فرقة القباري تقدم "الأيام المخمورة" بالسامر ضمن مهرجان نوادي المسرح
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
شهد مسرح السامر بالعجوزة، الأحد، العرض المسرحي "الأيام المخمورة" ضمن عروض المهرجان الختامي لنوادي المسرح، في دورته الحادية والثلاثين "دورة الكاتب المسرحي الراحل د. علاء عبد العزيز"، والمقام برعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة عمرو البسيوني، حتى 31 مايو الحالي.
قصة العرض مستوحاة رواية الكاتب السوري سعد الله ونوس، وتدور أحداثه في إطار درامي بأحد أحياء القاهرة في الفترة من ١٩١٩ حتى ١٩٢٥، ويناقش عدة قضايا مجتمعية، من خلال قصة حياة عائلة "عبد القادر العطار" التي تنقلب حياتها رأسا على عقب، حينما تترك الزوجة "سناء" منزلها، من أجل حبيبها الأول، وتتوالى الأحداث للتعريف بالأسباب التي دفعتها إلى ذلك.
صناع العرض المسرحي الأيام المخمورة
"الأيام المخمورة" لفرقة بيت ثقافة القباري، أداء فرح نادر، مونيكا موسى، أنس زياد، أحمد أمين، مازن إيهاب، محمد بهجت، شروق وجدي، جيسيكا هاني، ديكور محمد علاء، إعداد موسيقى مصطفى التابعي، ملابس وإكسسوارات آمنة حسين، مخرج منفذ أحمد عبد المولى، دراماتورج محمد بهجت، تصميم ديكور محمد علاء، إضاءة أحمد علاء، كيروجراف محمد صلاح، ماكياج فريدة عمرو، وإخراج عبد الرحمن طلعت.
لجنة التحكيم
شهد العرض لجنة التحكيم المكونة من المخرج هشام عطوة رئيس اللجنة، والدكتور محمد سمير الخطيب، والدكتور حمدي عطية، والمخرج سامح مجاهد، والموسيقار أحمد حمدي رؤوف، والمخرج محمد الطايع مقرر اللجنة.
الندوة النقدية
أعقب العرض ندوة نقدية أدارها الكاتب سامح عثمان، وشارك بها الناقد محمد عبد الوارث، والناقدة داليا همام.
أشاد "عثمان" بالأداء التمثيلي للفنانين المشاركين بالعرض، مشيرًا إلى أن النص يدور في إطار الصراع النفسي بين الأشخاص، وبدا ذلك من خلال الأحداث التي قدمها المخرج من منظور نظرية "فرويد" في التحليل النفسي.
وأشارت الناقدة داليا همام أن العرض تناول فكرة جوهرية وهي الفقد والخيانة وهى مسألة معقدة جدا، وأضافت أن العرض تم تقديمه بإيقاع قاتم حزين، ولكن هذا الايقاع ليس له علاقة بالحالة التى أصيب بها الابن (صعوبة الكلام) بعد أن تركت الأم المنزل، كما أن المسافة الزمنية للتنقل من مشهد إلى آخر بحاجة إلى المزيد من السلاسة في الحركة.
أما المزج بين موسيقى التخت الشرقي والموسيقى التصويرية فكانت مناسبة ووضعت المُشاهد في حالة تتماشى مع أجواء العرض.
وأوضح الناقد محمد عبد الوارث أن التركيز على العنصر الإنساني هو أهم ما يميز العرض، وإعادة ترتيب المخرج للأدوار وتقديم النص من خلال وجهة نظره بالعامية المصرية ساعد في تقريب العرض للجمهور، على الرغم من أن العرض لم يفسر أسباب سعي "الحفيد" لمعرفة حقيقة ترك الجدة "سناء" للبيت.
وأشاد في ختام حديثه بالتعبير والأداء الحركى والرؤية الإخراجية، فالاستعانة بأغنية "أنا هويت وانتهيت" لسيد درويش التى صاحبت الأحداث استطاعت تفسير ما حدث للعائلة، ويفضل عدم الإفراط في استخدام العناصر الدرامية.
المهرجان الختامي لنوادي المسرح تنظمه الإدارة العامة للمسرح برئاسة سمر الوزير، بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان تامر عبد المنعم، ويشارك به هذا الموسم 24 عرضًا مسرحيًا تقدم مجانًا للجمهور، بمسرحي السامر وقصر ثقافة روض الفرج، ويصدر عنه نشرة يومية بالإضافة لندوات نقدية تعقب العروض يشارك بها نخبة من النقاد والمسرحيين.
عروض المهرجان اليوم
وتتواصل فعاليات المهرجان اليوم الأحد على مسرح السامر بالعجوزة، مع عرضين مسرحيين لفرقة مصطفى كامل المسرحية، الأول بعنوان "بيت الحاجة" عن قصة الكاتب الإنجليزي ويليام روس، إعداد أحمد سمير، إخراج مروان عسكر، ويقدم في السادسة مساءً، أما العرض الثاني فيحمل عنوان "عائلة توت"، قصة الكاتب المسرحي استيفان أوركيني، وإخراج أحمد محمد أحمد، ويقدم في الثامنة مساءً.
