كفركلا تُقاسم شقيقاتها ندوب الحرب.. ولبنان24 يرصد ضراوة المعارك داخلها
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
"ما منخاف.. هذه أرضنا.. وهذا منزلنا.. وهذا وطننا"... بهذه الكلمات تنطق إحدى الأمهات الجنوبيات من كفركلا بصوت لم يرتعد من صواريخ إسرائيل التي تسقط بشكل شبه يومي على هذه البلدة الحدودية، التي تعتبر من أهم الأهداف الداخلة ضمن بنك الإستهدافات الإسرائيلية.. صوتها يشبه آلاف الأصوات الأخرى التي لا تزال تحارب ويلات الحرب، مثبتة صمودها على أرض الجنوب، رغم المجازر اليومية التي يرتكبها العدو.
هكذا هي كفركلا اليوم.. مجروحة بسبب الدمار الهائل الذي لحق بها.. وحدات سكنية سقطت على الأرض.. طرقات تركت الصواريخ عليها ندبات الحرب، إلى حدّ باتت كفركلا شبه خالية من السكان، ينتظرون انتهاء جبهة المساندة ليعودوا إلى مسقط رأسهم.
وبموازاة الجدار الفاصل، من منا يستطيع أن ينسى بوابة فاطمة، معلم كفركلا الأبرز، الذي توّج هذه البلدة بلقب"أم المقاومة"، لتسطّر المنطقة مقاومة كبيرة لم تتوقف عند جبهة الإسناد فقط، بل تمتد لعشرات السنوات، التي سطّر خلالها أهالي كفركلا بطولات ملحمية تؤكّد عشق هؤلاء لأرضهم، واستعدادهم لدفع حياتهم ثمنا للبقاء للمحافظة على كل ذرّة تراب داخلها.
ومن داخل هذه البلدة، رصد "لبنان24" المجازر الإسرائيلية.. شوارع خلت من أهلها.. وبيوت مدمرة على أنقاض أوجاع سنوات عديدة أبى خلالها الجنوبيون الإستسلام..
نكمل جولتنا من حيّ إلى حيّ.. الدمار هو العنوان الأوسع، والسبب الأبرز يعود إلى كون كفركلا تعتبر هدفا مباشرًا لمدافع العدو لوجودها قرب مستوطنة مسكافعام، التي فقدت الأمن والأمان بناء لموازين القوى التي تم فرضها خلال هذه المعارك.
رئيس بلدية كفركلا المحامي حسن شيت أكّد لـ"لبنان24" أن كفركلا هي واحدة من القرى التي تعرّضت لاعتداء كبيرٍ وواسع وممنهج من قبل العدو الإسرائيلي، طال المنازل والمؤسسات والشوارع، كما لم يوفّر البنى التحتية.
وبالارقام، لفت شيت إلى أن ما يقارب الـ67 مبنى قد تم تدميرهم بشكل كلي خلال هذه الحرب، بالاضافة إلى تدمير 350 وحدة سكنية بشكل جزئي، كما وتعرضت 200 وحدة إلى تدمير طفيف، بالاضافة إلى تضرر خزانات المياه المملوكة من قبل المواطنين بسبب الإستهدافات المتتالية للعدو.
وكما شقيقاتها، تعاني كفركلا من أزمة كبيرة على صعيد البنى التحتية، إذ إن عنجهية العدو دفعت به إلى استهداف المصالح الحيوية، وهذا ما أدى إلى تدمير واسع في شبكة الكهرباء والإتصالات والمياه.
وتأكيدًا لمقاومتهم، لا يزال أهالي كفركلا يحاولون أن يقتنصوا الفرص من خلال العودة بين الحين والآخر مع هدوء الجبهة إلى قريتهم للكشف على ممتلكاتهم.. يجولون بين الأحياء وعلى الطرق التي تحمل آثار الصواريخ الهمجية، ليؤكدوا أن الحرب لن تردعهم عن العودة إلى مسقط رأسهم.
