عبد الباري عطوان جاء الرد عمليا وسريعا، ومن كتائب المقاومة في الداخل على اجتماع العلمين الفاشل لقادة الفصائل المقاومة الذي انعقد بدعوة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتغطية تواطؤ السلطة مع دولة الاحتلال بعد مجزرة جنين، وقيام قوات أمنها بإقتحام المخيم، واعتقال العديد من مقاتليه في إطار صفقة مع حكومة نتنياهو العنصرية وأجهزتها الأمنية بما يجعل منها القوة البديلة لنظيرتها الإسرائيلية لتجنيب الأخيرة تكرار هزائمها وفشلها في السيطرة وتقليص خسائرها البشرية والمعنوية في حربها مع المقاومة.

الرد الذي نتحدث عنه جاء في تنفيذ عمليتين عسكريتين، الأولى كانت يوم امس عندما اقتحم الشاب الشهيد محمد سليمان المزارعة (20 عاما) مستوطنة معاليه ادوميم شرق القدس المحتلة، واطلق النار من بندقيته الرشاشة “ام 15” على مستوطنيها، فأصاب 6 منهم إصابة اثنين خطيرة جدا. اما العملية الثانية فوقعت اليوم الأربعاء عندما أطلقت خلية فدائية النار على حافلة للمستوطنين اليهود في منطقة الاغوار، وأصابت أحدهم حسب البيان الرسمي الإسرائيلي، ولكن من غير المستبعد حصول خسائر أخرى بالنظر الى كثافة النيران، وأعلنت حركة “حماس” بشكل غير مباشر مسؤوليتها عنن تنفيذ العمليتين، ووصفها منفذيها بـ”الابطال”، وهناك مؤشرات شبه مؤكدة بأن عمليات عسكرية مماثلة في الطريق. *** إجتماع الأمناء العامين في مصيف العلمين، الذي قاطعته ثلاثة فصائل أبرزها حركة الجهاد الإسلامي جاء من اجل التهدئة، والبحث عن هدنة دائمة مع الاحتلال مقابل إعادة تشغيل حقل “مارين” للغاز في مياه بحر غزة، وتوزيع عوائده بين السلطة ودولة الاحتلال وحركة “حماس” وبضمانات مصرية وتركية، اما تصعيد العمليات الفدائية في الضفة الغربية فجاء من قبل كتائب مقاومة من الشباب لا يرتبط معظمها بأي من التنظيمات المشاركة في الاجتماع السياحي المذكور. استخدام بنادق رشاشة في هذه الهجمات الجريئة، والمدروسة بعناية ضد المستوطنين، أكثر ما يقلق المؤسستين الأمنية والعسكرية في دولة الاحتلال، بسبب حالتي القلق والرعب الناجمتين عن هذا الاستخدام، وانعكاساتها على المجتمع الإسرائيلي في ظل ازماته والانقسامات الداخلية التي يعيشها حاليا، وإعلان آلاف الأطباء، والكبار منهم خاصة، الرغبة بالمغادرة الى اماكن آمنة في الخارج، وعلى رأسها أمريكا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، واستعدادهم للقبول برواتب متدنية سعيا للأمان لهم ولأطفالهم، ايمانا بأن نهاية “إسرائيل باتت وشيكة. الردع الإسرائيلي يقوم على أربعة أسس رئيسية جميعها تعيش حاليا حالة من الضعف والتآكل: الأول: قوة الجيش وتفوقه في محيطه، واللافت ان هذه القوة، والجوية المتفوقة خصوصا، باتت متراجعة امام سلاح الصواريخ والمسيّرات التي يملكها الطرف الآخر المواجه، أي محور المقاومة. الثاني: التحالف مع أمريكا وأوروبا، هذا التحالف يعيش حاليا أسوأ أيامه، فإدارة بايدن في حالة تصادمية مع حكومة اليمين الحاكمة في تل ابيب، وترفض التعاطي مع بنيامين نتنياهو، وفوق هذا وذاك غارقة ومعها أوروبا، في المستنقع الدموي الاوكراني النازف ماليا وعسكريا حتى اذنيها. الثالث: الاقتصاد القوي الذي جعل من “إسرائيل” “مغناطيس” جذب للمهاجرين، وعنصر بقاء واسترخاء للمستوطنين في فلسطين المحتلة، وهذا الاقتصاد بدأ في الانهيار لانعدام تدريجي للأمن والاستقرار، فالعملة الإسرائيلية “الشيكل” في تراجع سريع، وكذلك الأسواق المالية (البورصة) نتيجة هروب رؤوس الأموال وشركات التكنولوجيا والاستثمارات الخارجية. الرابع: الوحدة الداخلية، ولعل الانقسام الرأسي الذي تعيشه دولة الاحتلال حاليا، وظهور الفوارق العنصرية الضخمة، وظهور الفوارق العنصرية الضخمة بين اليهود الشرقيين ونظرائهم الغربيين (الذين لعبوا دورا كبيرا في تأسيس الحركة الصهيونية وقيام الدولة العبرية اغتصابا لارض فلسطين)، أحد عوامل ضعف وانهيار هذه الوحدة التي راهن عليها حكماء صهيون. *** عندما تقول لجنة الخارجية والأمن في الجيش الإسرائيلي في تقريرها، ان دولة الاحتلال تواجه تهديدين خطيرين، الأول العمليات الفدائية الفلسطينية الداخلية، والتحرشات المتزايدة من قبل مقاتلي المقاومة الاسلامية في لبنان، وبما يذكّر بأوضاع وتوترات مماثلة سادت قبل حرب تموز عام 2006، وتزايد احتمالات خطف جنود إسرائيليين، سواء بإقتحام كتائب “الرضوان” للجليل او بدونه، فإن هذا التقرير يعني ان احتمالات الحرب باتت اكبر بكثير من احتمالات استمرار الهدوء الهش الراهن. المشكلة الكبرى تكمن في القيادة الفلسطينية الرسمية (السلطة) المتواطئة وفاقدة الشعبية، او “غير الرسمية” وتتمثل في فصائل مقاومة بعضها له حضور على الأرض، والبعض الآخر وهمي، وينطبق عليها المثل الذي يقول “العدد في الليمون”، باعتباره كان الأرخص بين كل المنتوجات الأخرى في فلسطين. مثلما سرعت بإطاحة “الرصاصة الأولى” والعمل الفدائي بقيادة منظمة التحرير وقيادتها للشعب الفلسطيني في فترة منتصف الستينات، بسبب رهانها على الأنظمة العربية، ستطيح كتائب المقاومة في الضفة، ابتداء من كتائب شهداء الأقصى والقسام، وسرايا القدس، وعرين الأسود بالقيادة السلطوية الحالية، واجتثاثها من جذورها، وانهاء دورها المتواطئ والحامي للاحتلال ومستوطنيه.. والأيام بيننا.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: دولة الاحتلال

