مرض خطير يجتاح لبنان.. بسبب التاتو
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
بشكل غير مسبوق، تسجّل أرقام الإصابات بمرض "الإيدز" ارتفاعًا مقلقًا في لبنان، بعدما كان يحتل أدنى المراتب بين دول العالم، حيث وصلت الإصابات، بحسب مصادر رسمية" إلى حوالي 3000 إصابة خلال العام 2023.. إلا أن الارتفاع المفاجئ بعدد الإصابات الذي حصل خلال الفترة الأخيرة فتح النقاش وبشكل واسع حول هذا المرض، علمًا أن أسباب انتشاره مؤخرًا تعود إلى التفلت الحاصل في الميادين كافة، إن كان على صعيد الصحة، أو على صعيد رسم الوشم (التاتو)، حيث أن هذين العاملين يعتبران من أكثر العوامل تأثيرًا بارتفاع الإصابات خلال الفترة الأخيرة، في حين لم تسجّل العلاقات الجنسية غير المحمية أرقامًا كبيرة في لبنان، على عكس دول العالم.
أزمة "التاتو"
بدءًا من التفلت الحاصل على صعيد الأمن الصحي، تبرز وبشكل واسع "مغارات" صالونات التاتو، التي باتت تنبت كالفطر في كل مكان، حيث يعمد أي كان يظن أنّه يمتلك موهبة الرسم إلى فتح صفحة خاصة عبر مواقع التواصل يعرض خلالها إنجازات رسم الوشم التي يمتلكها، علمًا أن أي شخص يستطيع أن يعمل في هذه المهنة، إذ لا تحتاج لأي ترخيص أو شهادة لازمة بسبب عدم وجود أي تشريع أو نقابة قد تنظم هذه المهنة.
"رامي ع."، وهو أحد الضحايا الذين سقطوا في الفخ، يروي لـ"لبنان24" الأزمة التي واجهها بعد أن رسم وشمًا على يده عند أحد الأشخاص السوريين، الذي ادعى أنّه يمتلك خبرة واسعة في رسم الوشوم.
يقول رامي أنّه اقتنع من أحد الأصدقاء المقربين بالذهاب إلى منزل هذا الشاب لرسم الوشم، إذ تفاجأ من الوشوم المرسومة على جسده، وهذا ما أعطاه اندفاعة ظنًا منه أنّه محترف. ظل رامي يتعرض لوخز الإبرة لأكثر من ساعة، ليعلم بعد سبعة أشهر أنّ فيروس الإيدز قد انتشر في دمه، وليتفاجئ بأن رفيقه أيضا أتت نتائج فحوصه التي أجراها إيجابية، أي أنّ الفيروس أيضا انتقل إليه، حيث تأكدا بأنّ الفيروس مصدره "إبرة" الوشم، التي تم استخدامها لأكثر من زبون. وما عزّز هذه الفرضية هو اختفاء السوري من منزله بعدما علم بما حصل، حيث رجّح رامي بأنّه عاد إلى بلاده.
ما عايشه رامي لا يقتصر فقط على تفلت الامور لناحية عدم تنظيم هذا القطاع، الذي يشهدُ إقبالا واسعًا من قبل اللبنانيين، إذ إنّ الوشم يعتبر من الأساسيات عند فئة كبيرة وواسعة من الشعب، حيث يُسجّل لهذا القطاع بأنّه كان واحدًا من القطاعات غير الاساسية التي ظلّت تعمل خلال أيام الحرب، إذ يحمل الوشم رسائل عدة، ففي حالة الفرح والحزن والموت يلجأ محبو هذه "الموضة" إلى وشم هذه اللحظات لتبقى ذكرى على أجسادهم.
في السياق، يقول محمد حرب صاحب متجر لرسم الوشوم بأن أكبر أزمة يعاني منها القطاع هي غياب التنظيم اللازم من خلال افتقادنا لنقابة تدير هذا القطاع، مشيرا إلى أن أي شخص يستطيع أن يعمل في هذه المهنة.
