ما بين حمية القبيلة العابرة للحدود والبحث عن نصير الباطل
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
زهير عثمان حمد
أعاد القتال في السودان للواجهة دور القبائل العربية في منطقة الساحل والصحراء وفتح الباب لاستعانة كل طرف بالأقارب والحلفاء من الدول المجاورة؛ وهذا ما يسمي في الثقافة الصحراوية لهذه ب- (الفزع ) , هو من قيم هذه القبائل العابرة للحدود , و إذ يقاتل العديد من أبنائها من تشاد وأفريقيا الوسطى ضمن قوات الدعم السريع، بينما دخل إقليم دارفور إلى نفق اقتتال تشترك فيه القبائل العربية التي تدعم حميدتي وقبائل أفريقية ساحلية والتي ينتمي لأحدها ميني ميناوي حاكم الإقليم، حيث ينتمي لقبيلة الزغاوة، وهي مجموعة عرقية مسلمة تعيش في شمال شرق تشاد، وغرب السودان خاصةدارفور.
أما عن أصول قبائل التبو، فهي موضوع للعديد من الروايات والنظريات. يُعتقد أنهم يشتركون في أصل مشترك ويتحدثون لغات التبو، التي تنتمي إلى الفرع الصحراوي لعائلة اللغات النيلية الصحراوية ينقسم التبو إلى لغتين مرتبطتين ارتباطًا وثيقًا: التيدا والدازا. الدازا هم الأكثر عددًا ويتواجدون جنوبًا من التيدا.
بالنسبة للعلاقة بين قبائل التبو والاقتتال في السودان، يجب أن نلاحظ أن السودان يحتضن مجموعة متنوعة من القبائل والمجتمعات. قد يكون هناك تداخل بين قبائل التبو والسودانيين في بعض المناطق، ولكن يجب أن نتذكر أن السودان يضم أيضًا العديد من القبائل الأخرى والتي لها تاريخ وثقافة مميزة. و يُعد الحوار والتفاهم الثقافي والاجتماعي أدواتًا قوية لتجنب الاقتتال وتحقيق السلام. يجب أن نعمل جميعًا على تعزيز الحوار والتفاهم بين الثقافات والقبائل المختلفة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. نعم، هناك توترات تاريخية بين قبائل التبو وبعض القبائل الأخرى في المنطقة، بما في ذلك السودانيين. دعوني أوضح لك بعض التفاصيل:التوترات مع القبائل العربية في ليبيا: قبائل التبو تعيش في المنطقة الحدودية بين ليبيا وتشاد والسودان والنيجر.في السنوات الأخيرة، دخلوا في مواجهات عنيفة مع بعض جيرانهم من القبائل العربية في منطقة الكفرة في ليبيا.
مدينة أوباري شهدت أيضًا قتالًا بين التبو والطوارق استمر لمدة عامين، مما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا ونزوح نسبة كبيرة من سكان المدينة., الأصول والتاريخ: قبائل التبو تعيش في مناطق صحراوية وتعتمد على تربية المواشي أو الزراعة. يُعتقد أن أصولهم متنوعة، حيث يُشار إلى أنهم ينحدرون من بربر صنهاجة أو من العرب.ينقسمون إلى لغتين مرتبطتين ارتباطًا وثيقًا: التيدا والداز الحوار والتفاهم:لتجنب التوترات وتحقيق السلام، يجب تعزيز الحوار والتفاهم بين الثقافات والقبائل المختلفة في المنطقة., والقبيلة تتجاوز الحدود لا وجود للحدود في أذهان العرب الرحل؛ إذ يولد الشخص في بلد، ويعيش في بلد آخر، ويقاتل في بلد ثالث، فالولاء للقبيلة مقدم على الحدود الدولية المرسومة في عهد الاستعمار. دور قبائل التبو في الصراع:, ويقاتل العديد من أفراد قبائل التبو من تشاد وأفريقيا الوسطى ضمن قوات الدعم السريع.
