موقع النيلين:
2024-06-30@01:03:33 GMT

براءة الجيش (من ياتو ناحية)!

تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT

غريبٌ أمر هذه الحرب والتي (للمفارقة) أظهرت دعماً بالبنادق للقوات المُسلحة من قِبل حركات دارفور المسلحة ـ التي استُولد لها اتفاق جوبا اسم حركات الكفاح المُسلح ـ فانخرطت بطوعها مع الجيش لصد عدوان الجنجويد بُغية سحقهم وقطع دابرهم في معركة الكرامة بعدما استباح هؤلاء الأوباش قراهم وفعلوا بأهلهم ما يندى له الجبين ويذهِل المُرضعة ويضع عن ذات الحمل حملها، كدفن الناس أحياء!

ووجه المفارقة يكمُن في العامل المتغيِّر في المُعادلة، فبالأمس القريب كان الجنجويد يوالون الجيش في صده لتمرد حركات دارفور المسلحة مفرغين وسعهم للقضاء عليها ووأد تمردها في معركة بسط هيبة الدولة، قبل أن يغرنهم بالله الغرور ويركبهم شيطان السلطة وشهوة المُلك فيقبض كبيرهم قبضة من أثر الرسول وكذلك فعل السامري! أما العامل المُشترك فهو التمرد على الدولة وما القوات المسلحة إلا أداة من أدوات الدولة تحفظ به كرامتها وهيبتها ويشترك معها في ذلك كل وطنيٍ غيور.

غير أن تمرد حركات دارفور المسلحة في السابق كانت بعض مطالبه مشروعة حيث حملت السلاح بشرف ولم يكن لها في بيوت الناس وأموالهم وأعراضهم حاجة ولم تصوِّب مدافعها للأعيان المدنية وما استهدفت البنية التحتية ولم تُشطت فتستجلب على أساس عرقي مرتزقة من دول الجوار لإحادث أبشع جرائم في حق الإنسانية وما اتخذت من سفهاء قاع المدينة حاضنة سياسية ومن مجرميها مقاتلين في صفوها للغنائم و(الشفشفة) كما فعل متمردي الدعم السريع في حربهم ضد دولة (56)!

بيد أن هذه الحرب رغم أضرارها فقد أجهزت على دعاوى إستهداف الدولة لشعبها عبر رافعة الجيش الذي يمثل أحد عناصر قواها الشاملة وهدمت أبنية أسست على شفا جرف هار فانهار! وأظهرت حقيقة أن كل دولة بما لديها من أدوات تنتصب لردع الذين حادوا عن سلطانها … وحق لها في ذلك الاستِعانة بأصحاب المصلحة لإخماد التمرد أو الجنوح للسلم إن تعبَّد للسلام سبيل. فالثابت أن تطلع الدولة بمهامها والمتغير أن ينتقل الجنجويد من منزلة الدفاع عن الوطن إلى قاع الارتهان لإمارة الشر.

لو أنفقت المؤسسة العسكرية عمرها لإثبات واجبها في استنهاض التمرد لما تثنى لها ذلك وما دلنا على هذا الواجب إلا تمرد من كان بالأمس يستنصرها فصار اليوم يستصرخها! أو كما دلَّت دابة الأرض على سقوط حلم دولة العطاوة التي أكلت منسأتها!

عصام الحسين

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الفولة سقطت بأيدي أبنائها

بالرغم من سيل التهديدات التي ظل يطلقها ابن المنطقة وقائد التمرد بقطاع غرب كردفان، التاج التجاني، تجاه الولاية بين كل فينة وأخرى، إلا أن هجوم التمرد على مدينة الفولة، عاصمة الولاية، لم يتوقعه أكثر المتشائمين، وذلك لعدة أسباب نجملها في الآتي:

أولاً: مدينة الفولة التي يخلع المسيرية عليها لقب “الحميراء” تدليلاً وتلطفاً بها تمثل معقلاً و رمزية لقبيلتهم، وبالتالي المساس بها يحسبه السواد الأعظم منهم انتقاصاً لكرامتهم.

ثانياً: فقدان مدينة الفولة لأية ميزة استراتيجية يمكن أن تخدم خطط التمرد بالمنطقة وبخاصة بعدها جغرافياً عن مدينة النهود التي يمر بها طريق الصادرات القومي الحيوي الذي يربط دارفور بأم درمان ب 99 كلم، اللهم إلا إذا أرادوا بذلك الهجوم إحداث فرقعة إعلامية مؤقتة تصرف انتباه الرأي العام عن سلسلة الهزائم التي منيت بها قواتهم في كل المحاور مؤخراً.

ثالثاً: بالرغم من أن الولاية تعتبر ولاية نفطية إلا أن التمرد لايمكن أن يستفيد قطرة منه إلا في حالة واحدة ألا وهي حالة استيلائه علي السودان بأسره لكي يتسني له تصديره عبر ميناء بورتسودان، وهذا يعد ضرباً من ضروب المستحيل.. وفوق كل هذا وذاك فان العمليات الإنتاجية في حقول النفط بالولاية قد توقفت أصلاً منذ أمد طويل، بسبب عمليات التخريب التي طالتها من قبل التمرد وأذنابه بالمنطقة.

