تسعير الكربون يُخفّض الاحترار العالمي وينقذ الفقراء
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
توصل فريق بقيادة علماء من مركز ميركاتور لأبحاث تغيّر المناخ في ألمانيا إلى أن تسعير الكربون فعّال في خفض نفث الغازات الدفيئة، الأمر الذي من شأنه أن يعزز تعافي الأرض من أثر الاحترار العالمي إذا استمرت تلك السياسات في الانتشار.
وبحسب الدراسة التي نشرها هذا الفريق في دورية "نيتشر كوميونيكيشنز"، فإن خفض انبعاثات الغازات الدفيئة تراوح بين 5 و21% خلال السنوات القليلة الأولى فقط من تشغيل سياسة تسعير الكربون.
يعرّف تسعير الكربون بأنه إستراتيجية اقتصادية مصممة لتطبيق ما يشبه الغرامات على الشركات التي تقوم بنفث الغازات الدفيئة المسؤولة عن رفع معدلات الاحترار العالمي، مثل ثاني أكسيد الكربون الذي يُعد الناتج الرئيسي لاستخدام البشر للوقود الأحفوري في السيارات والطائرات ومصانع الطاقة.
وهناك عدة أنواع من تسعير الكربون، أشهرها "ضريبة الكربون"، وتحدد ضريبة الكربون سعرا محددا لكل طن من الكربون يُنفث بسبب شركة ما، وتحفز تلك الضريبة الشركات على تقليل الانبعاثات لتوفير المال.
وإلى جانب ذلك، هناك ما يسمى "نظام تداول الانبعاثات"، وفيه تُحدد الكمية الإجمالية للغازات الدفيئة التي يمكن أن تنبعث من جميع الشركات، ثم تُوزع حصص الانبعاثات الخاصة بكل شركة أو تُباع بالمزاد العلني، الأمر الذي يجعل كلفة كل طن كربون متغيرة بحسب السوق.
وهناك بالفعل أنظمة تسعير كربونية حاليا مثل نظام الاتحاد الأوروبي لتداول الانبعاثات ويغطي أكثر من 11 ألف محطة طاقة ومنشآت صناعية في 31 دولة، وضريبة الكربون في كولومبيا البريطانية، وقد طُبقت في عام 2008.
الإجابة: نعموعلى الرغم من تشكيك عدد من السياسيين في تلك السياسات، فإن الدراسة الجديدة التي فحصت 17 سياسة مناخية طُبقت في جميع أنحاء العالم وتتبع منظومة تسعير الكربون؛ أشارت إلى خطأ تلك الآراء بحسب بيان صحفي رسمي من مركز ميركاتور.
وإلى جانب ذلك، استخدم الباحثون خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحديد وتحليل مئات الدراسات في هذا الأمر نشرت على مدى عقود، وتنوعت في نطاقات بحثها وكذلك نطاقاتها الجغرافية، ثم استُخرجت البيانات الرئيسية من تلك الدراسات عن تأثير تسعير الكربون.
وأشارت الدراسة إلى أن تسعير الكربون دفع الشركات لاختيار الطريقة الأقل كلفة لخفض الانبعاثات، وحفز الإنفاق على البحث العلمي في نطاقات الطاقة النظيفة.
وإلى جانب ذلك يوفر تسعير الكربون للحكومات مصدرا للإيرادات التي يمكن استثمارها في مشاريع الطاقة المتجددة، أو تحسين كفاءة الطاقة، أو استخدامها لتعويض التأثير على الأُسر ذات الدخل المنخفض، ويأتي ذلك تحديدا في سياق مهم حيث يعرف العلماء أن التغير المناخي يؤثر بالفعل في نسب الفقر فيرفعها، وبخاصة في الدول الفقيرة التي لا تساهم في الاحترار العالمي إلا بنزر يسير.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات تغي ر المناخ الاحترار العالمی
إقرأ أيضاً:
الرقابة المالية: سوق الكربون يتيح للمؤسسات المالية فرص تمويل الاستثمار الأخضر
ألقى الدكتور محمد فريد، رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، كلمة رئيسية بمنتدى شهادات الكربون واقتصاد المحبة من أجل التنمية الثقافية والبيئية والاقتصادية والاجتماعية، الذي انعقد بجامعة هليوبوليس للتنمية المستدامة، بالتعاون مع الجمعية المصرية للزراعة الحيوية.
وقال الدكتور فريد، إن مجابهة مخاطر تغير المناخ يعد بمثابة معركة وجود، بهدف تحقيق حياة أفضل، في ظل تسارع ظهور تأثير تغيرات المناخ على كوكب الأرض، ولذلك سعت هيئة الرقابة المالية لتقديم توجيهات وتدشين برامج تدريبية للمؤسسات المالية الخاضعة لإشرافها ورقابتها، بهدف تعزيز قدراتها على إدارة المخاطر المناخية، بما في ذلك ما يقوم به المركز الإقليمي للتمويل المستدام (RCSF)، علاوة على إشراك أصحاب المصلحة، لتكامل الجهود نحو إدارة المخاطر المناخية في القطاع المالي غير المصرفي.
وأفاد رئيس هيئة الرقابة المالية خلال كلمته بأن سوق الكربون الطوعي المنظم والمراقب، أحد العناصر الرئيسية لخفض الانبعاثات الكربونية، ومن شأنه أن يسهم في تيسير اجتذاب التمويل المُيسر ذو الفائدة المنخفضة من المؤسسات الدولية للمشروعات الراغبة في خفض انبعاثاتها الكربونية.
وأوضح الدكتور فريد أن سوق الكربون يتيح للمؤسسات المالية فرص الاستثمار في تداول شهادات الكربون، والتمويل الأخضر، والمشاريع الصديقة للبيئة، مما يساعد على توجيه رأس المال نحو المبادرات المستدامة.
وقال الدكتور فريد إن سوق الكربون يتطلب وجود عرض كاف من شهادات الكربون عالية الجودة، ما يحتاج إلى بنية تحتية قوية وجذب مشاركين جدد إلى السوق، علاوة على دقة البيانات والافصاحات.
أهمية سوق الكربون
وأكد أن المرحلة المقبلة ستشهد توجيهاً وتكثيفاً للتركيز على رفع الوعي والمعرفة بشأن أهمية سوق الكربون الطوعي وكيفية استفادة الكيانات الاقتصادية، موضحاً أنه تم وضع كافة الأسس والمناهج الفنية الخاصة بسوق الكربون الطوعي، وفقاً للممارسات الدولية فيما يخص قياس الانبعاثات الكربونية، كما بحثت الهيئة المعايير والتجارب العالمية للتعلم والاسترشاد قبل إنشاء السوق، لضمان الكفاءة والفاعلية.
ويهدف المنتدى إلى تسليط الضوء على النموذج الناجح لشهادات الكربون كأداة لتحقيق التنمية المستدامة في حياة الفرد، وسبل تحسين معيشته مستفيداً من التحويل إلى الزراعة العضوية والمساهمة المباشرة في سوق الكربون الطوعي، وتضمنت فعاليات المنتدى الاحتفال بالشركاء وأبطال المناخ من المزارعين من مختلف المحافظات، حيث تم توزيع عوائد شهادات الكربون الصادرة للمشاريع الخاصة بهم.