نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرًا قالت فيه، إن فرصة ريشي سوناك الضئيلة في تحقيق النصر باقتناع الناخبين بالحجة القائلة بأن القرارات الصعبة التي تم اتخاذها منذ أن أصبح رئيسًا للوزراء تؤتي ثمارها، على الرغم من الصعاب في الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في تموز/ يوليو.

وأضافت الصحيفة أنه سوف يتم اختبار هذا الادعاء على مدى الأسابيع الستة المقبلة، مع تدقيق كل قطعة من الأخبار الاقتصادية عن كثب أكثر من المعتاد بحثاً عن أدلة تشير إلى أن التعافي الاقتصادي المؤقت في المملكة المتحدة يكتسب زخمًا أو أنه بدأ في التعثر.



وذكرت الصحيفة أن هناك خمسة تواريخ رئيسية - جاءت ضمن 10 أيام في منتصف الحملة - يجب الانتباه إليها.

11 حزيران/ يونيو: أرقام سوق العمل
واعتبرت الصحيفة أن هذا هو أحد الأخبار الاقتصادية الأكثر صعوبة التي يتعين على سوناك التعامل معها منذ أن أظهرت المجموعة الأخيرة من البيانات الرسمية ارتفاع معدلات البطالة وانخفاض الوظائف الشاغرة. وعلى الرغم من هذه الأدلة التي تشير إلى تباطؤ سوق العمل، ظل نمو الأرباح قويًا؛ حيث ارتفع بمعدل سنوي بلغ 5.9 بالمائة. وفي أنباء أفضل لرئيس الوزراء، ارتفعت الأجور بقوة أكبر من الأسعار خلال الأشهر العشرة الماضية، مما أدى إلى ارتفاع مستويات المعيشة.


12 يونيو: أرقام النمو لشهر نيسان/ أبريل
وأرجعت الصحيفة قرار سوناك بالدعوة لإجراء انتخابات هو أرقام النمو القوية بشكل غير متوقع للأشهر الثلاثة الأولى من سنة 2024، والتي أظهرت أن الناتج الوطني أعلى بنسبة 0.6 بالمائة مما كان عليه في الأشهر الثلاثة الأخيرة من سنة 2023 وأنهى الركود القصير والسطحي في المملكة المتحدة. ويتوقع بول ديلز، كبير الاقتصاديين في المملكة المتحدة في شركة كابيتال إيكونوميكس الاستشارية، أن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.2 بالمائة بين أذار/ مارس ونيسان/ أبريل، مما يدفع معدل النمو الفصلي من 0.6 بالمائة إلى 0.8 بالمائة.

19 حزيران/ يونيو: التضخم السنوي في العام حتى أيار/ مايو
وأفادت الصحيفة أنه بالنظر إلى ادعاء سوناك بأن مشكلة تكلفة المعيشة في المملكة المتحدة قد تم حلها الآن. وانخفض معدل التضخم السنوي لجميع البنود من 3.2 بالمائة في آذار/ مارس إلى 2.3 بالمائة في نيسان/ أبريل، ومن المتوقع أن ينخفض أكثر في أيار/ مايو. ويرجع ذلك جزئيًا إلى ارتفاع أسعار المستهلك بنسبة 0.7 بالمائة في شهر أيار/ مايو الماضي، وهي زيادة كبيرة من غير المرجح أن تتكرر هذا السنة. وترى برونا سكاريكا، كبيرة الاقتصاديين في المملكة المتحدة في بنك مورجان ستانلي، أن معدل التضخم الرئيسي ينخفض إلى 2 بالمائة - وهو ما يمثل هدف الحكومة. ويقول سكاريكا إن تضخم الخدمات، الذي يراقبه بنك إنجلترا عن كثب، يجب أن ينخفض من 5.9 بالمائة إلى 5.4 بالمائة.

وأشارت الصحيفة إلى أن المحافظين سيقولون إن إجراءاتنا الصارمة جلبت الاستقرار للاقتصاد، بينما يقول حزب العمال إن الأسعار أعلى بنسبة 20 بالمائة مما كانت عليه في بداية أزمة غلاء المعيشة وما زالت في ارتفاع.


20 حزيران/ يونيو: قرار بنك إنجلترا بشأن سعر الفائدة
وبينت الصحيفة أن بنك إنجلترا رفع أسعار الفائدة 14 مرة بين كانون الأول/ ديسمبر 2021 وآب/ أغسطس 2023 – قفزة من 0.1 بالمائة إلى 5.25 بالمائة – وكانت هناك تكهنات متزايدة بأن لجنة السياسة النقدية قد تبدأ في خفض تكاليف الاقتراض في اجتماعها في حزيران/ يونيو. من الناحية النظرية، لا يوجد ما يمنع البنك من خفض أسعار الفائدة خلال الحملة الانتخابية، لكنه يحتاج إلى أدلة قوية للقيام بذلك. ويرى الحي المالي الآن فرصة ضئيلة لخفض أسعار الفائدة الشهر المقبل، مع تركيز الاهتمام على ما إذا كان البنك سيخفض أسعار الفائدة في أول اجتماع له بعد الانتخابات في آب/ أغسطس.

