مسقط- الرؤية

أكد سعادة خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى أهمية الإدراك بأن وحدة الأمة العربية هي السبيل الوحيد لاستعادة مكانتها، وقوتها بين الأمم، وأن الواجب يفرض علينا بناء جسور الثقة والأخوة وإنهاء الخلافات والنزاعات التي لا تخدم إلا أعداء الأمة، والمتربصين بها من كل حدب وصوب.

جاء ذلك خلال كلمة سعادته التي ألقاها في افتتاح أعمال  المؤتمر السادس والثلاثين للاتحاد البرلماني العربي، الذي تنعقد أعماله في الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة، يومي 26 و27 مايو الجاري؛ بحضور معالي السيد إبراهيم بوغالي رئيس الاتحاد البرلماني العربي، ومشاركة أصحاب المعالي والسعادة، رؤساء الجالس والبرلمانات العربية.

وقال المعولي إن "العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أسقط كل شعارات الدعاية المزيفة المطالبة بالحرية، فمن فيتو لا يُراعي حقوق أحد، ويؤكد أنه حان الوقت لإلغاء مثل هكذا أمور تجعل مصائر الناس والأمم في يدٍ لا تعرف للعدالة سبيلًا"، موضحًا أن "نداءات السلام التي يجب التمسك بها هي سلام يستند إلى قاعدة صلبة قوية، وموقف عربي موحد صادق، يدرك بأن هذا الاحتلال لا يعترف إلا بمعيار القوة وميزان المواجهة". وأشاد المعولي بموقف الإعلام الحر الذي أظهر للعالم كله عدالة القضية الفلسطينية، ومآسي وتعديات الاحتلال الغاشم، وأن المقاومة هناك ما هي إلا حقوق أصيلة لبلد محتل يتطلب الأمر الدفاع عن أرضه وشعبه.

وأضاف سعادة رئيس مجلس الشورى أن خروج طلاب الجامعات والمواطنين في كافة الدول يعكس دلالة واضحة على فهم العالم من مشرق الأرض ومغربها لحقيقة الأمر وجرائم الصهيونية التي لا مجال لقبولها، وقد توج العالم الحر الشريف هذه المواقف بموافقة ما يزيد على 140 دولة على التوصية بانضمام فلسطين كدولة لها العضوية الكاملة في هيئة الأمم المتحدة، وبذلك تنال كل الحقوق وتلتزم بالواجبات، معربًا عن أمله في أن يجد هذا التوجه العالمي قناعة تامة لدى كل أعضاء مجلس الأمن الدولي لتكتمل بذلك كل متطلبات الانضمام الكامل.

وفي ختام كلمته، طالب سعادة رئيس مجلس الشورى بضرورة وجود موقف واحد يؤمن بواجبه في إيقاف العدوان الغاشم بكل الوسائل المتاحة؛ فهذا الكيان المحتل يتمادى يومًا بعد يوم، ويجتاح المدن تلو الأخرى، حتى غدت رفح ميدانًا لجرائم الإعدام والتعدي، وتجاوز القتلى عشرات الآلاف والجرحى فوق ذلك بكثير.

ويناقش المؤتمر في نسخته السادسة والثلاثين، الأوضاع الراهنة في المنطقة العربية، والتحديات التي تواجه العمل العربي المشترك، إضافة إلى سبل تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في الاتحاد، كما يبحث المؤتمر مستجدات القضية الفلسطينية، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من عدوان غاشم. وسيناقش المجتمعون سبل تقديم الدعم لنصرة أبناء الشعب الفلسطيني الشقيقي.

وشهدت أعمال المؤتمر انعقاد عدد من جلسات العمل ضمن اجتماع لجان الاتحاد منها، لجنة فلسطين، ولجنة الشؤون الاجتماعية والمرأة، والطفل والشباب، ولجنة الشؤون السياسية والعلاقات البرلمانية.

وترأس وفد مجلس عمان المشارك في أعمال المؤتمر، سعادة خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى، بعضوية كل من المكرم الشيخ سلطان بن مطر العزيزي، والمكرمة لميس بنت عباس أسد الله البحرانية عضوي مجلس الدولة، وسعادة أحمد بن علي الشحي، وسعادة الدكتور حمود بن أحمد اليحيائي، وسعادة علي بن سالم الوهيبي أعضاء مجلس الشورى.

