ليبيا- أجرى “المجلس الأطلسي” للدراسات والأبحاث في الولايات المتحدة مقابلة مع رئيس مفوضية الانتخابات عماد السايح تمحورت حول مستجدات الملف الانتخابي.

المقابلة التي تابعتها وترجمتها صحيفة المرصد تناولت الانتخابات الرئاسية والتشريعية بوصفها ضرورية بالنسبة للشعب الليبي لإقامة الحكم الشرعي وحل الأزمة السياسية فيما تواجه ليبيا عقبات كبيرة في تنظيمها ما يجعل الحوار وتحقيق الاستقرار وإصلاح القوانين الانتخابية ضرورة ملحة وفيما يلي نصر المقابلة:

س/ هل ستجرى الانتخابات في ليبيا يوما ما؟

ج/ الأطراف المعنية بالأزمة السياسية الليبية الحالية بما في ذلك المجتمع الدولي بقيادة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا تعتبر الانتخابات هدفا وليس أداة ويعلم الجميع أنها من أدوات التداول السلمي للسلطة ما يستلزم تنفيذها ضمن بيئة سياسية توافقية وإطار ثقافي يعزز الحد الأدنى من الأمن والاستقرار.

وللأسف هذه الظروف غائبة حاليا عن المشهد السياسي الليبي وطالما أن هذا المنظور هو السائد فإن المسار نحو هذه الانتخابات والتداول السلمي للسلطة في ليبيا سيواجه عديد القيود الكبيرة ما قد يؤدي إلى تأخير أو حتى منع إجرائها على المدى القصير.

ما هي الأسباب الرئيسية الحالية وراء تأخيرها؟

ج/ أصبحت البيئة السياسية الليبية معادية للمبادئ الديموقراطية وخاصة الانتخابات ويمكن إرجاع هذه الظاهرة إلى بعض العوامل التي أدت إلى نتائج سلبية وساهمت في تشكيل البيئة خلال الـ12 سنة الماضية ومن أبرز هذه العوامل غياب ثقافة الديموقراطية والتداول السلمي للسلطة داخل المجتمع الليبي.

إن عدم وجود دستور ينظم عملية تداول السلطة والتدخلات الأجنبية السلبية للحفاظ على المصالح والإبقاء على الوضع الراهن والأداء غير الفعال لمعظم المبعوثين الخاصين للأمين العام للأمم المتحدة.

س/ هل يمكن تعديل قانون الانتخابات؟

ج/ بسبب عدم وجود دستور دائم يحدد القواعد التشريعية الأولية للعملية الانتخابية في ليبيا ولم تقبل الأطراف السياسية المشاركة في الأزمة مواد وأحكام محددة خاصة تلك المتعلقة بمؤهلات المرشح والنظام الانتخابي.

وفي الانتخابات الليبية من الشائع أن تقوم بعض الأحزاب السياسية بعرقلة أي عملية انتخابية يمكن أن تنهي مسيرتها السياسية ولذلك فإن تعديل القوانين الانتخابية في ليبيا يمثل تحديا أكبر بكثير من صياغتها في البداية.

س/ هل ستؤثر استقالة باتيلي على إمكانية إجراء الانتخابات؟

ج/ خلال 12 سنة من التعامل مع الأزمة الليبية لم يكن لدى بعثة الأمم المتحدة أي رؤية استراتيجية لنقل الدولة الليبية من المرحلة الانتقالية إلى مرحلة الاستقرار الدائم فكل مبعوث أممي يتبنى رؤية مختلفة لحل الأزمة السياسية انطلاقا من قناعاته وتصوراته.

وهذه التصورات ستتأثر بلا شك بسلوكه الشخصي من جهة وبالحقائق السياسية الثابتة والمتغيرة على الصعيدين المحلي والخارجي والساحات من جهة أخرى أغلبهم فشل في مهمته ومن كان سينجح وجد نفسه أمام تحديات لم يكن بوسعه التغلب عليها دون دعم دولي منقسم أيضا.

ويكشف تحليل الإحاطات التي قدموها لمجلس الأمن الدولي التي تناولت في المقام الأول الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية في ليبيا لأن استقالة أي مبعوث خاص واستبداله لن يكون له تأثير كبير دون وجود إستراتيجية متماسكة.

س/ هل من المفيد التركيز على الحوارات العسكرية والاقتصادية بدلا من الحوار السياسي؟

ج/ النقطة المحورية في الأزمة الليبية هي البعد السياسي وهو مصدرها الأساسي ولا يمكن تجاهله ومعالجة الجوانب الأخرى مثل المخاوف الاقتصادية أو الأمنية تتطلب حلا سياسيا يؤدي لوجود سلطة منتخبة تمتلك الشرعية اللازمة لإدارة أزمات أخرى بفعالية وشفافية وإعطاء الأولوية للمصالح الوطنية قبل كل شيء.

وفي الوقت الحالي هناك اتجاه للاستفادة من المصالح والطموحات الأجنبية للحفاظ على السلطة، مما يعيق التقدم نحو حل الأزمة وإن الاستمرار في هذا النهج في ظل غياب قيادة سياسية موحدة وواعية سيؤدي إلى تفاقم الصراعات السياسية وتعميق الانقسامات الداخلية.

كما أنها ستحمي مصالح الدول الأجنبية المشاركة في الصراع وحلفائها المحليين وتمنع أي تغييرات سياسية قد تهدد مصالحهم.

