الأمن الداخلي بنغازي.. وجهة رعب جديدة خلفا لسجن أبو سليم
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
"جرى نقله إلى بنغازي"..!! جملة باتت كفيلة بأن تلقي الرعب في قلوب سامعيها.. وكيف لا وقد أصبح المرحّل إليها مفقودا والعائد منها مولودا كما يقول أهالي المرحلين..؟!
بعبع لباقي المناطق
بنغازي تحولت مؤخرا إلى بعبع لباقي المناطق التي تخضع لسيطرة حفتر، أجهزته الأمنية حين تنفذ عملية قبض على أحد النشطاء أو من تعتبرهم أعداء الجيش يجري نقله إلى بنغازي للتحقيق معه.
من الجنوب أو مدن شرق وغرب بنغازي لم يسلم أحد من هذا الإجراء، نساء ورجالا.. التحقيق واستخلاص المعلومات يكون هناك، حيث السرية والغموض كما هو المصير. وقد طالت هذه العملية نشطاء سياسيين، إن كان أغلبهم مؤيدين لعملية الكرامة. وتكررت عمليات الترحيل من قبل الأجهزة الأمنية التابعة لحفتر في الآونة الأخيرة، كان آخرها عضو المجلس الاجتماعي لقبيلة الحساونة في مدينة سبها، علي أبوسبيحة، وعضو هيئة الدستور الزين الدردير.
بنغازي تحولت مؤخرا إلى بعبع لباقي المناطق التي تخضع لسيطرة حفتر، أجهزته الأمنية حين تنفذ عملية قبض على أحد النشطاء أو من تعتبرهم أعداء الجيش يجري نقله إلى بنغازي للتحقيق معه.. بالتحديد إلى سجن الأمن الداخلي سيئ الصيت
ترحيل وانقطاع للأخبار
يقول "س ح" الناشط المدني في مدينة سبها جنوبي ليبيا والذي يفضل عدم الكشف عن هويته لدواع أمنية إن هذه العمليات التعسفية كثرت مؤخرا، وتنفذ ضد كل من يخالف أو حتى يعترض على جزئيات بسيطة على أفعال قوات حفتر في المنطقة، فالترحيل إلى بنغازي يقطع كل سبل التواصل مع الموقوف أو ينهي أي أمل للتوسط اجتماعيا للإفراج أو على الأقل للدفاع عنه.
"لم تسلم حتى النساء من هذه الإجراءات، فقد جرى اعتقال وترحيل الناشطة مريم الورفلي إلى بنغازي على خلفية تدوينات لها انتقدت فيها قوات خليفة حفتر"، يضيف "س ح".
أهالي المقبوض عليهم طالبوا وإن كان على استحياء في مرات عدة أن تكون إجراءات الاحتجاز والتحقيق داخل مناطقهم، فهنا وفق قولهم يمكن التواصل مع الموقوفين ومعرفة مصيرهم، بعكس كل من تم نقله إلى "داخلي" بنغازي، فهناك تنقطع الأخبار وتبقى كل السيناريوهات المخيفة مطروحة. فحادثة مقتل الناشط سراج دغمان في سجن الأمن الداخلي في ظروف غامضة شهر نيسان/ أبريل الماضي ومصير زميله فتحي البعجة ورفقائه المجهول حتى اليوم؛ يثير مخاوف الأهالي.
سناريو متكرر
إجراءات تعيد للأذهان حقبة القبضة الأمنية للرئيس الراحل معمر القذافي الذي عمد طوال حكمه على ترحيل كل المطلوبين من مختلف المناطق إلى سجن "أبو سليم" في العاصمة طرابلس حيث كان يقيم.. لكن ما يثير التساؤل حقا هو: كيف تحولت بنغازي من مدينة متمردة وشعلة الثورة إلى وجهة رعب؟
يتغنى حفتر منذ أيام في خطاب ذكرى ما سماها ثورة الكرامة بالديمقراطية وحقوق الإنسان والأمن الذي حققه خلال عشر سنوات في مناطق سيطرته، في الوقت التي تغص سجونه بسجناء الرأي من مختلف التوجهات، وهو الرجل الذي لم يحكم بعد، فما بالك لو حكم
وفقا للتاريخ فإن الخلل لا يكون في المدن ذاتها، العيب بمن يحكم تلك المدن ويتخذها مقرا، فالعسكري دائما وأبدا أينما حل وتمكن أحال المكان ومحيطه إلى أرض رعب وخوف.. في ليبيا فعل القذافي ذلك سابقا في طرابلس، ويفعله حفتر اليوم في بنغازي؛ عاصمة الثورة.
سنن تاريخية
يتغنى حفتر منذ أيام في خطاب ذكرى ما سماها ثورة الكرامة بالديمقراطية وحقوق الإنسان والأمن الذي حققه خلال عشر سنوات في مناطق سيطرته، في الوقت التي تغص سجونه بسجناء الرأي من مختلف التوجهات، وهو الرجل الذي لم يحكم بعد، فما بالك لو حكم..!
