منازل لبنانية تُخيف إسرائيليين كثيراً.. التفاصيل مثيرة جداً!
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيليّة تقريراً جديداً سلّط الضوء على واقع المُستوطنات الإسرائيلية المهجورة والمحاذية للحدود مع لبنان، وذلك بفعل الحرب المستمرة بين "حزب الله" والجيش الإسرائيليّ منذ 8 تشرين الأوّل الماضي.
وتحدّث التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" عن استمرار "حزب الله" بإطلاق الصواريخ باتجاه المستوطنات لاسيما المطلة التي تشهد على نضوج موسم التوت فيها، بحسب ما تقول "يديعوت أحرونوت".
يجولُ كاتب التقرير مع رئيس المستوطنة ديفيد أزولاي في حقول أشجار التوت، ويقول الأخير إن تلك الفاكهة قد نضجت، مشيراً إلى أن قطف التوت وتذوقه يُمثل لحظة صغيرة من الحياة الطبيعية في المطلة، وسط واقعٍ لا يتضمن أيّ شيء طبيعياً بسبب الحرب. يقول أزولاي إنّ صاروخاً مُضاداً للدروع استهدف منزلاً للمبيت وتناول الطعام في ساحة أشجار التوت، مشيراً إلى أن غرفة النوم في ذاك المنزل الصغير قد تلقت ضربة مباشرة، فيما تهالك قسمٌ كبير من المكان بفعل الضربات الصاروخية.
في سياق حديثه، يقول أزولاي مُخاطباً الصحافيين: "هل تُدركون أننا شهدنا يوم أمس على صاروخ سقط هنا، وها نحنُ الآن نأكل التوت؟ إنه أمرٌ سخيف للغاية". يلفت أزولاي إلى أنه وصل إلى المكان مُباشرة بعد القصف، مشيراً إلى أنهُ قام بتقييم الأضرار واتصل بصاحبة دار المبيت لإبلاغها بما حصل، وقال: "لقد سألت السيدة عما إذا كان لديها مفتاح الغرفة الخامسة.. فأجابت بنعم.. إنه موجود على حافة النافذة.. عندها قلتُ لها إن كل شيء يطير بعيداً وما من شيء بقيَ على حاله بسبب القصف الذي نفذه حزب الله". يقول تقرير "يديعوت" إنّ المطلة أصيبت بأكثر من 150 صاروخاً مُضاداً للدروع من لبنان، في حين أن هناك الكثير من المناول والوحدات السكنية المُتضررة جراء القصف. وفي السياق، يتحدّث توفيا نيستاين، وهو مستوطن إسرائيلي داخل المستوطنة، ويقول إن منزله لم يعد منزلاً، بل أصبح مكاناً يعبق بالغبار والركام". يشير نيستاين إلى أنّه كان يعملُ مُرشداً سياحياً في الجليل قبل الحرب، لكنه في الوقت الحالي لا توجد أي جولات سياحية بفعل الحرب. يعتبر نيستاين أنّ كل صاروخٍ مُضاد للدروع يمكن أن يشكل النهاية لأي أحد، مشيراً إلى أن أحد الصواريخ سقط بجانبه قبل مدة، وكاد يلقى حتفه بسبب ذلك، ويضيف: "الأمرُ لا يقتصر على الدمار فحسب، بل إن هناك خراباً أيضاً. هناك حدائق مليئة بالأعشاب الجافة، في حين أن هناك شوارع مدمرة، فيما هناك ساحات مسدودة بسياج شائك لصدّ عناصر حزب الله الذين لا يمكثون بعيداً عن هنا". في سياق التقرير، تقول "يديعوت أحرونوت" إنه في حال رأى أي مستوطن المنازل في الجانب اللبناني، فإن من يمكث في تلك المنازل اللبنانية سيلاحظ ذلك، موضحة أنه من المُخيف جداً التجوّل في المستوطنة، أي في المُطلة التي باتت مهجورة من سكانها فيما شوارعها أضحت فارغة تماماً من رُوّادها. تكشف "يديعوت" أن المُطلة كانت تحوي 2000 نسمة وتم إجلاؤهم جميعاً تقريباً، فيما لا يتواجد فيها سوى بعض المزارعين المخضرمين. هنا، يقول أزولاي: "أنا رئيس مستوطنة من دون سكان. كفى.. أريدُ أن أكون رئيساً لمستوطنة فيها سكان يطالبونني يومياً بمواكبة شؤون منطقتهم، مثل أي مستوطنة أخرى عادية". بحسب "يديعوت"، فإنّ أزولاي نفسه يتجول متسلحاً ببندقية M16، ولم ينم إلا نادراً خارج المطلة خلال الأشهر الـ7 الماضية، موضحةً أن "منزله يقع في شارع خطير، ولهذا السبب يبيت في مكان آخر". يقولُ التقرير أيضاً إن أي إطلاق للصواريخ باتجاه المستوطنات سيؤدي إلى اشتعال الأعشاب الجافة، وهو الأمر الذي قد يزداد بشكل أكبر بفعل حرارة الصيف. وبحسب أزولاي، فإن 10% من العائلات في المطلة قررت العودة إلى المستوطنة، موضحاً أنه لا يحاول إقناعهم بالبقاء، ويضيف: "بماذا يُمكنني أن أعدهم؟ لا شيء ولا شيء". وأضاف: "في الأسبوعين الماضيين، زاد إطلاق النار بشكل كبير عبر الصواريخ المضادة للدروع، والطائرات بدون طيار، والآن الصواريخ أيضاً هي التي تسبب الحرائق. نحن نستوعب ونستوعب ونستوعب، والحكومة الإسرائيلية لا تفعل شيئاً. قادتنا هم رقم واحد في الحديث، ولكنني أريد أن أرى العمل. أريد أن أرى أنه مقابل كل منزل يتم تدميره هنا، يوجد على الجانب الآخر ما بين 50 إلى 100 منزل قد دمر. كيف يعقل أن يعمل مطار بيروت كالمعتاد وتقلع منه الطائرات في كل أنحاء العالم ونحن لا نستطيع الوصول إلى منازلنا؟ إن السابع من تشرين الأول هو المحرقة الثانية، محرقة صغيرة، ويجب أن تتبعها حرب النهضة. حرب الاستقلال الثانية لإسرائيل". وعن كون الحرب في لبنان ستجعل أولاده يقاتلون هناك أيضاً، قال: "هذا جزء من واقع حياتنا. ليس هناك ما نفعله. ليس لدي بلد آخر، ولا أملك منزلاً إضافيا". وأضاف: "كل صباح أستيقظ وأقوم بجولة في المطلة وأبكي بالدموع. أبكي للتنفيس. لقد اتخذت حكومة نتنياهو قرارا غير رسمي بالتخلي عن الجليل الأعلى، لا زراعة، لا سياحة، لا يوجد شعب، لا يوجد شيء هنا". المصدر: ترجمة "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله فی الم إلى أن
إقرأ أيضاً:
يديعوت أحرونوت: هل يواجه نتنياهو مصير زيلينسكي أمام ترامب؟
أثارت صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم تساؤلات مهمة حول مستقبل العلاقة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، في ضوء المواجهة في البيت الأبيض التي تعرض فيها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للإهانة على يد ترامب.
وفي التحليل الذي نشره المحلل السياسي للصحيفة، يرى إيتمار آيخنر أن تجربة زيلينسكي مع ترامب قد تتكرر مع نتنياهو، في حال تعارضت مصالح الطرفين.
ويستعرض آيخنر الفارق الواضح بين الاجتماع الأخير الذي جمع نتنياهو بترامب، والذي اتسم بالدفء والتفاهم، وبين اللقاء الذي جمع ترامب بزيلينسكي، حيث ساد التوتر والعداء. ففي حين بدا نتنياهو وترامب قريبين ومنسجمين خلال اجتماعهما، ظهر زيلينسكي في البيت الأبيض محرجًا ومترددًا، وهو ما اعتبره المحلل الإسرائيلي مؤشرًا على مدى هشاشة العلاقة التي قد تربط ترامب بأي زعيم إذا لم يتماشَ مع مصالحه.
ويشير المقال إلى أن لغة الجسد لعبت دورًا في إبراز الفروقات بين الاجتماعين، حيث بدا زيلينسكي متوترًا ومنغلقًا على نفسه في حضرة ترامب، فيما كان نتنياهو مرتاحًا ومتفهمًا لطبيعة تعامله مع الرئيس الأميركي السابق.
هل ينقلب ترامب على نتنياهو؟يرى آيخنر أن "الدافع الرئيسي الذي يحكم علاقات ترامب الدولية هو الرضا الشخصي والإحباط، أي أن ولاءه لأي زعيم يرتبط بمدى توافقه مع مصالحه الشخصية وليس بالمصالح الإستراتيجية للدولة الأميركية نفسها". ومن هذا المنطلق، يتساءل: هل يمكن أن يتحول نتنياهو من "عامل ودي" إلى "عامل محبط" بالنسبة لترامب؟
إعلانإحدى القضايا التي قد تؤدي إلى تغيير موقف ترامب من نتنياهو تتعلق بملف التطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية. فترامب، "الذي يولي أهمية كبيرة للصفقات الكبرى التي تحمل طابعًا استعراضيًا"، قد يعتبر أي مماطلة إسرائيلية في هذا الملف تهديدًا مباشرًا لمكاسبه السياسية والاقتصادية، لا سيما إذا رأى أن نتنياهو يعطل تحقيق إنجاز دبلوماسي يمكن أن يُحسب له شخصيًا. كذلك، فإن ترامب، الذي يتطلع إلى استعادة مكانته الدولية، قد يسعى إلى إبرام اتفاق سلام واسع النطاق، وربما حتى صفقة تشمل الفلسطينيين، الأمر الذي قد يضع نتنياهو في موقف صعب، لا سيما إذا حاول المناورة أو التملص من تقديم تنازلات.
