سودانايل:
2025-04-17@16:58:46 GMT

لماذا إهتزت صورة السوداني النبيل… التي كانت ؟

تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT

د.فراج الشيخ الفزاري
=========
يقول الكاتب الروائي السوداني المعروف..الطيب صالح ، إن الله ،وهبنا ، نحن السودانيين، شيئا خفيا ،يجعل كل شعوب الأرض تحبنا أينما حللنا أو رحلنا برا أوجوا..يبتسمون لك ويحيونك ..فقط لأنك سوداني.
ويقول أهل الخليج، أنهم لا يثقون إلا في ( الزول) السوداني...فيأتمنونه علي مالهم وحلالهم ،وحتي قضاء حاجاتهم الشخصية ذات الخصوصية.

.
ويقول أحد القطريين القدامي..أننا كنا نثق في شرطي المرور السوداني ثقة عمياء..فإذا قال عن الحادث المروري أنت الغلطان ..فلا نجادله أبدا فهو الصادق الأمين في مجال عمله.
وهذا هو الحال ، في الدوائر الحكومية الأخري،حيث كانت للسوداني مكانة متفردة وثقة مبالغ فيها تجعلنا مكان حسد من الجاليات
الأخري..فقد عشت في دولة قطر الشقيقة وأسرتي قرابة الأربعين عاما متواصلة...فلم يحدث ولو بالصدفة أن اوقفتني دورية أو رجل أمن أو مرور يطلب أوراقي الثبوتية..بل يحدث احيان أثناء حملات المرور الفجائية للتأكد من حيازة قيادة المركبةقانونيا حتي لا يتسبب عدمها في أضرار الآخرين..أن يؤشر لك الشرطي بالمرور ومواصلة السير،لأنه علي ثقة بأن السوداني لا يخالف القوانين...
ثم تبدل الحال فجأة بعد الحرب اللعينة ومآلاتها الكارثية..وبدأنا نسمع عن حكاوي وقصص وتندرات عن الشخصية السودانية..واتهامات مجحفة بحقنا واخلاقنا وقيمنا ومكانتنا..حتي في بعض الدول الشقيقة ذات الجذور العميقة الممتدة..عندما يعلق ملاك أحد المجمعات السكنية اعلانا فيه إهانة ومزلة صريحة بالشخصية السودانية بامتناعهم تأجير شققهم السكنية للسودانيين اعتبارا من يوليو القادم...دون أن يحرك ذلك ساكنا للسلطات الرسمية..
وحدثني صديق...أن تعرض إلي اهانة غير مبررة في احدي المطارات الأوروبية لانه كان يحمل مبلغا كبيرا من العملة الصعبة..حيث أخبره المترجم بأن ضابط الجوازات يشك في حيازة هذا المبلغ وهو فقير ومن بلد فقير..اسمه السودان؟ ولم يصدق أنه صاحب شركة مرموقة في احد الدول الخليجية وهو في رحلة تجارية مخطط لها مع شركة أخري في البلد المضيف..ولم يتم السماح له بالدخول الا بعد حضور مندوب الشركة الوطنية وتأكيده علي شخصية العميل.
وهناك العديد العديد من الأحداث المشابهة التي أصبح فيها السوداني مثارا للريبة والشكوك ..كل ذلك بسب هذه الحرب اللعينة ..فالذين يبكون علي بيوتهم وقراهم المهجورة..واموالهم المنهوبة..ومزارعهم المحروقة..حري بهم أن يبكون زوال رصيد مكانتنا التي كانت بين الشعوب..فإذا كان الدار و الإعمار قد يحتاج لبعض الوقت ، وبضع دولارات ستدفعها الدول المانحة ، فإن ما أضاعته الحرب من سمعة ومكانة طيبة للسودان..يحتاج إلي أجيال وأجيال من التربية الوطنية الجادة ، حتي نسترد عافية بلادنا ويسترد العالم ثقته فينا...
فياليتنا ندرك عظمة ما فقدنا ...وماذا فعلنابأهلنا وأجيالنا القادمة...كل ذلك بسبب تلك الحرب اللعينة
التي لا زالت تحصد الكثير من أرواح شبابنا وقيمنا وسمعتنا الحميدة التي كانت تميزنا
بجدارة عن باقي كل الشعوب...
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

