كثيراً ما تواجه النساء حالة مرضية تُعرف باكتئاب ما بعد الولادة، حيث تشعر واحدة من كل خمس نساء بالحزن الشديد أو القلق أو اليأس، مما يستدعي حاجتهن إلى رعاية طبية وأسرية، وفقاً لشبكة “إن بي سي نيوز” الأميركية.

يُعد اكتئاب ما بعد الولادة من أكثر الاضطرابات شيوعاً بين الأمهات، وخاصة الأمهات الجدد، وكان هذا العرض النفسي لفترة طويلة غير مُعترف به بجدية.

في السنوات الأخيرة، زادت الأبحاث والدراسات الساعية لإيجاد علاج لهذا النوع من الاكتئاب، مع تزايد معدلات الإصابة به.

ذكرت الشبكة تصريح ميستي ريتشاردز، المدير الطبي في عيادة الصحة النفسية بجامعة كاليفورنيا، التي قالت: “بعض النساء يرفضن تناول الطعام أو الاستحمام، بينما تفكر أخريات في الانتحار بسبب اكتئاب ما بعد الولادة”.

تشير ريتشاردز إلى أن عقار زورانولون “zuranolone”، الذي يعد أول قرص لعلاج اكتئاب ما بعد الولادة، أثبت فعالية كبيرة في العلاج.

وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (أف دي إيه) على عقار زورانولون في أغسطس كأول حبة فموية معتمدة في الولايات المتحدة خصيصاً لهذا المرض. وبدأ العديد من الأطباء النفسيين فعلياً في وصف العقار الجديد لمريضاتهم بعد أن تم السماح رسمياً باستخدامه.

وقالت ريتشاردز إن “مريضة تناولت عقار زورانولون، بدأت في التخلص من أعراض الاكتئاب بعد حوالي 3 أيام، دون أن تكون هناك أية آثار جانبية”.

ويشكل اكتئاب ما بعد الولادة حالة خطيرة ومهددة للحياة، حيث تعاني النساء من الحزن والشعور بالندم وعدم القيمة، وفي الحالات الشديدة قد يفكرن في إيذاء أنفسهن أو أطفالهن.

ولأن اكتئاب ما بعد الولادة يمكن أن يؤذي العلاقة بين الأم والرضيع، فمن الممكن أن تترتب عليه عواقب تخص النمو البدني والعاطفي للطفل، بحسب شبكة “سي إن إن” الأميركية.

ويمكن أن يكون لاكتئاب ما بعد الولادة عواقب وخيمة على الأمهات وأطفالهن، إذ من الممكن أن يزيد من خطر الانتحار أو ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري أو السكتة الدماغية.

وفي الوقت نفسه، فإن الأطفال الذين يولدون لأمهات مصابات باكتئاب ما بعد الولادة، معرضون بدرجة أكبر لتأخر النمو ولمشاكل عاطفية أو سلوكية، وللوفاة قبل عام واحد، وفق شبكة “إن بي سي نيوز” الأميركية.

وقبل عقار زورانولون، كان العلاج الوحيد المتاح للمصابات باكتئاب ما بعد الولادة يتمثل في الحقن بالوريد. وتتم عملية الحقن في ظل التخدير، ما قد يؤدي لفقدان الوعي المفاجئ.

ويُسمح لمراكز علاج معينة بممارسة الحقن، على أن تبقى المريضة في المستشفى لمدة يومين إلى 12 يوما في بعض الحالات.

ويشير “المؤتمر الأميركي لأطباء النساء والتوليد” إلى أن اضطرابات الفترة المحيطة بالولادة قد تؤثر سلبا على الولادة لأنها تظل غالبا غير مشخصة ولا تعالج.

ويلفت المؤتمر في موقعه على الإنترنت إلى أنه بعد الولادة تكون الاضطرابات شائعة، وتعاني الأم حديثة الإنجاب من تقلبات مزاجية مفاجئة، أو تشعر بالسعادة الشديدة، ثم الحزن الشديد، أو تبكي دون سبب واضح.

في المقابل، يشير مختصون إلى أن عقار زورانولون يمكن أن يسبب النعاس، والدوخة، والإسهال، والتهابات المسالك البولية، ولكن ليس بدرجة كبيرة.

ونقلت شبكة “إن بي سي نيوز” الأميركية عن يوروج حيدر، المدير الطبي في برنامج الطب النفسي في ماساتشوستس، قولها إن “كمية صغيرة من عقار زورانولون يمكن أن تنتقل من الأم إلى الطفل عن طريق حليب الثدي”.

