يمن مونيتور:
2024-11-15@19:48:43 GMT

مداهمات منظمات المجتمع المدني في عدن

تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT

ما زالت الانتهاكات متواصلة لمداهمة مقرات منظمات المجتمع المدني والاستيلاء عليها في عدن .

قبل سنوات داهمت قوات عسكرية مقر اتحاد عمال عدن العريق، الذي تأسس في 1956م واصبح معلم تاريخي وحضاري للمدينة، وصرح نقابي ملتقى لنقابات العمال والنقابات المهنية، تداول على قيادته اعلام نقابية، صارت رموز للحركة العمالية ، والحركة الوطنية اليمنية، وكان سبب المداهمة هو تسليمه لنقابات تم تأسيسها حديثا بمسمى الجنوب.

واستمرت الانتهاكات في مداهمات قوات عسكرية للسيطرة على كل منظمات المجتمع التي تحمل مسمى ( الجمهورية اليمنية).

طالت تلك الانتهاكات اتحاد الصحفيين اليمنيين وغيرها من الاتحادات المهنية، و وكالة الانباء اليمنية سبا، و اخير وليس بالأخير اتحاد نساء اليمن، في عملية يعتقد اصحابها انها تسير وفق مخطط تحويل تلك المنظمات الى صفة الجنوبية بدلا من اليمنية، في ظل دولة متعارف عليها بالجمهورية اليمنية، ومعترف بها دوليا، و منفذي الانتهاكات طرف اصيل فيها وشريك اساسي، أي انه معترف بها و يعمل في اطار مؤسساتها، ويتعامل رسميا بأوراقها وختمها ونظامها وقراراتها.

في مفارقة عجيبة صنعت وما زالت تصنع لنا فوضى عارمة في عدن، العاصمة الموقتة للدولة، هذه الفوضى اعاقت سياسة واستراتيجية استعادة المؤسسات، وتعطل كل الاتفاقات المبرمة بين الشرعية وشركاؤها في العاصمة عدن، ابتدأ من اتفاق الرياض الاول والثاني، وآنتها في الشراكة والمحاصصة في حكومة تسيير اعمال، وتنفيذ ما اتفق عليه في الرياض، هذه الفوضى يعتقد اصحابها انها ستسرع باستعادة دولة (الجنوب العربي)، وهي تعيق أي توافق يحقق للجنوب مصيره.

سمعنا عن مصطلح ( وضع العربة امام الحصان)، وهو للتعبير عن حالة لا يمكن فيها تحريك هذه العربة، بمعنى أن الوضع الطبيعي هو أن يكون الحصان أمام العربة لكى يستطيع جرها، وترتكبون اخطاء جسيمه بهذا المعني يمكن سردها على النحو التالي :

1ـ تقدمون العربة امام الحصان وتدفعون بالحصان لكي يتحرك، فيتعثر بها، وهذا وضعكم اليوم ، عليكم ان تعو ان مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني تأخذ مسماها من الدولة القائمة التي تعمل في اطارها, وتتعامل مع شخصيتها الاعتبارية، بل يتم التصريح لها وفق قوانينها و وثائقها الرسمية، و الاولى بكم ان تقدمون هذه الدولة التي تسمونها( جنوب عربي) وتلقائيا دون صراع وعنف وفوضى ستصبح المسميات تتبع مسمى الدولة.

2ـ من اعطاكم الحق في تشكيل هيئات بمزاجكم السياسي، وهيئات منظمات المجتمع المدني تبنى وفق وثائق وادبيات هذه المنظمات، وانتخابات نزيهة متعارف عليها منذ التأسيس، وعرفت عدن انها سباقة في تأسيس النقابات والاتحادات، تفتخر بعراقتها ولها علاقاتها العربية والدولية، ومعترف بها عربيا ودوليا كاعترافهم بالدولة اليمنية الاصل، وبهذا السلوك الفوضوي والغير واعي تدمرون ارث وتاريخ وحضارة مدينة، لكي تفرضون امر واقع لن تصلون به لمبتغاكم .

3ـ لن تصلون لمبتغاكم، وانتم تشقون النسيج الاجتماعي في عدن، بشق الصف لخلق صراع غير مجدي على الاستحواذ والاستئثار بمنظمات المجتمع، تؤسسون لصراع ابدي له مالاته وتداعياته، و خرق واضح لكل الاتفاقات المبرمة لاستعادة مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع وحشد الناس لمعركة استعادة الدولة من مخالب الانقلاب( الحوثي).