علاوة على ذلك، فإن طبيعة تحالفات نتنياهو الداخلية قد تشكل عامل توتر إضافي، خصوصًا إذا استمر في منح وزراء اليمين المتطرف مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير دورًا رئيسيًا في حكومته. فإذا شعر ترامب أن هؤلاء يعرقلون أي تحرك دبلوماسي أميركي يخدم مصالحه، فقد ينقلب على نتنياهو بشكل مفاجئ، تمامًا كما فعل مع زيلينسكي عندما اعتبره حجر عثرة أمام أهدافه.
كما يرى المحلل السياسي أن هناك بُعدًا شخصيًا في العلاقة بين الرجلين لا يمكن تجاهله، فترامب معروف بحساسيته الشديدة تجاه من يعتبر أنهم خدعوه أو لم يظهروا ولاءً كافيًا له. وفي حال وجد أن نتنياهو قد تلاعب به في أي ملف، أو وعده بشيء ولم ينفذه، فقد يغير موقفه منه رأسًا على عقب، وهو أمر سبق أن فعله مع حلفاء آخرين.
وحسب آيخنر، فإن كل هذه العوامل تضع نتنياهو في موقف لا يسمح له بالمناورة كثيرًا في علاقته مع ترامب. فهو يدرك أن أي خطأ أو سوء تقدير قد يحوله من "صديق البيت الأبيض" إلى "عدو مفاجئ"، كما حدث مع زيلينسكي، الذي وجد نفسه في مواجهة مباشرة مع رئيس أميركي لا يتسامح مع من يعتبرهم عقبة أمام طموحاته الشخصية.
إعلان إسرائيل ترقص على أنغام ترامبيؤكد المحلل السياسي أن إسرائيل، حتى الآن، تتماشى مع سياسات ترامب وتحرص على عدم إغضابه، مستشهدا في ذلك بتصويت إسرائيل إلى جانب الولايات المتحدة الشهر الماضي ضد مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة يدعو إلى الحفاظ على سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، ووقف الأعمال العدائية، والتوصل إلى حل سلمي للحرب الروسية ضد البلاد.
ويقول آيخنر إن ذلك يعكس إدراك إسرائيل لحساسية العلاقة مع ترامب وعدم رغبتها في المخاطرة بخسارته.
ومع ذلك، يشير إلى أن نقطة التحول قد تأتي عندما تتعارض مصالح ترامب الشخصية مع المصالح الإسرائيلية. قد يكون ذلك في إطار صفقة تشمل الفلسطينيين، كجزء من اتفاق أوسع مع السعودية، أو في سياق تسوية مع إيران بدلا من المواجهة العسكرية.
يخلص آيخنر إلى أن نتنياهو يدرك جيدًا أنه لا يمكنه مواجهة ترامب أو تحديه، بل عليه أن يحافظ على تنسيق كامل معه لتجنب أي مفاجآت غير مرغوبة. ولكن هذا التنسيق قد يفرض على إسرائيل تقديم تنازلات غير مرغوبة، مما يجعل نتنياهو في وضع لا يسمح له بالضغط على ترامب، بل على العكس، هو يعتمد عليه بشكل كامل.
ويشير إلى أن حادثة زيلينسكي كانت درسًا قاسيًا في الدبلوماسية، حيث بدا أن الرئيس الأوكراني وقع في فخ أعده له ترامب ونائبه جيه دي فانس، ولم يكن مستعدًا للتعامل معه. في المقابل، يبدو أن نتنياهو وفريقه، وخصوصًا وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، أكثر خبرة في التعامل مع ترامب ويدركون كيف يعمل تفكيره السياسي.
في ظل هذه الحسابات، يبدو أن نتنياهو يسير بحذر شديد في علاقته مع ترامب، مدركًا أن أي خطأ قد يكلفه كثيرًا. وفي حين يخدمه تحالفه الحالي مع الرئيس الأميركي، فإن المستقبل قد يحمل تغيرات غير متوقعة، خاصة إذا وجد ترامب أن مصالحه باتت تتطلب موقفًا مختلفًا تجاه إسرائيل.
إعلان