موقع النيلين:
2024-07-03@14:55:34 GMT

الفساد السلطوي والمعركة الوطنية

تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT

تعطي دولة ٢٠١٩م ، منذ قيامها، “الرأي العام العالمي” أهمية أكثر بكثير مما تعطيه للمحلي. والرأي العام بالنسبة إليها هو الخليج و منصاته و شبكاته ، وقد ساندته أكثر مما ساندت الإعلام المحلي من دون انقطاع، أو تردد، أو مراجعة.

في ذات المنحى ، بات واضحاً أن هناك أكثر من مركز للقرار داخل الدولة ، قبل أسابيع سحبت وزارة الإعلام تراخيص قنوات خليجية ، و اوقفتها عن البث من داخل السودان ،استجابة لضغط شعبي و جماهيري وبعد يومين فقط تراجعت عن القرار.

لعل من الأزمات الكثيرة في السودان استغلال النفوذ لتحقيق أهداف ذاتية، ويجدر الذكر أن بعض الموظفين بمجلس السيادة ومكاتب الجنرالات قد استغلوا الحرب لتحقيق مكاسب خاصة تسببت في ضرر كبير للبلاد، و عطلوا عمل مؤسسات و سحبوا صلاحياتها و تغولوا على مهامها، أحدهم يتحكم في إعلام القصر الرئاسي منذ عهد البشير، وآخر غارق في قضايا فساد من رأسه حتى أخمص قدميه، كلما ظهرت ملفات فساد مالي أو إداري أو تلقي رشاوى إلا وظهر اسمه لامعا كالشمس، ولكنه يحظى بحماية الرئيس الذي يمنحه حصانة مفتوحة أبعدت عنه مخالب القضاء، مما جعله أحد معاول هدم الدولة.

كل هذه الانتكاسات لم تمنع الشجعان من الصدح بالحق وتصحيح المسار، لن نسمح على الإطلاق بأن تُستغَلّ المناصب لتحطيم الدولة، فلطالما كانت أزمة الدولة في تلبُّك سلطاتها، بجانب ذلك نعلم أن الكشف عن عرابي الفساد المحمي بسلطات الدولة وهي تخوض حرباً ضد عدوان مدعوم أجنبياً قرار صعب ولكنه مهم لإنقاذ البلد وتأمين مصالحه العليا.
المدهش في الأمر أن تلفزيون الدولة الرسمي تقدم باكثر من طلب لإجراء مقابلات مع أعضاء مجلس السيادة الانتقالي ، ثلاثة فرق من الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون تكبدوا المشاق حتى ام درمان لإجراء مقابلة مع “العطا” لم تجد استجابة أو حتى رد إيجاباً أو رفضاً ، ولكن بعض كبار الموظفين بمجلس السيادة ممن تربطهم علاقات مشبوهة مع دوائر أجنبية، اوفدوا فريق قناة “الحدث” التي تبث من الامارات الى الخطوط الأمامية للقيام بمهمة كان أولى بها الإعلام الوطني الذي يعمل في ظروف بالغة التعقيد .

هو ذات المنهج التدميري لأجهزة الدولة ومنها الإعلام الذي ظل متبعا منذ خمس سنوات فلا يوجد زمن منفصل عن زمن، ولا حادث منبت عن سابقه، كل الحلقات في نهر الزمن يمسك بعضها برقاب بعض في أمواج التاريخ.

كل تلك المواقف الرسمية الإقصائية تجاه المؤسسات الوطنية تحتاج لأن نستوعب ما يجري في السودان، بصدق وعمق، اليوم، ومن هي الجهات التي تحرك هؤلاء الأشخاص ما هي محركاتهم،، وما هو الوقود الذي يحرك هذه الآلة السلطوية الضخمة…

ولكل هذا يصبح إنقاذ البلاد من الفوضى والانسداد متقدماً على اللحظة الراهنة والتي ترفع شعاراً مزيفاً (ما تشقوا الصف… نحن في حالة حرب) سنشقه ونحطمه أن استدعى ذلك، فمصير السودانيين ومستقبلهم فوق كل الاعتبارات، ليس بهذه الشعارات الزائفة يحيا الإنسان، بل بالاستقرار والأمان، فهذه الآلة السلطوية استخدمت وسائل متعددة للتكسب غير المشروع، وليس لتحقيق رفاهية الشعب السوداني.
محبتي واحترامي

