يواجه تهديدات.. هل يرضح كريم خان للضغوطات الإسرائيلية بعد قرار الجنائية الدولية؟
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
تلقى المحامي البريطاني، مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان، رسائل تهديد وضغوطات، وذلك بعد إعلانه طلب إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يوآف غالانت، والقادة في حماس إسماعيل هنية ويحيى السنوار ومحمد الضيف، بتهم "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" و"إبادة" مرتكبة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
ونشرت صحيفة "التايمز" مقابلة مع المحامي البريطاني، مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان أجرتها معه كريستيانا لامب، قالت فيها إنه عندما أعلن عن طلبه مذكرات اعتقال لقادة دولة الاحتلال وحماس كان يعرف أنه يدوس على حقل ألغام.
ولم يكن أمامه أي خيار كما يقول، مشيرة إلى أنه ينتمي إلى أقلية مضطهدة تعرض مرة لهجوم في قاعة بلدية يوركشاير. وقال: "ما نتوصل إليه هو: هل نريد أن نعيش في عالم ينطبق فيه القانون بتساو أو أن نغمض أعيينا وندير ظهرنا بسبب ولاءاتنا".
وأضاف: "بالطبع، فالواحد منا واع أن غزة هي خط صدع في العلاقات الدولية ويجب ألا يكون هذا عذرا ألا تضع حق الضحية أولا وفي كل مكان. وسواء كانت هذه الحقوق، هي ضحايا يهود أو فلسطينيين، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو بدون دين، فيجب أن نحمل نفس الغضب الأخلاقي، الحب، العناية والقلق، والنقطة هنا أننا جميعا بشر".
وتقول الصحيفة إن إعلان خان عن توجيه تهم لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يواف غالانت وثلاثة من قادة حماس، كانت أول مرة توجه فيها المحكمة الجنائية تهما لزعيم يدعمه الغرب وهو في منصبه مما أثار ردة فعل في الولايات المتحدة وأوروبا، وفي أول مقابلة له منذ الإعلان هاجم خان النقاد بمن فيهم ريشي سوناك، رئيس الوزراء البريطاني والذي وصف القرار بأنه "غير مفيد على الإطلاق" والرئيس جو بايدن الذي قال إنه "شائن".
وقال خان: "مهمتنا ليست بناء أصدقاء" و "لكن وظيفتنا، سواء تلقينا الثناء أو الشجب، هي التأكيد على المساواة بين كل طفل وامرأة وكل مدني في عالم يميل نحو الإستقطاب بشكل متزايد، وإن لم نفعل، فما الفائدة؟".
وبانتظار موافقة قضاة المحكمة الجنائية، ولو وافقوا على استصدار المذكرات، فستترك أثرها المقيد على القادة الاحتلال الإسرائيلي، وأكثر من قرار محكمة العدل الدولية يوم الجمعة الذي أمر إسرائيل بالتوقف الفوري عن غزو محافظة رفح، وبعد تقدم جنوب أفريقيا بطلب للمحكمة، فالعدل الدولية ليست لديها وسائل لفرض قرارها، لكن قرار المحكمة الجنائية يعني أن كل الدول الموقعة على بيان روما المؤسس لها وعددها 124 ستصبح ملزمة باتخاذ خطوات لاعتقال نتنياهو وغالانت. وفي الوقت الذي لم توقع فيه الولايات المتحدة أو دولة الاحتلال الإسرائيلي على بيان روما إلا أن كل دولة في الإتحاد بما في حلفاء إسرائيل كألمانيا ستصبح ملزمة.
وقال خان "لو لم تتقدم الدول، فستترك تداعيات ضخمة" مضيفا أن "المحكمة الجنائية هي من بنات أفكارهم (ابنهم)، وأنا المربية التي تم تعيينها للمساعدة، ولديهم خيار للعناية بهذا الطفل أو يتحملوا مسؤولية إهماله".
