أكدت منظمة الزراعة والأغذية «فاو» أن الذكاء الاصطناعي والثورة الرقمية سوف يؤديان لتحويل العالم وأنظمة الزراعة والغذائية، بما يعود بالنفع على الجميع ويسهم في إيجاد حل للتحديات العالمية في القطاع الزراعي.

وأوضحت المنظمة أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تحول تكنولوجي، بل ظاهرة تقود تحولًا اقتصاديًا واجتماعيًا جوهريًا على أوسع نطاق، كما تدرك المنظمة على قدرتها لتحقيق منافع محتملة لمجموعة واسعة من الفئات السكانية والمساهمة في تحسين الكفاءة والاستدامة.

الزراعة الرقمية يمكنها إحداث ثورة في كيفية إنتاج الأغذية وتوزيعها واستهلاكها

ولفتت الوزارة إلى أن الزراعة الرقمية يمكن أن تحدث ثورة في كيفية إنتاج الأغذية وتوزيعها واستهلاكها، حيث يمكن أن تُحسِّن من تسويق المحاصيل وتقلل من الفاقد والمهدر من الأغذية، وتعزز سلامة الأغذية، وتحفز المزارعين على الاعتماد على بذور وأسمدة أفضل وممارسات مستدامة.

وتابعت الوزارة أنه لتوسيع نطاق الأثر الإيجابي لهذه الابتكارات الرقمية، تعمل المنظمة بشكل وثيق مع جميع الشركاء، بما في ذلك الحكومات والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص والمجتمع المدني والمنظمات الدولية، كما تدعو لاتباع نهج قوي يتضمن استراتيجيات وإجراءات محددة الأهداف ومتماسكة وشاملة تُنفذ بشكل متناسق مع المبادئ الأخلاقية وفي امتثال لها.

من جانبه، أكد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (المنظمة)، على الدور الذي تؤديه البيانات في مجالي الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات الرقمية، مشيرًا إلى أن البيانات عالية الجودة ضرورية لتدريب الأدوات المبتكرة وتسريع وتيرة الإجراءات المتخذة كتحويل النظم الزراعية والغذائية.

قاعدة بيانات هائلة في قاعدة البيانات الإحصائية الموضوعية

وتابع أن المنظمة تمتلك قاعدة بيانات هائلة في قاعدة البيانات الإحصائية الموضوعية، وتُعدّ البيانات عنصرًا أساسيًا في الإطار الاستراتيجي للمنظمة للفترة 2022-2031، ولديها مختبر للابتكار لتجربة المصادر والأساليب الجديدة.

وأشار إلى أن هناك مجالًا آخر بالغ الأهمية للتعاون وتنسيق السياسات وهو قطاع الطاقة، وقال المدير العام إن عملية إزالة الكربون بحلول عام 2050 غير ممكنة دون معالجة مسألة استهلاك الطاقة في النظم الزراعية والغذائية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الزراعة الزراعة الرقمية الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي… أهو باب لمستقبل واعد أم مدخل إلى المجهول؟

