الإمارات وكوريا الجنوبية… شراكة استراتيجية خاصة تجسد رؤى التنمية والازدهار
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
تتميز العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية كوريا الجنوبية الصديقة بالعديد من الخصائص التي أكسبتها أهمية استثنائية، ودفعتها باستمرار نحو النمو والتقدم إلى أن بلغت مستوى الشراكة الاستراتيجية الخاصة التي تجسد رؤاهما تجاه مستقبل التنمية والازدهار واستدامتهما في كلا البلدين.
وتعد زيارة الدولة التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، غداً، إلى جمهورية كوريا الجنوبية، محطة بارزة في المسار التاريخي للعلاقات الثنائية بين البلدين التي انطلقت منذ نحو 44 عاماً.
وتأتي الزيارة في إطار الزخم الذي تشهده العلاقات بين البلدين الصديقين، إذ تعد الإمارات أول دولة في الشرق الأوسط تتمتع بشراكة استراتيجية خاصة مع جمهورية كوريا الجنوبية، ومنذ الإعلان عن هذه الشراكة بدأ التعاون بين البلدين في مجالات متعددة تتجاوز السياسية وتشمل التعاون الاقتصادي، والتعاون النووي، وتغير المناخ، والأمن السيبراني، والأمن الغذائي، بالإضافة إلى الدفاع، والرعاية الصحية، والثقافة، والإدارة الحكومية، والفضاء.
وترتبط الدولتان بعلاقات وثيقة على مختلف الأصعدة يجسدها الحوار القائم بين الجانبين بشكل دائم، والزيارات الدورية المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، ومنها زيارة فخامة يون سيوك يول رئيس جمهورية كوريا الصديقة إلى دولة الإمارات في يناير 2023 التي شهدت الاتفاق على مزيد من تعزيز التعاون الإستراتيجي في مختلف المجالات.
وفي يونيو 2023 ترأس سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، ومعالي بارك جين وزير خارجية جمهورية كوريا الجنوبية – آنذاك -، أعمال الحوار الاستراتيجي الخاص الأول بين وزارتي الخارجية في البلدين الذي يعد أحد مخرجات الزيارة الرسمية التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” إلى جمهورية كوريا عام 2019.
– الاقتصاد والاستثمار
ترتبط الإمارات وكوريا الجنوبية بعلاقات اقتصادية واستثمارية متميزة حيث بلغ حجم التجارة الخارجية غير النفطية مع كوريا الجنوبية خلال العام الماضي 2023 حوالي 5.3 مليار دولار تمثل نمواً بنسبة 12.5% مقارنة بعام 2022، وتلامس استثمارات كوريا المباشرة في الدولة حاجز الـ 2.2 مليار دولار، بالمقابل بلغت قيمة استثمارات الإمارات المباشرة في كوريا 578 مليون دولار بنهاية عام 2022.
وتعد الإمارات الشريك التجاري الثاني عربياً والـ 14 عالمياً لكوريا خلال 2023، حيث تستحوذ الدولة على نسبة 20 % من تجارة كوريا مع الدول العربية، فيما تعد كوريا الجنوبية الشريك التجاري الـ 10 لتجارة الإمارات غير النفطية مع دول آسيا غير العربية، وتحتل المرتبة الـ 30 عالمياً.
وتماشياً مع الإطار العام للشراكة الاستراتيجية الخاصة، أعلنت دولة الإمارات في يناير 2023 عن التزام أجهزتها الاستثمارية السيادية باستثمار مبلغ 30 مليار دولار في قطاعات استراتيجية في جمهورية كوريا.
واتفق البلدان خلال أعمال الدورة الثامنة للجنة الاقتصادية المشتركة بينهما، التي عقدت في يوليو الماضي، على توسيع وتنويع مظلة التعاون الاقتصادي في 11 قطاعاً استراتيجياً وتحفيز الاستثمارات المتبادلة بها.
وأنجزت الإمارات وكوريا، في أكتوبر الماضي، مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بينهما، تمهيداً لإبرامها رسمياً في وقت لاحق، ما يمهد الطريق لحقبة جديدة من التعاون التجاري والاستثماري البناء والنمو الاقتصادي المشترك بين الدولتين الصديقتين.
– مشروع براكة
يمثل مشروع براكة للطاقة النووية السلمية نموذجاً متميزاً للتعاون التنموي بين البلدين الصديقين، ليس فقط من حيث قيمته المادية، بل أيضاً لأنه أول مشروع بناء محطات للطاقة النووية تنفذه كوريا الجنوبية في الخارج بعدما منحت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية في ديسمبر 2009 ائتلافاً بقيادة شركة كوريا للطاقة الكهربائية (كيبكو) عرضاً قيمته 20 مليار دولار لبناء المشروع.