وزار خان الأراضي المحتلة عدة مرات بعد أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر وقابل أقارب الأسرى، وفي جيبه سوارا أزرقا مكتوب عليه "احضروهم إلى البيت"، في إشارة للأسرى لدى حماس، وكتب على السوار اسم كفير بيباس واحدة من الأسرى، حيث علق قائلا "هذا كفيل بتحطيم قلب أي شخص"، و"كانت كفير حاملا في شهرها التاسع، لكن لا احتكار للمعاناة، فهناك جثث فلسطينيين يموتون ولا يمكن أن تكون لدينا معايير مزدوجة".
وقال: "أهم مني والمحكمة الجنائية هو أن العالم ينظر لهذا الوضع، وينظرون إليه في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا كنقطة تبلور. فهل الدول صادقة عندما تقول هناك مجموعة من القوانين أم أن هذا النظام القائم على القواعد مجرد سخافة، وهو ببساطة أداة بيد الناتو وعالم ما بعد الإستعمار وبدون نية حقيقية لتطبيقه بشكل متساو".
وعندما سئل أن إسرائيل لا خيار لها، فهي لا تعرف أين الأسرى، سواء في الأنفاق أو البيوت وكيف يعاملون، أجاب خان مستشهدا بطريقة معاملة بريطانيا مع جيش أيرلندا الحر "كانت هناك محاولات لقتل مارغريت تاتشر، وفجر أيري نيف وفجر لورد ماونتباتن، وهناك هجوم إينسكلين [بلدة في شمال أيرلندا] وتعرضنا لهجمات انتقامية، لكن البريطانيين لم يقرروا وقالوا: حسنا في طريق فولز [ في قلب مدينة بلفاست الكاثوليكي] هناك بلا شك متعاطفون مع أعضاء الجيش الأيرلندي الحر والجمهوريين، دعنا نلقي قنبلة زنتها 2,000 رطلا في طريق فولز، يمكنك عمل هذا". و "يجب أن يكون للقانون غرض، وهذا ما يفرق الدول التي تحترم القانون من الجماعات الإجرامية والإرهابية، وهذا هو كل ما أقوم بعمله، تطبيق القانون القائم على الأدلة. وهذا ما نفعله مهما تعرضنا لشجب".
وتحدث خان، عن تلقيه رسائل الكترونية وأنواع من التهديد والضغط، ولكن شخصا استصدر في العام الماضي مذكرة اعتقال ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتهم ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، ليس خائفا.
وبنى خان مسيرته في القانون بخدمة النيابة العامة ثم في المحكمة الدولية الجنائية الخاصة بيوغسلافيا السابقة. وواصل من هناك عمله في المحاكم الخاصة بهيغ وبنى سمعته كمحامي دفاع.
ومثل الرئيس الليبري السابق تشارلس تيلور، مع أنه تخلى عن القضية وويليام روتو، رئيس كينيا الحالي الذي وجهت له اتهامات بالإحتفال بالعنف في كينيا الذي قتل فيه 1,300، حيث تم التخلي عن القضية، وكذا فتمير لامج، قائد جيش تحرير كوسوفو الذي برئ من التهم.
وعندما رشح نفسه كمدعي عام للجنائية الدولية عام 2021 رفضت الحكومة البريطانية، بداية دعمه. وعلى جدار مكتبه في هيغ صورة لرسالة من وزير العدل في حينه، دومينك راب يرفض فيها تقديم الدعم. وغيرت بريطانيا موقفها بعدما تبين أنه حصل على دعم كامل.
وحول تركيزه بعد أحداث السابع تشرين الأول/أكتوبر على غزة وأمر غالانت بفرض حصار عليه ومنع الطعام والوقود والدواء. وقال خان إن "عددا من المخابز تم استهدافها، وحقيقة وقف المياه، ومنع أقراص تنقية المياه والأغشية لمحطات تحلية المياه واستهداف الآبار، وحقيقة استهداف طوابير الناس [للحصول على الماء] وقتل الناس في منظمات الإغاثة" هي "أشكال كاملة ومعلمة، وقمنا بتحليلها موضوعيا ومنطقيا".
