قتل 35 فلسطينيا وأصيب العشرات غالبيتهم من النساء والأطفال، الأحد، في غارات إسرائيلية عنيفة استهدفت منزلين ومخيما يكتظ بأكثر من 100 ألف نازح فلسطين شمالي غرب مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة.

 

ويقع المخيم ضمن مناطق حددها الجيش الإسرائيلي مسبقا على أنها آمنة، ودعا النازحين إلى التوجه إليها، ولم يصدر أي بيانات أو تحذيرات للنازحين وسكان المنطقة لإخلائها.

 

وتأتي المجزرة بعد يومين من قرار محكمة العدل الدولية إيقاف الهجوم العسكري الإسرائيلي في رفح فورا.

 

وأفادت الأناضول بأن المخيم الذي قصفته إسرائيل يقع في منطقة تل السلطان شمال غربي رفح ويضم مئات الخيام والكرفانات التي تؤوي أكثر من 100 ألف فلسطيني نزحوا من مختلف مناطق القطاع.

 

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن "30 شهيدا وعشرات الجرحى الحصيلة الأولية لمجزرة الاحتلال الإسرائيلي بمخيم النازحين غربي مدينة رفح".

 

وأضاف المكتب، في بيان له، إن "الجيش الإسرائيلي قصف مخيم النازحين بأكثر من 7 صواريخ وقنابل عملاقة تزن الواحدة منها أكثر من 2000 رطل من المتفجرات".

 

وتابع: "جيش الاحتلال سبق وحدد المخيم الذي قصفه برفح ضمن المناطق الآمنة ودعا النازحين للتوجه إليها".

 

واعتبر "الإعلامي الحكومي" بغزة، أن "المجزرة في رفح رسالة واضحة من إسرائيل للمحكمة الدولية والمجتمع الدولي مفادها بأن المحرقة ضد المدنيين بغزة مستمرة".

 

وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي قصف خلال الـ24 ساعة الماضية 10 مراكز نزوح في أنحاء القطاع، ما أسفر عن 190 قتيلا وجريحا.

 

وبعد المجزرة الإسرائيلية في مخيم النازحين غربي رفح، قصفت الطائرات الإسرائيلية منزلين في المدينة ما أسفر عن سقوط 5 قتلى وعدد من الجرحى ليترفع إجمالي ضحايا القصف الإسرائيلي على المدينة خلال مساء الأحد، إلى 35 قتيلا وعشرات الجرحى، حسب مصادر طبية فلسطينية.

 

من جانبه، قال جهاز الدفاع المدني الفلسطيني بغزة، في بيان، إن طواقمه نقلت أكثر من 50 شخصا بين قتيل وجريح جراء القصف الإسرائيلي لمخيم النازحين غربي رفح.

 

وأشار إلى أن المنطقة التي استهدفها الاحتلال الإسرائيلي شمال غربي رفح يوجد بها 100 ألف نازح.

 

كما قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان، إن "مستشفى الصليب الأحمر الميداني في رفح تعاملت مع تدفق من الجرحى بحاجة لتلقي العلاج جراء تعرضهم لإصابات وحروق شديدة".

 

وأضافت اللجنة الدولية، أنه "تردنا معلومات أن مشافي أخرى بالمدينة اكتظت بالمصابين في نفس الوقت".

 

وفي السياق نفسه، قال الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان، إن طواقمه نقلت عددا كبيرا من القتلى والإصابات عقب الاستهداف الإسرائيلي لخيام النازحين الواقع قرب مقر الأمم المتحدة شمال غربي رفح.

 

فيما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، في بيان آخر، بأن "طواقم الإسعافات تقف حائرة أمام نقل الشهداء والجرحى نتيجة عدم وجود مستشفى في رفح يتسع لهذه الأعداد من الضحايا".

 

من ناحيته، قال مسعف فلسطيني لمراسل الأناضول، بأن أطقم الإسعاف "انتشلت عددا كبيرا من الأطفال الشهداء بالقصف الإسرائيلي على مخيم النازحين".

 

وأضاف المسعف أن "من بين الأطفال الذين تم انتشالهم طفل بلا رأس وأطفال تحولت أجسادهم إلى أشلاء بفعل شدة القصف".

 

وأشار إلى أن النيران كانت تشتعل في المخيم المستهدف بشكل كبير بفعل شدة القصف وكونه مليء بالخيام.

 

من جانبها، قالت لجنة الطوارئ في رفح، إن "المنطقة التي استهدفها الاحتلال الإسرائيلي ادعى سابقا أنها آمنة".

 

وذكرت اللجنة، في بيان، أن "ارتكاب إسرائيل المجزرة بحق النازحين يعكس الإصرار الإسرائيلي على استمرار عمليات القتل والتدمير في المدينة، وتجاوز لكل المطالبات والقرارات الدولية".

 

واعتبرت أن "المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي غربي رفح تنسف كل ادعاءات الاحتلال بوجود مناطق آمنة بالمدينة".

 

بدورها، اعتبرت حركة "حماس"، أن "المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال غربي رفح في منطقة مكتظة بمئات آلاف النازحين سبق وأن أعلن أنها منطقة آمنة".

 

وقالت الحركة، في بيان، إن "المجزرة الإسرائيلية تحدٍ واستهتار تام وتجاهل لقرار محكمة العدل الدولية التي طالبت الاحتلال بوقف عدوانه على رفح".