ترجمة المرصد – خاص

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

الأحزاب والقوى السياسية تدين التصنيف الأمريكي وتؤكد مواجهة كل أشكال الاستهداف

وأصدرت الأحزاب والمكونات والتكتلات السياسية اليمنية، طيلة اليومين الماضيين جملة من البيانات، أكدت أن الولايات المتحدة الأمريكية التي ملأت الأرض بإجرامها، ليست مؤهلة لأن تتهم أطرافاً حملوا المبادئ والقيم في مقارعة الطغاة ونصرة المظلومين، ومواجهة "الإرهاب" والإجرام الصهيوأمريكي.
أحزاب اللقاء المشترك أدانت القرار الأمريكي واعتبرته "استهدافًا سافرًا للشعب اليمني بكل مكوّناته".

وأكدت أن القرار يعبِّر عن انحياز واضح من أمريكا لصالح الكيان الصهيوني، ومعاقبة للشعب اليمني على مواقفه الراسخة في نصرة القضية الفلسطينية، ودعمه المبدئي لقضايا الأمة العادلة.

وقالت إن "أصل الإرهاب يتمثل في السياسات الأمريكية العدوانية، التي تنتهج قتل المدنيين وتدمير الأوطان في فلسطين واليمن، وسائر دول المنطقة".
وأهابت بشعوب أمتنا وأحرار العالم الوقوف ضد هذا القرار الجائر، لافتة إلى أن هذه التصنيفات لن تزيد شعبنا إلا صمودًا وثباتًا في الدفاع عن حقوقهم العادلة، وقضايا أمتهم المصيرية.

من جهته استنكر تكتل الأحزاب والقوى السياسية المناهضة للعدوان هذا التصنيف المتغطرس، مؤكداً أنه "يمثل استمرارا للسياسة الأمريكية الداعمة للإرهاب والإجرام الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني وشعوب الأمة".

وأكد التكتل أن التصنيف يستهدف الشعب اليمني كاملًا؛ جراء موافقه المشرِّفة المساندة لمظلومية الشعب الفلسطيني، لافتاً إلى أن الشعب اليمني سيظل داعمًا لقيادته وقواته المسلحة، ولكل القوى الوطنية والإقليمية التي تناهض المشروع الصهيوني - الأمريكي، وفي مقدمتهم أنصار الله.

ونوه إلى أن التصنيف لن يزيد اليمنيين إلا إصرارًا على أداء دورهم الكامل في ظل قيادتهم القرآنية الحكيمة، محملة أمريكا ورئيسها والأمم المتحدة المسؤولية الكاملة جراء التداعيات الإنسانية والاقتصادية التي قد تترتب على هذا التصنيف، داعياً كل أحرار العالم إلى إدانة هذا القرار المعبِّر عن الصلف الأمريكي تجاه الشعوب والمجتمعات الحرة.

وجدّدت الأحزاب المناهضة للعدوان، الدعوة للشعب اليمني وقواه الحية إلى العمل الجاد على كافة الأصعدة، والاستعداد لمواجهة التحديات والتداعيات المحتملة تجاه اليمن.

وكان حزب المؤتمر الشعبي العام، وتنظيم التصحيح قد أدانا هذا التصنيف الأمريكي الاستكباري، مؤكدين أنه يكشف إزدواجية المعايير التي تنتهجها واشنطن ومساعيها لإعاقة مسارات السلام في اليمن.
وأشارا حزب المؤتمر وتنظيم التصحيح إلى أن هذا التصنيف يعتبر خدمة للكيان الصهيوني النازي المحتل والمؤقت، الذي مارس وما يزال أبشع جرائم حرب الإبادة الجماعية والتجويع والحصار المطبق بحق أبناء غزة وفلسطين، بدعم ومشاركة إدارة بايدن.

ولفتا إلى أن مثل هذه القرارات العمياء لن تثني الشعب اليمني عن مواصلة نضاله، وإسناده لقضية الشعب الفلسطيني حتى تحقيق أهدافه في العودة والتحرير، وتقرير المصير، وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

 

مقالات مشابهة

  • تحالف الأحزاب: نرفض مقترح "ترامب" بشأن تهجير الفلسطينيين.. وندعم قيادتنا السياسية
  • تنظيم مؤتمر علمي حول «إشكاليات العزوف عن المشاركة بالانتخابات»
  • بعد تحديد موعدها من قبل المفوضية.. هل يمكن اجراء الانتخابات البرلمانية دون معرقلات؟
  • التكبالي: كثرة المبعوثين الأمميين تعكس فشل المجتمع الدولي في ليبيا
  • بعد تحديد موعدها من قبل المفوضية.. هل يمكن اجراء الانتخابات البرلمانية دون معرقلات؟ - عاجل
  • سويكر: حلّ الأزمة الليبية يجب أن يكون ليبياً خالصاً بعيداً عن التدخلات الخارجية
  • المزوغي: الأزمة الليبية مستمرة مع تعيين المبعوث الأممي العاشر
  • بوتين: كان يمكن تجنب الأزمة في أوكرانيا في 2022 لو كان ترامب رئيسا
  • الأحزاب والقوى السياسية تدين التصنيف الأمريكي وتؤكد مواجهة كل أشكال الاستهداف
  • عملية وشم تنهي حياة مؤثر برازيلي