إقرأ أيضاً:

كاتس: إسرائيل ستبقى في المواقع الخمسة التي أنشأتها في جنوب لبنان

#سواليف

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل #كاتس أن قوات الجيش ستبقى في المواقع الخمسة التي أنشأتها في #جنوب_لبنان بعد انتهاء مهلة اتفاق وقف إطلاق النار في 18 فبراير 2025.

وخلال تقييم أجراه أمس مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، ومسؤولين عسكريين آخرين، أوضح كاتس أن “الجيش الإسرائيلي سيبقى في النقاط الخمس التي تسيطر على #المنطقة_العازلة في #لبنان، إلى أجل غير مسمى، من أجل حماية سكان الشمال”.

وشدد على أن “هذا لا علاقة له بالمفاوضات المستقبلية حول نقاط الخلاف على الحدود”.

مقالات ذات صلة قبل الإفطار .. 4 شهداء بقصف الاحتلال خلال جمعهم الحطب، في حي الزيتون 2025/03/14

وذكر مكتب كاتس أن الوزير “أصدر تعليماته للجيش بتحصين مواقعه في النقاط الاستراتيجية الخمس والاستعداد للبقاء هناك لفترة طويلة”.

وكان رئاسة الوزراء الإسرائيلية أعلنت قبل يام أنها وافقت على إجراء محادثات تهدف إلى ترسيم الحدود مع لبنان، مبينة أنه تم الاتفاق على تشكيل ثلاث مجموعات عمل مشتركة مع لبنان وفرنسا والولايات المتحدة، بهدف مناقشة قضايا تتعلق بترسيم ” #الخط_الأزرق “، والمواقع الخمس التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى ملف المحتجزين اللبنانيين في خطوة وصفتها بأنها “بادرة حسن نية تجاه الرئيس اللبناني”.

وقالت مورغان أورتاغوس، نائبة المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، في بيان: “تعلن الولايات المتحدة اليوم أننا نعمل على تقارب بين لبنان وإسرائيل لإجراء محادثات تهدف إلى حل عدد من القضايا العالقة بين البلدين دبلوماسيا”.

وقالت الرئاسة اللبنانية على منصة “إكس” أن الرئيس جوزيف عون تبلغ “تسلم لبنان أربعة أسرى لبنانيين كانت قد احتجزتهم القوات الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة، على أن يتم تسليم أسير خامس يوم غد الأربعاء”.

ورغم انتهاء مهلة سحب إسرائيل لقواتها من جنوب لبنان بموجب وقف إطلاق النار في 18 فبراير، إلا أنها أبقت على وجودها في خمس نقاط استراتيجية في جنوب لبنان على امتداد الحدود، ما يخولها الإشراف على بلدات حدودية لبنانية والمناطق المقابلة في الجانب الاسرائيلي للتأكد “من عدم وجود تهديد فوري”، حسبما تقول.

مقالات مشابهة

  • “فتح الانتفاضة”: مجزرة بيت لاهيا يمثل إمعانًا في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني
  • شهيد وجريح جراء استهداف مسيّرة للعدو الإسرائيلي سيارة في جنوب لبنان
  • فصائل فلسطينية تعقب على القصف الإسرائيلي في بيت لاهيا
  • شهيد في غارة إسرائيلية استهدفت مركبة بمنطقة برج الملوك جنوب لبنان (شاهد)
  • كاتس: إسرائيل ستبقى في المواقع الخمسة التي أنشأتها في جنوب لبنان
  • إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال الإسرائيلي بلدة بيتا جنوب نابلس
  • غارات لطيران الاحتلال الإسرائيلي على لبنان
  • أكثر من 1300 خرق للاحتلال الإسرائيلي منذ وقف اطلاق النار في غزة
  • الجيش الإسرائيلي يشن غارات على مواقع لحزب الله جنوبي لبنان
  • اللواء أحمد العوضي: الأحداث الحالية بغزة هى الأصعب على مدار تاريخ الصراع العربى الإسرائيلي