سودانايل:
2025-01-23@21:47:02 GMT

لماذا إهتزت صورة السوداني النبيل… التي كانت ؟

تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT

د.فراج الشيخ الفزاري
=========
يقول الكاتب الروائي السوداني المعروف..الطيب صالح ، إن الله ،وهبنا ، نحن السودانيين، شيئا خفيا ،يجعل كل شعوب الأرض تحبنا أينما حللنا أو رحلنا برا أوجوا..يبتسمون لك ويحيونك ..فقط لأنك سوداني.
ويقول أهل الخليج، أنهم لا يثقون إلا في ( الزول) السوداني...فيأتمنونه علي مالهم وحلالهم ،وحتي قضاء حاجاتهم الشخصية ذات الخصوصية.

.
ويقول أحد القطريين القدامي..أننا كنا نثق في شرطي المرور السوداني ثقة عمياء..فإذا قال عن الحادث المروري أنت الغلطان ..فلا نجادله أبدا فهو الصادق الأمين في مجال عمله.
وهذا هو الحال ، في الدوائر الحكومية الأخري،حيث كانت للسوداني مكانة متفردة وثقة مبالغ فيها تجعلنا مكان حسد من الجاليات
الأخري..فقد عشت في دولة قطر الشقيقة وأسرتي قرابة الأربعين عاما متواصلة...فلم يحدث ولو بالصدفة أن اوقفتني دورية أو رجل أمن أو مرور يطلب أوراقي الثبوتية..بل يحدث احيان أثناء حملات المرور الفجائية للتأكد من حيازة قيادة المركبةقانونيا حتي لا يتسبب عدمها في أضرار الآخرين..أن يؤشر لك الشرطي بالمرور ومواصلة السير،لأنه علي ثقة بأن السوداني لا يخالف القوانين...
ثم تبدل الحال فجأة بعد الحرب اللعينة ومآلاتها الكارثية..وبدأنا نسمع عن حكاوي وقصص وتندرات عن الشخصية السودانية..واتهامات مجحفة بحقنا واخلاقنا وقيمنا ومكانتنا..حتي في بعض الدول الشقيقة ذات الجذور العميقة الممتدة..عندما يعلق ملاك أحد المجمعات السكنية اعلانا فيه إهانة ومزلة صريحة بالشخصية السودانية بامتناعهم تأجير شققهم السكنية للسودانيين اعتبارا من يوليو القادم...دون أن يحرك ذلك ساكنا للسلطات الرسمية..
وحدثني صديق...أن تعرض إلي اهانة غير مبررة في احدي المطارات الأوروبية لانه كان يحمل مبلغا كبيرا من العملة الصعبة..حيث أخبره المترجم بأن ضابط الجوازات يشك في حيازة هذا المبلغ وهو فقير ومن بلد فقير..اسمه السودان؟ ولم يصدق أنه صاحب شركة مرموقة في احد الدول الخليجية وهو في رحلة تجارية مخطط لها مع شركة أخري في البلد المضيف..ولم يتم السماح له بالدخول الا بعد حضور مندوب الشركة الوطنية وتأكيده علي شخصية العميل.
وهناك العديد العديد من الأحداث المشابهة التي أصبح فيها السوداني مثارا للريبة والشكوك ..كل ذلك بسب هذه الحرب اللعينة ..فالذين يبكون علي بيوتهم وقراهم المهجورة..واموالهم المنهوبة..ومزارعهم المحروقة..حري بهم أن يبكون زوال رصيد مكانتنا التي كانت بين الشعوب..فإذا كان الدار و الإعمار قد يحتاج لبعض الوقت ، وبضع دولارات ستدفعها الدول المانحة ، فإن ما أضاعته الحرب من سمعة ومكانة طيبة للسودان..يحتاج إلي أجيال وأجيال من التربية الوطنية الجادة ، حتي نسترد عافية بلادنا ويسترد العالم ثقته فينا...
فياليتنا ندرك عظمة ما فقدنا ...وماذا فعلنابأهلنا وأجيالنا القادمة...كل ذلك بسبب تلك الحرب اللعينة
التي لا زالت تحصد الكثير من أرواح شبابنا وقيمنا وسمعتنا الحميدة التي كانت تميزنا
بجدارة عن باقي كل الشعوب...
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

غزة شاهدة على الظلم والطغيان العالمي

 

 

 

◄ الدماء التي سالت من خلف تلك الجدران المتهدمة ستبقى دليلًا على الطغيان والمعاملة اللاإنسانية التي أظهرها الغرب

 

محمد بن سالم التوبي

 

من يرى حجم الدمار الشامل الذي خلَّفه جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، يقف عاجزًا أمام هذه الأهوال المُريعة التي لم تُبق ولم تذر، فقد قضت على الأخضر واليابس، ودمرت كل شيء على وجه تلك الأرض، والعالم شاهدٌ على حجم المأساة التي باتت عارًا على جبين الإنسانية، والتي ارتضت أن تشهد وتُعين الكيان ليفعل ما فعل في تلك البقعة من الأرض، من وحشية وإجرام وخراب لم تخلفه الآلة الإسرائيلية وحدها، وإنما تسببت فيه الدول الكبرى التي أعانت إسرائيل على فعل ما لا تستطيع فعله، لولا وقوفها سندًا لتفعل كل ذلك.

