الصفعات والنكبات تحاصر نتنياهو وتحالفه المتطرف
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
تشهد إسرائيل منذ شنها حرب الإبادة على غزة سلسلة من الانتكاسات والنكبات المتتالية التي بمجملها هزت كيان الاحتلال وهدمت ما بنته آلته العسكرية والسياسية والإعلامية في العقل الجماعي العالمي على مدى ثلاثة أرباع القرن بتقديم نفسها ضحية الهولوكوست، وشعب الله المختار، وضحية العرب، والديمقراطية الوحيدة في صحراء العالم العربي، والجيش الأكثر أخلاقية!! كل ذلك تهاوى وسقط منذ طوفان الأقصى والرد الانتقامي الصهيوني الذي فضح وعرّى وكشف زيف تلك الادعاءات لنظام الآبارتهايد (الفصل العنصري).
كذلك سقطت سردية أن الاحتلال والتنكيل والقتل والإبادة وسرقة الأراضي حدثت في 7 أكتوبر مع طوفان الأقصى ليكتشف العالم أن سبب طوفان الأقصى هو الاحتلال وحق المقاومة لشعب تحت الاحتلال كما يكفله القانون الدولي!! ومعه حصانة إسرائيل!
كما تآكلت وأُهينت هيبة وقوة ردع إسرائيل. وللمرة الأولى قصفت إيران بشكل صادم ليل 13-14 أبريل/نيسان بـ 300 مسيّرة وصواريخ باليستية ومجنحة، مواقع عسكرية إسرائيلية رداً انتقاميا على اغتيال إسرائيل بغارة جوية قياديين في الحرس الثوري الإيراني في قنصلية إيران في دمشق مطلع شهر أبريل/نيسان الماضي!
لكن في المقابل، ولحسابات حكومة الاحتلال الكارثية المتطرفة بعد عام ونصف تزداد نكبات إسرائيل. وتتحول إلى كيان ينسف سردية وما روجت له إسرائيل على مدى ثلاثة أرباع القرن بكونها، كما يبالغون بشكل كاذب، «الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط» وواحة الغرب الديمقراطي في صحراء القحط الديمقراطي في المنطقة.
وتعاني من صراع وانقسام مجتمعي ومظاهرات صاخبة رفضا لخطط نتنياهو وتحالف أقصى اليمين المتطرف ليقيد ويحجم الصلاحيات القضائية في قرارات الحكومة وعزل رئيس الوزراء، لينقذ جلده من محاكمات جنائية ما دفع حتى الرئيس جو بايدن بتوجيه انتقادات ناعمة لخطوات النيل من السلطة القضائية إضافة إلى الاستمرار في حرب عبثية انتقامية (السيوف الحديدية) رداً على عملية طوفان الأقصى التي فضحت وعرت جرائم حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال ضد المدنيين العزل في غزة للشهر الثامن ويرتكب مجازر حرب إبادة وحرب جرائم ضد الإنسانية كما اتهمت في ديسمبر/كانون الأول الماضي محكمة العدل الدولية في الدعوى التي رفعتها جمهورية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في لاهاي وانضمت لها عدة دول في مقاضاة إسرائيل وعادت مجدداً الأسبوع الماضي جنوب أفريقيا لتقاضي إسرائيل بسبب حربها واجتياحها البري لرفح، وحصارها وتنكيلها بالمدنيين واتباع سياسة التجويع وخرق معاهدة كامب ديفيد والاستمرار بالقتل الممنهج الأمر الذي أودى بحياة أكثر من 36 ألف بينهم 15 ألف طفل وآلاف تحت الأنقاض وركام منازلهم، و70٪ من الضحايا والشهداء من النساء والأطفال وحوالي 80 ألف مصاب، ومليوني نازح ولاجئ ومشرد ومحاصر.
