الأسبوع:
2025-04-01@00:50:13 GMT

الحج وإحرام القلب تلبية لنداء الحق

تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT

الحج وإحرام القلب تلبية لنداء الحق

كانت البداية بأن أمر الله تعالى سيدنا إبراهيم ( عليه السلام) بأن يؤذن فى الناس بالحج تلبية لنداء الله سبحانه وتعالى، فأصبحت القلوب تهفو إلى هذا البيت والوفود تأتى من كل فج عميق، وذلك بعدما فرغ سيدنا إبراهيم ( عليه السلام ) من بناء البيت الحرام.

فمن أعظم النعم أن يمن عليك الله سبحانه وتعالى بإختيارك لتكون ضيفاً من ضيوف الرحمن لتأدية فريضة الحج ومناسكها، فلايوجد أروع من هذه الزيارة التى تتجلى فيها كل معانى الورع الحقيقى والخشوع والتنعم بوجود الروح والجسد داخل الحرم الشريف.

فهذه الفريضة الواجبة على كل مسلم مستطاع تعد بمثابة تحصين حقيقى للقلوب، ورتب لها الرحمن سبحانه على أداءها ثواب وأجر عظيم، فالحج من أعظم أسباب تكفير الخطايا والذنوب، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه".

إن للقلب إحراماً ينبغى أن يكون قبل إرتداء الإحرام، ولابد أن يكون جاهزاً فيترك الرياء والحسد والضغينة والكره ويستحضر الشفقة والرحمه واللين فى التعامل وحب الخير والنيه السليمة والأخلاق الحميدة وإستشعار النعم الفياضة علينا.

يجب على الحاج أن يؤدى مناسك الحج على الوجه المطلوب بالنيه السليمة الخالية من أى غرض آخر، والرجاء والتوسل إلى الخالق عزوجل فى الغفران والعتق، فقال تعالى ( الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلارفث ولافسوق ولاجدال فى الحج، وماتفعلوا من خير يعلمه الله، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى، وأتقون يا أولى الألباب )، إذن نجد أن التقوى من أجمل ما يتحلى به العبد ليتجلى فى قلبه الصفات الجميلة التى تجعله عامراً بالرحمه.

ونجد النيه الخالصه المصحوبة بالعمل الصالح تعمل على مساعدة القلب فى الإستشفاء من جميع العيوب المتأصلة بداخله، وهجر ما يتنافى مع ما ينبغى أن يكون عليه الحاج من أخلاق حميده، وهذا يأتى باليقين التام بما عند الله تعالى من صلاح للقلوب وتهذيب للنفوس، وكل ذلك يكون بمجاهدة النفس ومحاربتها من أجل الإرتقاء وإستشعار عظمة الإيمان الحقيقى، والإخلاص وذلك عملاً بقوله تعالى ( وما آمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين )، وأصل الإخلاص فى خلوص نيتك من كل غرض وقصد غير مرضاة الله تعالى، وقيمة الصبر وضرورة التحلى به أثناء تأدية المناسك هو مفتاح الحاج إلى رضاء الله تعالى عليه لقوله تعالى ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )، ضرورة تقبل الآخر والتحلى بالأخلاق الكريمة وطيب الكلام وحب الإيثار، ضرورة سداد الديون قبل الحج أو الطلب من الدائن بالسماح له بتأدية الدين بعد الحج.

وفى الختام نشتاق جميعاً إلى تأدية مناسك الحج ونتمنى من الله أن يمن علينا بصلاح القلوب وإختيارنا لزيارة بيته الحرام ومسجد الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) لنلبى نداء الحق ونقول لبيك اللهم لبيك، لبيك لاشريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لاشريك لك ) بمعنى أن ( نجيبك ياالله إجابة بعد إجابة فى طاعة كاملة، لأنك الواحد الأحد لاشريك لك فى الألوهية والعبادة والملك وأن جميع أنواع المحامد لك ملكاً وإستحقاقاً وحدك لا شريك لك وحدك.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الحج مقالات الله تعالى

إقرأ أيضاً:

العيد.. قنديل سعادة

نعيمة السعدية

العيد كلمة تشير إلى نبض يحرك سواكن القلب فرحة وسعادة، خاصة إذا كان يعني اكتمال الفرحة من كل الجوانب النفسية والشعورية والاجتماعية.

قد لا نجيد التعبير عن معنى العيد بين ردهات ذواتنا الإنسانية، لكننا نستطيع أن نشعر بذلك في أوقات العيد التي تجمعنا بمن نحب، وهذا الشعور وحده يكفي.

ويكفي لأن يقول لك: افرح من القلب فرحة لا تضاهيها فرحة؛ فأنت وسط أحبتك الذين يشعلون قناديل السعادة وأنت تحتضن قلوبهم.