في إحدى المناسبات الاجتماعية، وجدت نفسي طرفاً في نقاش محتدم حول الذكاء الإصطناعي. كان بعض الحاضرين يرونه المستقبل الحتمي، الذي لا مهرب منه، وأنه سيُحدث نقلة نوعية في حياتنا، جاعلاً إياها أكثر يسرًا وإنتاجًا. وعلى الضفة الأخرى، وقف من يراه تهديدًا داهمًا، وكابوسًا مقبلًا قد يعصف بوظائف البشر، وربما يُفضي إلى نهايات مأساوية لا تختلف كثيرًا عمّا تُصوّره أفلام الخيال العلمي. وبين هذين الرأيين، جلست متأملاً، أتساءل: ما الذي يدعو بعض الناس إلى هذا الخوف العميق من الذكاء الإصطناعي؟
طالعتُ مؤخرًا مقالًا تناول هذه المسألة بشيء من التحليل، وبيّن أن رفض الذكاء الإصطناعي لا يعود إلى الخشية من فقدان الوظائف فحسب، بل يمتد إلى أسباب نفسية أعمق وأبعد غورًا. ومن أبرز هذه الأسباب، أن الذكاء الإصطناعي بالنسبة للكثيرين لا يزال بمنزلة “الصندوق الأسود”؛ يُنجز أعمالًا مبهرة دون أن يُفصح عن كيفية اتخاذه لتلك القرارات أو الأسباب الكامنة خلفها. والبشر بطبيعتهم يميلون إلى الفهم والإدراك، فإذا واجهوا أنظمة تتخذ قرارات غامضة، دون تفسير بيّن، نشأ لديهم شعور بالتهديد. ولذا، فإن الثقة بتقنيات الذكاء الإصطناعي تزداد حين تكون قراراتها مفسّرة ومعلّلة، سيما إذا اقترنت بشروحات مقنعة تبيّن لماذا اختارت هذه النتيجة دون غيرها.
ثم أن ثمة عقبة أخرى، وهي أن الذكاء الإصطناعي يفتقر إلى المشاعر والعواطف. والناس بطبعهم يفضّلون التفاعل مع من يُظهر تعاطفًا وتفهّمًا لحالاتهم النفسية والانفعالية. من هنا، يبدو الرفض واضحًا لاستخدام هذه التقنيات في مجالات تتطلب لمسة إنسانية، كالعلاج النفسي أو تقديم المشورة في العلاقات الشخصية. إلا أن بعض الشركات تسعى لتجاوز هذه المعضلة، بمحاولة إضفاء مسحة إنسانية على الذكاء الإصطناعي، وذلك بمنحه أسماء مألوفة وأصواتًا ودودة، كما هو الحال مع “أليكسا” و”سيري”، مما يُسهّل على المستخدمين التفاعل معه وقبوله.
ومن بين الأسباب التي تُثير حفيظة البعض تجاه هذه التقنية، اعتقادهم بأنها جامدة لا تتغير، ولا تملك مرونة البشر في التعلّم من الأخطاء. فالإنسان، وإن أخطأ، يتعلّم ويطوّر أداءه، بينما يُنظر إلى الذكاء الإصطناعي على أنه آلة صمّاء، لا تعرف التراجع ولا التصحيح. غير أن الحقيقة أن كثيرًا من الأنظمة الذكية مصمّمة لتتعلّم وتتطور مع مرور الوقت، كما نرى في خوارزميات التوصيات لدى “نتفليكس”، التي تتحسّن كلما زاد تفاعل المستخدم معها.
أما أكثر ما يُثير الهلع، فهو الخوف من أن يبلغ الذكاء الإصطناعي حدّ الاستقلال التام، فيتّخذ قرارات دون تدخل بشري، مما يولّد شعورًا بفقدان السيطرة. لذا، ليس من الغريب أن نرى الكثير من الناس يتحفّظون على السيارات ذاتية القيادة، خشية أن تنقلب إلى “آلات مجنونة” تتحكّم في مصائرهم. والحل يكمن في إيجاد توازن دقيق، يُبقي الإنسان داخل دائرة القرار، ويمنحه شعورًا بأنه ما زال ممسكًا بزمام الأمور.
ومهما بلغ الذكاء الإصطناعي من تطوّر وتقدّم، فلن يكون بديلاً عن الإنسان، بل أداة في خدمته، تُعينه على تحسين حياته وتيسيرها. فالرهان الحقيقي لا يكمن في مقاومته أو رفضه، بل في إدراك كيفية التعامل معه بحكمة، بحيث يتحوّل إلى حليف لا خصم، وشريك لا خصيم.

jebadr@

مقالات مشابهة

  • من يُلام في خطأ طبي يرتكبه الذكاء الاصطناعي؟
  • Gmail يطور ميزة البحث .. الذكاء الاصطناعي يحدد ما تحتاجه أولا
  • توقيع بروتوكولي تعاون بين مركزي البحوث الزراعية والصحراء والمنظمة العربية للتنمية الزراعية
  • بروتوكول تعاون بين مركزي البحوث الزراعية والصحراء والعربية للتنمية الزراعية
  • توقيع بروتوكولين للتعاون بين مركزي البحوث الزراعية والمنظمة العربية للتنمية
  • الزراعة توقع بروتوكولات تعاون لتحسين معيشة سكان الريف وتنمية سيناء
  • الذكاء الاصطناعي… أهو باب لمستقبل واعد أم مدخل إلى المجهول؟
  • أول صحيفة مطبوعة في العالم يحررها الذكاء الاصطناعي بالكامل
  • صدور أول صحيفة مطبوعة في العالم يحررها الذكاء الاصطناعي بالكامل
  • إمكانيات مميزة في «معالجة البيانات».. إطلاق أحدث نماذج «الذكاء الاصطناعي»