21 حزيران/ يونيو: مبيعات التجزئة والمالية العامة
وأضافت الصحيفة أن رقم مبيعات التجزئة القوي من شأنه أن يتوافق مع الأدلة الأخيرة التي تشير إلى أن المستهلكين يشعرون بمزيد من الثقة بشأن حالة مواردهم المالية والاقتصاد بشكل عام. ويشير انخفاض مبيعات التجزئة إلى غياب عامل الشعور بالسعادة.

وقالت الصحيفة إن الحالة السيئة للمالية العامة تساعد في تفسير سبب دعوة سوناك لإجراء انتخابات مبكرة، لأنه لو كانوا في وضع أفضل لكان جيريمي هانت يخطط الآن لخفض مساهمات التأمين الوطني للمرة الثالثة في بيان أوائل الخريف. ولن يكون لحجم العجز في شهر أيار/ مايو تأثير كبير على الانتخابات، لكنه سيوفر دليلاً للخيارات الصعبة التي قد يواجهها المستشار المحافظ أو العمالي في البرلمان المقبل. وكان العجز في أيار/ مايو 2023 يزيد قليلاً عن 14 مليار جنيه إسترليني.

واختتمت الصحيفة تقريرها مبينة ما أشارت إليه ديلز بأن الأخبار الاقتصادية بشكل عام خلال الأسابيع الستة المقبلة ستكون "إيجابية إلى حد معقول"، لكنه يشتبه في أنه لن يكون لها تأثير كبير.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية سوناك الانتخابات الاقتصادية بريطانيا الاقتصاد الانتخابات سوناك صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

واشنطن بوست لترامب: لا يمكن تحقيق الوحدة الوطنية بالسيطرة على أراضي الغير

علقت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها على خطاب  الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في حفل تنصيبه يوم الاثنين، بأنه احتوى على وعود كبيرة وتوحيد الأمريكيين تحت قيادته وأعلن فيه عن  "بداية العصر الذهبي" للولايات المتحدة. 

قالت إن ترامب وعد بتحقيق الحلم الذي تحدث عنه القس مارتن لوثر كينغ في خطابه الشهير، حقيقة. وجاء ذكر القس في سياق أن حفل التنصيب حدث في يوم ذكرى كينغ المصادف في 20 كانون الثاني/يناير من كل عام.  

وتحدث ترامب عن رغبته بأنه يكون "صانع سلام ورجل وحدة". وأكدت الصحيفة أن الأمريكيين يتفقون مع هذه الأهداف، ويريدون خلال الأربع سنوات المقبلة التحرك بعيدا عن خلافاتهم وبناء بلد يتسم بالكمال وتحسين حياة الجميع فيه. 


ويمكن لترامب أن يساعد في هذا الاتجاه، نظرا للدعم الذي يحظى به، إلا أن الصحيفة أكدت أنه من الصعب الموافقة على كل شيء قاله ترامب. وركزت هنا على ما قاله من أن "تدهور أمريكا قد توقف"، ثم حديثه عن حادثة الاغتيال وأن الرب قد أنقذه لمواصلة مهمة جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى.  

والحقيقة كما تقول الصحيفة أن أمريكا لا تعيش حالة تدهور أو تراجع، لكن لا يعني أنها ليست بحاجة للإصلاح،  فكلفة المعيشة في أمريكا مرتفعة بشكل لا يحتمل ويعاني نظام الهجرة في البلاد من الشلل. وقد انتخب ترامب لمعالجة هاتين المشكلتين.  

لكنه يرث اقتصادا نشطا تعافى من وباء كوفيد-19 وفي كل المجالات: البطالة والنمو الاقتصادي وتراجع التضخم، وأصبح محل حسد العالم. ويجب أن تكون مسؤوليته عدم تعريض هذه الإنجازات للخطر من خلال فرض التعرفات الجمركة وعمليات الترحيل التي لا تقوم على خطط واضحة للمهاجرين غير الشرعيين.  

وقال ترامب: "سنكون أمة لا مثيل لها، مفعمة بالرحمة والشجاعة والاستثنائية"، وهذه هي المثل العليا التي يمكن للأمريكيين أن يدافعوا عنها. ومع ذلك، سيكون هناك دعم أقل للوصول إليها من خلال استعادة الأراضي أو إعادة تسمية الجبال والمسطحات المائية، فقوة أمريكا كما تقول الصحيفة، تأتي من الإبداع والابتكار، الغزو الفكري وليس  استعمار الأراضي.  

