هذا ما طالب به نصرالله لأمن الضاحية الجنوبية
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
على رغم التركيبة ذات الطابع الأمني لـ "حزب الله" فإنه وباعتراف قيادتيه السياسية والأمنية غير العسكرية عاجز عن ضبط الأمن الداخلي في الضاحية الجنوبية، التي تُعتبر من بين أكثر المناطق اللبنانية اكتظاظًا وشعبية وحتى فقرًا، وهي التي كانت تشكّل ما كان يُعرف بـ "حزام البؤس"، الذي حدا بالإمام المغيّب موسى الصدر إلى إطلاق حركة المحرومين، التي كانت أساس الانطلاقة الأولى لأفواج المقاومة اللبنانية "أمل".
وفي الوقت الذي ينشغل "حزب الله" بالحرب الدائرة في الجنوب مساندة لأهل غزة وإشغالًا للعدو الإسرائيلي، مع ما يتطلبه هذا الأمر من جهوزية عالية واستنفار لكل الطاقات البشرية والمادية فإن أمن الضاحية الجنوبية لا يغيب عن بال قيادتيه السياسية والأمنية، وذلك بعدما تبيّن لهما مدى استغلال بعض شذّاذ الأفاق لانشغال الحزب بالهمّ الجنوبي ليعيثوا بأحيائها وأزقتها الفساد الآخذ في الاستشراء، خصوصًا في مجال ترويج المخدرات والمتاجرة بها، وفي كثير من الأحيان "على عينك يا تاجر"، من دون رادع أو حسيب.
وباعتراف المسؤولين في "حزب الله" فإن أمن الضاحية الداخلي لا يمكن أن يكون ممسوكًا إن لم يكن "شرعيًا"، أي أن يكون للأجهزة الأمنية اللبنانية الدور الأول والأخير في ضبط الأمن فيها، كما في كل المناطق حتى داخل المخيمات الفلسطينية، أو حتى داخل ما يُعرف بـ "المربعات الأمنية" في الضاحية، وذلك بالتعاون والتنسيق مع جهاز الأمن الداخلي لـ "الحزب"، لكي تتمكّن قوى الأمن الداخلي، وبمؤازرة الجيش حيث يتطلب الأمر ذلك، من ملاحقة المجرمين المطلوبين للعدالة، والضرب بيد من حديد في ملاحقة المخلّين بالأمن، ووضع حدّ لآفة انتشار المخدرات عبر مطاردة منظّمة لتجارها ومروجيها.
فالخطة الأمنية مطلوبة في الضاحية كما هي مطلوبة في كل بيروت الإدارية، وفي طرابلس وفي كل المناطق اللبنانية في محاولة جدّية من قبل وزارة الداخلية والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، مع ما يتطلبه تنفيذ هذه الخطة من غطاء سياسي مؤّمن حكوميًا وسياسيًا، بالتوازي مع التشديد على أن تترافق هذه الخطة مع إجراءات ميدانية سريعة وحازمة لوضع حدّ للتفلت الأمني، ولقطع الطريق على الخلايا الإرهابية النائمة ولمنعها من القيام بأي عمل أمني من شأنه أن يعكر الأجواء العامة ويمس أمن المواطنين ويقلق راحتهم ويشكّل خطرًا على حياتهم وممتلكاتهم.
ولأن ثمة من هم متضررون من الخطّة الأمنية في الضاحية من غير بيئة "حزب الله" تمّ تسريب خبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن اتفاق بين مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في "الحزب الحاج وفيق صفا، مع قيادات الضاحية في قوى الأمن الداخلي، حول وقف الحملة الأمنية فيها حتى سارعت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي إلى نفي الخبر، وألحقته بخبر آخر كان "لبنان 24" السباق في نشره، عن اجتماع بين صفا والضباط المولجين بحفظ أمن الضاحية. وبحسب مصادر المجتمعين فإنّ التواصل دوري، وأن "حزب الله" يدعم توقيف الخارجين عن القانون ويرفع الغطاء عن أي مخالف والتنسيق ليس جديدًا، وأن ما يهمه هو الانضباط والأمان في الضاحية.
وما لم تكشفه هذه المصادر هو أن الغطاء المعطى للقوى الأمنية لملاحقة المطلوبين والمجرمين جاء مباشرة من الأمين العام لـ "الحزب" السيد حسن نصرالله، وهو الذي أعطى تعليماته لصفا لتسهيل مهمة العناصر الأمنية المولجة بأمن الضاحية، مع ما يتطلبه هذا الأمر من مؤازرة لوجستية ودعم معنوي. فأمن الضاحية هو مسؤولية الدولة، وهي الوحيدة القادرة على حفظه وحماية أهلها من أي تعدّ أو اعتداء. وهذا الأمر ينفي الحاجة إلى ما يسمّى بـ "الأمن الذاتي"في الضاحية وفي غيرها من المناطق. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الأمن الداخلی فی الضاحیة حزب الله
إقرأ أيضاً:
الصايغ: مواجهة إسرائيل لا تكون في بيروت وجبل لبنان
علّق عضو كتلة الكتائب اللبنانية النائب سليم الصايغ على كلمة الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم عبر قناة "الحدث"، قائلا:" اليوم نرى مشهدية بعيدة كل البعد من معركة تحرير لبنان، فما سبّب باحتلال بعض الأراضي اللبنانية هي حرب الإسناد التي أطلقها حزب الله لدعم غزة وبعد سنة هاجم الجيش الإسرائيلي لبنان ودمّر ما دمّر واحتل ما احتل، ونتج عن ذلك وقف اطلاق النار المعروف والذي فاوض عليه وفيه أو عبره حزب الله والذي هو وثيقة استسلام، بحيث أن الحزب اعترف بفك البنية التحتية العسكرية وضمنا التحول إلى حزب سياسي".