شاركت قبائل التبو في الصراعات في ليبيا، مع انقسام الولاءات بين قوات حفتر وقوات معارضة. , يتواجد مقاتلون من التبو في صفوف المتمردين في تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى. , وعوامل تؤثر على مشاركة قبائل التبو:الولاءات القبلية التي تتخطى الحدود الوطنية. بسبب ضعف الدولة وعدم الاستقرار في المنطقة. , الفقر والبطالة، مما يدفع الشباب إلى الانضمام إلى الجماعات المسلحة. , وتجارة البشر والشبكات الإجرامية. , الآثار منها تفاقم الصراعات في المنطقة. , وانتهاكات حقوق الإنسان. , زعزعة الاستقرار في الدول المجاورة.
الحلول:تعزيز الحوار والتفاهم بين الثقافات والقبائل المختلفة. , و العمل على حل النزاعات سلميًا. ودعم التحول الديمقراطي وتحقيق السلام في المنطقة. ومكافحة الفقر والبطالة. والتصدي لتجارة البشر والشبكات الإجرامية. , تشكل منطقة الجنوب الليبي أحد أكثر المناطق احتضاناً لعدد من المجموعات الأفريقية المسلحة تنتمي منها لقبائل شاركت في الاقتتال الداخلي الذي تشهده المنطقة منذ سنوات، ومن أبرزها مجموعات تشادية، وأخرى من النيجر والسودان.
قبائل التبو هي الأكبر حضوراً، وذلك نظراً لأنها تعتبر من القبائل الحدودية والتي لها تواجد في ليبيا وتشاد والنيجر ومالي، فكثيراً ما تكون القبائل الحدودية التي تنتمي لدولتين متجاورتين، خاصة عندما تكون ذات إثنية عرقية واحدة، محل جدل كبير، وهذا ما ينطبق على قبيلة التبو التي ينقسم أبناؤها بين تبو ليبيين وتبو تشاديين.
وكذلك هو الحال مثلاً في السودان التي تضم في نسيجها الديموغرافي (السكاني) قبائل مشتركة مثل الرشايدة والزغاوة والمسيرية مع تشاد، وقبائل مثل الأشولي والأنفي مع إثيوبيا.
مؤخراً، صدر تقرير عن خبراء تابعين للأمم المتحدة يتحدث عن وجود كبير لمجموعات من المرتزقة السودانيين والتشاديين تعمل وتقاتل مع قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وتشير مصادر أمنية ليبية ، إلى أن وجود الفصائل السودانية والتشادية المعارضة على الأراضي الليبية موضوع قديم يعود إلى ما قبل الثورة الليبية عام 2011، إذ كان نظام القذافي أحد أكبر الداعمين لعدد من الفصائل الأفريقية كما حين كان الصراع دائراً في دارفور، فدَعَم قوات الدعم السريع السودانية المعروفة باسم "الجنجاويد" التي كانت تعارض الحكومة وتقتل السكان المحليين , ويعيش في الصحراء الغربية ثلاث قبائل عربية هي: قبيلة المحاربة: , وتسمى قبائل المحاربة بالقبائل العربية، وتمتاز بشجاعة أفرادها ونفوذها الكبير.
من أهم القبائل التي تنتمي للمحاربة: قبيلة الركيبات، التي تنقسم إلى قسمين: اركيب الساحل واركيب الشرق , قبائل السودان: , تضم السودان العديد من القبائل العربية والأفريقية., من القبائل العربية في السودان: قبائل بني حسان وبني معقل وبني هلال في الجزء الغربي والأوسط
قبائل شرق إفريقيا: تشمل دولًا مثل جزر القُمُر، وجيبوتي، والصومال. وهنالك هناك أيضًا قبائل ومجموعات عربية في دول أخرى مثل أثيوبيا، وأرتيريا، وكينيا، وتنزانيا، ومدغشقر، وموزمبيق. , التواصل العربي مع شرق القارة الإفريقية يعود إلى عصور ما قبل الإسلام، واستمر بالتواصل والتأثير عبر التاريخ، مما أسهم في تشكيل الثقافة والحضارة في هذه المناطق
من التشاد، الحركة من أجل الديمقراطية والعدالة، ويتكون عناصرها من قومية وقبائل التبو، انتقلت غالبية كوادرها للعمل في جنوب ليبيا كناشطين من التبو، وجبهة الوفاق من أجل التغيير في تشاد وأغلب وجودها في بلدة أم الأرانب والجبال السوداء في الجفرة، وسط ليبيا.