رشان اوشي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

سرعة انتشار الشائعات و أثرها في معركة الكرامة الوطنية

أصبح الإعلام بكل وسائله الحديثة جزء من الحروب العالمية في التكيتك الحربي بتغيير مواقف المعارك التي تخوضها الجيوش وذالك بزعزعة العزيمة القتالية في نفوس أعدائهم عن طريق الترويج للنصر أو هزيمة الأعداء في معركة ذات اهمية استرايجية بعرض الصور والفيديوهات او البيانات المقروءة التي تبث في نفوس الأعداء الاحباط وعدم القدرة على قتالهم او هزيمتهم.
ويساهم في ذلك تطور وسائل الاتصال وسرعة الانتشار وذلك كما حدث في معركة الكرامة الوطنية التى اندلعت في الخامس عشر من أبريل 2023, في الخرطوم عندما أرادت قوات الدعم السريع المتمردة ومليشياتها السيطرة على مفاصل الدولة والانقلاب على الحكومة الانتقالية التي تهدف لتوحيد صفوف أفراد المجتمع وبناء دولة ذات مؤسسات وطنية تعمل مع بعضها البعض .
أحبط الجيش السوداني هذا الانقلاب الذي قادته قوات التمرد حيث امتص الصدمة الأولى بعدم سيطرتها على السلطة فلجأت المليشيات إلى الانتهاكات وتخريب الممتلكات العامة والخاصة والمرافق الصحية والخدمية.وصنعت آلة إعلامية تمارس من خلالها الكذب والتدليس والتضليل على المجتمع والشعب السوداني عن طريق صناعة القصص المصورة والمفبركة والبيانات ذات الطابع التفصيلي التي تروى أحداث كاذبه تهدف إلى رفع عزيمة قواتهم وبث اليأس والاحباط في نفوس الشعب السوداني الذي يقف وراء قواته المسلحة .

قاد الجيش السوداني هذه المعركة بكل بسالة وصبر حيث تعامل مع هذه الشائعات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي والاعلام بطريقة احترافية وحملات التوعية من خلال بيانات الجيش التى تملك المواطن المعلومة لكي لا يلتفت للأخبار المضللة والأحاديث الكاذبة بوسائل حديثه تكشف التدليس وخبث الكلمات التي تحاك ضد الجيش السوداني وشعبه و دولته.

عانى المواطن كثيرا في فترة حرب الكرامة التي زادت عن العام جراء الإشاعات التي يتناقلها المجمتع ولا يعرف المواطن مدى صحتها فأثرت فيه نفسيا فأصبح لا يستطع التمييز بين الحقيقة والكذب بسبب أن المعلومة الكاذبة لاتقف عنده وإنما يعيد نشرها للآخرين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

وتناول رجال الدين في منابر المساجد هذه القضية ودعوا بتجنب الشائعات واستدلوا بقول الله تعالى( وان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على مافعلتم نادمين) فإن هذا التوجيه من علماء الدين والدعاة غير كثير من مفاهيم الآخرين وكيفية التعامل مع المعلومة وعرضها للمجتمع بعد تأكيدها .

حاولت المليشيا ان تكسب تعاطف الشعب السوداني بتغيير صورتها الإعلامية بأنهم دعاة سلام وليس دعاة حرب من خلال مستشارين الدعم السريع المتمردين في القنوات الفضائية والسوشيال ميديا بلتميع صورة المليشيا أمام المجتمع السوداني والدولي وكسب نقاط سياسية تعود بهم للمربع الأول و ماقبل الخامس عشر من أبريل ولكن الإدانات الدولية الصادرة من الاتحاد الاوربي ، المفوضية السامية لحقوق الإنسان والبيان المشترك من حكومات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج عن فظائع المليشيات في دارفور التي أفشلت مخططاتهم في الترويج لتحسين صورتهم أمام المجتمعات المحلية و الدولية ، حيث حاولت المليشيات المتمردة خلال معاركها في الخرطوم استخدام الإعلام من جانبين وذالك إظهار قوتهم وذلك بدعاياتهم الكاذبة انهم استولوا واسقطوا عدة مناطق بغرض رفع الروح المعنوية لجنودهم وإدخال الاحباط واليأس في نفوس المجتمع السوداني ولكن ظل الشعب على وعي كامل بما يدور حوله من اكاذيب وتدليس من خلال الفيديوها او البيانات التى تنشرها المليشا بينما الجيش السوداني يعمل ليلا و نهارا في كشف الحقائق للمجتمع لزرع روح التفاؤل والأمل وذالك بعرض انتصارات الجيش عبر وسائل الإعلام المختلفة المقروءة والفيدوهات و المسموعة .
لعبت المؤسسات الحكومية وعلى رأسها وزارات الدفاع ، الخارجية،الداخلية ووزارة الإعلام والمؤسسات الاعلامية دورا مهما في التصدي لشائعات الدعم السريع المتمردة وذلك عن طريق توضيح الحقائق وعليها للرأي العام المحلي والإقليمي والدولي وتوضيح انتهاكات التمرد و إستيلائهم على بيوت المواطنين وتدمير المؤسسات العامة والخاصة والمرافق الصحية والخدمية وممارسة التطهير العرقي والإبادة الجماعية بهدف القضاء على المواطنين السودانيين والاستيلاء على بلادهم.

سونا

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • تفاصيل مبادرة «ابدأ» لتطوير الصناعات الوطنية ودعم الشباب
  • هيئة النزاهة تكشف قريبا نتائج دراسة توجهات سياسة الدولة في مجال مكافحة الفساد
  • سرعة انتشار الشائعات و أثرها في معركة الكرامة الوطنية
  • الفساد للرُكب
  • السوداني:لنْ نحيد عن مهمة استكمال السيادة العراقية
  • الإعلام الإسرائيلي يرسم "سيناريو إيرانيا" قرب مصر
  • عقار يرسم مشهدًا قاتمًا لنهاية الحرب في السودان
  • نائب البرهان: انهيار السودان خطر على المنطقة وهذه خارطتنا للحل
  • باحث: الإعلام المصري كشف حقيقة جماعة الإخوان الإرهابية
  • مالك عقار: انهيار السودان خطر على المنطقة وهذه خارطتنا للحل