90 عملاً لـ37 مشاركاً في معرض “إبداعات خطية وزخرفية”
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
افتتح الاستاذ محمد إبراهيم القصير، مدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة في الشارقة، معرض “إبداعات خطية وزخرفية” الذي ينظمه مركز الشارقة للخط العربي والزخرفة التابع للإدارة في ساحة الخط، ويستمر على مدى 30 يوماً، بمشاركة 37 طالباً وطالبة من مختلف دول العالم، يقدّمون 90 عملاً إبداعياً في الخط العربي والزخرفة.
ويأتي المعرض تأكيداً على رؤى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في الاهتمام بالخط العربي والزخرفة بوصفهما فنوناً أصيلة.
وتجول محمد القصير والحضور في صالات عرض المركز حيث تعلو الجدران مجموعة من الأعمال ذات تكوينات مُحكمة قواعد الخط الرصينة، وتحمل في طياتها نصوصا قرآنية، وأحاديث شريفة، وقصائد، وحكم، وغيرها من النصوص، فيما استمع الحضور إلى شروحات الخطّاطين حول أعمالهم.
وقال محمد القصير: “أوجدت ساحة الخط بما فيها مركز الشارقة للخط العربي والزخرفة، ثقافة بصرية عالمية في الخط العربي والزخرفة، وتعود هذه الميزة إلى الأهمية والدعم التي يوليهما صاحب السمو حاكم الشارقة لفنون الخط والزخرفة، وقد تجلت هذه الرؤية الفنية لسموّه من خلال المسار العملي لساحة الخط وما يوازيه من نتاج إبداعي كبير منذ التأسيس وإلى اليوم”.
وأضاف القصير: “إن التجول بين أعمال معرض “إبداعات خطية وزخرفية” موضع اكتشاف لمجموعة من طلاب وطالبات أنجزوا اللوحات بفنيات وطاقات جمالية متعددة الرؤى، واللافت أن بعض الطلبة ممن هم لغير الناطقين بالعربية إلّا أنهم قدّموا أعمالاً لافتة على قدر عال من الإبداع، وكل واحد منهم وفقا إلى اجتهاده وثقافته ورؤيته من فنون الخط العربي والزخرفة”.
وتابع مدير إدارة الشؤون الثقافية، قائلاً: “يعد المعرض مدخلا إلى عوالم خطوط الثلث، والديواني، والكوفي بأنواعه المتعددة، بالإضافة إلى مجموعة من الأعمال في فن التذهيب والزخرفة، وفن الايبرو (الرسم على الماء)، واشتركت جميعها بلغة بصرية أساسها الموهبة والابتكار”.
يشار إلى المعرض اشتمل على مجموعة من اللوحات الزخرفية بالذهب عيار 23، وما يشار إليه هنا أن الأعمال تقوم على مواد طبيعية كانت معهودة في الفن الإسلامي.
يضم معرض هذا العام 37 مشاركاً من الإمارات ودول عربية، يقدمون 90 عملاً، والجدير بالذكر أنه شهد مشاركة طلاب غير ناطقين بالعربية من دول عالمية مثل: إسبانيا، والمكسيك، والهند، وباكستان، وأندونيسيا، واليابان.
ويقدّم مركز الشارقة لفن الخط العربي والزخرفة المئات من المبدعين خلال دوراتٍ وورش تعليمية تقام على مدى العام في إمارة الشارقة.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
الإمارات.. اكتشاف نص سري مخفي تحت طبقة زخرفية ذهيبة في “المصحف الأزرق” الشهير
الإمارات العربية – تمكن الباحثون في متحف زايد الوطني في أبوظبي من اكتشاف نص مخفي تحت الزخارف الذهبية المعقدة على إحدى صفحات المصحف الأزرق الشهير.
ويعد المصحف الأزرق أحد أشهر المخطوطات التي يعود تاريخها إلى القرن التاسع بصفحاتها المصنوعة من جلد الأغنام المصبوغ باللون الأزرق النيلي والخط الكوفي الذهبي والزخارف الفضية.
وسلطت نور الإيمان بنت رسلي، أمينة متحف زايد الوطني، الضوء على أهمية التكنولوجيا في الكشف عن هذه الطبقات المخفية من التاريخ.