ولفت إلى أنه "علينا أن نسمع ما يقوله حزب الله منذ مدة طويلة ونستنتج العكس تمامًا على الأرض"، مشيرًا إلى أنهم "يتقنون الدعاية الحربية وغيرها إنما اليوم نحن أمام مشهدية تريد أن تنكر ما حصل واقعًا على الأرض".
أضاف: "أهالينا لهم الحق بالعودة الآمنة إلى قراهم لكن لا يمكن أن يستعملهم الحزب أكياس رمل ليحتمي وراءهم". وقال: "حزب الله تحطّم في معركته ضد إسرائيل في حرب الإسناد، واندثرت قواه العسكرية ويريد إعادة بناء قواته معنويًا أقله لربما يستطيع أن يستعيد بعض الوهج ويبرّر الاحتفاظ بسلاحه في شمال الليطاني، ونحن على قاب قوسين من تأليف حكومة لا تعطي الحزب ما اعتاد عليه من مغانم وهو يسعى للإنجازات الوهمية على الأرض ليرفع سعره في المفاوضات"، معتبرًا أن هذه اللعبة باتت مكشوفة".
ورأى أن "حزب الله يريد أن يقبض على القرار المالي للدولة اللبنانية فهناك 3 أو 4 مواقع مالية في الدولة، ديوان المحاسبة، المدعي العام المالي ووزير المالية وهو الذي يراقب عمل بقية الوزراء ويقرر أن يصرف لهم الاعتمادات، وبهذه الطريقة يسعى الحزب إلى السيطرة على مفاصل بقية الوزارات وهذا ما حصل في السابق وليس تكهنًا فهي هي التجربة في آخر 3 حكومات"، مضيفا: "من هنا يسعى الى النفاذ عبر القرار المالي ليعطل أكثر وأن يكون في المعادلة اللبنانية وكأنه لا يزال يتمتع بكامل قوته العسكرية والأمنية على الأرض وهذا ما يرفضه اللبنانيون بعد المآسي التي عانينا منها". وقال: "على الحزب أن يتوجه للإسرائيلي الذي حاربه لا إلى أخيه في الوطن المفترض أن يكون شريكهم وأخاهم في الوطن الذي احتضنهم".
ورأى الصايغ أن "حزب الله لا يعرف أن يحفظ جميلًا للناس الذين احتضنوه"، مشيرًا إلى ان"ما قام به أمس من استباحة لشوارع طويلة عريضة في وسط العاصمة بيروت وعمليات ترهيب وكما حصل الليلة في جبل لبنان في منطقة الجديدة أكثر من 200 دراجة وإطلاق النار في الهواء"، سائلًا: "على من هذه العراضات؟ على شريككم في الوطن الذي احتضنكم عندما كان الإسرائيلي يهجّر أبناءكم من الجنوب ويستهدف مراكزكم ويدمّر الضاحية الجنوبية فهل هكذا تردون المعروف؟".
وأكد " ان لا حاضنة شعبية أبدًا للحزب، فقد أمضينا الليل نقوم بالاتصالات مع أبنائنا في المناطق التي تدخلها الدراجات النارية لكي لا يأتوا بردة فعل، لأننا لا نريد أن ننجرّ إلى مواجهة أهلية مع هذا السلاح غير الشرعي ونترك للجيش اللبناني أن يفعل ما يجب ان يفعله"، معتبرًا أن "حزب الله يريد أن يضرب هيبة الجيش اللبناني والقوى الأمنية وهيبة رئاسة الجمهورية، فالشيخ نعيم قاسم يقول غير ما يُضمر فهو يقول إنه يعوّل على رئيس الجمهورية الذي كان حتى الأمس القريب قائدًا للجيش ولكن في الوقت نفسه حصل أمس اعتداء على الجيش اللبناني من قبل جماعة حزب الله واليوم هذه المشاكل الأمنية في جبل لبنان ووسط بيروت هي ضربة موجّهة إلى العهد الذي يرأسه العماد جوزاف عون".
وطمأن الصايغ حزب الله بأننا "لن نلعب لعبته مهما كلّف الأمر ولن ننجرّ إلى منطق الدويلة والممارسات الإرهابية التي مارسها ضد أهالي بيروت وجبل لبنان، نحن نواجه بمنطق الدولة والقانون والمعايير والجيش عمد إلى توقيف كثيرين من المرتكبين والقوى الأمنية في صدد ملاحقة والقبض على المرتكبين الذين أطلقوا النار ترهيبًا على الناس وهذا رهاننا، وهو السلطة الشرعية اللبنانية". وختم: "يريدون مواجهة إسرائيل فهي لا تواجَه في بيروت ولا في جبل لبنان، هم لا يستطيعون أن يعوّضوا عن خسارتهم المدوية بانتصارات على أبناء وطنهم في الداخل".