وردا على ما تقوله إسرائيل من أنها وفرت السعرات الحرارية اليومية لسكان غزة يقول خان "ما تقوله كل منظمات الإغاثة، وما شاهدناه من أطفال الهزال، وحتى لو لم نثق بالأطباء الفلسطينيين، فلدينا أطباء أمريكيين وبريطانيين قالوا إنهم أجروا عمليات بتر أطراف بدون تخدير وأطفال يموتون في الحواضن لانقطاع الطاقة الكهربائية ومات الناس بسبب عدم توفر الإنسولين" و "ليست هذه هي الطريقة التي من المفترض أن تشن فيها الحرب" و"إذا كان هذا هو ما يبدو عليه الإنصياع للقانون الدولي الإنساني، فأن معاهدات جنيف لا تخدم أي غرض".
ومن أجل جمع الأدلة قام فريقه بـ "جمع عدد متنوع من الأدلة، ولدينا شهود عيان وأطباء أجروا العمليات ومدى الإسهال بسبب نقص المياه وصور التقطتها الأقمار الإصطناعية وفيديو تم التحقق منها وبيانات من المسؤلون والجنود الإسرائيليين".
واستعان خان بعدد من خبراء القانون الدولي بمن فيهم أمل كلوني والبارونة كيندي والقاضي سي أدريان فولفورد وإليزابيب ويلمزهيرست والمحامي داني فريدمان والقاضي والمحامي الأمريكي- الإسرائيلي. وقال "هؤلاء محامون عظام وأحترم ما دافعوا عنه من مبدأ طوال حياتهم" و "جلبتهم للمساعدة على القيام بمهمة جيدة وكذا لأن هذا وضع لا زالت فيه المشاعر طازجة في كل مكان، وموضوع يثير الإنقسام لا يمكن ذكره في المجتمع المهذب". وأشار إلى ويلمزهيرست التي استقالت بسبب حرب العراق وكانت المحامية البريطانية الرئيسية في إعداد ميثاق روما الذي أنشأ الجنائية الدولية. وكذا ميرون المحامي اليهودي العملاق والذي نصح الحكومة الإسرائيلية "هل ستتهمه بمعاداة السامية؟".
وخان وإن عبر عن أسفه للضحايا المدنيين إلا أنه يدعم أهداف إسرائيل المشروعة لهزيمة حماس وتحرير الأسرى لكن "الطريقة التي تعملها يجب أن تكون ملتزمة بالقانون". وفي الوقت الذي جاء أشد النقد لقراره من بريطانيا والولايات المتحدة إلا أنه حصل على دعم من فرنسا وبلجيكا وأيرلندا وموقف حذر من ألمانيا ومن وزير خارجية الظل في حكومة العمال، ديفيد لامي و "هذه لحظة خطيرة دوليا ولو لم نلتزم بالقانون فلن يكون لدينا أي شيء نمسك به". و "كلمات مثل: لن يحدث أبدا باتت تعويذات طقسية، ووصلنا لنقطة لم يعد الناس في العالم يشترونها".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية كريم خان مذكرات اعتقال الاحتلال حماس الجنائية الدولية حماس الاحتلال الجنائية الدولية مذكرات اعتقال كريم خان صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المحکمة الجنائیة الجنائیة الدولیة
إقرأ أيضاً:
انتهاكات لا تنتهي.. ماذا نعرف عن مشفى العودة الذي يستهدفه الاحتلال؟
"سوف نبقى هنا، كي يزول الألم، سوف نحيا هنا، سوف يحلو النغم.." هكذا أنشد الطاقم الطبي لمستشفى العودة، بقطاع غزة المحاصر، في ردّ صريح على صمودهم أمام العدوان المتفاقم الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي، على كامل غزة، في انتهاك صارخ لكافة القوانين والمواثيق المرتبطة بحقوق الإنسان.