ما زالت المداهمات مستمرة، يوم امس تم مداهمة مقر اتحاد نساء اليمن بالسلاح الناري ، واحداث تخريب في ممتلكاته ومبانيه، وهو مؤشر سلبي على التوافق حول ارساء السلام في عدن والاستقرار وبناء مؤسسات دولة تعيد للمدينة القاها وسكينتها، من خلال توافق سياسي ومؤسسي لتحريك عجلة التنمية، واصلاح الخلل في الخدمات والرواتب والمعيشة والعملة، لتخرج عدن من معاناتها.

مع العلم ان معظم المؤسسات والمنظمات التي تم مداهمتها مازال حالها متعثر، ويديرها اشخاص غير اكفاء وغير مهنيين، وتحولت لمجرد ادارات تتبع سلطة الامر الواقع حزبيا، في ممارسات غير مقبولة للهيمنة على منظمات المجتمع وتعطيل دورها الاجتماعي والثقافي والحقوقي، لتتحول لمجرد عربة يجرها حصان الحزب المهيمن.

لا اعتقد ان هذه الممارسات ستجد قبول شعبي، بل ستزيد من حجم الرفض الشعبي، وسيكون لها مالاتها وتداعياتها الى جانب غياب الخدمات والمستوى المعيشي المتدهور والاقتصادي المنهار والفساد المستشري، يشكلون معا ثورة غضب لن ترحم ولا تبقي ولا تذر.

 

 

 

 

 

 

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الانتهاكات مداهمات منظمات المجتمع المدنی فی عدن

إقرأ أيضاً:

العمل التطوعي البيئي.. دور مجتمعي لزيادة المساحات الخضراء

شكّل الوعي المجتمعي البيئي في دولة الإمارات ركيزة مهمة من ركائز العمل البيئي ورافداً قوياً حملت مسؤوليته كفاءات مجتمعية تدرك حجم التحديات البيئية وتسهم بجهودها في تقديم الحلول الكفيلة بالحد من زيادة التصحر ومواجهته بمبادرات تطوعية لزيادة المسطحات الخضراء والتشجير بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية سواء على المستوى الاتحادي أو المحلي.
وتحفل تجربة دولة الإمارات في ميدان العمل التطوعي من أجل البيئة بالعديد من الإنجازات والنجاحات التي تحققت على يد متطوعين، يشكلون مختلف شرائح المجتمع، فتحت لهم الأبواب جهات رسمية معنية بالبيئة والزراعة حرصاً منها على تعزيز المسؤولية المجتمعية.
تحقيق الاستدامة
تحرص قيادة دولة الإمارات على ترسيخ مفاهيم العمل البيئي لتحقيق الاستدامة في المجتمع، وتأتي مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بإعلان عام 2023 «عام الاستدامة»، تحت شعار «اليوم للغد»، وإعلان سموه عن تمديد عام الاستدامة ليشمل 2024، في إطار تشجيع الممارسات المستدامة والعمل الجماعي، وليكون جزءاً مهماً في هذه المنظومة التوعوية التي تسعى من ورائها دولة الإمارات إلى إبراز أهمية تراثها الحافل منذ تأسيسها في إطلاق وتبني المبادرات المستدامة، فضلاً عن نشر الوعي بقضايا حماية البيئة.
وتنسجم هذه الجهود مع المبادرات الرامية لترسيخ ثقافة الاهتمام بالقطاع الزراعي التي تتماشى مع مستهدفات البرنامج الوطني «ازرع الإمارات»، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حيث يضم مبادرات عدة تدعم توجهات الإمارات للتنمية الزراعية وتعزيز معدلات الأمن الغذائي الوطني المستدام.
ويستهدف البرنامج تشجيع المجتمع المحلي على الإنتاج الذاتي المنزلي لأهم المنتجات الزراعية، وتوسيع الرقعة الخضراء في الدولة ودعم جهود الحفاظ على البيئة، وترسيخ صورة ذهنية إيجابية عن المنتج المحلّي ذي القيمة الغذائية العالية، كما يدعم البرنامج «عام الاستدامة 2024»، ويُعزز منظومة الاستدامة البيئية عبر المساهمة الفعالة للمنتجات المحلية في خفض البصمة الكربونية كمنتجات طازجة.
فعاليات سنوية
تحرص دولة الإمارات على تنظيم فعاليات سنوية معنية بموضوع التشجير وزيادة المساحات الخضراء، بحيث يتم خلالها تكثيف جهود تشجير الأراضي بأيادي المتطوعين الذين يدركون أهمية المساهمات المجتمعية في تعزيز الاستدامة وتزيين المدن، ونشر الرقعة الخضراء، ومنذ أكثر من أربعة عقود حرصت الإمارات على إطلاق «أسبوع التشجير» الذي يقام على مستوى الدولة سنوياً، لزراعة آلاف الأشجار، ويهدف لإشراك فئات المجتمع وأصحاب الهمم في الفعاليات.
ويجري التوسع في المساحات الخضراء بوتيرة متسارعة على مدار العام، كما يزداد الوعي المجتمعي لدى الطلبة والأجيال الجديدة بالقضايا البيئية، وأهمية التفاعل مع البرامج والمبادرات الوطنية الهادفة لحماية الموارد الطبيعية، ومكافحة التصحر، وهو ما تثبته كل عام المشاركة المجتمعية الواسعة ومن مختلف الشرائح العمرية في أسبوع التشجير.
فلنزرع الإمارات
جاء أسبوع التشجير ال44 هذا العام والذي انطلق في فبراير الماضي تحت شعار «معاً فلنزرع الإمارات» بهدف توعية المجتمع بأهمية التشجير ومشاركة أفراده في غرس الأشجار والمساهمة في الحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي في الدولة، ومضاعفة مساهمة التشجير في مواجهة التحديات البيئية والمناخية بمشاركة كافة الجهات المعنية والفئات المجتمعية في كل إمارات الدولة من خلال فعاليات التشجير في العديد من المواقع.
وقامت وزارة التغير المناخي والبيئة بتوفير شتلات من أشجار القرم للجهات المعنية في المشاركة في الفعاليات لزراعتها، نظراً لأهمية تلك الأشجار كخزانات طبيعية للكربون، وفي إطار إيفاء الإمارات بالتزامها بزراعة 100 مليون شجرة قرم بحلول عام 2030 كأحد الحلول القائمة على الطبيعة للمساهمة في مواجهة التغيرات المناخية والحد من الانبعاثات الكربونية في الإمارات والعالم، كما قامت الوزارة بزراعة أكثر من 600 شتلة من أشجار الغاف خلال فعاليات تطوعية بالتعاون مع بلدية الفجيرة ومستشفى «برايم» في دبي.
مبادرات بيئية
تبذل دولة الإمارات جهوداً كبيرة للحفاظ على البيئة، حيث عملت على توزيع العديد من الأراضي الزراعية على المواطنين لزيادة التشجير ومكافحة التصحر واهتمت بالغابات فتحولت الصحراء إلى بقع خضراء.
وأُطلق عددٌ من المبادرات لحماية البيئة منها «مهرجان الإمارات الأخضر» و«معاً نحو بيئة أفضل» و«معاً من أجل بيئة خضراء» إضافة إلى برنامج الماراثون البيئي لطلاب المدارس الحكومية والخاصة وغيرها من المبادرات وذلك ضمن جهودها للحفاظ على البيئة.
كما أطلقت مجموعة عمل الإمارات للبيئة، حملة الإمارات نظيفة بهدف غرس الممارسات المستدامة بين مختلف شرائح وقطاعات المجتمع في دولة الإمارات والتشجيع على الزراعة والتشجير وزيادة المساحات الخضراء، وقد نجحت برامج التشجير الحضرية التي أطلقتها المجموعة في زراعة 2.114.316 شجرة محلية في دولة الإمارات.
كما أتاحت هيئة البيئة بأبوظبي، الفرصة أمام الراغبين في تقديم الدعم والمساهمة في حماية البيئة للتطوع ضمن أربعة برامج، تتمثل في برنامج «المواطن الأخضر»، وبرنامج المراقب البيئي للشباب «مرشد»، وبرنامج «الخبير الأخضر»، و«المجلس الأخضر للشباب».

مقالات مشابهة

  • خالد عبد العزيز: المجتمع المدني في مصر عمره 200 عام.. وأهميته ازدادت مؤخرا
  • منسقية النازحين واللاجئين: تصاعد الانتهاكات ضد النازحين في ظل حرب مستمرة
  • العمل التطوعي البيئي.. دور مجتمعي لزيادة المساحات الخضراء
  • رئيس اتحاد المستأجرين: حكم الدستورية العليا بشأن قانون الإيجار القديم شدد على ضرورة حماية المستأجر
  • منظمات المجتمع المدني تواصل حملاتها التوعوية لتعزيز المشاركة في انتخابات المجالس البلدية 2024
  • برلماني: نرد على الشائعات بالإنجازات على أرض الواقع
  • منظمات المجتمع المدني تواصل حملاتها التوعوية لتعزيز المشاركة بالانتخابات
  • ثلاث سنوات من استراتيجية حقوق الإنسان بمصر.. قطار الانتهاكات لم يتوقف
  • مناوي يشارك في المنتدي التفاكري لرؤساء الكتل السياسية ومنظمات المجتمع المدني ومجلس نظارات البجا
  • معاً في الأزمات: نخوة الدفاع المدني ومبادرات المجتمع