للعيد معنى جميل ينغرس في القلوب؛ فيُترجم إلى أفعال حية نابضة بالحب في الحركات والسكنات دون أن نحس بذلك؛ لأن الشعور هنا هو ما يحركنا.

إن كُنَّا لا ندرك حجم السعادة التي تحتوينا في ذاك اليوم، فنحن نعلم كم نحب يوم العيد.

ومنذ سالف الأزمان ومنذ أن سن الله مناسبة العيد، والإنسان يسعى لأن يسعد في يوم السعادة الإنسانية، يوم العيد الذي اختص الله به المسلمين دون غيرهم من البشر؛ لحكمة أرادها سبحانه وتعالى؛ فمن حقنا أن نفخر ونتفاخر بهذا اليوم المبارك الذي أكرمنا الله به في مناسبتين عظيمتين وفي وقتين جليلين بعد شهر رمضان المبارك، وفي شهر ذي الحجة المبارك.

وكلا الوقتين من أعظم الأوقات المكرمة من رب العالمين والمقدسة عند المسلمين؛ فأي شرف هذا الذي يناله المسلم من رب العباد الذي أكرمه بعظيم المَنِّ والعطاء والرفد الذي يستقي منه كرامته وعزته وشرفه.

فإذا كان رب الأرباب منحنا هذه المنح العظيمة؛ فلماذا لا نشكره عليها بحسن القبول والاستقبال والتجسيد شكلًا ومضمونًا؟!

إن هذه المناسبات الإنسانية الدينية التي وهبنا الله إياها؛ لهي فضائل يجب علينا حسن تقديرها حق التقدير، وحسن التبجيل لخطوط السعي في تطبيقها أفضل تطبيق؛ فهي شعائر اختصنا الله بها، فله حق الشكر على ذلك، ولها حسن الاحتفال بها حسب ما سنَّه الله تعالى.

يوم العيد هو يوم المشاعر الإنسانية الصادقة التي تملأ القلوب بفيض السعادة الغامرة التي تغمر المسلم الغني والفقير؛ فهو يوم يرسم البهجة في النفوس والابتسامة على الوجوه.

وعيد الفطر مكافأة للمسلم بعد صيام شهر بأكمله لتعزيز الجانب النفسي والمعنوي والانفعالي في داخله بين أركان قلبه.

وقد جعل الله تعالى يوم الفطر عيدًا؛ ليفرح المسلم بنعمة إتمام الصيام، ويُعينه على فعل الخير بعد قضاء شهر كامل في الصيام والاجتهاد في العبادة.

وهو سعادة يرسلها الله إليه مباركةً لمساعيه وإرادته وعزيمته المتمثلة في صبره على كل لحظة صيام امتثل فيها لأمره عز وجل.

فكيف لنا أن لا نسعد بهذا الكرم والتكريم؟! وكيف لنا أن لا نستشعر شعائر يوم عظيم بعظمة هذا اليوم الأغر؟! فالاحتفال بيوم عيد الفطر شعيرة من الشعائر الدينية التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى.

يوم العيد هو خير ما كتب لنا، وشرفنا، وكرمنا به؛ فلنا الحق كل الحق أن يكون يوم سعدنا وأُنسنا، أينما كنا على وجه الكرة الأرضية؛ فهو يوم يجمعنا تحت راية خفاقة واحدة وكنف نابض واحد.

فاسعدوا به أيها المسلمون مهما كانت ظروف الحياة؛ فهو سُنة الله على وجه الخليقة، ولا تبديل لسُنة الله تعالى؛ فلن نجد لقوانين الله في هذا الكون أي تبديل؛ فهي قوانين تسير في نظام دقيق، غاية في العظمة والتنسيق والترتيب، وفي ذلك قال الله تعالى: “إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ” (القمر: 49) صدق الله العظيم.

مقالات مشابهة

  • صامدون على طريق القدس
  • حين يكون العيد مُرّاً…!
  • أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه يؤديان صلاة عيد الفطر مع جموع المصلين بالدمام
  • بين الفطرة والتشريع.. كيف تحمي أحكام الإسلام النظام الأسري؟
  • الاثنين أول أيام عيد الفطر المبارك
  • العيد.. قنديل سعادة
  • نائب أمير منطقة مكة المكرمة يهنئ القيادة بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك
  • أمير الحدود الشمالية يهنّئ القيادة بمناسبة عيد الفطر المبارك
  • أمير الحدود الشمالية يهنّئ القيادة بمناسبة عيد الفطر
  • دعاء وداع شهر رمضان .. تعرفوا عليه