ويهدف الاتحاد البرلماني العربي من خلال هذه المؤتمرات إلى تعزيز التعاون البرلماني العربي؛ باعتباره مرتكزًا جوهريًّا في التضامن العربي، وتمثيل الإرادة الشعبية العربية، والتنسيق والتعاون بين الدول، والتواصل مع ممثلي السلطة التنفيذية في البلدان العربية، وإبراز التعاون والتنسيق والاتفاق على القضايا والموضوعات والمشكلات والأخطار التي تهدد العالم العربي في مختلف المحافل، إضافة إلى دعم حقوق الشباب والمرأة والطفل العربي، وتعزيز التواصل والتعاون مع منظمات المجتمع المدني وجميع المؤسسات العربية الأخرى، وتعزيز الحوار وإقامة الفعاليات البرلمانية المشتركة لتنسيق الجهود العربية في مختلف المجالات.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: البرلمانی العربی رئیس مجلس الشورى

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية: التكفير يعدُّ من أهم العقبات التي ابتليت بها هذه الأمة

قال الأستاذ الدكتور نظير محمد عيَّاد، مفتي الجمهورية، ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم في خطبته في "مسجد مصر الكبير" بالمركز الثقافي الإسلامي بالعاصمة الإدارية بعد ضمه دعويًّا وعلميًّا إلى وزارة الأوقاف: إن من أعظم ما امتن الله تعالى به على هذه الأمة أن خصَّها بهذا الدين القويم الذي اشتمل على الخير للبشرية عامة، وللإسلام والمسلمين على وجه الخصوص، مبينًا أنه قد اشتمل على مقاصد كلية وقواعد ضرورية تدفع إلى تحقيق المصلحة، وتمنع من المفسدة، جلبًا للخيرات للبلاد والعباد، وتحقيقًا لمبدأ الاستخلاف الذي خلق الله الناس له.

مفتي الجمهورية يلقي خطبة الجمعة من مسجد مصر بالعاصمة بحضور كبار المسؤولين مفتي الجمهورية ضيف شرف مؤتمر كلية طب الأسنان جامعة الأزهر

ثم انتقل إلى بيان خطورة التكفير الذي يعدُّ من أبرز سمات الفكر المتطرف، موضحًا أنه من أهم العقبات التي ابتليت بها هذه الأمة، وأنه من أهم العوامل التي يمكن أن تقضي على آمالها وتفتح الطريق للآلام، وتساعد الأعداء عليها، ويمكن أن تؤدي إلى هلاك العباد والبلاد.

وأوضح أنه يجب ألا يُحكم على الإنسان بالكفر إلا بقرينة واضحة أو برهان ساطع، ويكون ذلك من خلال العلماء مع انتفاء الموانع كالجهل أو الخطأ أو الإكراه أو التأويل، وهذا منهج الأزهر الشريف. 
كما أشار فضيلته إلى جملة من أهم الآثار الخطيرة التي تعود على المجتمعات من جرَّاء التسرع في إصدار الأحكام على الناس وتقسيمهم دون حجة أو بيِّنة، مبينًا أن في هذا انتهاكًا لحرمات الناس، ومؤكدًا أن هذه قضية خطيرة حذَّر منها الإسلام، ونبَّهَ عليها لما يلزم فيها من مفاسد، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس، إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا...»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ».

كما أكد أن هذا الفكر المتطرف يعمل على استباحه المال والعرض تحت مزاعم واهية، وأقوال فاسدة، لا يراد من ورائها إلا التطاولُ على النفس والمال والعرض، وهي مقاصد ضرورية في الإسلام، مستشهدًا في هذا السياق بقول الله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}، وأوضح فضيلته أن المتأمل في هذه الآية يقف على عقوبة تلو الأخرى من جراء استباحة المال والنفس والعرض، كما استشهد أيضًا بقوله صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَتْلُ مُؤْمِنٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ مِنْ زَوَالِ الدُّنْيَا»، وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: «مَنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ مُسْلِمٍ وَلَوْ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ، لَقِيَ اللَّهَ وَبَيْنَ عَيْنَيْهِ: آيِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ».

التكفير والتطرف

وبيَّن أن التكفير والتطرف يتنافى مع طبيعة هذا الدين الذي ينظر إلى الإنسان بكل إجلال وإعظام وإكبار وإكرام، فأقر مبدأ الحرية الدينية، وأكَّدَ أن التنوعَ والاختلاف سنة كونيَّة، ودعا إلى مراعاة الكرامة الإنسانية، وأشار إلى الوحدة في أصل الخلقة، ثم جعل التفاوتَ بين الناس مردَّه إلى تقوى أو عمل صالح، فقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}، وقال صلى الله عليه وسلم: «لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ إِلَّا بالتَّقْوَى».

وقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد حذَّرَنا وهو يشير الى هذه العلامات، ويرشد إلى هذه الصفات التي يتصف بها أصحاب هذا الفكر المتطرف؛ ليحذر الإنسان منها في كل عصر، وفي كل مكان، وذلك بقوله صلى الله عليه وسلم في بيان أوصافهم: «يَحْقِرُ أَحَدُكُم صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتهم، وصِيَامه مع صيامهم، وقراءته مع قراءتهم، يقرؤون القرآنَ لا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهم، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّين كما يمرُقُ السهمُ من الرميَّةِ، أينَمَا لَقِيتُمُوهم فَاقتُلوهُم، فَمَنْ قَتَلَهم لَقِيَ اللهَ يَوْمَ القِيَامَةِ وهو عَنْهُ رَاضٍ». 