أما المجموعات السودانية فيأتي على رأسها جيش تحرير السودان وحركة العدل والمساواة، وهما المجموعتان الثوريتان الأساسيتان في منطقة دارفور المضطربة في السودان، ويحتفظان بوجود في الجنوب الليبي. تعمل في المنطقة الغربية من ليبيا، وتحديداً في طرابلس، وهم كانوا في الأصل يرغبون بالهجرة إلى أوروبا لكنهم وقعوا ضحية في أيدي تجار البشر حيث تمّ شراؤهم واستخدامهم كمقاتلين مرتزقة لصالح حفتر.
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: القبائل العربیة فی الحوار والتفاهم قبائل التبو من القبائل فی السودان فی المنطقة العدید من فی لیبیا تعیش فی
إقرأ أيضاً:
تمويل داعش.. اقتصاد دموي عابر للحدود
كيف تَحوَّل تنظيم داعش الإرهابي، رغم سقوط "خلافته" المزعومة، إلى "مافيا مالية" عابرة للحدود؟ ولماذا تظهر فجأة شركات بأسماء وهمية وأفراد تزداد ثرواتهم دون مصادر واضحة؟ قد تكون أموال الإرهاب أقرب إلينا مما نتصور، متخفية في مشاريع عقارية أو شركات ومتاجر في المدن والعواصم الكبرى، مما يجعل خطر الإرهاب أكثر قربًا وواقعية من ذي قبل، لاسيما بعد أن أعاد التنظيم بناء نفسه عبر شبكات مالية معقدة، تستغل الموارد الطبيعية، التكنولوجيا، والجرائم المنظمة.
بعد سقوط "خلافة" داعش في العراق وسوريا عام 2019، تَحوَّل التنظيم الإرهابي من كيان إقليمي "مُسيطر" إلى شبكة عالمية تعتمد على المرونة المالية واللامركزية في التمويل. وفقًا لتقرير صادر عن جيسيكا ديفيس، الخبيرة الدولية في رصد شبكات تمويل الإرهاب، والذي نشره مركز مكافحة الإرهاب التابع للأكاديمية العسكرية الأمريكية في "ويست بوينت" على صفحات دوريته المُحكّمة في الثالث عشر من أغسطس 2024. أكد التقرير أن داعش احتفظ باحتياطيات مالية تتراوح بين 10 و٣٠ مليون دولار، مُخزّنة في شبكات مصرفية سرية عبر جنوب إفريقيا، ودولة حاضنة للتنظيمات الإرهابية ودولة إفريقية شقيقة. هذه الأموال مكّنت التنظيم من إدارة أقاليمه المنتشرة، بل وتوسيع نفوذه عبر استراتيجيات هجينة تجمع بين الجرائم المنظمة والتكنولوجيا الحديثة.
وتشكل القارة الإفريقية القلب النابض لتمويل داعش، حيث تمكنت فروع التنظيم من السيطرة على موارد طبيعية وتحقيق ثروات طائلة من الابتزاز المنظم والشبكات العابرة للحدود.
في دول إفريقية، سيطر التنظيم على مناجم الذهب عبر جماعات محلية تابعة له، مستخدمًا عائداتها في شراء الأسلحة وتمويل العمليات الإرهابية. وتشير تقارير فريق الرصد التابع لمجلس الأمن الدولي إلى أن عائدات الذهب من منطقة الساحل وحدها تُقدَّر بـ5 ملايين دولار سنويًّا.
في موزمبيق والكونغو الديمقراطية، فرضت فروع داعش ضرائب بقوة السلاح على القرى والمتاجر الصغيرة وحتى خدمات النقل الفردي، وفي دولة إفريقية أخرى، يُقدَّر أن التنظيم هناك يجمع 6 ملايين دولار سنويًّا عبر الابتزاز وفرض الضرائب. وبعد اغتيال المسئول المالي للفرع عام 2023، أشارت تقارير الخزانة الأمريكية إلى تعافي تمويل الفرع بشكل ملحوظ، مدعومًا بتدفق مقاتلين من اليمن وإثيوبيا، وفقًا لتقرير الأمم المتحدة الصادر في فبراير 2024.
وتعتمد الفروع الإفريقية على تحويل الأموال عبر أنظمة الحوالات النقدية السريعة، والتي يصعب تعقبها بسبب طبيعتها غير الرسمية، وكشفت عقوبات أمريكية عام 2022 عن تورط 7 وسطاء ماليين في جنوب إفريقيا بتحويل أموال إلى فرع موزمبيق باستخدام حسابات بنكية بوثائق مزيفة.
