اللبنانيون الفقراء 33٪ والسوريون 81٪: أيّ دقة في أرقام البنك الدولي؟
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
كتبت سابين عويس في" النهار": ليست المرة الاولى التي يتناول فيها البنك الدولي موضوع الفقر في لبنان، اذ بيّن التقرير الأخير الصادر قبل ايام قليلة ان معدل الفقر ارتفع أكثر من ثلاثة أضعاف خلال العقد الماضي إلى 44% من مجموع السكان مقارنة بـ 12 في المئة عام 2012.
وكشف التقرير زيادة كبيرة في معدل الفقر النقدي من 12% في العام 2012 إلى 44% في 2022، مسلطاً الضوء على التفاوت في توزيع الفقر في لبنان، اذ وصل مثلاً المعدل إلى 70% في عكار، حيث يعمل معظم السكان في قطاعيي الزراعة والبناء.
ومع النمو السريع للاقتصاد النقدي المدولر، تجد الأسر اللبنانية التي تحقق دخلاً بالدولار نفسها قادرة على المحافظة على قدرتها الشرائية، فيما الأسر التي لا تستطيع الحصول على الدولار تجد نفسها معرضة بشكل متزايد لمخاطر تصاعد وتيرة التضخم.
ويكشف المدير الإقليمي لدائرة الشرق الأوسط في البنك الدولي جان كريستوف كاريه انه "مع استمرار الأزمة، تزداد الحاجة إلى تتبع الطبيعة المتغيرة لرفاهة الأسر على نحو أفضل من أجل وضع السياسات الملائمة واعتمادها، مسلطاً الضوء على ضرورة تحسين استهداف الفقراء وتوسيع نطاق تغطية وعمق برامج المساعدة الاجتماعية لضمان حصول الأسر المحتاجة على الموارد الأساسية، وبخاصة الغذاء، والرعاية الصحية، والتعليم".
يكتسب التقرير أهمية لجهة تسليطه الضوء على وضع الأسر السورية التي تضررت بشدة من جراء الأزمة، وذلك على نحو يبين ان النازحين لا يتمتعون بمستوى جيد من المعيشة رغم كل المساعدات الدولية التي يتلقونها، اذ يبين التقرير ان نحو 9 من كل 10 سوريين يعيشون تحت خط الفقر في عام 2022، و45% من هذه الأسر تستهلك معدلات من المواد الغذائية أقل من المعدلات المقبولة. ويعمل معظم السوريين في سن العمل في وظائف منخفضة الأجر وأقل استقراراً في القطاع غير الرسمي، مما يسهم في إفقارهم وانعدام الأمن الغذائي.
لا توافق جهات لبنانية رسمية على الأرقام التي أوردها التقرير، مشيرة إلى أن ثمة مبالغة فيها لجهة اعتبار ان واحدا من كل ثلاثة لبنانيين يعيش في الفقر. قد يكون التقرير في رأي هذه الجهات محاولة لتبيان المخاطر المترتبة على تنامي الفقر في لبنان، خصوصاً ان لا إحصاءات رسمية دقيقة او جديدة حول هذا الموضوع، اذ ان آخر تقرير اعدته ادارة الإحصاء المركزي حول مستوى المعيشة والبطالة يعود إلى العام 2021، وتم تعديله وفقاً لقاعدة البيانات التي شملت 10 آلاف عيّنة عام 2022، علماً ان ذلك التقرير شمل نماذج لـ 50 الف عينة، ما يطرح التساؤل حول مدى صحة التقييم الدولي القائم على عينة من اربعة آلاف أسرة.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الفقر فی
إقرأ أيضاً:
حكومة مصر تعترف بسوء تغذية ثلث شعبها.. أرقام مهولة للمصابين بفقر الدم
كشفت أرقام حكومية عن وضع صحي سيء ومعاناة نحو ثلث المصريين من مرض "فقر الدم"، ما أرجعه متحدثون لـ"عربي21" إلى نقص بعض أنواع الغذاء، وسوء نوعيته، وتراجع أدوار الدولة في مجال الصحة، وتسليم القطاع الصحي والدوائي للقطاع الخاص والمستثمرين الأجانب، وتراجع الاهتمام بالتغذية الصحية لتلاميذ المدارس.