وتزامنًا مع فعاليات المهرجان، تستمر ورشة اعتماد المخرجين الجدد الذين تم تصعيدهم للمهرجان هذا الموسم ليتلقوا تدريبًا مكثفا لمدة أثنى عشر يومًا في مجال "الإخراج المسرحي، السينوغرافيا، الدراما، التثقيف المسرحي والتذوق الفني".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الهيئة العامة لقصور الثقافة نيفين الكيلانى تامر عبد المنعم قصور الثقافة لجنة التحكيم هشام عطوة روض الفرج مسرح السامر المهرجان الختامي لنوادي المسرح
إقرأ أيضاً:
تياترو الحكايات|الشيخ سلامة حجازي.. الرجل الذي جعل المسرح الغنائي جزءًا من تاريخ الفن العربي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يُعد المسرح بصفته «أبو الفنون»، ساحة تنصهر فيها مختلف أشكال التعبير الإبداعى، حيث يتكامل الأداء الحى مع عناصر السمع والبصر، لتجسيد الأفكار والمشاعر الإنسانية فى تجربة فنية متكاملة، فمن على خشبته، قدم الفنانون أعمالا خالدة تحمل رسائل مجتمعية وثقافية، أسهمت فى تشكيل وعى الأجيال، بفضل فرق مسرحية تركت بصمة لا تُمحى فى تاريخ الإبداع المسرحى المصرى والعربى.
علامات فارقة في مسيرة المسرحوفى سياق الاحتفاء بهذا الإرث العريق، تسلط «البوابة نيوز» خلال ليالى شهر رمضان المبارك الضوء على نخبة من الفرق المسرحية التى شكلت علامات فارقة في مسيرة المسرح، محليا وعربيا.
وعلى الرغم أن بعضها توقف بعد رحيل مؤسسيه، إلا أن إبداعاته لا تزال شاهدة على زمن من العطاء والتميز، مؤكدة أن المسرح الحقيقى لا يموت، بل يبقى نابضا بإرث رواده ورؤاهم الخالدة.
يعتبر الشيخ سلامة حجازي أحد أبرز الأسماء التى أثرت فى المشهد الفنى والمسرحى المصرى خلال أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، حيث تميز بموهبة فذة جمعت بين الغناء والتمثيل، مما جعله أحد الركائز الأساسية فى المسرح الغنائى، الذي مثّل نقلة نوعية فى تاريخ الفنون العربية، وأسهم فى تشكيل ملامحها الحديثة.
ولد «حجازى» فى الإسكندرية عام 1852، وبدأ رحلته الفنية فى سن مبكرة، ليصبح خلال سنوات أحد الأسماء البارزة فى المسرح المصرى، حيث قدم مسرحيات غنائية جمعت بين الأداء الدرامى والغناء، ما جعله رائدا في هذا المجال، لم تقتصر أعماله على الترفيه فقط، بل تناولت قضايا اجتماعية وثقافية، الأمر الذى عزز من مكانته كأحد المبدعين المؤثرين فى المشهد الفنى آنذاك.
انضم «حجازى» إلى فرقة يوسف الخياط عام 1885 كممثل ومنشد، ثم انضم لاحقا إلى فرقة القرداحي، حيث شارك في عروض بارزة مثل «زنوبيا ملكة تدمر»، «عائدة»، «عفة النفوس»، إلا أنه سرعان ما قرر الاستقلال، فأسس فرقته المسرحية الأولى عام 1888 بمدينة الإسكندرية، قبل أن ينضم إلى فرقة إسكندر فرح عام 1889، حيث تألق فى أعمال مثل «أنس الجليس»، «شهداء الغرام»، «تليماك»، «عظة الملوك» وغيرها.
فى عام 1905، انفصل «حجازى» عن فرقة إسكندر فرح ليؤسس فرقته الخاصة، التى قدم من خلالها عروضا مسرحية هامة، من بينها: «مطامع النساء»، «الجرم الخفي»، «تسبا»، «السلطان صلاح الدين الأيوبي» وغيرها، فاستمرت فرقته فى تحقيق النجاحات حتى أصيب عام 1909 بشلل جزئى أثر على مسيرته، لكنه لم يمنعه من مواصلة العطاء.
كان «حجازى» صاحب بصمة واضحة فى تطور المسرح الغنائي، حيث مزج بين الألحان الشرقية والتأثيرات الغربية، ليخلق نمطا فنيا فريدا حافظ على الهوية العربية، وفى الوقت ذاته أدخل أساليب موسيقية حديثة، كما كان أول من لحن المارشات والسلامات الخديوية، التى كان يؤديها فى افتتاحيات المسرحيات، محققا بذلك نقلة نوعية في شكل المسرح الموسيقى.
حظى أداء «حجازى» بإشادة واسعة، حيث أثارت موهبته إعجاب الممثلة العالمية سارة برنار بعد مشاهدتها له فى مسرحية «غادة الكاميليا»، كما كان له الفضل فى نقل الأغنية من جلسات التخت الشرقى إلى خشبة المسرح، ممهدا الطريق أمام تطور المسرح الغنائى المصرى، الذي ازدهر لاحقا على يد سيد درويش.
ومع استمرار نجاحه، دخل «حجازى» فى شراكة فنية مع الرائد المسرحى جورج أبيض، حيث تم دمج فرقتهما تحت اسم «جوق أبيض وحجازى»، وقدموا عروضا مسرحية متنوعة، منها: «لويس الحادى عشر»، «عايدة»، «السلطان صلاح الدين ومملكة أورشليم» وغيرها، إلا أنه لاحقا انفصل ليشكل فرقته الخاصة مجددا، قبل أن يتوقف نشاطه الفنى نهائيا بسبب المرض.
وعلى الرغم من مرور أكثر من قرن على وفاته، إلا أن تأثير الشيخ سلامة حجازى لا يزال حاضرا فى تاريخ الفن العربى، حيث لعب دورا محوريا فى إرساء قواعد المسرح الغنائى، وأسهم فى تطوير الموسيقى المسرحية، ليظل اسمه واحدا من أعمدة النهضة الفنية، التى وضعت مصر على خريطة الفنون المسرحية فى العالم العربى.