الدماء التي سالت من خلف تلك الجدران المتهدمة ستبقى دليلًا على الطغيان والتباين في المعاملة اللاإنسانية التي أظهرها الغرب تجاه كل الدماء التي أريقت وقد ضرب عرض الحائط بكل المواثيق والسنن والأعراف الدولية التي سنت من أجل حماية الإنسان في حال الحرب، أيُعقل أن تكون هذه الحرب بهذه الوحشية التي تعاملت بها الدول الكبرى مع مدينة صغيرة مثل غزة التي قضت فيها الصواريخ الغربية على كل شيء من غير رحمة ولا دمعة لطفل أو امرأة أو شيخ كبير معزول عن السلاح؟!

أتساءل آلاف المرات عن الضمير العالمي الذي كنَّا نحسبه حيًّا ولكن كشفت لنا هذه الحرب أن الضمير الغربي وحتى العربي ضمير في عداد الموتى إلا من الشعوب الحرة التي ما زال ضميرها ينبض بشيء من الرحمة لهؤلاء الأطفال والشيوخ والنساء الذين آلمهم الوضع الذي مرَّت به غزة وأهلها من ظلم وقتل وسفك للدماء لم تشهده الإنسانية في عصرنا الحديث حتى في الحروب التي شهدتها أفغانستان أو العراق أو حتى البوسنة والهرسك والحرب الحالية بين روسيا والمعسكر الغربي فهناك احترام للمعاهدات والأعراف الدولية المتعارف عليها في حال نشوب الحرب.

حصيلة الحرب من الشهداء تُقارب 50 ألفًا، جُلُّهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وما يزيد من 110 آلاف جريح في غضون 15 شهرًا من حرب الإبادة المتواصلة، لم يستطع، أو لم يحاول بالأحرى أي من الدول الكبرى الوقوف في وجه الكيان الإسرائيلي حتى من منطلق إنساني أو قانون دولي رادع، على الرغم من كل المحاولات التي قامت بها المحكمة الدولية أو الأمم المتحدة فعبثًا كل الذي قيل، ففي كل مرة كانت الدول الكبرى هي من يحمي حمى إسرائيل في كل جرائمها وإباداتها وفتكها المخالف للقيم والمبادئ العالمية.

من يتابع حجم الخراب في قطاع غزة يجد أنها حرب وحشية خلفت دمارًا يحتاج لسنوات طويلة، وسيظل شاهدًا على حجم المُعاناة التي يواجهها القطاع في العيش الكريم وكُلفة التعامل مع هذه الجبال من الركام والمخلفات التي ستحتاج إلى موارد مالية كبيرة للتعامل معها وإعادة الحياة إلى القطاع وعودة الناس إلى الحياة بشكل مقبول يكفل لهم الأسباب الرئيسية للعيش، وكيف للإنسان أن يعيش في هذا الدمار المسبب للأمراض والذكريات المؤلمة التي واجهها أهل غزة بدمائهم وصدورهم عزلاً لا يملكون من الحياة إلا أنفاسهم وأرواحهم التي بذلوها من أجل تراب وطنهم العزيز.

حتى وإن سلمنا جدلا أن الحرب المستعرة قد خفت أوارها فلم يبق شيء على الأرض يمكن أن يذهب إلى إسرائيل بمسمى الحرب فقد أكلت صواريخها وطائراتها كل شيء يمكن أن يختفي تحته مخلوق واحد، فأيُّ حرب ضروس هذه الحرب وأي مجتمع إنساني يحكم هذه الأرض وقد تبلج الظلم واستبيح الإنسان وتبلدت المشاعر، وتبدلت المفاهيم وأهينت الكرامة الإنسانية بكل الأشكال ورمى العرب عرضهم وكرامتهم ليلغ فيه أسوأ من خلق الله وباعوا دينهم بدنياهم وآخرتهم بدراهم معدودة.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • مستشار السوداني: تخفيض تصنيف المستوى الأمني للعراق يؤكد مسار الدولة المستقرة
  • هل أشعلت الحرب عقول الشباب السوداني؟
  • لماذا تعزز الصين حضورها في إفريقيا..وما هو موقف ترامب من توسع النفوذ الصيني؟
  • عاجل. ترامب: على بوتين وروسيا إيقاف الحرب السخيفة وعلاقتي بالرئيس الروسي كانت جيدة للغاية
  • غزة شاهدة على الظلم والطغيان العالمي
  • هذه الدول التي لديها أطول وأقصر ساعات عمل في العام 2024 (إنفوغراف)
  • 471 يوما من العدوان.. تامر أمين: الحرب على غزة كانت جحيما لا يطاق
  • محلل سياسي: عملية جنين العسكرية كانت متوقعة في ظل التحضيرات الإسرائيلية
  • محلل سياسي: العملية العسكرية الإسرائيلية في مخيم جنين كانت متوقعة
  • مصر وجنوب إفريقيا تتصدران الدول الأفريقية التي رفعت قدراتها من إنتاج الطاقة الشمسية في 2024