوضات الجاري الآن وما قد يعرض على المقاومة ومحاولات الضغط عليها عسكريا وسياسيا تبقى الكلمة الأخيرة للمقاومة لقبول ورفض وتغير المعادلات التي قامت عليها العديد من رسم سياسات المنطقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات من خلال أکثر من

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: إسرائيل حققت أهدافا تكتيكية لكنها أخفقت في تدمير المقاومة

قال الخبير العسكري اللواء الركن محمد الصمادي إن جيش الاحتلال حقق أهدافا تكتيكية في قطاع غزة خلال شهور الحرب، لكنه أخفق في تحقيق الهدف الإستراتيجي المتمثل في القضاء على المقاومة.

وأشار الصمادي -في مقابلة مع الجزيرة- إلى أن إيقاع قوة إسرائيلية في كمين محكم أمس الثلاثاء وقتل 4 أفراد من الكتيبة 52 المدرعة وتدمير دبابة شرقي مدينة رفح، فضلا عن قصف مستوطنات غلاف غزة، يؤكد أن المقاومة لا تزال بخير وقادرة على إحداث تغيير.

وقال الصمادي إن القيام بهذه العمليات بعد نحو 350 يوما من الحرب المدمرة يعكس إعادة بناء المقاومة لقدراتها، كما قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية التي نقلت عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أن إسرائيل لن تتمكن من تحقيق الانتصار على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

حماس استعادت السيطرة

ونقلت الصحيفة عن قائد فرقة غزة السابق قوله إن حماس استعادت السيطرة على المدن بعد ربع ساعة من انسحاب قوات الاحتلال منها، وإن مسألة القضاء على الأنفاق مسألة معقدة وقد تستغرق سنوات، مؤكدا أن الجيش يحقق نتائج تكتيكية في حين أن حماس تنتصر في الحرب.

وأعرب الصمادي عن اعتقاده أن المقاومة ما زالت قادرة على إحداث تغيير، لكنه أشار -في الوقت نفسه- إلى أن مقاتليها لا يمكنهم الخروج من الأنفاق لمواجهة آليات الاحتلال عندما تتوغل في الوسط أو في مدينة غزة.

ومن هذا المنطلق، فإن منظومة الأنفاق لا تزال فاعلة وقادرة على إحداث تغييرات مؤثرة، كما يقول الخبير العسكري الذي أكد أن كل ما تقوله إسرائيل عن تدمير المقاومة غير صحيح.

وختم الصمادي بالقول إن الجيش يحاول تعويض هذه الخسارة الإستراتيجية بإدامة الزخم العسكري في غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان أيضا.

مقالات مشابهة

  • صفقة «الممر الآمن».. إسرائيل تطرح مقترحاً جديداً في غزة
  • الاحتلال يسلم واشنطن مقترحا جديدا باسم صفقة الخروج الآمن.. هذه ملامحها
  • بدران: لا نُعول على زيارة بلينكن ونتنياهو يتعمد تخريب أي صفقة
  • "صفقة الخروج الآمن".. إسرائيل تُعد مقترحا جديدا يتضمن إنهاء الحرب في غزة
  • إسرائيل تعرض "صفقة الخروج الآمن": السنوار مقابل الرهائن
  • خالد مشعل لـنيويورك تايمز: لا تنازل عن شروط المقاومة للوصول إلى صفقة تبادل
  • خبير عسكري: إسرائيل حققت أهدافا تكتيكية لكنها أخفقت في تدمير المقاومة
  • مسؤولون عسكريون إسرائيليون: نتنياهو يعطل الاتفاق ونخسر الحرب والأسرى
  • لبيد: جبهات الحرب يمكنها الانتظار لكن الأسرى بغزة لا ينتظرون
  • باحث إسرائيلي يكشف عن الرعب الذي تنتظره إسرائيل بسبب صمود حماس .. خياران كلاهما مر أمام نتنياهو