تتراكم الضربات الموجعة على حكومة أقصى اليمين الإسرائيلي بقيادة نتنياهو وزمرة المتطرفين الذين يظهرون عنصريتهم برفضهم أي حق للفلسطينيين
ولم يعد، حسب المنظمات الدولية، أي مكان آمن في غزة النازفة وتحولت لمقبرة الأطفال. والمؤلم أن قيادات الرئيس بايدن، ووزير خارجيته، ومستشار الأمن الوطني الذين يزورن المنطقة كل شهر لا يرون في حرب إسرائيل الممنهجة حرب إبادة!
بل شحذوا سيوفهم لمهاجمة وتوبيخ وحتى تهديد كريم خان المدعي العام لمحكمة الجنائية الدولية الذي وجه ضربة قاسية لغطرسة نتنياهو ووزير دفاعه غالانت بارتكاب حرب إبادة وحرب ضد البشرية.
تتراكم الضربات الموجعة على حكومة أقصى اليمين الإسرائيلي بقيادة نتنياهو وزمرة المتطرفين الذين يظهرون عنصريتهم برفضهم أي حق للفلسطينيين. وكان آخر طوفان الكوارث بإصدار كريم خان مدعي عام محكمة الجنائية الدولية توصية للمحكمة بإصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع (الحرب) غالانت وقادة حماس وإسماعيل هنية ويحيى السنوار ومحمد ضيف مع أن ما طرح على المحكمة ارتكاب إسرائيل جرائم حرب وحرب إبادة منذ 7 أكتوبر بالرد الانتقامي الإسرائيلي «السيوف الحديدية» المستمر للشهر الثامن.
واستمرت نكسات إسرائيل بإعلان النرويج وإسبانيا وأيرلندا عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية يوم 28 الجاري. ويُتوقع اعتراف مزيد من الدول الأوروبية بدولة فلسطين لتحقيق المساواة والسلام في المنطقة بعدما تحولت حرب الصهاينة على غزة لحرب إبادة تجعل من الصعب دعمها والسكوت عنها، نظراً لحجم الغضب والمظاهرات المليونية في عواصم ومدن أوروبا وأمريكا وانتفاضة الجامعات انطلاقا من الولايات المتحدة وصولا لأوروبا وأستراليا، في نجاح لحصاد معركة الوعي التي قادها الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني ومقاومته.
كما شكل إصدار محكمة العدل الدولية، أعلى محكمة عالمية من مؤسسات الأمم المتحدة، للمرة الأولى موقفا ضد إسرائيل بوقف عملية إسرائيل في رفح فوراً وفتح المعابر وإلزام إسرائيل بالسماح بدخول أي لجنة تحقيق وتقصي الحقائق حول ارتكاب جرائم حرب دون عوائق، وتقديم تقرير إلى محكمة العدل الدولية خلال شهر توضح الخطوات التي اتخذتها لتطبيق أمر المحكمة، وإطلاق سراح الأسرى فوراً دون شروط!! ما شكل ضربة موجعة!
سترفض إسرائيل قرارات (نظراً لسجلها في تحدي ورفض القرارات الدولية) مجلس الأمن ومحكمتي العدل الدولية والجنائية الدولية التي حذرتها بعدم ارتكاب ما يصل لحرب إبادة. وبالتنديد بتوصية كريم خان تكون إسرائيل دولة مارقة، تتحدى مع أمريكا المجتمع الدولي ضمن النطاق الغربي – الأمريكي – الأوروبي. نظراً لاعتراف 146 دولة بدولة فلسطين، برغم تحدي واشنطن شبه الإجماع الدولي باستخدام الفيتو في مجلس الأمن بشكل متكرر ومنفرد!
يرى الكثيرون، وخاصة الأمريكيين، أن الحرب على غزة تحولت لحرب استنزاف تخدم مصالح نتنياهو لينجو بجلده من المحاكمة والسجن، بعد فشله بتحقيق أهداف غير واقعية بهزيمة حماس وإطلاق سراح الأسرى وتحويل غزة لمنطقة لا تهدد أمن إسرائيل!! لكنه يتسمر بمراكمة الصفعات والنكسات وبغطاء ودعم من الرعاة الغربيين!!