ويلفت حرب إلى أن محال التاتو بتنا نجدها في أي مكان، وداخل أي سوق شعبي، من دون مراعاة لأي معايير صحية. فعلى سبيل المثال من الممكن أن نجد شخصا يرسم التاتو للزبائن داخل متجر للثياب في سوق صبرا أو سوق الاحد، أو حتى داخل صالونات الحلاقة، إذ بات كل شخص ولأجل جذب المزيد من الزبائن يتعاقد مع أحد الأشخاص لرسم الوشوم، وهذا ما يطرح علامات استفهام كبيرة.
وعن معايير النظافة والسلامة التي يجب أن يتم اتباعها، يلفت حرب إلى أن المواد التي يتم استخدامها كالأبر مثلا يتوجب أن تستعمل لمرة واحدة فقط، وهذا ما يجعل نسبة انتقال الفيروس من شخص إلى آخر صفر في المئة، لافتًا إلى أنّه بعد رسم الوشم، يتوجب على الزبون أن يهتم بنظافة بقعة الوشم لمدة أسبوع على الأقل، كي لا ينتقل أي التهاب أو فيروس إلى داخل الجسم.
وعن المواد التي يتم استخدامها يقول حرب بأن لا رقابة أيضا على هذا الموضوع، حيث فتح التفلت الحاصل الباب للمستوردين لاستيراد أي نوعية كانت من المواد المستخدمة خاصة لناحية الحبر.
عمليات التجميل في سوريا.. مُصيبة أخرى
ومن لبنان إلى سوريا، أجّجت عمليات التجميل التي أجرتها النساء اللبنانيات من وتيرة الأزمة، إذ تؤكّد مصادر طبية لاحقت عشرات الحالات أن عددًا لا يستهان به من النساء اللواتي زرن سوريا سواء للقيام بعمليات تجميل، أو معالجة أسنانهن قد أصبن بفيروس الإيدز.
وتؤكّد هذه المصادر لـ"لبنان24" أن عدد الإصابات الأكبر سُجّل عند النساء اللواتي زرن أطباء الأسنان في سوريا، وذلك لسبب الإستخدام المتكرر لنفس المعدات لعدد كبير من الزبائن من دون مراعاة المعايير الصحية اللازمة. وتلفت هذه المصادر إلى أن الإسترخاص بصحة الإنسان سيرتدّ على صحته بشكل مباشر، محذرة من الرحلات الطبية التي يتم تنظيمها بشكل دوري وبأسعار رمزية.
في السياق، يؤكّد الطبيب المختص في الأمراض الجرثومية علي ضيا أن أرقام انتشار فيروس الإيدز في لبنان بدأت تشهد ارتفاعا كبيرا خلال الفترة الماضية.
ويشير ضيا خلال اتصال عبر "لبنان24" إلى أنّ الفيروس لديه فترة حضانة، بمعنى أنّ الشخص الذي انتقل إليه الفيروس قد لا يعلم إلا بعد مرور 6 أشهر تقريبًا، وهذا يعتبر من الأمور الخطرة، إذ من الممكن أن ينقله إلى أشخاص آخرين قبل أن يعلم بأنّه يحمل "الإيدز".
ويلفت ضيا إلى أن عدم الإلتزام بمعايير النظافة في لبنان، بالاضافة إلى القيام بعمليات جراحية أو حتى تجميلية في أماكن غير موثوقة تعتبر من العوامل المساهمة في رفع عدد الإصابات وهذا ما قد يشكّل خطرًا على المدى الطويل.
لا دواء
وعلى خط انتشار المرض، علم "لبنان24" من أحد المرضى بأن العدد الأكبر في الوقت الحالي منهم يواجه انقطاعا كبيرًا في الدواء، وذلك بعد انتهاء الكميات التي كانت موجودة.