وأشار حيدر إلى أن “الدراسات والأبحاث العلمية لم تحدد ما إذا كان ذلك يشكل ضررا على الأطفال الرضع”.

ومع ذلك، توصي ريتشاردز الأمهات الجدد بالتخلص من حليب الثدي أثناء تناول عقار زورانولون.

الحرة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: اکتئاب ما بعد الولادة إلى أن

إقرأ أيضاً:

أطباء يؤكدون.. تراجع نسبة وفيات الأطفال حديثي الولادة بالجزائر

كشف البروفيسور طايبي يوسف رئيس مصلحة التوليد بمستشفى الدويرة، أن نسبة وفاة أطفال حديثي الولادة تراجعت بكثرة بالجزائر في الأونة الأخيرة.

وأضاف البروفيسور طايبي، أنه يتم سنويا تسجيل 16 وفاة في 1000 نسمة وهو معدل منخفض مقارنة بسنوات مابعد الإستقلال. نظرا للإمكانيات والتجهيزات الكبيرة التي توفرها الدولة من أجل متابعة المرأة الحامل وجنينها.

وأشار طايبي في تصريح “للنهار أونلاين” على هامش إطلاق مؤسسة مولفيكس لمبادرتها بالجزائر المسؤولية الإجتماعية لرعاية الأطفال حديثي الولادة. أنه يتم حاليا الكشف المبكر عن الحمل ومتابعة المرأة الحامل وجنينها منذ حملها الى غاية الولادة وتتبع الحمل لتفادي ولادة مبكرة. من خلال توفير الأجهزة اللازمة لرعاية الأطفال في المستشفى أو قاعة الولادة. خاصة حماية الأطفال حديثي الولادة من ضيق التنفس الخطير الذي قد يؤدي الى الشلل.

من جهته قال البروفيسور موسى عشير أستاذ طب الأطبال بالمستشفى الجامعي البير الجزائر. إلى أن نسبة الوفيات في صفوف الأطفال حديثي الولادة تراجعت بكثرة. حيث كانت الجزائر تسجل 53 وفاة في 1000 نسمة سنوات السبعينيات. لينخفض إلى 16 وفاة في 1000 نسمة حاليا. داعيا القطاع الخاص الى التعاون مع القطاع العمومي وتوفير الأجهزة اللازمة للتكفل بالمرأة الحامل وجنينها لتفادي الولادات المبكرة.

وأطلقت مولفيكس الجزائر مبادرتها الكبرى للمسؤولية الاجتماعية: Bond with Love. حيث تهدف هذه المبادرة الإنسانية إلى تحسين رعاية الأطفال حديثي الولادة. ودعم العاملين في القطاع الصحي في عدة مناطق من الجزائر. في مواجهة التحديات داخل وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة،.

وتنفذ Bond with Love خطة عمل ترتكز على ثلاث محاور تتمثل في تعزيز قدرات الطاقم الطبي. تنظيم دورات تدريبية متخصصة للقابلات والممرضين والمختصين في الرعاية الصحية حول أفضل الممارسات في طب حديثي الولادة وأهمية العلاقة العاطفية بين الأم والطفل.

سيتم تنفيذ البرنامج بدعم من الجمعية الجزائرية لطب حديثي الولادة (SAMEN). كما سيشمل مستشفيات الدويرة، الجزائر، ولاية قسنطينة، ولاية وهران، ولاية ورقلة، ولاية بشار.

مقالات مشابهة

  • «أصدقاء الرضاعة الطبيعية» تكرّم 30 أُمّاً
  • جديد اختطاف رضيع بالقبة.. الخاطفة تنشط مع شبكات إجرامية مغربية لسرقة الرُضّع
  • أطباء يؤكدون.. تراجع نسبة وفيات الأطفال حديثي الولادة بالجزائر
  • إنقاذ حياة مريضة تعرضت لنزيف حاد بعد الولادة
  • محمد الحمصاني: قناة السويس تعتبر منطقة واعدة بحكم موقعها الإستراتيجي
  • محافظ المنيا يكرم الأمهات المثاليات بالتعاون مع مؤسسة العربى
  • هل تحاصر طفلك بحبك؟ تعرف على مخاطر التربية المكثفة وكيفية التحرر منها
  • فرص واعدة بالمنطقة.. أمير الشرقية يبحث التعاون مع وزير الاستثمار
  • 8.3 مليار دولار استثمارات في 3 سنوات.. مدبولي: فرص واعدة بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس
  • كيف نحول الأزمات إلى فرص واعدة!