لكن وفقا للتاريخ أيضا.. فإن دوام الحال من المحال، واستكانة المدن خصوصا العريقة منها للمستبدين لا تبقى للأبد.. فكم من متبجح ظن أن لن ينازعه أحد في حكمه فثارت عليه في غفلة من نفسه المدينة وسكانها... وما مصير القذافي في عام 2011 منا ببعيد.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حفتر ليبيا سجونه ليبيا حقوق الإنسان انتهاكات سجون حفتر مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأمن الداخلی إلى بنغازی نقله إلى
إقرأ أيضاً:
وزير الداخلية يجتمع بالقيادات الأمنية لمتابعة تأمين احتفالات عيد الفطر المبارك
عقد اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، اجتماعاً مع عدد من مساعدي الوزير والقيادات الأمنية، بمقر مركز المعلومات وإدارة الأزمات بوزارة الداخلية، وتم التواصل مع مديري الأمن وقيادات الأجهزة الأمنية بمواقعها على مستوى الجمهورية عبر تقنية (الفيديو كونفرانس)، لاستعراض محاور الخطط الأمنية خلال المرحلة الحالية وما تحققه لحماية أمن وسلامة المواطنين.
وقدم وزير الداخلية - فى بداية الاجتماع- التهنئة لأعضاء هيئة الشرطة بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، وأعرب عن تقديره للجهود التى يبذلها رجال الشرطة بمختلف القطاعات الأمنية فى تأدية المهام الموكلة إليهم، وهو ما انعكس جلياً فيما تحقق من نجاحات وإنجازات متميزة، ساهمت فى إدراك المنظومة الأمنية لمُستهدفاتها، رغم التحديات الناجمة عن المتغيرات التى تشهدها الساحتين الإقليمية والدولية، مؤكداً ثقته فى قدرة الوزارة على مواجهة تلك التحديات.
وتابع وزير الداخلية عبر (الفيديو كونفرانس) مع القيادات الأمنية بمديريات الأمن على مستوى الجمهورية، محاور خطط تأمين المواطنين أثناء الاحتفالات بعيد الفطر المبارك، وتزامنه مع عيد القيامة المجيد، واحتفالات المصريين بأعياد شم النسيم وتحرير سيناء، وأطر التنسيق بين مختلف قطاعات الوزارة، ومواصلة تكثيف الجهود على كافة المستويات والأصعدة، مشدداً على أهمية التواجد الأمني الميداني الفعال والمظهر الانضباطي للقوات، مع الاستعانة بعناصر الشرطة النسائية لفرض معطيات الأمن ودعائم الاستقرار، ومواجهة أية مظاهر للخروج على القانون، بما يُبرز الوجه الحضاري للبلاد.
كما وجه بضرورة مواصلة اليقظة الأمنية والانتشار الأمني المكثف لتأمين كافة المنشآت الهامة والحيوية ودور العبادة وأماكن تجمعات المواطنين بالمتنزهات والحدائق العامة والمسطح المائي والمقاصد السياحية ودور السينما، والمتابعة والرصد المبكر لأية محاولات قد تعكر صفو المناخ الآمن لاحتفالات المواطنين، مؤكداً ضرورة مراعاة البعد الإنساني لدى التعامل مع المواطنين وتقديم كافة أوجه المساعدة الممكنة لهم.
وأشار وزير الداخلية إلى أهمية تكثيف الحملات المرورية وسيارات الإغاثة بكافة الطرق السريعة والمحاور، لتقديم المساعدة للمواطنين وضبط المخالفات وتحقيق السيولة المرورية، والربط الكامل بغرف العمليات، وتفعيل دور نقاط التفتيش والأكمنة الحدودية بين المحافظات والتمركزات الثابتة والمتحركة، بما يحقق مفهوم الردع العام ونشر الشعور بالأمن.
كما أكد ضرورة مواصلة جهود أجهزة الوزارة فى مجال الرقابة على الأسواق والتصدي لمحاولات حجب واحتكار بعض السلع والتلاعب بالأسعار، وكذا استمرار تكثيف الجهود لضبط قضايا الإتجار غير المشروع بالنقد الأجنبي، والاتجار بالمواد المخدرة، مشدداً على ضرورة مواجهة تلك الممارسات بحسم.
وأكد وزير الداخلية -في نهاية الاجتماع- أهمية تنفيذ الخطط الأمنية بكل دقة، معرباً عن ثقته فى رجال الشرطة وقدرتهم على أداء المهام الموكلة إليهم، موجهاً في الوقت نفسه بضرورة مراعاة البعد الإنساني فى التعامل مع المواطنين، والتصدى الحاسم لكل ما يمس بأمن وسلامة الوطن والمواطنين، وتثبيت دعائم الاستقرار وفرض النظام وتطبيق القانون، حفاظاً على ما تحقق من نجاحات على كافة الأصعدة