في ذكرى مأساة 15 ابريل 2023 الحزين … يا وطن أصبحت مفجوع بيك

الزمان الخامس عشر من أبريل عام 2025. تدخل الحرب في السودان عامها الثالث ،و قد تلاشى بريق النصر السريع الكاذب و الذي كان يُعتقد أنه سيتحقق في غضون ست ساعات.
تلاشت آمال الحسم العسكري السريع لدى طرفي الحرب ، وهدأت أصوات المتحمسين و أصبحت الدعوة للحرب مجرد أسطوانة مشروخة لا تثير اهتمام أحد، و لحنًا جنائزيًا صامتا لا يرغب أي عاقل في الاستمتاع بالاستماع إليه.
تزايدت حالات النزوح القسري و غطت كل أنحاء الوطن، و تمددت رقعة الحرب التي كانت محصورة في الخرطوم في شارعي القصر و المطار تحديدا لتشمل كل ارجاء الوطن الغرب و الشرق و الشمال.
توقفت الحياة انهار الاقتصاد ، أُغلقت المستشفيات، بينما هجر الطلاب المدارس و الجامعات بعد ان تحولت ساحاتها إلى دور ايواء للنازحين و معسكرات لتدريب المستنفرين .
المسيرات تجوب سماء الوطن تقذف الموت في امكان سيطرة الجيش و الطائرات تنثر الفجيعه و الاشلاء المتناثرة في سماء مواقع الدعم السريع . الموت تملأ رائحته أجواء الوطن دونما اكتراث .
أجساد ملقاة على جوانب الطرقات تنتظر من يكرمها بالدفن حتى و لو من دون أكفان بعد ان بات الغسل مستحيلا . القبور مجرد دائرة كبيرة حُفرت بسرعة لاستيعاب ما يمكن من الأشلاء. لا شواهد ، لا معالم ، فقط حفنة من تراب وطنا تفرق دمه بين القبائل.
أخبرني صديق أنه و بالرغم من مرور عامين على هذه الحرب، لا انه يزال يجد صعوبة في استيعاب فكرة اندلاعها في السودان. كما استفسرني آخر من دولة شقيقة، مستغربًا، كيف يمكن لشعب السودان الطيب المسكين أن يتقاتل في ما بينه بهذه القسوة والبشاعة.
أجبتهم بأن هذه هي الحقيقة التي يجب علينا جميعًا مواجهتها. فنحن لسنا استثناءً، وستستمر هذه الحرب طالما لم نتعلم الدرس .
في ان نعيش معًا في وطن واحد يحتضن جميع اختلافاتنا دونما استثناء، وأن نتحلى بالصبر و لو مكرهين على ذلك من اجل ان يعم السلام ربوع الوطن

هي صرخة في وجه الموت ...أوقفوا هذه الحرب اليوم قبل الغد .
و تعلموا الدرس من الثمن الذي دفعناه في هذه السنتين التي مضت .

yousufeissa79@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • حرب القيامة التي يُراد بها تغيير خارطة الوطن العربي
  • جنود العدو يصرخون: أوقفوا الحرب… وصمت العرب فضيحة تتجدّد
  • العصائب:الإتفاقيات التي أبرمها السوداني مع تركيا باطلة وضد سيادة العراق
  • في ذكرى مأساة 15 ابريل 2023 الحزين … يا وطن أصبحت مفجوع بيك
  • اليوم وقد مضت سنتان بالتمام والكمال علي إندلاع شرارة الحرب اللعينة العبثية المنسية
  • السوداني: انخفاض نسبة المشاريع المتلكئة إلى أقل من 850 بعدما كانت بالآلاف
  • وزارة الخارجية تعرب عن إشادة المملكة بالإجراءات التي اتخذتها الجهات الأمنية في الأردن لإحباط مخططات كانت تهدف إلى المساس بأمنه وإثارة الفوضى
  • حرب القيامة التي يُراد بها تغيير خارطة الوطن العربي 
  • رسالة الدكتور عبدالله حمدوك إلى الشعب السوداني في الذكرى الثانية للحرب
  • أحمد موسى: الكويت من أولى الدول التي دعمت مصر منذ 30 يونيو 2013 وحتى اليوم