وفي مارس الماضي، أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، عن إتمام عملية ربط المحطة الرابعة ضمن محطات براكة للطاقة النووية السلمية بشبكة كهرباء دولة الإمارات.
-السياحة والطيران
ويقدم البلدان نموذجاً متميزاً للتعاون الاستراتيجي في قطاع السياحة والطيران مع زيادة عدد الرحلات والنمو المتواصل في حركة التدفقات السياحية بينهما. ويتجاوز عدد السياح القادمين من كوريا إلى الإمارات 200 ألف زائر سنوياً، فيما بلغ عدد الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين 21 رحلة أسبوعياً.
واتفق البلدان في يوليو الماضي، على زيادة التبادل السياحي بما في ذلك تقديم الدعم للشركات الناشئة التي تدخل سوق السياحة في البلدين، وعلى مواصلة تنفيذ مختلف المشروعات المشتركة لتمديد نتائج “أسبوع السفر الكوري في دولة الإمارات” الذي عقد في مايو 2023، إلى جانب مناقشة آليات زيادة عدد الرحلات الجوية بين البلدين خلال المرحلة المقبلة.
– الثقافة والتعليم
ونجح البلدان في التأسيس لعلاقات تعاون ثقافية وعلمية مميزة على مختلف المسارات، ومن بينها افتتاح المركز الثقافي الكوري في أبوظبي، واستضافة مهرجان خاص بالثقافة الكورية أصبح حدثاً رئيسياً على أجندة الفعاليات السنوية التي تشهدها الدولة، وكذلك افتتاح فرع معهد “الملك سيجونغ” في إمارة الشارقة وفي جامعة زايد بالعين اللذين يشهدان تزايداً في أعداد الطلبة الراغبين في التعرف على اللغة والثقافة الكورية عاماً بعد آخر.
وأطلقت وزارة الثقافة الإماراتية، بالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة والسياحة الكورية، برنامج “الحوار الثقافي الإماراتي الكوري لعام 2020”، وذلك احتفاء بالذكرى الـ 40 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وشهد شهر مايو الجاري، توقيع مذكرة تفاهم بين مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، ومدينة سيؤول، وذلك لتعزيز الروابط الثقافية القائمة، واستكشاف آفاق جديدة للتبادل الثقافي عبر اللقاءات الثنائية وترسيخ علاقات التفاهم والتقدير المتبادل، بما يمهّد الطريق نحو بناء جسور التواصل بين مختلف المجتمعات.
– الصحة والطب
وقعت دولة الإمارات وكوريا الجنوبية العديد من مذكرات التفاهم والتعاون في المجالات الصحية والطبية، التي تشمل برامج التقييم والترخيص الطبي، وإدارة المستشفيات وتبادل الخبرات الطبية، إضافةً إلى تبادل الخبرات في التعليم الطبي.
وتدير العديد من الشركات الصحية الكورية المتخصصة مستشفيات كبرى في الإمارات، نظراً لما تتمتع به كوريا من سمعة طيبة في الرعاية الطبية والتقنيات الحديثة المستخدمة في قطاع الرعاية الصحية وخدمات رعاية المتعاملين.
وفي يناير 2022، عززت أبوظبي سبل التعاون مع كوريا الجنوبية عبر توقيع مذكرة تفاهم جمعت دائرة الصحة – أبوظبي، ومركز أبوظبي للصحة العامة بالمعهد الكوري لتطوير القطاع الصحي، لتعزيز التعاون في مجال لوجستيات وصناعات علوم الحياة والتكنولوجيا الحيوية، بما في ذلك بحث فرص التعاون لترسيخ مكانة أبوظبي كمركز لوجستي لتصدير منتجات علوم الحياة والصيدلة والرعاية الصحية من كوريا الجنوبية، ودعم التطوير والاستثمار في شركات علوم الحياة في دولة الإمارات.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: جمهوریة کوریا الجنوبیة الإمارات وکوریا للطاقة النوویة دولة الإمارات بین البلدین ملیار دولار
إقرأ أيضاً:
شمال الباطنة تشهد نقلة نوعية نحو التنمية المستدامة والازدهار الاقتصادي
العُمانية: تسعى محافظة شمال الباطنة، بالتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني، إلى تحقيق التنمية المستدامة والازدهار الاقتصادي، مما أسفر عن إنجازات بارزة في مختلف القطاعات خلال عام 2024، وتستند جهود المحافظة إلى رؤية وأهداف مستلهمة من رؤية "عُمان 2040" للارتقاء بالمحافظة إلى مستوى الطموح المستهدف.