وبذلك تستمر أمريكا كعادتها بتحدي المجتمع الدولي بأسره لمصلحة إسرائيل وعلى حساب سمعتها. وبالتالي تواصل الولايات المتحدة فقدان الثقة، وتستمر بالاصطفاف ودعم الجلاد ضد الضحية!
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الاحتلال نتنياهو غزة نتنياهو الاحتلال مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العدل الدولیة طوفان الأقصى حرب إبادة
إقرأ أيضاً:
قطر تطلب من العدل الدولية رأيا استشاريا بشأن التزام إسرائيل بأنشطة الأمم المتحدة
قدمت قطر مذكرة مكتوبة إلى محكمة العدل الدولية لطلب رأي استشاري بشأن التزامات إسرائيل فيما يتعلق بوجود أنشطة الأمم المتحدة، ولا سيما وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) والمنظمات الدولية الأخرى، وفق بيان للخارجية القطرية صدر اليوم الجمعة.
وأكدت الدوحة -في المذكرة- وجوب التزام تل أبيب بالسماح للأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى بالعمل في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة.
كما أعربت عن ثقتها في أن "رأي المحكمة سيوضح المسائل القانونية الحاسمة في تأمين سبل عيش الشعب الفلسطيني وحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير".
وقالت وزارة الخارجية -في بيانها- إن قطر قدمت مذكرة مكتوبة حول طلب الرأي الاستشاري من المحكمة بشأن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول 2024 والمعنون بـ"طلب فتوى من محكمة العدل الدولية بشأن التزامات إسرائيل فيما يتعلق بوجود أنشطة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى والدول الثالثة".
ووفق البيان، شددت قطر على وجوب "الالتزام باحترام وحماية ممتلكات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، خاصة المدارس والمرافق الطبية ومنشآت النقل والمياه، بالإضافة إلى موظفيها، لا سيما العاملين في المجالين الإنساني والطبي".
إعلان تسهيل برامج الإغاثةوأكدت أيضا على "وجوب الالتزام بالسماح وتسهيل برامج الإغاثة وتوزيع المساعدات المنقذة للحياة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لا سيما الغذاء والملابس والإمدادات الطبية، بما في ذلك عدم عرقلة عمل الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية الأخرى".
كما دعت إلى "ضرورة إلغاء والتوقف عن إنفاذ التشريع الذي أقره الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي في 28 أكتوبر/تشرين الأول 2024 الذي يحظر أنشطة الأونروا في إسرائيل والقدس الشرقية، ويمنع جميع أشكال التواصل بينها وبين السلطات الإسرائيلية".
يشار إلى أن الكنيست صدّق في 28 أكتوبر/تشرين الأول 2024 على قانونين يمنعان الأونروا من ممارسة أي أنشطة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما يقضي بسحب الامتيازات والتسهيلات المقدمة لها ومنع أي اتصال رسمي بها، ودخلا حيّز التنفيذ في 30 يناير/كانون الثاني الماضي.
وتزعم إسرائيل أن موظفين لدى الأونروا شاركوا في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وهو ما نفته الوكالة، وأكدت الأمم المتحدة التزام الأونروا الحياد وتمسكها بمواصلة عملها، ورفضت الحظر الإسرائيلي.
وتقدم الأونروا المساعدات والخدمات الصحية والتعليمية لملايين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، إضافة إلى اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان والأردن.
وترفض فلسطين أي محاولات لتقويض الوكالة الأممية أو استبدالها أو تقييد عملها وتمويلها، داعية "المجتمع الدولي إلى التحرك الجدي لمحاسبة الاحتلال، وحماية ولاية الأونروا".