لماذا إهتزت صورة السوداني النبيل… التي كانت ؟
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
د.فراج الشيخ الفزاري
=========
يقول الكاتب الروائي السوداني المعروف..الطيب صالح ، إن الله ،وهبنا ، نحن السودانيين، شيئا خفيا ،يجعل كل شعوب الأرض تحبنا أينما حللنا أو رحلنا برا أوجوا..يبتسمون لك ويحيونك ..فقط لأنك سوداني.
ويقول أهل الخليج، أنهم لا يثقون إلا في ( الزول) السوداني...فيأتمنونه علي مالهم وحلالهم ،وحتي قضاء حاجاتهم الشخصية ذات الخصوصية.
ويقول أحد القطريين القدامي..أننا كنا نثق في شرطي المرور السوداني ثقة عمياء..فإذا قال عن الحادث المروري أنت الغلطان ..فلا نجادله أبدا فهو الصادق الأمين في مجال عمله.
وهذا هو الحال ، في الدوائر الحكومية الأخري،حيث كانت للسوداني مكانة متفردة وثقة مبالغ فيها تجعلنا مكان حسد من الجاليات
الأخري..فقد عشت في دولة قطر الشقيقة وأسرتي قرابة الأربعين عاما متواصلة...فلم يحدث ولو بالصدفة أن اوقفتني دورية أو رجل أمن أو مرور يطلب أوراقي الثبوتية..بل يحدث احيان أثناء حملات المرور الفجائية للتأكد من حيازة قيادة المركبةقانونيا حتي لا يتسبب عدمها في أضرار الآخرين..أن يؤشر لك الشرطي بالمرور ومواصلة السير،لأنه علي ثقة بأن السوداني لا يخالف القوانين...
ثم تبدل الحال فجأة بعد الحرب اللعينة ومآلاتها الكارثية..وبدأنا نسمع عن حكاوي وقصص وتندرات عن الشخصية السودانية..واتهامات مجحفة بحقنا واخلاقنا وقيمنا ومكانتنا..حتي في بعض الدول الشقيقة ذات الجذور العميقة الممتدة..عندما يعلق ملاك أحد المجمعات السكنية اعلانا فيه إهانة ومزلة صريحة بالشخصية السودانية بامتناعهم تأجير شققهم السكنية للسودانيين اعتبارا من يوليو القادم...دون أن يحرك ذلك ساكنا للسلطات الرسمية..
وحدثني صديق...أن تعرض إلي اهانة غير مبررة في احدي المطارات الأوروبية لانه كان يحمل مبلغا كبيرا من العملة الصعبة..حيث أخبره المترجم بأن ضابط الجوازات يشك في حيازة هذا المبلغ وهو فقير ومن بلد فقير..اسمه السودان؟ ولم يصدق أنه صاحب شركة مرموقة في احد الدول الخليجية وهو في رحلة تجارية مخطط لها مع شركة أخري في البلد المضيف..ولم يتم السماح له بالدخول الا بعد حضور مندوب الشركة الوطنية وتأكيده علي شخصية العميل.
وهناك العديد العديد من الأحداث المشابهة التي أصبح فيها السوداني مثارا للريبة والشكوك ..كل ذلك بسب هذه الحرب اللعينة ..فالذين يبكون علي بيوتهم وقراهم المهجورة..واموالهم المنهوبة..ومزارعهم المحروقة..حري بهم أن يبكون زوال رصيد مكانتنا التي كانت بين الشعوب..فإذا كان الدار و الإعمار قد يحتاج لبعض الوقت ، وبضع دولارات ستدفعها الدول المانحة ، فإن ما أضاعته الحرب من سمعة ومكانة طيبة للسودان..يحتاج إلي أجيال وأجيال من التربية الوطنية الجادة ، حتي نسترد عافية بلادنا ويسترد العالم ثقته فينا...
فياليتنا ندرك عظمة ما فقدنا ...وماذا فعلنابأهلنا وأجيالنا القادمة...كل ذلك بسبب تلك الحرب اللعينة
التي لا زالت تحصد الكثير من أرواح شبابنا وقيمنا وسمعتنا الحميدة التي كانت تميزنا
بجدارة عن باقي كل الشعوب...
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني ينفي مزاعم أمريكية بامتلاك «أسلحة كيميائية».. والأمم المتحدة تكشف «خطتها» للدعم
نفت السودان، الجمعة، مزاعم أمريكية بامتلاك الجيش السوداني أسلحة كيميائية، مؤكدة أن الاتهامات غير صحيحة”، بالتزامن مع دعوة الأمم المتحدة، إلى وقف تدفق الأسلحة إليه.
ونفى وزير الخارجية السوداني علي يوسف، الجمعة، مزاعم أمريكية بامتلاك جيش بلاده أسلحة كيميائية، وشدد الوزير السوداني على أن الاتهامات الموجهة لبلاده باستخدامها في الحرب “غير صحيحة”.
جاء ذلك في تصريحات للوزير خلال جلسة نقاشية بعنوان “السياسة والأزمة الإنسانية” انعقدت ضمن فعاليات مؤتمر ميونيخ للأمن. وقال يوسف: “الجيش السوداني لم يرتكب انتهاكات وخروقات في هذه الحرب الدائرة في البلاد (مع قوات الدعم السريع)، ولا يوجد دليل على ارتكابه اتتهاكات”. وأضاف: “الجيش السوداني لا يملك أسلحة كيميائية، وأي اتهامات موجهة له باستخدامها غير صحيحة”.
وفي 16 يناير الماضي، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، بدعوة “تنفيذ قواته هجمات على مدنيّين”.
وتزامن ذلك مع تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” ادعت خلاله، نقلا عن 4 مسؤولين أمريكيين لم تكشف عن هويتهم، أن “الجيش السوداني استخدم أسلحة كيميائية مرتين على الأقل في معارك السيطرة على البلاد”.
بدوره، قال أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم أمام «المؤتمر الإنساني رفيع المستوى لدعم شعب السودان» الذي أُقيم على هامش قمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا: «لا بد من وقف الدعم الخارجي وتدفق الأسلحة، اللذين من شأنهما أن يساعدا على استمرار الحرب والدمار الكبير الذي يلحق بالمدنيين وسفك الدماء في السودان».
وأعلن غوتيريش إطلاق الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة الوطنية والدولية خطة الاستجابة للاحتياجات الإنسانية في السودان لعام 2025، التي تتطلب، حسب إشارته، نحو 6 مليارات دولار، تُخصص لدعم نحو 21 مليون شخص داخل السودان ونحو 5 ملايين لاجئ إلى دول الجوار.
وأضاف: «السودان يعيش أزمة بالغة الخطورة والوحشية».
ويخوض الجيش و”الدعم السريع” منذ منتصف أبريل 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
فيما تتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب، بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين الأشخاص إلى المجاعة والموت، جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.