وأكد سعادة محمد بن سليمان الكندي، محافظ شمال الباطنة، أن المكتب يراجع باستمرار الاستراتيجية الوطنية للتنمية العمرانية والمخطط القطاعي للمحافظة، ويراعي ترتيب أولويات المشروعات وفق أهميتها وتطلعات المجتمع المحلي، ويجري تنفيذ المشروعات بانتظام وشفافية ضمن إطار "بنك المشروعات"، الذي يضم المشروعات الجاهزة للتنفيذ وفقًا للظروف المناسبة
قال سعادته: إن هناك العديد من المشروعات تم الإعلان عنها، مشيرًا إلى مشروع "الدرة" الذي فازت به محافظة شمال الباطنة بجائزة أفضل مشروع إنمائي لعام 2024. ويعزز المشروع التراث ويدعم النمو الاقتصادي من خلال تطوير المركز التاريخي في ولاية الخابورة، حيث يتضمن إنشاء 95 محلًّا تجاريًّا، و15 محلًّا لبيع الأسماك، و10 مطاعم ومقاهٍ، ومراكز تدريب حرفي، ومركز زوار سياحي، ومرفأ لمراكب الصيد وفندق. كما تشمل منطقة المارينا أسواقًا تراثية ومسارات مشاة، مما سيوفر 372 وظيفة مباشرة و750 وظيفة غير مباشرة، ويعزز الاستدامة الثقافية والاقتصادية ويوفر فرصًا استثمارية جديدة.
ووضح سعادتُه أن دراسة مشروع إعادة تطوير وتأهيل مركز المدينة بولاية شناص تعدّ مشروعًا استثنائيًّا في الولاية الحدودية الواعدة اقتصاديًا، حيث تصل مساحة منطقة الدراسة إلى أكثر من 8 ملايين متر مربع، كما أوضح إن من أهم المشروعات التي يجري تطويرها في ولاية الخابورة هو مشروع تطوير ضفاف الخور الواقع بين قصبية الزعاب وقصبية الحواسنة.
وأكد سعادتُه أن محافظة شمال الباطنة تشهد نقلة نوعية فيما يتعلق بالمشروعات الاستراتيجية القادمة، حيث يعد ميناء صحار والمنطقة الحرة قاطر العملية التنموية والاقتصادية من خلال مختلف المشروعات اللوجستية والصناعية فيهما، وتجاوز حجم الاستثمار فيهما أكثر من 11.5 مليار ريال عُماني بما يعادل 30 مليار دولار أمريكي، ويتم العمل على استقطاب العديد من المشروعات ذات البعد الاستراتيجي مثل مشروع تزويد السفن بالغاز المسال "مرسى" المشروع الأول من نوعه على مستوى المنطقة الذي سيعتمد على الطاقة الكهربائية المولدة من الألواح الشمسية بإجمالي استثمارات تصل إلى 615 مليون ريال عُماني (1.6 مليار دولار أمريكي) وعلى مساحة 44.5 هكتار، إضافة إلى مشروع إنشاء مصنع يونايتد سولار للبولي سليكون بالمنطقة الحرة بقيمة تتجاوز 500 مليون ريال عُماني (1.3 مليار دولار أمريكي) وبطاقة إنتاجية تصل إلى 100 ألف طن سنويا ومن المتوقع افتتاحه في العام القادم.
وقال سعادتُه: إن هناك عددًا من المشروعات المرتبطة بالقطاع الصناعي سواء في المنطقة الحرة أو في مدينة صحار الصناعية، كما سيتم إنشاء مدينة السويق الصناعية التي من المتوقع بتكاملها مع ميناء السويق أن تكون داعمًا للحركة الاقتصادية في المحافظة بشكل خاص وسلطنة عُمان بشكل عام.
وأشار سعادتُه إلى أن من المشروعات ذات البعد الاستراتيجي التي يتم العمل عليها في محافظة شمال الباطنة، مشروع سكة الحديد العُمانية الإماراتية (صحار- أبوظبي) باستثمارات تصل إلى مليار و150 مليون ريال عُماني (3 مليارات دولار أمريكي) بطول 238 كم، كما أن العمل جارٍ على استكمال المرحلة الأولى من طريق الباطنة الساحلي من ميناء صحار إلى خطمة ملاحة، والجزء المتبقي بين ولايتي بركاء والسويق، إضافة إلى إنشاء جسر علوي بدوار السويق ليصل حجم الاستثمارات في القطاعات المختلفة إلى أكثر من 2.5 مليار ريال عُماني عبر مشروعات متعددة.
