عصب الشارع - صفاء الفحل
تقدم تتقدم بقوة..
هناك حكمة روسية تقول: (بانه يصعب عليك قول الحق اذا كنت مستفيدا من الباطل)
وهي تنطبق تماما علي قيادات الحركات المسلحة الدرافورية التي تقف اليوم الي جانب استمرار الحرب وترفض السلام رغم معاناة أهلهم من قتل وجوع وتشريد ورغم أنه يتنافى مع ما كانت (تقوله) قبل الجلوس في مفاوضات إستسلام جوبا وتولي المناصب والإمتيازات التي صار من الصعب عليهم اليوم التخلي عنها رغم تلك الدماء التي تسيل والآلاف الذين يموتون كل صباح من الذين جلسوا باسمهم في تلك المفاوضات.
وتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية التي تجتمع باديس أبابا هذه الايام للتحضير لمؤتمرها التاسيسي لم تقل شيئا غير البحث عن كيفية الخروج من هذا المأزق ويكمن همها الاول في كيفية ايقاف هذه الحرب اللعينة وايصال المساعدات للمتضررين منها في كافة أنحاء البلاد بينما تعمل بالمقابل قيادات تلك الحركات بالتعاون مع اللجنة الامنية الإنقلابية والحاضنة الكيزانية لها بكل جهدها لافشال ذلك العمل الجبارة الذي سينقل البلاد الي مرحلة جديدة ويوقف هذا التنكيل الذي يعاني منه كافة الشعب السوداني من طرفي الحرب.
والجهود التي يقوم بها اعلام الكيزان للتقليل من قيمة هذا الحدث الكبير ومنع انتشار اخباره من خلال تهديد القنوات التي ستشارك في التغطية من العمل داخل السودان مستقبلا ومحاولة التشويش علي مخرجاته لن تجدي في ظل السماء المفتوح والحرية الاعلامية التي تتمتع بها ادارات تلك القنوات واستعداد الشعب السوداني وتاييده لكل من يعمل علي اخراجه من هذه المحنة التي أدخله فيها (اختلاف) شريكا ذلك الانقلاب المشئوم.
الباطل لن ينتصر باي حال والحق اوضح من الشمس في كبد السماء وسعي وكفاح الشعب السوداني لن يتوقف من اجل صناعة السودان الجديد وانهاء كافة انواع الحكم الدكتاتوري مدنياً كان او عسكرياً ولن يسمح بأوهام العودة للحماية بإسم الدين فقد إنكشف مستور ذلك خلال ثلاثين عاما من الحكم الكيزاني وهذا التجمع الكبير سيكون بداية لزحف جماهيري لن يتوقف ولن يكون الأخير مهما تمادى الطامعون في غيهم والأيام القادمة ستشهد تنسيقاً غير مسبوق لأكبر جبهة وطنية تعمل على طي صفحة الماضي وإعادة الوطن الى مكانه الصحيح بين دول العالم والمفترض أن يكون فيه.
فمرحبا باطياف الشعب السوداني المجتمعين من أجل فتح هذه الصفحة الجديدة.
عصب مفرح:
كواليس الاجتماع التاسيسي لتنسيقية القوى المدنية وساحاته أعادت للاذهان تلك الأيام الخالدة بساحة الإعتصام وكانت شعارات وهتافات ثورة ديسمبر العظيمة حاضرة في كل ركن وزاوية ..
ثورة لاتموت ..
والنضال والثورة لن تتوقف
والقصاص آت لامحالة ..
والرحمة والخلود لشهداءنا ..
الجريدة
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الشعب السودانی
إقرأ أيضاً:
الحرب السودانية ودور الاعلام السوداني ووسائل التواصل الاجتماعي
سودانايل: في الخامس عشر من أبريل 2023م اندلعت الحرب الكارثية في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مخلفة وراءها أسوأ الكوارث الانسانية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية على مستوي العالم في السنوات الأخيرة ، حيث قضت الحرب على الأخضر واليابس وقتل أكثر من مئة الف وأصيب مئات الالاف أغلبهم من المدنيين وأصبح أكثر من 10 مليون بين لاجئ في دول الجوار ونازح إلى مناطق أكثر أمنا داخل السودان، كما تم استهداف الأفراد على أساس قبلي وهوياتي خاصة في اقليم دارفور والعاصمة الخرطوم والجزيرة وتبادل الطرفان المتقاتلان والمليشيات التي تتبع لهما ممارسة هذه الانتهاكات الفظيعة. وقد وثقت وسائل التواصل الاجتماعي السودانية والمنظمات الحقوقية الدولية بعضا من هذه الانتهاكات حيث أشارت تقارير عن منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، إلى أن معظم هذه الانتهاكات كان دافعها قبلي واثني دفع ثمنها في الغالب المدنين العزل، مما ينذر بخطر اندلاع حرب أهلية أكثر خطورة وفظاعة اذا استمرت هذه الحرب والانتهاكات. ووثق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) حالات اغتصاب وعنف جنسي متزايدة، مع تسجيل أكثر من 200 حالة مؤكدة في المناطق المتأثرة بالنزاع منذ بداية الصراع.
دور الاعلام السوداني ووسائل التواصل الاجتماعي
بكل أسف لعب الاعلام السوداني من قنوات فضائية وصحف ومواقع الكترونية تبع للطرفين المتقاتلين والمليشيات التي تقاتل بجانبهما إلى جانب الناشطين المؤثرين الذين يمتلكون أعدادًا كبيرة من المتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي دورا كبيرا وسالبا في تفاقم الأزمة السودانية وتوجيه الرأي العام نحو مزيد من الفرقة والشتات بتأجيج خطاب الكراهية وذلك إلى جانب تصوير جرائم القتل والتعذيب التي تقوم بها الاطراف المتقاتلة وتوثيقها وبثها بغرض بغرض اثارة الرأي العام ضد مكون أو قبيلة بعينها مما يقود إلى تقسيم المجتمع السوداني إلى قبائل واثنيات تؤدي إلى حرب كارثية.
نناشد الأخوة الاعلاميين والنشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي أن يرتقوا لمستوى المسئولية والقيام بدورهم الاخلاقي والمهني في وضع حد لهذه المأساة الانساية وأن يتواضعوا على خطاب يدعو إلى التهدئة وتجنب تأجيج الصراعات القبلية والاثنية والدعوة إلى تعزيز قيم التعايش السلمي ونبذ العنف وحماية النسيج الاجتماعي للسودان، وضرورة عدم السماح بتحويل النزاع إلى صراع قائم على العرق أو الجنس أو القبيلة، وعلينا مواجهة محاولات بعض الأطراف التي تسعى لتأجيج الفتنة القبلية لتحقيق مكاسب قصيرة المدى على حساب وحدة السودان ومستقبله.
هذه الكارثة الانسانية من المفترض أن تجعل منا كصحفيين واعلاميين شركاء أساسيين في مجابهة هذه الحرب اللعينة بنقل الحقيقة بموضوعية وشجاعة، وأن نكون صوتًا للضحايا ومنبرًا للمصالحة الوطنية، وأن يكون خطابنا موحدا للسودانيين بدلًا من أن يكون مقسما لهم.