حصانات ومحفزات للجيش السوداني مقابل وقف الحرب وإزالة الكيزان: رسالة مفتوحة للمؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
د. عبد المنعم مختار
أستاذ جامعي متخصص في السياسات الصحية القائمة على الأدلة العلمية
السادة والسيدات في المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
تحية طيبة لكم جميعًا، تحية السلام والحرية والعدالة،
من أكبر الأخطاء التي ارتكبت خلال فترة الانتقال المدني الديمقراطي في السودان عقب إسقاط حكم الجنرال عمر البشير كانت عداء قوى الحرية والتغيير "قحت" ولجان المقاومة للجيش ومحاولة تجريده من السلطة والمال وإصلاحه بضربة لازب.
وفي الآونة الأخيرة، يبرز تهديد أكبر لوقف الحرب الجارية في السودان، وهو التدخل الروسي المتوقع لدعم الجيش بالسلاح مقابل الذهب وإقامة قاعدة دعم لوجيستي عسكرية على البحر الأحمر. هذه الصفقة المعلنة، إن لم تقم "تقدم" وغيرها من القوى المعارضة للحرب بإجهاضها، ستقود إلى استمرار الحرب لسنوات طويلة قد تصل مدتها الى 15 عاما حسوماً، كما توقعت ورقة بحثية لابراهيم البدوي صدرت مؤخراً بدون اعتبار للعامل الروسي، وربما تؤدي إلى سيناريو مشابه للسيناريو السوري.
لذا، المطلوب وبشكل عاجل من المؤتمر التأسيسي لتنسيقية "تقدم" ومن قيادتها:
1. **وقف الخطاب والموقف المعادي للجيش وتمديد وتوسيع وتقوية خطوط التواصل الإيجابي معه**: يجب علينا بناء جسور التواصل والتفاهم مع الجيش كقيادة ومؤسسة، وتجنب الخطاب العدائي الذي لم يساهم سوى في تعزيز تحالف الجيش مع الكيزان وإطالة أمد الحرب.
2. **إعطاء الجيش كقيادات وكمؤسسة ضمانات بعدم المحاسبة على الجرائم وحوافز لاستمرار المؤسسة كأقوى مؤسسة مسلحة في السودان بشرط وقف الحرب وتنقية الجيش من الكيزان ودعم الجيش وحمايته للانتقال المدني الديمقراطي وفق خطط وضمانات**: يجب تقديم ضمانات واضحة للجيش بعدم الملاحقة والمحاسبة على الجرائم السابقة، بالإضافة إلى حوافز تضمن استمرارية المؤسسة العسكرية بشكل قوي ومستقل، ولكن بشرط وقف الحرب وتنقية الجيش من العناصر الكيزانية وتعبيد طريق الإنتقال المدني الديمقراطي.
3. **وقف صفقة روسيا مع الجيش**: يجب العمل على إجهاض الصفقة الروسية عبر التواصل مع القيادة الروسية والتهديد دبلوماسيًا بوقف الاستثمارات الروسية في الذهب ووقف مشتريات الأسلحة وتعطيل التوافق حول أي تعاون عسكري على البحر الأحمر، بل والتهديد بإستعمال النفوذ السوداني في إقليم الساحل، ابتداء من أفريقيا الوسطى، ضد المصالح الروسية.
إن الثقة المعقولة في الذات لا تضر، وعلى "تقدم" أن تطرح نفسها بوصفها الحكومة القادمة بلا شك.
ولا مناص من أن تتقدم تقدم قدماً للأمام من أجل مستقبل أفضل للسودان.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير.
د. عبد المنعم مختار
٢٦ مايو ٢٠٢٤
moniem.mukhtar@googlemail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: وقف الحرب
إقرأ أيضاً:
لافرينتيف: الدفاع الروسية وجهت لإسرائيل “لفتة نظر” بعد ضربها هدفا سوريّا قرب قاعدة حميميم الروسية
سوريا – أعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتيف أن وزارة الدفاع الروسية “لفتت نظر” تل أبيب إلى ضرب الجيش الإسرائيلي هدفا سوريّا قرب قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية.
وقال: “وجهت إسرائيل في أكتوبر الماضي ضربة جوية لمنطقة مجاورة لقاعدة حميميم، ولم تستهدف القاعدة الروسية لأنه كان سيترتب على ذلك عواقب سلبية للغاية، بما في ذلك بالنسبة لإسرائيل. الضربة استهدفت مستودعا أو مبنى ما”.
وأضاف أن وزارة الدفاع الروسية “لفتت نظر إسرائيل”، مشيرا إلى أن مثل هذه الأعمال غير مقبولة لأنها قد أن تهدد حياة العسكريين الروس. آمل “ألا يتكرر مثل هذا الحادث”.
كما فند لافرينتيف صحة الأنباء حول أن قاعدة حميميم يتم منها نقل الأسلحة الإيرانية للفصائل اللبنانية في لبنان، وقال: “روسيا لا تتيح قاعدتها في حميميم لتزويد الفصائل اللبنانية بالأسلحة الإيرانية، هذه شائعات”، مشيرا إلى أن “جميع الشحنات في القاعدة تخضع للتفتيش”.
وكان السفير الروسي في تل أبيب أناتولي فيكتوروف قد أعرب في وقت سابق عن أمله في أن تدرك إسرائيل مخاطر إلحاق الضرر بالجيش الروسي في سوريا، وأكد أن “موسكو أوضحت ذلك للسلطات الإسرائيلية”.
المصدر: نوفوستي