الخارجية الروسية تطلب من رئيس إستونيا توضيح كيفية "تركيع روسيا"
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
ردت متحدثة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على تصريحات رئيس إستونيا آلار كاريس التي طالب فيها بضرورة "تركيع روسيا وبوتين"، بأن يوضح لموسكو كيفية تحقيق ذلك.
وكان كاريس قد صرح بأن المهمة الرئيسية للغرب وإستونيا على وجه الخصوص تتمثل في "إيقاف آلة الحرب الروسية وتركيع روسيا ورئيسها".
إقرأ المزيدوفي مقابلة مع مجلة YLE الفنلندية، أشار كاريس إلى أنه "لن تكون هناك تغييرات كبيرة في روسيا الاتحادية في المستقبل القريب، وباعتبارك بلد جار لروسيا فعليك الاستعداد للأسوأ".
واعتبر أنه يتعين على الولايات المتحدة وأوروبا تحمل "عدد أكبر بكثير من القادة الروس" قبل أن تتغير العلاقات الدولية، مؤكدا أن مهمة الغرب حاليا في "مواصلة ضغط العقوبات حتى يشعر الروس العاديون بالحاجة إلى التغيير".
وتابع: "سنبذل كل ما في وسعنا لإجبار روسيا وبوتين على الركوع"، وأنه في أعقاب ذلك فقط "يمكن أن تبدأ مفاوضات جادة لحل الأزمة الأوكرانية".
كما راوغ كاريس عند سؤاله عن إرسال قوات تابعة لحلف الناتو من بلاده إلى أوكرانيا وقال: "هذا ليس قراري، وليس حتى قرار الحكومة. أما مسألة نشر القوات فيقررها البرلمان"، معتبرا أن "الأوكرانيين لا يحتاجون إلى قوات غربية، بل يحتاجون إلى الأسلحة، وخاصة وسائط الدفاع الجوي".
المصدر: RT + Lenta.ru
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أسلحة ومعدات عسكرية أوروبا الأزمة الأوكرانية الاتحاد الأوروبي البنتاغون الجيش الروسي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا الكرملين حلف الناتو فلاديمير بوتين كييف ماريا زاخاروفا متطرفون أوكرانيون موسكو واشنطن وزارة الخارجية الروسية وزارة الدفاع الروسية
إقرأ أيضاً:
كيف ينظر المراقبون الروس للمفاوضات الإيرانية الأميركية بشأن النووي؟
موسكو- اختُتمت في موسكو المشاورات الثلاثية على مستوى الخبراء بين ممثلي إيران وروسيا والصين بشأن البرنامج النووي الإيراني، وسط تقييمات "إيجابية" من الأطراف كافة بأن المشاورات كانت بناءة ومفيدة، لكن من دون الإشارة إلى تفاصيل.
وجاءت المشاورات إثر تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول نيته الاتفاق مع طهران بشأن هذا الملف عبر المفاوضات أو "القصف غير المسبوق". وبعد يوم من وصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي العرض الأميركي بمحادثات مباشرة لإحياء الاتفاق النووي بأنه "لا طائل منه".
وتعتزم إيران والولايات المتحدة إجراء محادثات يوم 12 أبريل/نيسان الجاري في سلطنة عُمان، وسط غموض حول إمكانية التوصل لاتفاق. وبالتوازي مع ذلك، تُبذل جهود روسية لحل الأزمة بالوسائل السياسية والدبلوماسية، حسبما أكده السكرتير الصحفي للرئيس الروسي ديمتري بيسكوف.
ويقول خبراء روس إن المشاورات الثلاثية جاءت من حيث الشكل للاتفاق على نهج للمفاوضات المستقبلية، إذ لا يتعلق الأمر بالولايات المتحدة وإيران فحسب، بل أيضا بالدول الأخرى المشاركة بالاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، وهي روسيا والصين وبريطانيا وألمانيا وفرنسا.
وفي المقابل، لا يستبعد مراقبون آخرون أن تكون التحركات الحالية "آخر فرصة" لمنع تدحرج الأزمة إلى حرب بين واشنطن وطهران، وسط عزم أميركي وإسرائيلي على منع إيران من صنع القنبلة النووية.
ويقول الباحث في الشؤون الدولية ديمتري كيم إنه إذا تمكَّن الإيرانيون والأميركيون في عُمان من تحقيق نتيجة، فسيكون ذلك "أمرا جيدا" لجميع الأطراف، حسب تعبيره.
إعلانويوضح كيم للجزيرة نت أن طهران لا تزال تملك فرصة الحصول على بعض التنازلات من روسيا والصين في المجالين العسكري والاقتصادي مقابل التخلي عن برنامجها النووي، ومن ثم منع الصدام المسلح مع واشنطن.
