كتب- أحمد جمعة:

ألقى الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان، الضوء على العبء الذي تشكله الأمراض غير المعدية في أفريقيا، خاصة ارتفاع معدل انتشار أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الكلى، مستعرضًا في هذا الصدد الاستراتيجيات التي اتخذتها مصر للتصدي لهذه الأمراض.

جاء ذلك خلال جلسة نقاشية، نظمتها شركة "إسترازينيكا"، وذلك على هامش اجتماع الجمعية العامة الـ 77 لمنظمة الصحة العالمية بمدينة «جنيف» السويسرية.

وأوضح عبدالغفار، أن أمراض القلب والأوعية الدموية تشكل تحديًا كبيرًا للبلدان التي تسعى لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في مجال الرعاية الصحية، منوهًا إلى امتداد عبء هذه الأمراض إلى ما هو أبعد من معدلات الوفيات، مما يؤثر على الاقتصاد وأنظمة الرعاية الصحية ونوعية الحياة بشكل عام.

وأشار الوزير إلى الدراسات التي تظهر معدلات الوفيات الناجمة عن أمراض القلب التاجية والمرتبطة باستهلاك الدهون المتحولة، مؤكدًا في هذا الصدد التزام وزارة الصحة المصرية والهيئة القومية لسلامة الغذاء، باعتماد إرشادات منظمة الصحة العالمية، كما تم إنشاء لجنة وطنية للإشراف على تنفيذها، كما سنت الحكومة تشريعات لتنظيم مستويات الأحماض الدهنية المتحولة في الأغذية، وحظر الزيوت المهدرجة، التي تعد المصادر الرئيسية للدهون المتحولة المنتجة صناعيًا، حيث إن وضع حدود إلزامية على الدهون المتحولة، يساهم في إنقاذ حياة أكثر من مليون شخص في الـ 25 عاما المقبلة.

ونوه الوزير إلى التكلفة العالية لعلاج أمراض القلب والأوعية الدموية، والتي تشكل ضغطًا هائلاً على أنظمة الرعاية الصحية، ويؤثر سلبًا على الإنتاجية والاقتصاد بسبب الوفيات المبكرة والإعاقات الناجمة عن أمراض القلب، مشيرًا إلى أن وزارة الصحة المصرية أطلقت حملة «قلبك أمانة»، والتي تهدف إلى رفع مستوى الوعي حول صحة القلب والأوعية الدموية.

واستعرض الوزير، التقدم الذي أحرزته مصر حتى الآن في طريقها نحو نهج الوقاية والتدخل المبكر والتدابير الاستباقية، مشيرًا في هذا الصدد إلى مبادرات الصحة العامة «100 مليون صحة» والتي ساهمت في إنشاء قاعدة بيانات دقيقة حول توزيع الأمراض غير المعدية، مما ساهم في دعم جهود وزارة الصحة في بناء خارطة طريق وطنية للوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها.

وكشف وزير الصحة والسكان، عن تحديد مرض الكلى المزمن، كأحد الأمراض غير السارية المنتشرة في مصر بسبب ارتفاع معدل الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم بشكل رئيسي، مشيرًا إلى المبادرة الرئاسية لفحص مرض الكلى المزمن والتي أُطلقت في سبتمبر 2021، وساهمت في فحص ما يقرب من 13.5 مليون شخص فوق سن 40 عامًا من المعرضين للخطر، وهم مرضى السكر ارتفاع ضغط الدم.

وفيما يخص محور التعليم والتوعية، تحدث الوزير، عن جهود مصر في تعزيز التعليم والوعي إيمانًا بإدراك قوة المعرفة، من خلال تزويد المجتمعات بالمعلومات حول أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الكلى، مشيرا إلى الشراكة بين القطاعين العام والخاص من خلال التعاون بين الحكومات ومقدمي الرعاية الصحية والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص، وهو أمر لا غنى عنه في التصدي بفعالية لهذا التحدي متعدد الأوجه.

وأشاد الوزير ببرنامج "Healthy Heart Africa"، الذي تقوده شركة «استرازينيكا»، وهو يعد مثالًا رائعًا للشراكة الناجحة بين القطاعين العام والخاص، حيث تمكن البرنامج خلال 10 سنوات منذ إطلاقه من تحديد أكثر من 10.8 مليون شخص يعانون من ارتفاع ضغط الدم في جميع أنحاء القارة الأفريقية، معربًا عن تطلع مصر لتنفيذ هذا البرنامج بمصر وكذلك توسيع نطاقه لدعم مرض الكلى المزمن.

وأكد الدكتور خالد عبدالغفار، أن تحقيق هذه الأهداف، يوجب تعزيز التعاون على المستويين الإقليمي والدولي، من خلال تبادل أفضل الممارسات وتبادل المعرفة ودعم بعضنا البعض، فضلاً عن دفع الأولوية لتعزيز أنظمتنا الصحية، بما تشمله من بناء بنية تحتية قوية، وضمان وجود قوى عاملة كافية في مجال الرعاية الصحية، وتعزيز جهود بناء القدرات، فضلاً عن الاستثمار في تدريب المتخصصين في الرعاية الصحية، وتزويدهم بالمهارات والمعرفة اللازمة لتلبية الاحتياجات المعقدة للمرضى الذين يعانون من أمراض القلب والكلى.