ورغم تراجع العمليات المباشرة لداعش في العراق وسوريا، لا تزال المنطقة تلعب دورًا حيويًّا في إدارة شبكة مالية تُعتبر من أقدم الشبكات العاملة بين ثلاث من الدول، تُستخدم لغسل الأموال عبر تحويلها إلى ذهب ثم إعادة بيعها. وفقًا لوزارة الخزانة الأمريكية، نقلت هذه الشبكة ملايين الدولارات إلى أقاليم داعش في آسيا الوسطى وأفغانستان.
وأسست عناصر من التنظيم شركات عقارية ووكالات سيارات والعديد من الشركات في دولة حاضنة للتنظيمات الإرهابية ودولة من الدول الإفريقية الصديقة، مستخدمين هويات مزورة. أحد الأمثلة البارزة هو رجل أعمال كان يدير شبكة صرافة في إحدى الدول تُموّل هجمات الفرع السوري، وفقًا لتقارير الإنتربول.
وتدفع بعض الفروع الإفريقية جزءًا من أرباحها إلى القيادة المركزية. ففي ليبيا، مثلًا، نقل عناصر من الفرع المحلي أموالًا وأسلحة إلى فرع في دولة من دول الشرق الأوسط عام 2015، ما يُظهر تكامل الشبكة المالية رغم اللامركزية الظاهرة.
لم يعد داعش يعتمد فقط على الأساليب التقليدية، بل أتقن استخدام التكنولوجيا لتعزيز تمويله عبر العملات المشفرة، وكشفت الأمم المتحدة في عام 2024، عن استخدام فرع "ولاية خراسان" في أفغانستان لعملة "التيثير" (Tether) المشفرة لتمويل هجمات موسكو عبر وسطاء في طاجيكستان.
وتمكن التنظيم من تحويل منصات مثل "تليجرام" إلى أدوات لجمع التبرعات، مستغلًّا إمكانية إخفاء الهوية، وفي باكستان، تم اعتقال متطوعين كانوا يجمعون تبرعات عبر منصات "التبرع السريع" المُشفّرة.
وبدأ التنظيم في تجنيد عناصر عبر خوارزميات تستهدف الشباب في مناطق النزاع، كما نشر أدلة مُفصّلة باللغة العربية حول كيفية استخدام العملات المشفرة لإخفاء التدفقات المالية، وفقًا لتقرير جيسيكا ديفيس.
رغم الجهود المبذولة، تبقى العقبات أمام مكافحة تمويل داعش متعددة، أبرزها: الخلافات بين القوى الكبرى مثل التوترات الروسية- الأمريكية التي تُعيق عمل فريق الرصد التابع لمجلس الأمن، ما يُضعف فرض العقوبات، ثم يأتي تحدي الاقتصادات الموازية، حيث تُدار 70% من المعاملات المالية خارج القطاع الرسمي، في دول إفريقية، مما يُعطّل جهود الرقابة.
وتفتقر العديد من الدول الإفريقية إلى قوانين صارمة لمكافحة غسل الأموال، خاصةً في مجال العملات المشفرة. ومنها دولة تعتبر ثاني أكبر سوق للعملات الرقمية عالميًّا لا تملك آليات تتبع فعّالة لمعاملات فرع "ولاية غرب إفريقيا".
وتفضّل بعض الحكومات التركيز على الأمن قصير المدى، حيث تلجأ إلى تكثيف العمليات العسكرية بدلًا من استهداف البنية المالية، ما يسمح للتنظيم بإعادة بناء اقتصاده بسرعة.
وأخيرًا، يبقى تجفيف منابع تمويل داعش تحديًا جذريًا يستلزم تعاونًا عابرًا للحدود واستراتيجيات مبتكرة مثل تطوير أدوات ذكاء اصطناعي لتعقب التدفقات المالية، وتشكيل وحدات دولية لرصد الحوالات والشركات الوهمية. هذه ليست مجرد اقتراحات، بل إنها ضرورة ملحّة، لأنه بدون استهداف اقتصاد التنظيمات الإرهابية، سيبقى الإرهاب قادرًا على التكيُّف والعودة بشكل جديد.