ويشير إلى أنه في كثير من الأحيان ترفع الأطراف سقف مطالبها عشية المفاوضات، كما حدث عندما أرسل ترامب رسالة لطهران قبل شهر، يمنحها فيها شهرين للتوصل لاتفاق نووي جديد، مهددا بالحرب إذا لم تفعل ذلك.
ويتابع أن إيران ردت بأنها تترك "الباب مفتوحا"، لكنها -ولتعزيز موقفها- أعلنت تجهيز قوات صاروخية في حال الحاجة لضرب أهداف أميركية في الشرق الأوسط، ووضعت قواتها المسلحة في حالة "تأهب قصوى".
"وسيط فعَّال"ويعتقد كيم أن طهران تلعب لعبة دبلوماسية على عدة منصات في آن واحد، لتحقيق نتائج أكثر ملاءمة لنفسها. ويقول إن إيران -إضافة إلى هدف تخفيف ضغوط العقوبات- ترغب في منع الصدام العسكري مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
في المقابل، يواصل كيم أن موسكو راغبة في كسب النقاط في دبلوماسيتها مع ترامب، حتى لا تغامر بخسارة ما توصلت إليه مع واشنطن حيال الملف الأوكراني، لكنها ستتصرف "كوسيط فعال" في المفاوضات بشأن البرنامج النووي، كما كانت الحال عام 2015.
ولا يستبعد -في الوقت ذاته- أن تشكك إيران بمثل هذه الوساطة، خوفا من أن تضحي موسكو بمصالح طهران لصالح تحسين العلاقات مع واشنطن، وهو ما دفع القيادة الإيرانية لإرسال إشارات أخرى تفيد بأنها قادرة على التوصل لاتفاق.
خيار التسوية
من جانبه، يرى مدير مركز التنبؤات السياسية دينيس كركودينوف أن المطالب "القاطعة" التي طرحتها إدارة ترامب، والتي تتجاوز مناقشة البرنامج النووي الإيراني، قد تؤدي لطريق مسدود في المفاوضات مع إيران وتثير تصعيدا عسكريا في الشرق الأوسط.
ويقول إن من يتابع المحادثات منذ 12 عاما يجد صعوبة في تصور كيف ستتمكن واشنطن وطهران من التوصل إلى شروط مقبولة للطرفين.
إعلانويوضح أن ترامب انسحب عام 2018 من الاتفاق المكون من 159 صفحة، وجرى التفاوض عليه لنحو 3 سنوات. والآن، يُصر ترامب على أن يتضمن الاتفاق الجديد قيودا على سياسة إيران في المنطقة، مما يُنذر إما "بتأخير عملية التفاوض أو بتعطيلها كليا وتحويل الانتباه إلى سيناريو عسكري".
وبرأيه، فقد أصبحت طهران الآن أكثر اهتماما بالتسوية مع واشنطن من أي وقت مضى، لا سيما بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا وتراجع النفوذ الإيراني هناك لصالح تركيا، وخسارة حزب الله ممر الإمداد البري، وتعرض الحوثيين لضغوط أميركية متزايدة.
ومع ذلك، فإن إيران -حسب كركودينوف- مستعدة "لأسوأ" الخيارات في المواجهة مع الولايات المتحدة، لأنها ترى فيها "حربا مصيرية ووجودية بالنسبة إليها".
عامل الاقتصادويذهب الخبير كركودينوف إلى أن "أجواء التوتر" الحالية تسير بموازاة زيادة ضغوط العقوبات على إيران، مما يسبب مزيدا من الضرر للاقتصاد.
ويرى أنه مع إدراج أميركا مزيدا من الناقلات التي تحمل النفط الإيراني على القائمة السوداء، فإن طهران مضطرة للتنافس "بشراسة أكبر" مع الناقلات التي تحمل النفط الروسي والفنزويلي، التي لم تستهدف بالعقوبات بعد.
لكن ما يصفها بـ"الأخوة في ظل العقوبات" بين روسيا وإيران، ستستمر ولن تتأثر بأجواء التوتر الحالي، بل ستدعم التعاون الثنائي، بما في ذلك تطوير حقول النفط والغاز، وبالمجال العسكري التقني.
ويدلل كركودينوف على ذلك بأنه مع مواصلة العمل على تجاوز المعاملات المالية بالدولار، ورغم التنافس بين إيران وروسيا في أسواق النفط، فإن طهران عملت على زيادة حجم تبادلات النفط الخام مع روسيا عبر بحر قزوين، مما سمح لموسكو بالحفاظ على تدفقات الصادرات في اتجاهات أخرى.