بعيون حزينة، وصوت يمسّه شجن، تابع أطباء مستشفى "العودة" إنشادهم الذي جاب مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، آنذاك: "رغم كيد العدا رغم كل النقم، سوف نسعى إلى أن تعم النعم"؛ فيما توالى عدوان الاحتلال عليهم، في أبشع الصور.
وحين عطّل الاحتلال الإسرائيلي، عبر الاستهداف المباشر وغير المباشر، كافة المستشفيات الحكومية والأهلية في قطاع غزة. ظل "مستشفى العودة" الوحيد الذي لا يزال يعمل في شمال القطاع، بالحد الأدنى.
ترصد "عربي21" خلال هذا التقرير، صمود مشفى العودة، لأكثر من عام، في قطاع غزة المحاصر، قبل أن يتعمّده الاحتلال بشكل يوصف بـ"المُمنهج"، مواصلا خلاله جرائمه التي لا تنتهي ضد الإنسان والإنسانية.
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة القدس البوصلة (@alqudsalbawsala)
ما نعرف عن المشفى؟
مستشفى العودة المتواجد في تل الزعتر، بمخيم جباليا، شمالي قطاع غزة، الذي تأسس عام 1985، توالت عليه هجمات جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث قصف بالمدفعية الطوابق العلوية منه، خلال تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
آنذاك، استُشهد، 33 فلسطينيا، بينهم 21 امرأة؛ فيما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" نقلا عن المستشفى، بـ"وصول الشهداء والمصابين، عقب قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي عددًا من المنازل قرب مفترق نصار بمخيم جباليا شمال قطاع غزة"، ليتواصل عليه العدوان، ويرتفع عبره عدد الشهداء.
وسبق أن أعلنت إدارة مستشفى العودة، في بداية السنة التي شارفت على الإنتهاء، عن خروج أقسام العمليات والمختبر والأشعة عن الخدمة، بينما باتت خدمات الاستقبال والطوارئ والعيادات التخصصية والولادة مهدّدة أيضا بالتوقف التام.
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Mohammed Ahmed | محمّد أحمد (@j_mohamed_ahmed)
وجرّاء "مجزرة الطحين" التي أودت بحياة 112 فلسطينيا ومئات الجرحى، الذين احتشدوا على شارع الرشيد جنوب غربي مدينة غزة، أملا في الحصول على كيس دقيق، من شاحنات مساعدات قليلة يسمح الاحتلال بوصولها من جنوب القطاع، قد استقبل مستشفى العودة 176 من الجرحى.
إثر ذلك، أجرى الأطباء في قلب المستشفى 7 عمليات جراحية، من بين 27 جريحا بحاجة إلى تدخلات جراحية عاجلة، وذلك عبر إمكانيات متواضعة وعلى كهرباء من بطاريات صغيرة وباستخدام كشافات يدوية.
وبداية الشهر الجاري، استشهد أخصائي العظام "الوحيد" الموجود في شمال قطاع غزة، سعيد جودة, برصاص الاحتلال، عندما كان في طريقه لمزاولته عمله في مستشفى "العودة" شمال القطاع, وفق ما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة رام الله مكس | RamaLLah Mix (@ramallah.mix)
صمود بوجه الحصار
خلال شباط/ فبراير الماضي، استهدف الاحتلال الإسرائيلي، أجزاء كبيرة من مستشفى العودة وحوصر لمدّة 18 يوما؛ غير أن المستشفى الفلسطيني، رغم ذلك، واصل تقديم الخدمات الطبية، بطاقة 50 في المئة للمرضى والمصابين، وسط نقص الإمكانات والمستلزمات الطبية الناتج عن الحرب.
