وزير الصحة يحذر من خطورة ارتفاع معدلات أمراض القلب والأوعية الدموية والكُلى بأفريقيا
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
ألقى الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان، الضوء على العبء الذي تشكله الأمراض غير المعدية في أفريقيا، خاصة ارتفاع معدل انتشار أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الكلى، مستعرضًا في هذا الصدد الاستراتيجيات التي اتخذتها مصر للتصدي لهذه الأمراض.
جاء ذلك خلال جلسة نقاشية، نظمتها شركة «استرازينيكا»، وذلك على هامش اجتماع الجمعية العامة الـ 77 لمنظمة الصحة العالمية بمدينة «جنيف» السويسرية.
وأوضح الدكتور خالد عبدالغفار، أن أمراض القلب والأوعية الدموية تشكل تحديًا كبيرًا للبلدان التي تسعى لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في مجال الرعاية الصحية، منوهًا إلى امتداد عبء هذه الأمراض إلى ما هو أبعد من معدلات الوفيات، مما يؤثر على الاقتصاد وأنظمة الرعاية الصحية ونوعية الحياة بشكل عام.
وأشار الوزير إلى الدراسات التي تظهر معدلات الوفيات الناجمة عن الشرايين التاجية والمرتبطة باستهلاك الدهون المتحولة، مؤكدًا في هذا الصدد التزام وزارة الصحة المصرية والهيئة القومية لسلامة الغذاء، باعتماد إرشادات منظمة الصحة العالمية، كما تم إنشاء لجنة وطنية للإشراف على تنفيذها، كما سنت الحكومة تشريعات لتنظيم مستويات الأحماض الدهنية المتحولة في الأغذية، وحظر الزيوت المهدرجة، التي تعد المصادر الرئيسية للدهون المتحولة المنتجة صناعيًا، حيث إن وضع حدود إلزامية على الدهون المتحولة، يساهم في إنقاذ حياة أكثر من مليون شخص في الـ 25 عاما المقبلة.
ونوه الوزير إلى التكلفة العالية لعلاج أمراض القلب والأوعية الدموية، والتي تشكل ضغطًا هائلاً على أنظمة الرعاية الصحية، ويؤثر سلبًا على الإنتاجية والاقتصاد بسبب الوفيات المبكرة والإعاقات الناجمة عن أمراض القلب، مشيرًا إلى أن وزارة الصحة المصرية أطلقت حملة «قلبك أمانة»، والتي تهدف إلى رفع مستوى الوعي حول صحة القلب والأوعية الدموية.
واستعرض الوزير، التقدم الذي أحرزته مصر حتى الآن في طريقها نحو نهج الوقاية والتدخل المبكر والتدابير الاستباقية، مشيرًا في هذا الصدد إلى مبادرات الصحة العامة «100 مليون صحة» والتي ساهمت في إنشاء قاعدة بيانات دقيقة حول توزيع الأمراض غير المعدية، مما ساهم في دعم جهود وزارة الصحة في بناء خارطة طريق وطنية للوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها.
وكشف وزير الصحة والسكان، عن تحديد مرض الكلى المزمن، كأحد الأمراض غير السارية المنتشرة في مصر بسبب ارتفاع معدل الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم بشكل رئيسي، مشيرًا إلى المبادرة الرئاسية لفحص مرض الكلى المزمن والتي أُطلقت في سبتمبر 2021، وساهمت في فحص ما يقرب من 13.5 مليون شخص فوق سن 40 عامًا من المعرضين للخطر، وهم مرضى السكر ارتفاع ضغط الدم.
وفيما يخص محور التعليم والتوعية، تحدث الوزير، عن جهود مصر في تعزيز التعليم والوعي إيمانًا بإدراك قوة المعرفة، من خلال تزويد المجتمعات بالمعلومات حول أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الكلى، مشيرا إلى الشراكة بين القطاعين العام والخاص من خلال التعاون بين الحكومات ومقدمي الرعاية الصحية والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص، وهو أمر لا غنى عنه في التصدي بفعالية لهذا التحدي متعدد الأوجه.
وأشاد الوزير ببرنامج "Healthy Heart Africa"، الذي تقوده شركة «استرازينيكا»، وهو يعد مثالًا رائعًا للشراكة الناجحة بين القطاعين العام والخاص، حيث تمكن البرنامج خلال 10 سنوات منذ إطلاقه من تحديد أكثر من 10.8 مليون شخص يعانون من ارتفاع ضغط الدم في جميع أنحاء القارة الأفريقية، معربًا عن تطلع مصر لتنفيذ هذا البرنامج بمصر وكذلك توسيع نطاقه لدعم مرض الكلى المزمن.
وأكد الدكتور خالد عبدالغفار، أن تحقيق هذه الأهداف، يوجب تعزيز التعاون على المستويين الإقليمي والدولي، من خلال تبادل أفضل الممارسات وتبادل المعرفة ودعم بعضنا البعض، فضلاً عن دفع الأولوية لتعزيز أنظمتنا الصحية، بما تشمله من بناء بنية تحتية قوية، وضمان وجود قوى عاملة كافية في مجال الرعاية الصحية، وتعزيز جهود بناء القدرات، فضلاً عن الاستثمار في تدريب المتخصصين في الرعاية الصحية، وتزويدهم بالمهارات والمعرفة اللازمة لتلبية الاحتياجات المعقدة للمرضى الذين يعانون من أمراض القلب والكلى.
