عمان – أكد ولي عهد الأردن الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، امس الأحد، إن الجميع مصدوم من عجز العالم عن وقف “المذبحة” الإسرائيلية في قطاع غزة، وشعوب المنطقة “فقدت ثقتها بالمجتمع الدولي ومصداقيته وهم على حق”.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا على غزة، خلفت أكثر من 116 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

وأضاف الأمير الحسيبن، في مقابلة مع قناة “العربية” السعودية: “من غير المعقول أن العالم أجمع ليس قادرا على وقف المأساة التي تحدث”.

وتابع: “جميعنا مصدومون من عجز العالم أن يوقف هذه المذبحة، والشعوب في منطقتنا فقدت ثقتها بالمجتمع الدولي ومصداقيته وهم على حق”.

وتواصل إسرائيل الحرب رغم أوامر من محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم البري على مدينة رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير مؤقتة فورية لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.

كما تتجاهل إسرائيل اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها ووزير دفاعها؛ لمسؤوليتهما عن “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية” في غزة.

وأضاف الأمير الحسين: “لغاية اليوم أكثر من 35 ألف شهيد، 70 بالمئة منهم نساء وأطفال.. ما هو الرقم الذي يجب أن نصل له ليتحرك العالم؟! هذه أرواح أناس وليست فقط أرقاما”.

وأردف: “نقوم بعمل كل شيء ضمن قدرتنا لمساعدة أشقائنا (الفلسطينيين)، وطبعا لدينا شعور أنه يجب أن نقدم أكثر. وبصراحة لغاية توقف الحرب، على كل دولة أن تشعر بالتقصير”.

واستطرد: “الأردن يخوض معركة دبلوماسية وسياسية منذ بداية الأزمة، وساعدنا بتغيير مواقف الكثير من الدول تجاه إسرائيل”.

وشدد على أن “القضية الفلسطينية قضيتنا، وبالرغم من الكلف السياسية أو الاقتصادية التي ندفعها، سنستمر بالقيام بدورنا تجاه الشعب الفلسطيني”.

حرب إقليمية

الأمير الحسين قال: “أولويتي أن نحافظ على أمن واستقرار البلاد؛ لأن الأردن القوي هو القادر على الدفاع عن القضية الفلسطينية، ليكون أكبر سند للشعب الفلسطيني”.

وتابع: “اليوم كل تركيزنا على غزة، لكن الحكومة الإسرائيلية (برئاسة بنيامين نتنياهو) تقوم بتفجير الأوضاع في الضفة الغربية وتحاول جر المنطقة لحرب إقليمية”.

ولفت إلى أن “الحكومة الإسرائيلية تحاول أن تروج للعالم أجمع أن الصراع بدأ في السابع من أكتوبر (الماضي)”.

وفي ذلك اليوم، هاجمت فصائل فلسطينية قواعد عسكرية ومستوطنات بمحاذاة غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين؛ ردا على “جرائم الاحتلال اليومية بحق السعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى”، وفق الفصائل.

وأضاف الأمير الحسين: “فلنعد لما قبل 7 أكتوبر، ولكل خطابات جلالة الملك (عاهل الأردن عبد الله الثاني) في آخر خمس وعشرين سنة، وكيف حذر من أن الاستمرار في انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني سيؤدي لكارثة في المنطقة، وانظر لما يجري اليوم”.

وزاد: “منذ سنوات وهناك محاولات لتهميش القضية (الفلسطينية)، والناس فقدت ثقتها بالعملية السلمية”.

وقال: “نحن كعرب منذ سنوات ندعو للسلام. منذ مبادرة السلام العربية التي أطلقتها السعودية سنة 2002، كان هناك إجماع عربي أن الحل الوحيد هو منح الفلسطينيين حقوقهم وإنهاء الاحتلال مقابل علاقات مع إسرائيل”.

وتساءل مستنكرا: “منذ 2002 لليوم هل ترى أن إسرائيل تريد سلاما؟! نحن نتعامل مع حكومة تسيطر عليها أجندة متطرفة، فيها وزراء يدعون بالعلن لإبادة الفلسطينيين”.

ومضى قائلا: “منذ (اتفاقيات) أوسلو (للسلام في تسعينيات القرن الماضي) لليوم، عدد المستوطنين (في الأراضي الفلسطينية المحتلة) ارتفع من 200 ألف لأكثر من 700 ألف. هذا لا يحقق سلاما”.

