«الشارقة الخيرية» تكشف عن تفاصيل حملة عيد الأضحى
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
الشارقة: «الخليج»
كشف عبدالله سلطان بن خادم، المدير التنفيذي لـ«جمعية الشارقة الخيرية» عن تفاصيل حملة عيد الأضحى المبارك، بكلفة 7.7 مليون درهم، بواقع 5.2 ملايين درهم مخصصات لتنفيذ شعيرة الأضاحي، و2.5 مليون لتغطية حزمة المبادرات المقرر إطلاقها على مدار شهر ذي الحجة.
مشيراً إلى أن الجمعية ارتأت خلال عدد من الاجتماعات بحث أفضل السبل لضمان التعاقد على الأضاحي المقررة بنحو 12 ألف أضحية داخل الدولة وخارجها، بأسعار مناسبة للتخفيف عن المحسنين الراغبين في أداء الشعيرة من المواطنين والمقيمين.
وأضاف أن الجمعية تحرص على تنفيذ الحملة كل عام بمبادراتها المتنوعة، لما لها من مآثر جليلة في إرساء مبادئ التكافل الاجتماعي بين شرائح المجتمع وإعلاء مكانة العمل الخيري، وجعل شعيرة الأضحية جزءاً لا يتجزّأ من عملها الإنساني، والتسهيل على المحسنين في توصيل أضاحيهم لمستحقيها. فرُبما كثير من المتبرعين يشقّ عليهم الوصول إلى مستحقي لحوم الأضاحي، لكن الجمعية لديها كشوف وسجلات فيها الفئات المستحقة وأعداد أفراد كل أسرة ويمكنها الوصول إليهم بسهولة، مثمنا دعم المتبرعين والشركاء ومبادرتهم لتقديم كل سبل العون الذي يصل إلى مستحقيه بسلاسة ووفق وسائل تسمو بآدمية المستفيدين.
وأضاف ابن خادم أن من المقرر توزيع 2500 أضحية لنحو 25 ألف مستفيد من المسجلين بكشوف المساعدات الداخلية، و10290 أضحية ستوزّع في 43 دولة، بالتعاون مع وزارة الخارجية وسفارات الدولة والمكاتب الإقليمية للجمعية.
وقد رُوعي التعاقد مع المورّدين على قطعان الماشية التي تتطابق مع اشتراطات الشريعة الإسلامية في شعيرة الأضاحي، ويمكن للمحسنين الراغبين في تنفيذ الشعيرة عنهم وعن ذويهم عبر الجمعية التبرع بقيمة الأضحية التي تبلغ 650 درهماً للأضاحي المقرر توزيعها داخل الدولة، و 350 درهماً للأضحية من الأعداد المقرر توزيعها خارج الدولة.
وأضاف أنه اعتمد تنفيذ عدد من المبادرات التي تتضمن تيسير الحج لـ 20 حاجاً من الفئات الأكثر استحقاقاً، إلى جانب تفريج الكربة، وإفطار الصائمين في يوم عرفة لنحو 15 ألف صائم، وعلاج المرضى، وكسوة العيد، ومبادرة عمليات القلوب الصغيرة لما يصل إلى 50 عملية قسطرة، وإطلاق مبادرة بناء 5 مساجد في الهند، وحفر 10 آبار في بنغلاديش وتسيير حملة مكافحة العمى لإجراء العمليات الجراحية لـ 500 من مرضى العيون، وتوفير 700 جلسة غسل الكلى.
وتوجه بالشكر الجزيل إلى المتبرعين والداعمين، متطلعا إلى مساندة أهل الخير للجمعية في إنجاح هذه الحملة.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات جمعية الشارقة الخيرية الشارقة الإمارات عيد الأضحى
إقرأ أيضاً:
التشكيك: سلاح خفي في الحرب النفسية التي تشنها المليشيات
في الحروب، لا تُطلق النيران فقط من فوهات البنادق والمدافع، بل تنطلق أيضاً من وراء الشاشات وصفحات التواصل، عبر رسائل مشبوهة وأحاديث مثبطة، في إطار ما يُعرف بالحرب النفسية. ومن بين أبرز أدوات هذه الحرب وأكثرها خبثاً: “التشكيك”. هذا السلاح الناعم تُديره غرف إلكترونية متخصصة تابعة للمليشيات، تهدف إلى زعزعة الثقة، وتفتيت الجبهة الداخلية، وبث الهزيمة النفسية في قلوب الناس، حتى وإن انتصروا في الميدان.