وأضاف سعادتُه أنه من المتوقع العمل على مشروع مدينة صحار المستقبلية بمساحة تصل إلى 7.12 مليون متر مربع، ليوفر المشروع خيارات سكنية متعددة إضافة إلى العديد من الأنشطة التجارية والترفيهية وليكون مركزًا تجاريًّا جديدًا في ولاية صحار، ويتم العمل حاليًّا على المخطط الرئيس لمدينة صحم الزراعية لتعزيز قطاع الأمن الغذائي وإيجاد فرص الأعمال لأبناء المحافظة.
ووضح سعادتُه أن محافظة شمال الباطنة تعمل على تعزيز الأنشطة الاقتصادية المختلفة في المحافظة عبر استقطاب عدد من مشروعات الاستثمار البلدي في الأنشطة التجارية والترفيهية، إذ يصل حجم المشروعات الاستثمارية الجاري العمل عليها قرابة 14 مليون ريال عُماني.
وأكد سعادةُ محافظ شمال الباطنة على أن القطاع البلدي له دور كبير في النهوض بمستوى الخدمات المقدمة في المحافظة من خلال الصلاحيات التي مُنحت له في المشاركة الفاعلة في تنمية المحافظات وتطويرها، وسبل الاستثمار والاستدامة فيها، وحماية مصالح الدولة والأملاك العامة.
أشار سعادته إلى التعاون المستمر بين محافظة شمال الباطنة ووزارة الإسكان والتخطيط العمراني من خلال اجتماعات وحلقات عمل لمتابعة تنفيذ الاستراتيجية العمرانية بالمحافظة، ويقوم مكتب المحافظ بمراجعة 441 مشروعًا ضمن هذه الاستراتيجية، وتقييم فعاليتها وإمكانية تنفيذها بمشاركة جميع الأطراف المعنية من مؤسسات عامة وخاصة.
وقال سعادتُه: إنه تم الإعلان عن مشروع "حي مجد" بمنطقة مويلح بولاية صحار، الذي يعد الأول من نوعه في المحافظة، ويضم أكثر من 1000 وحدة سكنية على مساحة أرض تزيد على 400 ألف متر مربع، ويتميز بمرافق تعزز جودة الحياة، كما يجري العمل على إعداد مشروع "المدينة الزراعية" بولاية صحم، الذي يسعى إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسة تتمثل في تطوير القطاع، وتعزيز الاستدامة والرفاه الاجتماعي مما يفتح آفاقًا جديدة لفرص العمل ويسهم في دعم الاقتصاد المحلي.
ووضح سعادتُه أن محافظة شمال الباطنة شهدت تنظيم العديد من المهرجانات والفعاليات التي أحدثت حركة سياحية كبيرة وأسهمت في الترويج للتراث والتاريخ والطبيعة والمقومات السياحية المتنوعة في المحافظة، حيث تم تنظيم عدة مهرجانات في المحافظة كان لها دور كبير في تعزيز السياحة الداخلية وجذب الزوار من مختلف محافظات سلطنة عُمان وخارجها، حيث أظهرت نتائج إيجابية إلى تزامننا مع المخيمات الشتوية، مما أسهم في رفع مؤشر نمو القطاع السياحي في العام 2023 إلى 7.4 بالمائة.
فيما يخص المشروعات التراثية والسياحية، ذكر سعادته إنجاز المرحلة الرابعة من الحفريات الإنقاذية في منطقة صحار الحرة، حيث تم الكشف عن 44 مدفنًا أثريًا. كما تم الإشراف على بعثات من جامعة السلطان قابوس وجامعة درهام في قلعة صحار، وبعثة هولندية من جامعة لايدن في وادي الزهيمي. وتم توقيع اتفاقية إدارة حصن شناص وتطوير متنزه حميراء، بينما انتهت أعمال ترميم سور المغابشة في ولاية السويق، مع استمرار الترميم في سور آل هلال، بالإضافة إلى تنظيم "مخيم صحار الشتوي".
وحول استراتيجية العمل الاجتماعي بمحافظة شمال الباطنة قال سعادتُه: إنه يعمل مع المديرية العامة للتنمية الاجتماعية بالمحافظة لتحقيق محاور رؤية "عُمان 2040"، وتحديدًا فيما يتعلق بمحور الإنسان والمجتمع، حيث تم تنفيذ عدد من الفعاليات الهادفة إلى الارتقاء بفئات المجتمع المختلفة.