واختتم وزير الصحة والسكان كلمته، بالتأكيد على الالتزام بالمساواة في مجال الصحة، حيث تؤثر الأمراض غير المعدية بشكل غير متناسب على الفئات السكانية الضعيفة، مما يؤدي إلى تفاقم الفوارق الاجتماعية والاقتصادية القائمة، مشيرًا إلى وجوبية وجود تدخلات عادلة، ويمكن الوصول إليها، وبأسعار معقولة للجميع، فضلاً عن اتخاذ السياسات التي تعزز العدالة الاجتماعية، وتعطي الأولوية للتدابير الوقائية.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: التصالح في مخالفات البناء الطقس أسعار الذهب سعر الدولار معبر رفح مهرجان كان السينمائي الأهلي بطل إفريقيا معدية أبو غالب طائرة الرئيس الإيراني سعر الفائدة رد إسرائيل على إيران الهجوم الإيراني رأس الحكمة فانتازي طوفان الأقصى الحرب في السودان خالد عبدالغفار وزير الصحة أفريقيا أمراض القلب والأوعیة الدمویة الرعایة الصحیة الأمراض غیر وزیر الصحة مشیر ا

إقرأ أيضاً:

منظمة الصحة العالمية تستنكر الهجوم على مستشفى في الفاشر بالسودان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استنكر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور "تيدروس جيبرييسوس"، الهجوم على مستشفى الولادة الوحيد في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور بالسودان ووصفه بأنه "صادم ومروع"، داعيا "الأطراف المتحاربة إلى حماية الأمهات والأطفال في جميع الأوقات والسماح لهم بالوصول الآمن إلى الرعاية الصحية في السودان".
وشدد جيبرييسوس، بحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، على ضرورة حماية الأمهات والأطفال في جميع الأوقات والسماح لهم بالوصول الآمن إلى الرعاية الصحية، مشيرا إلى أن العاملين في مجال الرعاية الصحية يجب أن يكونوا قادرين على العمل بأمان.
ولفت المدير العام إلى أنه على الرغم من الهجوم، فإن المستشفى يواصل عمله بفضل تفاني موظفيه الذين يعملون في ظروف مزرية.
بدورها قالت المنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان كليمنتاين نكويتا سلامي، إنه منذ 10 مايو الماضي، باتت مدينة الفاشر مسرحا لقتال عنيف بين أطراف الصراع الدائر في السودان منذ 14 شهرا، وقدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن عدد النازحين من الفاشر على مدار الأشهر الثلاثة الماضية بلغ نحو 143 ألف شخص بسبب الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
وتزايدت الدعوات من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في الأسابيع الأخيرة لمنع السودان من الانزلاق إلى كارثة إنسانية يمكن أن تدفع الملايين إلى المجاعة، بسبب نقص الغذاء الناجم عن القتال الذي انتشر إلى 12 من أصل 18 ولاية في البلاد.
ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، لا يزال الناس في أجزاء من ولايات الخرطوم ودارفور وكردفان محرومين من المساعدات الغذائية والصحية، كما أن سوء التغذية لدى الأطفال في السودان وصل إلى مستويات الطوارئ، ويواجه حوالي تسعة ملايين طفل انعدام الأمن الغذائي الحاد في السودان. 
وحدد تحليل حالة الأمن الغذائي لبرنامج الأغذية العالمي 44 نقطة ساخنة للجوع في السودان، وخاصة في مناطق القتال النشط مثل الخرطوم وكردفان ودارفور والجزيرة، حيث يتعرض 2.6 مليون شخص لخطر كبير للانزلاق في المرحلة الخامسة من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، أي المجاعة. 
ويعمل البرنامج على توسيع نطاق عملياته لتجنب المجاعة، معطيا الأولوية لهذه المناطق، حيث قدم مساعدات غذائية إلى 22 من نقاط الجوع الساخنة منذ يناير الماضي. 
ووصل برنامج الأغذية العالمي إلى أكثر من ثلاثة ملايين شخص، ويخطط للوصول إلى خمسة ملايين آخرين من خلال المساعدات الغذائية العامة والمواد الغذائية والوجبات المدرسية وأنشطة الصمود على مدار العام.

مقالات مشابهة

  • «الصحة» توجّه بمراجعة عدد العمليات الجراحية وسرعة الانتهاء من قوائم الانتظار
  • أبرزها الوقاية من حصي الكلى.. تعرف على الفوائد الصحية لتناول فاكهة الرمان
  • “مركز مكافحة الأمراض” يشارك بملتقى الرعاية الصحية السادس عشر
  • افتتاح ملتقى ومعرض ليبيا الدولي للرعاية الصحية
  •  انطلاق فعاليات ملتقى ومعرض ليبيا الدولي للرعاية الصحية
  • منظمة الصحة العالمية تستنكر الهجوم على مستشفى في الفاشر بالسودان
  • وزير الزراعة يتفقد معمل سمارت لاب لتشخيص الأمراض النباتية ويشيد بمستوى المعمل
  • استشاري: جائحة كوفيد تسببت في ارتفاع معدلات الأمراض النفسية
  • صحة الإنسان أولًا.. المملكة تقدم الرعاية الصحية لـ141 ألف حاج بلا تصريح
  • 1301 متوفي في الحج.. وزير الصحة السعودي يكشف سبب ارتفاع وفيات موسم 2024