التشكيك في الانتصارات العسكرية، أحد أكثر الأساليب استخداماً هو تصوير الانتصارات المتحققة على الأرض من قِبل القوات المسلحة السودانية على أنها “انسحابات تكتيكية” من قبل المليشيات، أو أنها “اتفاقات غير معلنة”. يُروّج لذلك عبر رسائل تحمل طابعاً تحليلياً هادئاً، يلبسونها لبوس المنطق والرصانة، لكنها في الحقيقة مدفوعة الأجر وتُدار بخبث بالغ. الهدف منها بسيط: أن يفقد الناس ثقتهم في جيشهم، وأن تتآكل روحهم المعنوية.
التشكيك في قدرة الدولة على إعادة الإعمار، لا يكاد يمر يوم دون أن نقرأ رسالة أو منشوراً يسخر من فكرة إعادة الإعمار، خصوصاً في مجالات الكهرباء والمياه وإصلاح البنى التحتية المدمرة. هذه الرسائل تهدف إلى زرع الإحباط وجعل الناس يشعرون أن لا جدوى من الصمود، وأن الدولة عاجزة تماماً. لكن الواقع أثبت أن إرادة الشعوب، حين تتسلح بالإيمان والثقة، أقوى من أي دمار، وقد بدأت بالفعل ملامح إعادة الحياة تظهر في أكثر من مكان، رغم ضيق الموارد وشدة الظروف.
التشكيك في جرائم النهب المنظمة، مؤخراً، لاحظنا حملة تشكيك واسعة، تُحاول التغطية على جرائم النهب والسلب والانتهاكات التي ارتكبتها المليشيات طوال عامين. الحملة لا تنكر تلك الجرائم بشكل مباشر، بل تثير أسئلة مغلّفة بعبارات تبدو عقلانية، لكنها في جوهرها مصممة بعناية لإثارة دخان كثيف ونقل التركيز نحو جهات أخرى.
كيف نُساهم – دون قصد – في نشر التشكيك؟ المؤسف أن الكثير منا يتداول مثل هذه الرسائل بعفوية، وأحياناً بدافع الحزن أو القلق على الوطن، دون أن يتوقف ليتساءل: من كتب هذه الرسالة؟ ولماذا الآن؟ وما الذي تهدف إليه؟ وبهذا نُصبح – دون أن ندري – أدوات في ماكينة التشكيك التي تخدم أجندة المليشيات وتطعن في ظهر الوطن.
كيف نواجه هذه الحرب النفسية؟
الرد لا يكون بصمتنا أو بتكرار الرسائل المشككة، بل بـ:
وقف تداول أي رسالة مجهولة المصدر أو الكاتب.
عدم إعادة نشر أي محتوى يحمل ظنوناً أو يشكك أو يُحبط أو يثير اليأس.
نشر الإيجابيات، وبث الأمل، وتعزيز الثقة بالله أولاً، ثم بمؤسسات الدولة مهما كانت لدينا من ملاحظات أو انتقادات.
في الختام، التشكيك لا يبني وطناً، بل يهدمه حجراً حجراً. فلنكن على وعي، ولنُفشل هذا السلاح الخفي، بمناعة داخلية قائمة على الإيمان، والعقل، والأمل، والثقة بأن الوطن سيعود أقوى، ما دام فينا من يرفض الانكسار ويؤمن بأن النصر لا يبدأ من الجبهة، بل من القلب والعقل.
عميد شرطة (م)
عمر محمد عثمان
٢١ أبريل ٢٠٢٥م