واعتبر أن “السؤال المهم لنا جميعا اليوم: هل الهدف التطبيع (مع إسرائيل) لأجل التطبيع؟”.

وأجاب: “في النهاية السلام الحقيقي هو بين الشعوب، وإذا الشعوب لم تقتنع أنه تمت تلبية حقوق الشعب الفلسطيني، لن تؤمن بالسلام ولن تقبل علاقات طبيعية”.

 

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الأمیر الحسین

إقرأ أيضاً:

برامج تدريبية ومهنية لتمكين المرأة النزيلة ودمجها بالمجتمع

 

مسقط- الرؤية

تقدم إدارة التأهيل والإصلاح بالإدارة العامة للسجون برامج متخصصة تستهدف المرأة النزيلة بهدف تأهيلها وإعدادها لحياة جديدة مستقرة، وذلك بالتعاون مع نخبة من المتخصصين.

وقالت الضابط مدني (درجة 3) منى بنت درويش الكليبية، مديرة التأهيل والإصلاح بالإدارة العامة للسجون، إن تمكين المرأة النزيلة يشكل ركيزة أساسية في برامج الإصلاح التي تنفذها إدارة التأهيل والإصلاح بالإدارة العامة للسجون، مضيفة: "نركز على بناء قدرات النزيلات عبر برامج متكاملة تشمل التدريب المهني، والورش التعليمية، والتأهيل النفسي والاجتماعي، مما يساعدهن على استعادة الثقة بالنفس والاندماج في المجتمع بعد انتهاء فترة العقوبة."

وأوضحت أن هذه البرامج تشمل حرفا يدوية كالمشغولات اليدوية وإدارة المشاريع الصغيرة، ودورات في التسويق الإلكتروني وإعداد دراسات الجدوى، بهدف بناء شخصية قادرة على مواجهة تحديات الحياة والحصول على مصدر رزق مستدام.

وسلطت الكليبية الضوء على قصة نزيلة استفادت من برامج الإصلاح لتتعلم فنون الخياطة وتصميم الأزياء، لتتمكن بعد انتهاء فترة الإصلاح من إطلاق مشروعها الخاص، ونزيلة أخرى استطاعت تحويل شغفها بالرسم إلى مصدر رزق من خلال مشاركتها في معارض فنية بعد الإفراج عنها، مستفيدة من الدعم النفسي والتدريب الذي تلقته خلال فترة التأهيل.

وأشارت وضحة بنت سالم العلوية مديرة دائرة شؤون المرأة بوزارة التنمية والخدمات الاجتماعية، إلى أهمية التعاون القائم بين وزارة التنمية الخدمات الاجتماعية والمؤسسات الحكومية المعنية والمجتمع المدني في دعم هذه البرامج.

وقد نفذت وزارة التنمية الاجتماعية البرنامج الوطني لتمكين المرأة النزيلة بهدف دراسة كافة الاحتياجات للمرأة النزيلة في المؤسسات الإصلاحية وتهيئة الفرص التأهيلية لبناء مفهوم العمل الذاتي والإنتاجية لتحقيق الاستقرار النفسي والاجتماعي والاقتصادي للمرأة.

مقالات مشابهة

  • الأردن: اقتحام المسجد الأقصى وانتهاك حرمته يعد خرقًا فاضحًا للقانون الدولي
  • خبير: الدول العربية لعبت دوراً في فضح جرائم دولة الاحتلال أمام العالم
  • مدى شجاعة القضاء الدولي في حالة إسرائيل 
  • رتيبة النتشة: المجتمع الدولي لا يمتلك إرادة حقيقية لإلزام إسرائيل بوقف إطلاق النار بغزة
  • إسرائيل تصر على لعبة “إرهاب يعبر الأغوار”.. لماذا؟ الأردن في عمق “الابتزاز” ومخاطر التهجير
  • الأردن يحبط محاولة تهريب مخدرات بواسطة طائرة مسيرة غرب البلاد
  • إسرائيل تطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن بسبب اليمن
  • الهلال الأحمر الفلسطيني: إسرائيل تعتقل فلسطينيا مصابا في نابلس وتمنعنا من علاجه
  • مظاهرات غاضبة في دمشق بعد إحراق شجرة عيد الميلاد
  • برامج تدريبية ومهنية لتمكين المرأة النزيلة ودمجها بالمجتمع