وأشار "مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار"، بمجلس الوزراء المصري، إلى أن 40 بالمئة من المصريين يعانون من "فقر الدم"، مؤكدا أن ذلك "يسبب انخفاضا في الطاقة الإنتاجية للفرد ويمثل عبئا اقتصاديا على الدولة".
تلك الاحصائية فجرت الحديث عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عن الأزمة الاقتصادية التي يعانيها المصريون، حيث أكد مراقبون أن "فقر الدم" يرجع لسوء التغذية الذي يعود لعجز المصريين عن توفير الطعام الصحي، مع تراجع مداخيلهم وعوائدهم الشهرية والسنوية مع أزمات البطالة، وغلاء الأسعار، وضعف القوة الشرائية للجنيه، والتي تمثل سياسات الحكومة سببا رئيسيا فيها، وفق قولهم.
كما ربط آخرون بين فقر الدم والفقر المالي، وإجراءات الإصلاح الاقتصادي التي تنتهجها الدولة وفقا لشروط صندوق النقد الدولي والبنك الدولي بخفض الدعم على كافة السلع، ما تسبب في تغيير نمط استهلاك المواطن المصري والاستغناء عن منتجات غذائية أساسية مع عجز كثيرين عن مواكبة ارتفاع أسعارها وأسعار الدواء.
كما حملوا الحكومة مسؤولية تقليل مخصصات الصحة في الموازنة العامة للدولة، ومنع الوجبات المدرسية، وانتشار الأطعمة غير الصحية، وغياب الرقابة على التصنيع الغذائي، وانتشار مصانع (بئر السلم)، وإغراق الأسواق بأكياس المقرمشات والإندومي، وارتفاع أسعار الغذاء الصحي كاللحوم والألبان والدواجن والبيض والأسماك والخضروات والفواكه، وتراجع استهلاك المصريين من المواد البروتينية.
"موازنة ضعيفة وأرقام متدنية"
ويوجه سياسيون ومعارضون الانتقادات لملف الصحة في مصر، وخاصة تسليم القطاع لمستثمرين أجانب وعرض المستشفيات العامة لاستحواذ وشراكة المستثمرين الأجانب وفقا لقوانين مستحدثة العام الماضي، مطالبين الحكومة بزيادة مخصصات الصحة في الموازنة العامة للدولة المصرية والتي لم تتعدى 320 مليار جنيه في موزانة العام المالي المنتهي في حزيران/ يونيو المقبل.
الأربعاء الماضي، كشف وزير المالية المصري أحمد كجوك، ملامح موازنة وزارة الصحة بمشروع موازنة العام المالي الجديد (2025/2026)، بتخصيص 22 مليار جنيه لشراء الأدوية، و12.4 مليار جنيه للمواد الخام، و11 مليار جنيه لتوفير المستلزمات الطبية، و2.8 مليار جنيه لصيانة الأجهزة الطبية، و5 مليارات جنيه لتمويل الأدوية العلاجية وألبان الأطفال.
وتخصيص 15.1 مليار جنيه لدعم العلاج على نفقة الدولة للمواطنين غير المشمولين بالتغطية التأمينية، و5.9 مليار جنيه لتمويل التأمين الصحي الخاص بالطلاب والمرأة المعيلة والأطفال، ودعم منظومة التأمين الصحي الشامل.
"تغيير النمط الغذائي"
وفي الوقت الذي يواجه أكثر من 107 ملايين مصري يعيشون في الداخل أوضاعا اقتصادية ومالية واجتماعية وصحية متردية، في ظل سياسات النظام الحالي بتبني مشروعات إنشائية عملاقة مثل العاصمة الإدارية الجديدة وإهمال جوانب التعليم والصحة، مع زيادة نسب الغلاء والفقر والبطالة، غير كثيرون أنماطهم الغذائية.