وتشير مصادر طبية متابعة تواصل معها "لبنان24" إلى أن بعضًا من المرضى يأخذون دواءً منتهي الصلاحية، على اعتبار أن الدواء يخدم لفترة شهرين إضافيين بعد انتهاء صلاحيته.
وتلفت المصادر الطبية إلى أنّ المرضى الذين يحاولون تأمين أدويتهم على نفقتهم الشخصية اصطدموا بالسوق الموازية، إذ إن الأسعار المعروضة مضروبة بخمسة وبأكثر في بعض المناطق.
بالتوازي، أكّدت مصادر وزارة الصحة لـ"لبنان24" أن الوزارة تنتظر في الوقت الحاضر وصول الشحنات اللازمة من الأدوية، مشيرة إلى أن هذه الأدوية ستسدّ النقص، وستساعد المرضى على الحصول على أدويتهم، مشيرة إلى أن الوزارة تغطي العدد الأكبر من مرضى "الإيدز" في لبنان. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی لبنان وهذا ما إلى أن
إقرأ أيضاً:
ما شكل القوات الإسرائيلية التي هاجمت لبنان؟
بدأت إسرائيل المرحلة الأولى من حربها على لبنان بـ5 فرق على طول الجبهة، وكانت كل فرقة منها تناور في منطقة معينة، اعتمادا على قوات مشاة ومدفعية ومظليين ومدرعات.
ووفق تقرير معلوماتي أعده محمود الكن، فقد كانت الفرقة الأولى (146) تعمل في منطقة عيتا الشعب غربا، حيث بدأت التمهيد الناري بقصف مدفعي في عمق يصل إلى 10 كيلومترات، بينما كانت المشاة تقوم بمناورة تمشيط على الأرض.
في الوقت نفسه، كانت المدرعات تعمل في المناطق المفتوحة من أجل تأمين المشاة والتعامل مع القوات المدافعة واستغلال الثغرات أو فتحها، بينما اللواء الإقليمي الملحق بالفرقة يعمل لواء احتياط، في حين يحمي لواء المظليين القوات المهاجمة.
وفي المنطقة الوسطى، كانت الفرقة 36 الهجومية، التي تضم لواء غولاني -الذي عمل كرأس حربة في الهجوم- في حين عمل لواء إيتزيون كاحتياط لتأمين الفرقة.
إلى جانب ذلك، كان هناك لواء مدرعات هجومي إلى جانب لواء مدفعي مسؤول عن التمهيد الناري لعمق يصل إلى 10 كيلومترات، إضافة لوحدة إنقاذ خاصة من سلاح الجو كانت مسؤولة عن إجلاء الجنود على طول خط الجبهة.
أما الفرقة 91 فكانت مسؤولة عن المناورة الهجومية على الجبهة الوسطى من خلال لواء "الإسكندرون"، الذي كان يعمل كرأس حربة في الجبهة الغربية، واللواء الثامن المدرع الذي كان يعمل في الوسط، ولواء ألون الذي عمل في الشرق.
وكان اللواء المدرع التابع للفرقة يعمل على مناورة هجومية بطول المنطقة، بينما لواء "هيماض" الإقليمي فكان يعمل كقوة احتياط للهجوم. في الوقت نفسه، كان هناك لواء كوماندوز يعمل كنسق احتياطي ثان للفرقة.
وفي الجبهة الشرقية، كانت الفرقة 98 المظلية التي تنفذ الإنزال خلف خطوط الخصم أو السيطرة على نقاط إستراتيجية والبحث عن الأنفاق والألغام وتمهيد الطريق لقوات المشاة.
في الوقت نفسه، كانت الفرقة 210 تعمل على الجبهة الشرقية المحاذية للحدود مع سوريا وكفرشوبا ومزارع شبعا. وكانت هذه القوات كلها تعمل في تضاريس صعبة تجعل شكل الهجوم مرهونا بطبيعة الأرض.