وقالت: “يُعتقد أن هناك نسخة واحدة فقط من المصحف الأزرق، وقد شغلت صفحاته المعروفة والتي يبلغ عددها حوالي 100 صفحة، اهتمام العلماء لعقود طويلة. لقد ساعدت التكنولوجيا المتقدمة التي تم استخدامها في تسليط الضوء على هذه الصفحة من المخطوطة، مما ساعد على توفير رؤى جديدة حول كيفية إنتاج هذه النسخة النادرة من المصحف الأزرق. إنه لشرف كبير لي أن أكون جزءا من هذا البحث حول واحدة من أهم المخطوطات في العالم في متحف زايد الوطني”.
وباستخدام تقنية التصوير متعدد الأطياف المتقدم، كشف الفريق عن آيات من سورة النساء كانت محجوبة لقرون، ما يوفر رؤى جديدة في إنتاج المخطوطات الإسلامية وفن الخطاطين الأوائل.
ويعود تاريخ المصحف الأزرق إلى 800-900 ميلادي، وكان يتألف في الأصل من 600 صفحة.
واليوم، لا يعرف سوى نحو 100 صفحة فقط، متناثرة عبر مجموعات خاصة ومتاحف في جميع أنحاء العالم.
وهناك جدال حول الأصول الدقيقة للمخطوطة، مع اقتراح شمال إفريقيا أو العراق أو الأندلس كمواقع إنتاج محتملة.
وما يجعل الاكتشاف الأخير مهما هي الطريقة المستخدمة للكشف عنه، حيث سمح التصوير متعدد الأطياف، وهو تقنية متطورة، للباحثين باكتشاف النصوص والصور غير المرئية للعين المجردة.
وكشف التحليل أن الأنماط الذهبية المعقدة لم تكن زخرفية بحتة ولكنها كانت تخدم غرضا وظيفيا، وهو إخفاء خطأ ارتكبه الخطاط.
وقد تم إخفاء الخطأ الذي ربما كان خطأ شخصيا ارتكبه الخطاط خلال عملية النسخ، أو ربما قام دون قصد بتكرار نسخ الصفحة ذاتها مرتين، بدلا من تصحيحه على صفحة جديدة. ونظرا للتكلفة العالية لجلد الأغنام المصبوغ باللون النيلي، فإن إعادة العمل على نسخة جديدة من الجلد كان أمرا صعبا، لذلك استخدمت أنماط زخرفية متداخلة لتغطية النص.
وتوفر هذه الطريقة لتصحيح الأخطاء لمحة نادرة عن عمليات اتخاذ القرار لمنتجي المخطوطات الأوائل، وهو موضوع نادرا ما يتم استكشافه في تاريخ الفن الإسلامي.
وشرحت مي المنصوري، الأمينة المعاونة في متحف زايد الوطني، التأثير الأوسع لهذه النتائج قائلة: “إن البحث الرائد الذي أجراه متحف زايد الوطني حول المصحف الأزرق يلقي ضوءا جديدا على أصول وإنتاج هذه المخطوطة المهمة. كما يؤكد على دور المتحف في الحياة الثقافية والأكاديمية في دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها”.
وأشارت إلى أن الاكتشافات توضح أهمية المخطوطة ليس فقط كنص ديني ولكن أيضا كقطعة أثرية فنية وتاريخية تعكس الترابط بين الحضارات الإسلامية.
ويؤكد الخط الكوفي الموجود في المصحف الأزرق، وهو أحد أقدم أنماط الخط العربي، على أهميته التاريخية. ويتميز الخط الكوفي بأشكاله الهندسية الزاوية، ويفتقر إلى النقاط والعلامات الإعرابية التي تساعد القراء المعاصرين.
وعلى الرغم من جماليته، فإن تعقيد الخط يجعل تفسيره اليوم أمرا صعبا. وتساهم أبحاث المتحف في المخطوطة في فهم أعمق للفن الإسلامي المبكر ونشر المعرفة عبر الثقافات.
ومن المقرر عرض خمس صفحات في صالة عرض “ضمن روابطنا” بمتحف زايد الوطني والذي يسلط الضوء على دور دولة الإمارات العربية المتحدة كمركز للتبادل الثقافي. وسوف يستكشف المعرض موضوعات مثل انتشار الإسلام، والتقدم في المواد والمعارف، وتطور اللغة العربية.
المصدر: Interesting Engineering + وكالة وام