وفي 20 آذار/ مارس الجاري أصدر مركز "بصيرة"، تقريرا كشف انخفاض استهلاك المصريين للحوم إلى النصف، لارتفاع أسعارها، وضعف قوتهم الشرائية، مؤكدا انخفاض استهلاك المصريين من اللحوم من 18 طن لكل 1000 من السكان عام 2018 إلى 9 طن لكل 1000 من السكان عام 2022.
https://t.co/oD9bJguXWs — الموقف المصري (@almasryalmawkef) March 26, 2025
وفي السياق، فإن 74 بالمئة من الأسر المصرية انخفض استهلاكها للسلع الغذائية، كما خفضت 93.1 بالمئة منها استهلاك اللحوم والطيور، وقلل 92.5 بالمئة استهلاكهم من الأسماك، بحسب تقرير للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، تشرين الثاني/ نوفمبر 2022.
وكان معدل تضخم أسعار الطعام والشراب في مصر قد وصل معدلات قياسية غير مسبوقة عام 2023، ببلوغه 63.3 بالمئة على أساس سنوي، فإثر تخفيض قيمة الجنيه في آذار/ مارس من ذلك العام ارتفعت أسعار اللحوم والدواجن بنحو 73 بالمئة، والأسماك والمأكولات البحرية بنسبة 70 بالمئة، والألبان والجبن والبيض 55 بالمئة، والخضروات 83 بالمئة، والفواكه 56 بالمئة.
"أرقام أممية"
وفي مقابل ذلك الغلاء والتضخم، أكد تقرير صادر عن الأمم المتحدة نهاية العام الماضي، أن سوء التغذية في مصر ارتفع من 4.8 بالمئة عام 2002، إلى 5.2 بالمئة عام 2011، ووصل في 2016 إلى 6.3 بالمئة، ليسجل في 2023، نسبة 8.5 بالمئة، ليرتفع عدد المصريين الذين يعانون سوء التغذية من 6.2 مليون في 2016 إلى 9.4 مليون في 2023.
ووفقا للتقرير، ارتفعت معدلات انعدام الأمن الغذائي المعتدل في مصر، لتطال نحو 33.1 مليون مصري عام 2023، مقارنة بـ27.1 مليون عام 2016، مع ارتفاع نسبة من يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد من 8.2 مليون في 2016، لتصل إلى 11.5 مليون مواطن في 2023.
ولفت إلى أن مصر بالمرتبة الثالثة عربيا بعد ليبيا وتونس في سمنة الأطفال بسبب سوء التغذية وغياب الطعام الصحي، إذ ارتفعت معدلات الوزن الزائد بين الأطفال من 16.2 بالمئة في 2015 إلى 18.8 بالمئة في 2022، ما يعادل 3 أضعاف المعدل العالمي البالغ 5.6 بالمئة.
وبحسب التقرير الأممي فإن نسبة 44.4 بالمئة من المصريين عجزوا عن تحمل تكلفة الغذاء الصحي عام 2022، حيث يحتاج الفرد إلى 6949 جنيها شهريا للحصول على نظام غذائي صحي متوازن، وهو ما يتجاوز الحد الأدنى للأجور البالغ 6 آلاف جنيه.
وأشار التقرير إلى أن تردي الأوضاع الغذائية في مصر نتيجة عوامل اقتصادية واجتماعية، كالتضخم، وانعدام الأمن الغذائي، وتفاقم الأزمات الاقتصادي، ملمحا إلى أن الأزمة الغذائية ليست محصورة فقط في سوء التغذية، بل تشمل أزمات السمنة، والأنيميا، وتراجع الرضاعة الطبيعية.
وتحتل مصر المرتبة 77 عالميا من بين 113 دولة في مؤشر الأمن الغذائي العالمي لعام 2022، كما تأتي بالمرتبة 57 من أصل 121 دولة في مؤشر الجوع العالمي.