واختتم وزير الصحة والسكان كلمته، بالتأكيد على الالتزام بالمساواة في مجال الصحة، حيث تؤثر الأمراض غير المعدية بشكل غير متناسب على الفئات السكانية الضعيفة، مما يؤدي إلى تفاقم الفوارق الاجتماعية والاقتصادية القائمة، مشيرًا إلى وجوبية وجود تدخلات عادلة، ويمكن الوصول إليها، وبأسعار معقولة للجميع، فضلاً عن اتخاذ السياسات التي تعزز العدالة الاجتماعية، وتعطي الأولوية للتدابير الوقائية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الرعاية الصحية مصر مرضى السكر وزير الصحة أمراض القلب والأوعیة الدمویة الرعایة الصحیة الأمراض غیر وزیر الصحة مشیر ا
إقرأ أيضاً:
الاستراتيجية الأكثر كفاءة لخفض الكوليسترول الضار
إنجلترا – يسعى الباحثون باستمرار إلى تحسين أساليب علاج أمراض القلب والأوعية الدموية، خاصة فيما يتعلق بخفض مستويات الكوليسترول الضار لدى المرضى المعرضين لخطر النوبات القلبية والدماغية.
وبهذا الصدد، أجرى فريق دولي من الخبراء تحليلا شاملا لدراسات سابقة، بهدف تحديد الاستراتيجية الأكثر كفاءة في تقليل المخاطر الصحية المرتبطة بارتفاع الكوليسترول. وركز التحليل على مقارنة تأثيرات العلاجات المختلفة ومدى فعاليتها في تحسين صحة المرضى على المدى الطويل.
وكشفت الدراسة، التي شملت تحليل بيانات 108353 مريضا من 14 دراسة مختلفة (جميعهم معرضون بشدة للإصابة بمشاكل قلبية خطيرة أو سبق أن أصيبوا بنوبة قلبية أو سكتة دماغية)، أن إعطاء مرضى انسداد الشرايين مزيجا من الستاتينات ودواء “إيزيتيميب” فورا، بدلا من الاكتفاء بالستاتينات وحدها، يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الوفاة بسبب النوبات القلبية والسكتات الدماغية وأمراض القلب الأخرى.
وأظهرت النتائج أن استخدام العلاج المركب يؤدي إلى انخفاض خطر الوفاة لأي سبب بنسبة 19%، وتقليل الوفيات الناجمة عن أمراض القلب بنسبة 16%، وتقليل النوبات القلبية والسكتات الدماغية بنسبة 18% و17% على التوالي، بالإضافة إلى خفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL-C) بمقدار 13 ملغ/ديسيلتر إضافية مقارنة بالستاتينات وحدها، وكذلك زيادة فرصة الوصول إلى الهدف المثالي لمستويات الكوليسترول بنسبة 85%.
وأوضح فريق البحث أن الستاتينات تعمل على تقليل إنتاج الكوليسترول في الكبد، بينما يقلل “إيزيتيميب” من امتصاص الكوليسترول من الطعام في الأمعاء. ويستخدم “إيزيتيميب” غالبا مع الستاتينات للمرضى الذين لا يستجيبون بشكل كاف للعلاج بالستاتينات وحدها.
وأكد البروفيسور ماسيج باناك، أستاذ أمراض القلب والمشرف على الدراسة، أن هذه النتائج تبرز أهمية العلاج المركب، موضحا: “أثبت تحليلنا أن الجمع بين الستاتينات و”إيزيتيميب” أكثر فاعلية في تقليل الوفيات والمضاعفات القلبية مقارنة بالاكتفاء بجرعات عالية من الستاتينات”.
ومن جانبه، شدد الدكتور بيتر توث، أستاذ الطب بجامعة إلينوي والمشارك في الدراسة، على ضرورة بدء العلاج المركب فورا، قائلا: “الانتظار شهرين لمراقبة تأثير الستاتينات وحدها قد لا يكون فعالا لدى العديد من المرضى، بينما يحقق العلاج المشترك نتائج أفضل على الفور”.
ووفقا لبيانات عام 2020، تسبب ارتفاع الكوليسترول الضار في 4.5 مليون حالة وفاة حول العالم، مع تسجيل أعلى معدلات الوفيات في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى.
وأوضح البروفيسور باناك أن تطبيق العلاج المركب على نطاق واسع يمكن أن يمنع أكثر من 330 ألف وفاة سنويا بين مرضى النوبات القلبية.
ودعا الباحثون إلى اعتماد العلاج المركب كمعيار ذهبي في إرشادات علاج الكوليسترول، مشيرين إلى أن هذا النهج لا يتطلب أدوية جديدة مكلفة، ويقلل بشكل كبير من مخاطر أمراض القلب والسكتات الدماغية، ويخفف العبء المالي على أنظمة الرعاية الصحية.
يرجى مراجعة الطبيب المختص قبل تطبيق أي نصيحة طبية.
نشرت الدراسة في مجلة Mayo Clinic Proceedings.
المصدر: ميديكال إكسبريس