ثمَّ أشار إلى جملة من الآثار الخطيرة لهذا الفكر المتطرف، ومنها: الإساءة للإسلام بعرضه على غير حقيقته، والدعوة إليه بخلاف ما هو عليه، بما يشتمل عليه هذا الفكر من الغلو والتطرف والتشدد واللا مبالاة، وسد اليسر أمام الناس، وهو ما يتنافى مع طبيعة هذا الدين، ويختلف تمامًا عن مقاصده ومآربه، وهذا بخلاف ما فهمه الصحابة والتابعون الذين رأوا فيه الإيمان والعدل وسعة الدنيا والآخرة، ومن آثار هذا الفكر أيضًا: أنه يؤدي إلى الفرقة والاختلاف، ويدعو إلى الانقسام والتنازع، وهو ما يمكِّن أعداءَ هذه الأمه منها، وهو ما يتنافى مع قول الله تبارك وتعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}، وقوله تبارك وتعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}، وقوله: {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ}.

وحذَّر مما يتضمنه هذا الفكر الذي يصيب أصحابَه بالخلل في التفكير والسلوك، حيث إنه يُعَدُّ لونًا من ألوان الغش والخداع لله ولرسوله وللمؤمنين، ومن أبرز صور هذا الغش في الدين: الاعتمادُ فيه على المظهر لا على الجوهر، وهو ما يتناقض مع ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ».

كما شدَّد في التحذير من جميع صور الغش، وأنه جناية على البلاد والعباد، وخيانة لله وللرسول وللمؤمنين، ومخالفة للتوجيهات الإلهية والهدي النبوي الذي يوجه إلى الأمانة والنصيحة الصادقة الخالصة لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم، موضحًا أن المتأمل يجد أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قرن بين مَنْ غَشَّ وبين مَنْ حَمَلَ السلاح على المؤمنين الآمنين، فقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَمَلَ السِّلَاحَ عَلَيْنَا، فَلَيْسَ مِنَّا»، وقال: «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا».

واختتم الخطبة بهذه النصيحة الغالية بقوله: "فما أحوجَنا أيها الأحبة إلى أن نتلاقى على هذا التوجيه القرآني وتلك المأدبة المحمدية، ننطلق من خلالها لبناء الإنسان وبناء الأوطان، والمحافظة على هذه المقاصد التي تحقق الخير للبلاد والعباد".

هذا، وقد حضر الخطبة كلٌّ من السادة: الدكتور أسامة السيد الأزهري.. وزير الأوقاف، الدكتور خالد عبد الغفار.. نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، والفريق كامل الوزير.. نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير النقل والصناعة، الدكتور إبراهيم صابر.. محافظ القاهرة، الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني.. وكيل الأزهر الشريف، وسماحة السيد الشريف محمود الشريف.. نقيب السادة الأشراف، وسماحة الدكتور عبد الهادي القصبي.. شيخ مشايخ الطرق الصوفية ورئيس لجنة التضامن بمجلس النواب، الدكتور علي جمعة.. عضو هيئة كبار العلماء ورئيس لجنة الشؤون الدينية بمجلس النواب، الدكتور يوسف عامر.. رئيس لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ، والمهندس طارق شكري.. مدير عام شركة العاصمة الإدارية، وعدد من السادة الوزراء والسفراء والمسؤولين.

مقالات مشابهة

  • في ذكرى انعقادها.. القمة العربية الثالثة نقطة تحول في تاريخ الأمة.. السفير رضا حسن: إنشاء منظمة التحرير أبرز نتائجها
  • بن حبتور يعزي نائب رئيس مجلس الشورى الجندي
  • الرهوي يعزي نائب رئيس مجلس الشورى في وفاة ابن أخيه
  • مفتي الجمهورية: التكفير يعدُّ من أهم العقبات التي ابتليت بها هذه الأمة
  • ما هي الاستراتيجية التي اتبعها الجيش السوداني لاستعادة مدينة ود مدني؟
  • رئيس مجلس الشورى يستقبل سفير كازاخستان لدى المملكة
  • الرئيس المشاط يعزي نائب رئيس مجلس الشورى الجندي
  • رئيس مجلس الشورى يبحث تعزيز العلاقات البرلمانية مع الجبل الأسود
  • وزير الشباب والرياضة يستقبل رئيس الاتحاد العربي والآسيوي للرجبي بالعاصمة الادارية
  • وفد جامعة الدفاع الوطني بالمملكة العربية السعودية يستعرض مسيرة الإنجازات التشريعية بـ"الشورى"