وقال ترامب إنه يريد توحيد البلاد، ومع ذلك تعهد بتدمير برامج التنوع العامة والخاصة وأعلن أن جنسين فقط، ذكر وأنثى، موجودان في أمريكا، حسب الصحيفة.


وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب وقع أيضا على مجموعة مذهلة من الأوامر التنفيذية المزعجة. وستسعى إدارته إلى إنهاء حق المواطنة بالولادة في محاولة لتمكين حكومته من ترحيل الأشخاص الذين يعيشون بشكل غير قانوني في الولايات المتحدة والذين لديهم أطفال مواطنين، وهو إهانة للتعديل الرابع عشر في الدستور. 

وأعلن حالة الطوارئ على الحدود الجنوبية للسماح بإرسال قوات إلى هناك، وسيعيد فرض سياسة "البقاء في المكسيك" التي فرضها في إدارته الأولى وأجبرت طالبي اللجوء على الانتظار في مدن الخيام القذرة والخطيرة جنوب الحدود الأمريكية أثناء النظر في طلباتهم. 

وبحسب الصحيفة، فإن هذه السياسات مجتمعة تهدد بإحداث ضرر كبير، ليس فقط للمهاجرين وأسرهم، بل أيضا للاقتصاد الأمريكي. وللمرة الثانية يخرج ترامب من اتفاقية باريس للمناخ، بشكل يجعل الولايات المتحدة البلد الوحيد في العالم الذي ليس طرفا في التزامات تخفيض مستويات الإنبعاثات الكربونية. بل وتحدث عن تخفيف القيود على الإنبعاثات الكربونية ووعد بالتنقيب عن النفط "إحفر يا حبيبي"، وفي نفس الوقت تحدث عن معارضته لمشاريع الطاقة النظيفة. 

ووعد بتعليق كل العقود من لتوليد الطاقة من الهواء، وهي خطوة ستكون نذير منع، وهو ما سيمنع الولايات المتحدة من التنافس في هذه الصناعة الجارية. وتذكر الصحيفة أن هناك حدودا لما يمكن لأي رئيس أمريكي تحقيقه في القريب العاجل. فمحاولة ترامب حظر المواطنة عبر الولادة، سيواجه بقضايا أمام المحاكم، لأن المفهوم منصوص عليه في الدستور.  

كما أن سياسة "البقاء في المكسيك" لن تنجح إلا بالتعاون مع المكسيك. ورغم أن ترامب لن يتعرض لضغوط إعادة انتخابه كي يعدل مواقفه إلا أنه ليس محصنا من الواقع. 


وتعلق الصحيفة أن إرث ترامب ومستقبل حزبه الانتخابي لا يعتمدان فقط على ما يمكن تحقيقه خلال السنوات الأربع المقبلة ولكن مدى شعبية هذه الإنجازات. وترامب اليوم أقوى مما كان عليه في الماضي ويمكن أن يدفع حزبه الذي شكله على صورته سياساته خلال الكونغرس. 

والواقع أن الديمقراطيين، حسب الصحيفة، بعد هزيمتهم في تشرين الثاني/نوفمبر، يفتقرون إلى النفوذ اللازم لإحباط أفكار ترامب غير الحكيمة. ولكن الأمريكيين سوف ينتبهون إلى مدى نجاح تنفيذ سياسات الرئيس. ولن يرغبوا في رؤية الاقتصاد يتعثر أو مشاهدة الاستقطاب السياسي في البلاد يزداد.

وقال الرئيس بعد خطابه الرسمي إن "العمل، وليس الأقوال، هو الذي يهم". وهو محق في هذا، كما تقول "واشنطن بوست".

مقالات مشابهة

  • الجيش الأوكراني: تدمير 65 مسيرة روسية في غارة جوية خلال الليلة الماضية
  • أوتشا: تقديم المساعدات لغزة بأسرع ما يمكن بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ
  • طقس العرب يكشف تفاصيل حالة عدم الاستقرار الجوي تؤثر على المملكة اليومين القادمين
  • واشنطن بوست لترامب: لا يمكن تحقيق الوحدة الوطنية بالسيطرة على أراضي الغير
  • قرارات وأوامر وتوجهات اقتصادية لترامب أول أيام الرئاسة الأميركية
  • غارات بريطانيا .. 2300 طن من القنابل تضرب ألمانيا في قلب أحداث الحرب العالمية الثانية
  • الولاية الثانية لترامب.. كيف تؤثر على التجارة العالمية والأزمة الأوكرانية؟
  • بريطانيا تشكر مصر وقطر والولايات المتحدة مع بدء الإفراج عن الرهائن
  • بريطانيا تشكر مصر وقطر والولايات المتحدة على الإفراج عن الرهائن
  • كيف يمكن للرسوم الجمركية أن تساعد أمريكا؟