وبالارقام، فقد بلغت نسبة النزوح جراء القصف الإسرائيلي الـ90% داخل كفركلا، إذ إن ما يقارب الـ120 نسمة تتواجد حاليا داخل البلدة من أصل 6000 نسمة، أي أن أكثر من 5800 نسمة قد نزحت من البلدة، إذ بالاضافة إلى تضرر ممتلكات عدد كبير من هؤلاء، فإن قسمًا آخر منهم خسر موسمه الزراعي، إذ إن هذا القطاع قد تضرر بشكل مباشر وكبير.
في السياق، يقول رئيس البلدية المحامي حسن شيت لـ"لبنان24" بأن في مقدمة الخسائر يأتي موسم الزيتون، حيث لم يتمكن السكان من حصد المواسم، علمًا أن معظم الأهالي يستفيدون من الزيتون في البلدة. ويشير شيت إلى أن الأهالي الذين يزرعون أيضا في مرج مرجعيون لم يتمكنوا على سبيل المثال من زراعة القمح والتبغ لهذا العام.
مبادرات للصمود
وبسبب ترك الأهالي لأراضيهم، وعدم قدرتهم على استصلاحها، حذّر شيت من خطر الحرائق مع ازدياد نسبة الحشائش اليابسة، إذ إن انفجار أي قنبلة فوسفورية أو أي صاروخ من شأنه أن يؤجّج الحرائق خلال الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة.
وبالتعاون مع الجهات المعنية أوضح شيت بأنّ البلدية قد بدأت بتجهيز آليتين ستساهمان في إخماد الحرائق، وسط الإمكانات المتوافرة لناحية التجهيز.
وعلى خط الصمود داخل كفركلا، يوضح شيت بأن الجهود اليوم تتركز على تجهيز إحدى مستوصفات البلدة التابع للهيئة الصحية الذي توقف عن العمل منذ أكثر من 5 أشهر بعد تضرره جزئيا، إذ يشير إلى أن المستوصف سيكون جاهزًا قريبا لكي يتمكن من استقبال المرضى بشكل مجاني، كما سيكون المستوصف مجهزًا لاستقبال أي حالة طارئة من الممكن معالجتها داخله.
وبالارقام، فإن المستوصف يستقبل بشكل يومي ما يقارب الخمسين مريضًا، أي ما يقارب 1300 مواطن شهريًا، علما أنّ المستوصف كان شبه مجهز لاستقبال العديد من الحالات الطارئة والمستعجلة قبل الحرب. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: ما یقارب
إقرأ أيضاً:
استطلاع رأي يرصد الحزب الأقدر على حل مشكلات تركيا
أنقرة (زمان التركية) – كشف استطلاع رأي عن آراء المواطنين الأتراك في الحزب السياسي الأقدر على حل مشكلات تركيا، المتعلقة بالاقتصاد والتعليم والقانون وحرية الصحافة والمساواة بين الجنسين.
الاستطلاع اجرته مؤسسة Asal خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول قبل أيام من انطلاق العام الجديد.
وخلال استطلاع الرأي الذي تم بمشاركة 1860 شخص، تم سؤال المشاركين
وأفاد 34.5 في المئة من المشاركين أنه لا يوجد أي حزب سياسي تركي حاليا قادر على حل المشكلات التي تعاني منها تركيا.
وجاءت نتائج استطلاع الرأي على النحو التالي:
حزب العدالة والتنمية: 23 في المئة حزب الشعب الجمهوري: 17.2 في المئة حزب الحركة القومية: 3.1 في المئة حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب: 2.6 في المئة حزب الجيد: 1.8 في المئة حزب النصر: 1.5 في المئة حزب الرفاة من جديد: 1.2 في المئة آخرون: 3.3 في المئة الممتنعون عن الرد: 11.8 في المئة Tags: استطلاع رأيحزب الحركة القوميةحزب الديمقراطية والمساواة للشعوبحزب الشعب الجمهوريحزب العدالة والتنمية