هذا جانب.. أما الجانب الآخر .. فإني لا أرجم الغيب إذا ما قلت بأن استيلاء التمرد علي مدينة الفولة لن يستمر طويلاً كما هو حادث في بعض الولايات التي وقعت في أيدي التمرد كمدينتي مدني والضعين.. وذلك نظراً لطبيعة التركيبة القبلية المعقدة داخل خشم بيوت وعشائر وافخاذ قبيلة المسيرية التي تتعاطى وتتفاعل دائماً بالأحداث في شكل جماعات وليس كافراد، ولذا فان رد فعلهم دائماً ما يأتي جماعياً..فضلاً عن أن الوفد المساند للجيش والذي زار مدينة الثغر (بورتسودان) مؤخراً، والذي يمثل أعضاؤه قادة رأي وأصحاب نفوذ ومفاتيح مجتمعية داخل بدناتهم وبطونهم، حتماً سيكون لهم قصب السبق في تعبئة قواعدهم للانحياز بجانب الجيش وتحت إمرة القوات المسلحة، والانخراط في معركة تخليص مدينة الفولة من براثن تمرد الدعم السريع .. وذلك لما عرفوا به من جسارة وشدة شكيمة في ساحات الوغى ..فضلاً عن قوة احتياط قبيلة الحمر الموجودة الآن بمدينة النهود التي باتت تترقب تطور الموقف عن كثب ..إذ تعتبر من أقوى المقاومات الشعبية التي برزت مؤخراً في المشهد منذ اندلاع معركة الكرامة.. علاوة علي وجود عدد لايستهان به من الحاميات والوحدات العسكرية التي مازالت تنتشر وتطوق مدينة الفولة من كل النواحي.

نعم سقطت مدينة الفولة بأيدي أبنائها..وذلك لأن كل كبار قادة التمرد الذين حشدوا قوات الدعم السريع والمرتزقة من كل حدب وصوب وقادوا هذه المؤامرة لغزو مدينة الفولة هم من فلذات أكبادها الذين ترعرعوا بين أحضان بنادرها وأكناف بواديها ويأتي في مقدمتهم التاج التجاني وحسين برشم وماكن الصادق ..إذ تآمروا بليل علي حاضرة ولايتهم بمهاجمتهم لحاميتها العسكرية المتواضعة فجراً ليهدموا علي رؤوس أهلها المعبد وبمن فيه من حرائر وأطفال وكبار السن .. فضلاً عن نازحي مدينة بابنوسة الذين احتموا بالفولة هرباً من نيران الحرب المستعرة في صحون وانحاء مدينتهم فأضحى حالهم كحال المستجير من الرمضاء بالنار..

أجل! غدروا بحاميتها فجراً والتي استبسل جنودها وضباطها أيما استبسال ذودا عنها ودفاعا عن “الحميراء” ..إلا أن كثرة عددهم، أي التمرد، وكبر حجم مرتزقتهم طغى على المدافعين فاستشهد منهم من استشهد وهو مصوب بندقيته صوب صدر العدو ونجا منهم من نجا..
أجل! احتلوا المدينة بعد مرور بضع ساعات من الهجوم عليها فاستباحوا حرمتها وانهالوا تنكيلاً وتقتيلاً للمعارضين وشباب المستنفرين والأسرى وما أدل علي ذلك مشهد صور الجثث وهي ملقاة على الأرض مضرجة بدمائها و التي بثوها من خلال فيديو عقب احتلالهم للمدينة..

لقد أرادوا أن يتوعدوا وفد كبراء وحكماء قبيلة المسيرية الذي زار بورتسودان، بالثبور وعظائم الأمور .. علاوة على أنهم أكدوا من خلال ذلك القول بأن الموت الزؤام هو مصير كل أسير يقع في أيديهم..

لقد أثبت هؤلاء أن تمرد الدعم السريع لايراعي تشريعاً سماوياً ولا قانوناً وضعياً لحماية حقوق أسرى الحرب..
أجل! شلعلوا مدينتهم وخربوها بأيديهم..لذا سيسجل التاريخ أسماءهم في أحط وأسوأ صفحاته لتلاحقهم لعنات الأجيال القادمة في مطلع كل فجر ومغرب كل شمس إلى أن تقوم الساعة.

عوض أبكر إسماعيل

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • 18 كأس و 20 ميدالية حصيلة فريق قوات السلطان المسلحة للرماية في بطولتي الجيش والاتحاد البريطاني
  • بعد تداول مقطع فيديو.. ضبط قائد سيارة لسيره برعونة وأداء حركات استعراضية بالقاهرة
  • إنجازات مشرفة للرماية العمانية في بطولة ببريطانيا
  • الباروني: سيطرة الدولة الليبية على معبر رأس اجدير لم تعد موجودة منذ عام 2011
  • سيناريو مرعب لـإسرائيل: المقاومة قد تطلق صواريخ من الضفة خلال عام
  • المفتي: 30 يونيو ثورة مصرية خالصة ساندت فيها القوات المسلحة الشعب (فيديو)
  • «لو عندك إنترفيو».. 7 حركات احذرها تشير إلى التوتر وقلة الثقة بالنفس
  • على طريقة فلسطين.. الجيش التركي ينصب سيطرات في ناحية بدهوك ويفتش المدنيين
  • الفولة سقطت بأيدي أبنائها
  • جيش موريتانيا يناور ويتسلّح لمواجهة التوترات بالساحل الأفريقي