يسمي هذا في الاقتصاد مؤشر علي الجوع وهو طبعا اسوأ من الفقر
وهذا نتيجه سوء توزيع الدخل ونظام الكلبتو ( الصوصين ) الذي تحميه وتشارك فيه
إذا كان الجوع يصيب 40% او 40 مليون فرد ( وهي نسبه اقل من الحقيقه) فان الفقراء قد يصلون 2.1/2 ضعف هذا او حوالي 90% او حوالي 90مليون فرد
انت تعد… https://t.co/DyDy3d6z81 — محمود وهبه - Mahmoud Wahba (@mahmoudnyc) March 28, 2025
"عواقب خطيرة"
وأكدت طبيبة الأطفال أمل السيد، أن مرض فقر الدم له عواقب طبية كثيرة، ويعني أن عدد خلايا كرات الدم الحمراء أقل من نسبها الطبيعية"، وهي لدى الرجال (4.35 إلى 5.65 مليون خلية لكل ميكرو لتر واحد من الدم)، و(3.92 حتى 5.13 مليون خلية) لدى النساء.
وأشارت لـ"عربي21"، إلى أن "لفقر الدم، أسباب كثيرة بعضها مرتبط ببعض الأمراض كما في أمراض السرطان والدم، والنخاع العظمي والفشل الكلوي؛ لكن نوعية الطعام وجودته بشكل عام هي العامل الأهم، والذي يمكن تلافيه بتصحيح النظام الغذائي للفرد".
ولفتت إلى "ضرورة تناول الطفل أطعمة غنية بالحديد والمعادن والألياف والفيتامينات، ومنها إلى جانب العسل الأسود وكبد الحيوانات والطيور، الخضروات الطازجة مثل: البقدونس، والسبانخ، والكرفس، والجرجير، واللفت، والطماطم، والقرنبيط، والبنجر، ومن المشروبات الحلبة، والفواكه، الرمان والتفاح والموز".
"غابت البلهارسيا وحضر الجوع"
وفي قراءته لأسباب تردي الوضع الصحي للمصريين، وحجم خسارة مصر من معاناة 40 بالمئة من شعبها من فقر الدم، قال السياسي والإعلامي والطبيب المصري الدكتور حمزة زوبع، لـ"عربي21": "تصريح الحكومة حول مرض فقر الدم له دلالاته عن توغل الأنيميا في البلاد".
وأوضح أنه "في السابق كان يتم عمل تحليل أنيميا لتلاميذ وطلاب المدارس وكان سبب فقر الدم وجود الديدان مثل الأسكارس والبلهارسيا؛ ولكن الآن السبب الرئيسي لفقر الدم هو الجوع والفقر، وانتهت آثار البلهارسيا والاسكارس ولكن الآن يوجد جوع وفقر وحكم عسكر جعل الشعب بين جائع وفقير".
وطبيا أكد زوبع، أن "الشخص المصاب بفقر الدم يكون لديه هزال وضعف عام ووجهه شاحب ويسقط أرضا مع أي مجهود، وهذا مريض يحتاج لتغذية من نوع خاص وأطعمة صحية غنية بالحديد، ومنها كبد الحيوانات وكل العناصر التي تؤدي لزيادة نسبة الهيموجلوبين بالدم".
ويرى أن "الحكومة التي جوعت المصريين تبين أن ديدان الاسكارس والانكلستوما والبلهارسيا كانت أرحم منها بالشعب المصري، والآن تحدث رئيس الوزراء ووزير الصحة عن تأثير تلك الأزمة في الاقتصاد والإنتاج، ونسوا أن أصل الاقتصاد بكل بلد هو الإنسان، الذي لا يجب النظر إليه على أنه مجموعة من العبيد يعملون للدولة وإذا مرضوا تضعهم في المحرقة".
وأشار إلى "واقعة شكوى مواطن مريض كلى بصعيد مصر السبت، إلى وزير الصحة عن المعاملة السيئة من الطواقم الطبية، ورد الوزير بأنه قبل أن تشكو اشكر الحكومة على المبنى الجديد".
وأكد السياسي المصري أن "المواطن المصري يدفع سنويا 2.2 تريليون جنيه ضرائب وضريبة قيمة مضافة وجمارك، بينما ميزانية وزارة الصحة 320 مليار جنيه وميزانية التعليم 295 مليار جنيه"، متسائلا: "أين باقي موارد الدولة؟"، مضيفا: "هؤلاء يتخيلون أن الشعب عبيد وأنهم سادة، رغم أنهم يعملون عند الشعب، ولكن من أمن العقوبة أساء الأدب".