 

وحمّلت "الإدارة الأمريكية والرئيس جو بايدن بشكلٍ خاص المسؤولية الكاملة عن المجزرة برفح".

 

واعتبرت أن "إسرائيل لم تكن لترتكبها لولا دعم واشنطن لها".

 

وفي بيان آخر، دعت "حماس" الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل والخارج إلى الانتفاض والخروج بمسيرات غاضبة ضد المجزرة الإسرائيلية في قطاع غزة.

 

وفي هذا السياق، اعتبرت لجنة القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، أن "جريمة إسرائيل البشعة بمخيم النازحين برفح دليل إضافي على جرائم الإبادة التي ترتكبها بحق شعبنا في الوقت الذي تعلن كذبا بأنها تتخذ إجراءات لحماية المدنيين".

 

وشددت اللجنة (تضم غالبية الفصائل الفلسطينية) في بيان، على أن "واشنطن شريك بقتل الأطفال في غزة بإصرارها على منع وقف الحرب وتزويد الاحتلال بشتى القذائف الفتاكة والسلاح المدمر والمحرم دوليا".

 

وتواصل إسرائيل غاراتها العنيفة على رفح رغم إصدار محكمة العدل الدولية، الجمعة، تدابير مؤقتة جديدة تطالبها بأن "توقف فورا هجومها على رفح"، وأن "تحافظ على فتح معبر رفح لتسهيل إدخال المساعدات لغزة"، وأن "تقدم تقريرا للمحكمة خلال شهر عن الخطوات التي اتخذتها" بهذا الصدد.

 

ومنذ 6 مايو/ أيار الجاري، تشن إسرائيل هجوما بريا على رفح، واستولت في اليوم التالي على معبر رفح الحدودي مع مصر، ما أدى إلى إغلاقه أمام عبور الجرحى ومساعدات إنسانية شحيحة بالأساس.

 

وخلفت الحرب على غزة أكثر من 116 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی غربی رفح أکثر من على رفح فی رفح

إقرأ أيضاً:

فصل الشتاء.. ضيف ثقيل على النازحين في قطاع غزة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

القصف من فوقهم، والعدو أمامهم، وبرودة الشتاء تتربص بهم، حصار أحكمت حلقاته، وضرب حول سكان قطاع غزة، أيقونة الصبر والصمود، أمام محتل لا يوجد في قاموسه أي مفردات إنسانية.

عرضت قناة «القاهرة الإخبارية» تقريرًا بعنوان «فصل الشتاء.. ضيف ثقيل على النازحين في قطاع غزة»، توضح فيه أن سكان غزة تزداد معاناتهم في ظل دخول فصل الشتاء، فلا يوجد ملابس ثقيلة يرتدونها، والخيم لا تستطيع أن تقيهم من برودة الفصل.

وقال التقرير، إنه مع دخول فصل الشتاء تزداد معاناة سكان القطاع المحاصر، في ظل شح الطعام والدواء وانعدام كل وسائل التدفئة لهم ولأطفالهم.

ولفت التقرير، إلى أنه وسط أنقاض المنازل المهدمة ومن بين خيام مزدحمة، ومهترئة لا تقي برد شتاء، ولا حرارة صيف، تخرج صرخة للعالم، فكيف يمكن أن تتحول أبسط الأحلام في الحصول على مأكل ومأوى دافئ إلى كابوس مؤرق.
وأشار التقرير، إلى أن الوسائل البدائية كإشعال النيران للتدفئة، رصدتها طائرات الاحتلال واعتبرتها هدف مباشر لإتمام حرب الإبادة فتحول شعلة التدفئة إلى هدف للحرق والقتل.

وأوضح التقرير، أن أطفال غزة هم بنك أهداف الاحتلال الإسرائيلي، الذين سلبت الحرب طفولتهم، وألعابهم، وأحلامهم، إذ أنها سلبتهم فرصتهم من نيل أبسط الحقوق الإنسانية، من ملابس وجوارب وطعام ساخن، فلا يوجد ملابس ثقيلة تقيهم من برودة الجو، ولا طعام كافيًا، يطفئ جوع بطونهم، في ظل الليال العصبية التي تمر على سكان القطاع.


 

مقالات مشابهة

  • سرايا القدس تقصف مقر قيادة للاحتلال الإسرائيلي في “نتساريم” جنوب غزة 
  • 12 قتيلا بانفجار مصنع شمال غرب تركيا
  • 12 قتيلا بانفحار مصنع للأسلحة شمال غربي تركيا
  • شهيدان في غارة للاحتلال جنوب لبنان.. وميقاتي يطالب بتسريع الانسحاب الإسرائيلي
  • مجزرة للاحتلال بمخيم النصيرات تخلف أكثر من 50 شهيدا
  • فصل الشتاء.. ضيف ثقيل على النازحين في قطاع غزة
  • تعز.. مجزرة حوثية جديدة بمديرية مقبنة أسفرت عن استشهاد وإصابة 4 أطفال
  • مجزرة جديدة جنوب غزة / شاهد
  • مجزرة جديدة جنوب غزة والأونروا تتهم إسرائيل بانتهاك قواعد الحرب
  • اقرأ في عدد «الوطن» غدا.. «عائلة أبونصر» «حائط الصد» ضد همجية الاحتلال الإسرائيلي