وفيما يتعلق بقطاع النقل والاتصالات وتقنية المعلومات بمحافظة شمال الباطنة، بيّن سعادتُه أن المحافظة شهدت تطورات مهمة وعززت البنية الأساسية، وربطت مختلف المناطق بشكل أفضل، حيث قاربت ازدواجية وصلة شناص التي تربط طريق الباطنة العام بالطريق السريع من الانتهاء وبلغت نسبة الإنجاز فيها 99.9 بالمائة، فيما وصلت نسبة الإنجاز في ازدواجية وصلة الخابورة التي تربط الطريق السريع إلى 95.29 بالمائة، إضافة إلى ذلك تستمر الأعمال في ازدواجية وصلة لوى لتحسين الربط بين طريق الباطنة والطريق السريع.
كما أفاد سعادة محافظ شمال الباطنة بتنفيذ تحسينات على طريق وادي حيبي وإصلاح البنية الأساسية في المناطق المتضررة من الحالة المدارية "شاهين"، مع استكمال 91% من أعمال نفق الصبيخي وضيان البوارح، كما يتم العمل على تصميم وتنفيذ وصلات طرق في ولاية شناص، واستكمال المرحلة الأولى من طريق الباطنة الساحلي، وصيانة 1801.2 كيلومتر من الطرق الترابية في المحافظة.
وفي إطار دعم جهود التحول الرقمي، وضّح سعادتُه أن مكتب محافظ شمال الباطنة نظّم بالتعاون مع وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات حلقات عمل في مجال التحول الرقمي الحكومي؛ لدعم المعرفة بالبرامج التنفيذية للاقتصاد الرقمي، وتسريع عمليات التحول الرقمي في الخدمات الحكومية.
وحول المسيرة التعليمية في محافظة شمال الباطنة أكد سعادتُه على أنها تشهد تطورًا ملموسًا حيث يتم التركيز على البحث العلمي والابتكار والنهوض بالقدرات الوطنية وفقًا لأهداف رؤية "عُمان 2040".
وفي إطار جودة التعليم في المحافظة عملت المديرية العامة للتربية والتعليم وفقًا لرؤية وزارة التربية والتعليم التي تنص على "تعليم عالي الجودة مدمج بالتقانة، متعدد المسارات، يعزز الابتكار وريادة الأعمال، ويبني المهارات"، وهو ما يتماشى بشكل وثيق مع أولويات رؤية "عُمان 2040".
وأشار سعادته إلى أن إجمالي المدارس الحكومية في محافظة شمال الباطنة بلغ 235 مدرسة، في حين بلغ عدد المدارس الخاصة 201 مدرسة حتى عام 2024م، كما بلغ عدد الطلبة في المدارس الحكومية والخاصة بالمحافظة للعام الدراسي (2023/2024) نحو 156 ألفًا و535 طالبًا وطالبة، وبلغ عدد المعلمين العُمانيين بالمحافظة 11 ألفًا و079 معلمًا ومعلمة.
وذكر سعادته أن محافظة شمال الباطنة حققت إنجازات مميزة خلال العام الدراسي 2023/2024، منها الفوز بالمركز الأول في المؤتمر الدولي للمركبات غير المأهولة، وتأهل شركة "وارف" الطلابية لتمثيل عُمان في المسابقة الإقليمية لإنجاز العرب 2024، وحصول شركة "يل أو يانا" على المركز الثاني كأفضل شركة طلابية ضمن برنامج "عُمان وجهتي".
أوضح سعادته أن مؤسسات التعليم العالي تسهم في تأهيل الكفاءات البشرية، ودعم البحث العلمي وريادة الأعمال، وتعزز مكانتها عالميًا عبر الشراكات الدولية. كما تعمل على تسهيل الخدمات إلكترونيًا، وتربط القطاع الأكاديمي بالصناعي من خلال منصة "إيجاد" الرقمية لتحقيق تكامل "رؤية عُمان 2040" ودعم تطوير رأس المال البشري وتوفير فرص تعلم للشباب.
وذكر سعادتُه أنه يعمل باستمرار وبتنسيق دائم مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار لمتابعة خططها في تطوير رأس المال البشري، وتوفير الفرص لجيل الشباب لاكتساب المعرفة والمهارات الضرورية لتنمية البلاد، مع التركيز على تعزيز البحث العلمي والابتكار وتشجيع ريادة الأعمال، وإيجاد ثقافة التعلم مدى الحياة وبحث تطوير الكليات المهنية في محافظة شمال الباطنة.