وكان الطبيب بالمشفى، محمد صالحة، قد قال في تصريح صحافي: "بعد انتهاء الحصار الذي استمر لمدة 18 يوما منذ الخامس من ديسمبر/ كانون الأول وحتى 22 من الشهر نفسه الماضي، عاد المستشفى للعمل، وبدأنا في تقديم الرعاية الطبية للمرضى والمصابين بطاقة استيعاب بنسبة 50 في المئة".
وتابع الطبيب، لوكالة "الأناضول": "خلال فترة الحصار، كانت حركتنا داخل أروقة المستشفى مقيدة للغاية خشية من إطلاق الرصاص من قبل القنص الإسرائيلي، وأيضا لم تتمكن سيارات الإسعاف والمواطنين من نقل الجرحى والمرضى بسهولة للمستشفى".
وأكّد: "خلال فترة الحصار، قام الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على المستشفى، مما أسفر عن استشهاد 3 من العاملين داخل المبنى وتدمير الطابقين الثالث والرابع"، مردفا: "العديد من السيدات استشهدن لصعوبة وصولهن إلى المستشفى بشكل سريع، خاصة النساء الحوامل".
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Ķhàłèđ???????? (@khaled_rassem)
ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، "لم تصل المستشفى أي قطرة سولار أو أدوية" بحسب تأكيد صالحة، مشيرا إلى أن المؤسسات الصحية تُحاول إدخال المساعدات الإنسانية والأدوية للمشفى، لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي يرفض دائما ذلك.
وأردف: "تعاني المستشفى أيضا من عدم توفر الوقود لتشغيل المولدات الكهربائية وسيارات الإسعاف؛ الأمر الذي دفعها إلى الاعتماد على المولد الصغير".
"نحن نضطر إلى شراء الوقود له من الأسواق المحلية بصعوبة جدا نتيجة ندرته" تابع الطبيب، موجّها في الوقت نفسه، نداء إلى الهيئات الصحية الدولية، من بينها منظمة الصحة العالمية ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بـ"توفير الأدوية والمستلزمات الطبية على وجه السرعة لخدمة الجرحى والمرضى".
إلى متى؟
في خضمّ الظروف المُفجعة، التي يمر بها كامل القطاع المحاصر، لأكثر من عام كامل، رصدت "عربي21" تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، من قلب جباليا التي توصف بـ"منبع الأبطال"، جُملة من مقاطع الفيديو، توثّق ما وصفوه بـ"الجحيم على الأرض".
مقاطع، جابت حسابات عدّة على مواقع التواصل الاجتماعي، لأسابيع طِوال، تبرز بالصّوت والصورة ما يحصل من انتهاكات في القوانين المرتبطة بحقوق الإنسان، بحق مستشفى العودة الفلسطيني؛ غير أنّها لم تحرّك ساكنا، ولا تزال المأساة متواصلة، أمام مرأى العالم.
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Mohammed alghefari (@mr.abuhakim)
أيضا، كشفت المقاطع نفسها، عن حجم الدّمار الذي يخلفه الاحتلال الإسرائيلي بالمشفى، من تدمير للبناية نفسها إلى سيارات الإسعاف، جرّاء كل قصف يمسّه به. يعدّ "العودة" أبرز المستشفيات القليلة التي لا تزال تقدّم بعضا من خدماتها الصحّية، خاصة بالنسبة للنساء الحوامل.
في السياق نفسه، كان مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إسماعيل الثوابتة، قد أوضح: خلال الحرب، أخرج الاحتلال الإسرائيلي 30 مستشفى (من إجمالي 36) عن الخدمة، بالإضافة إلى 53 مركزا صحيا، واستهدف 150 مؤسسة صحية، وعوّقها عن العمل.
وأضاف "كما استهدف 122 سيارة إسعاف، دمرها بالكامل بهدف القضاء على القطاع الصحي في غزة".