"لهذا الأمر خطير"
من جانبه، قال مدير مركز "الحق في الدواء" الدكتور محمود فؤاد: "مؤخرا أجرى المعهد القومي للتغذية بالقاهرة، دراسة قالت بزيادة نسب فقر الدم في البلاد، ولكن الإحصائية المعلنة بنسبة 40 بالمئة يرى أطباء أطفال وتغذية في مصر أن النسبة الفعلية أعلى من ذلك بكثير".
وفي حديثه لـ"عربي21"، أضاف: "للأسف الشديد ورغم إقرار (دستور 2014) ونصه على أن موازنة وزارة الصحة لا تقل عن 3 بالمئة من الموازنة العامة للدولة، وتزيد سنويا، إلا أن هذا لا يحدث على أرض الواقع".
وتساءل: "لماذا هذا الموضوع هام وخطير؟، مجيبا بقوله: "لأنه لكي يكون هناك تنمية حقيقية يجب أن تعمل على محورين هما: الصحة والتعليم"، موضحا أن "في دول العالم للأطفال في سن التعليم مخصصات ومميزات للحفاظ على صحتهم".
وأكد أنه "رغم أنه لدينا تأمين صحي للأطفال، ولكنهم في الخارج يعتمدون على فكرة التوعية والعناية والوقاية من الأساس، وعلى فكرة التثقيف حول الأكلات الضارة؛ وفي المقابل وبنظرة على الإعلانات التجارية بوسائل الإعلام المصرية تجدها لمنتجات ضارة صحيا".
وأشار إلى "وجبات مثل: الإندومي والمقرمشات، وتلك المصنعة بالسمن النباتي سيء السمعة الذي يأتي من نخيل شرق آسيا، ويمثل أزمة كبيرة، ورغم أنه في أوروبا تكتب تحذيرات على تلك المنتجات بأنها قد تؤدي لأمراض خطيرة حاولنا في مصر وضع مثل تلك التحذيرات لكن نفوذ إمبراطوريات تلك المنتجات أقوى".
ولفت إلى "خطر استهداف الطفل بالإعلانات التجارية عن تلك المنتجات، لأنها وحسب المعلومات الطبية وخبراء التغذية تسبب مشاكل كثيرة، وبينها ما يتحدث عنه التقرير الرسمي حول أن 40 بالمئة من المصريين يعانون فقر الدم".
"التقزم والسمنة"
وقال فؤاد: "مؤخرا لاحظنا في مصر زيادة نسب مرضى التقزم من الأطفال، حتى أن رئيس الجمهورية أطلق مبادرة لمكافحة التقزم والسمنة، وهي الأخرى نتيجة لفقر الدم، لأن الأطفال والشعب يأكلون طعاما غير صحي وغير مطابق للمواصفات وصاندويتشات رخيصة الثمن مشبعة بمواد ودهون تسبب أمراضا كثيرة".
ومضى يؤكد أن "القصة تسير عبر محورين: التعليم والصحة، ومنذ فترة كان هناك مشروع حكومي طموحا بعمل تغذية في المدارس بنوع معين من الطعام يقي ويقلل نسب الأورام مستقبلا؛ لكن تم وأد المشروع بسبب الإمبراطوريات الكبيرة".
ويرى أن "الحل بأن يتناول الطفل في مراحل سنية معينة طعاما محددا لتقويته مثل الألبان، مع عمل تحاليل بصفة شخصية لكشف الأمراض المعدية والمتوطنة والوراثية، لنضمن شباب قوي يتجاوز المرحلة التعليمية ثم ينزل لمجال العمل يشارك ببناء المجتمع، ويرتفع الناتج القومي".
وختم بالقول: "لكن لا توجد ميزانية دستورية 3 بالمئة لوزارة الصحة، وبالتالي لا توجد برامج علاج لهؤلاء الأطفال، فقط مبادرات رئاسية تم عملها وكان لها مردود جيد، وكشفت عن أرقام مرعبة ومفزعة مثل التقزم الذي وصل حوالي 6 بالمئة، والسمنة التي بلغت 40 بالمئة للبالغين".