27 مايو، 2024

بغداد/المسلة الحدث: يبدو أن السياسات المالية التي اتبعتها حكومة محمد  السوداني أدت إلى زيادة كبيرة في الإنفاق الحكومي، خاصة على الرواتب والإنفاق الاجتماعي. وبينما قد يكون هذا مرحبًا به على المدى القصير، إلا أنه أثقل كاهل الموازنة العراقية بشكل كبير.

يُذكر أن العراق يعتمد بشكل كبير على إيرادات تصدير النفط، وفي حال انخفضت بشدة  بسبب تقلبات أسعار النفط العالمية، فان هذا يجعل تحمل الزيادات الكبيرة في الإنفاق أمرًا صعبًا.

وتفيد تحليلات اقتصادية بان زيادة طباعة العملة أو تقليص النفقات الاستثمارية لن تكون حلولاً جذرية.

ويبدو أن إعادة هيكلة القطاع الحكومي وترشيد عدد الموظفين وتكاليف الرواتب ستكون خطوة ضرورية للسيطرة على الموازنة العراقية وجعلها أكثر استدامة على المدى الطويل.

لكن هذا التغيير الهيكلي سيكون صعبًا سياسيًا، ويواجه معارضة شعبية كما ذكرت، نظرًا لاعتماد شريحة كبيرة من المواطنين على الوظائف والرواتب الحكومية. لذلك ستحتاج الحكومة إلى حزم وشجاعة لاتخاذ هذه الخطوات الإصلاحية الصعبة.

و تُعتبر رواتب موظفي القطاع العام من أكبر بنود الإنفاق في موازنة العراق، حيث تستحوذ على ما يقرب من 25% من إجمالي النفقات الحكومية سنويًا. ويُقدر عدد موظفي الدولة بنحو 4 ملايين موظف، وهو رقم كبير جدًا بالنسبة لحجم اقتصاد العراق.

وتخصص الحكومة العراقية مبالغ ضخمة لدعم السلع الأساسية مثل الطاقة والغذاء، وهو ما يرفع من الأعباء المالية بشكل كبير.

ويواجه العراق أعباء سداد الديون الداخلية والخارجية المتراكمة على مدار سنوات، والتي تستنزف جزءًا كبيرًا من الموازنة سنويًا.

و نظرًا للوضع الأمني المتأزم في العراق، تستحوذ النفقات العسكرية والأمنية على حصة كبيرة من الموازنة.

وهذه الأعباء المالية الكبيرة على الموازنة العراقية تحد من قدرة الحكومة على الإنفاق على التنمية والاستثمارات الرأسمالية اللازمة لتحفيز النمو الاقتصادي طويل الأجل.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

كيف سترد فصائل المقاومة العراقية على اغتيال نصر الله؟

بغداد– عادت فصائل المقاومة العراقية إلى الضوء من جديد، بوصفها أحد أركان ما يعرف بمحور المقاومة في المنطقة، بعد إقدام إسرائيل على اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، في غارات مكثفة استهدفت مقر قيادة الحزب في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية، بعد عام من قيادته جبهة الإسناد لغزة وتحت شعار "وحدة الساحات".

وأعلنت فصائل عراقية، اليوم الأحد، أنها استهدفت بواسطة الطيران المسيّر "هدفا حيويا" في ميناء مدينة إيلات جنوبي إسرائيل.

وقالت "المقاومة الإسلامية في العراق"، في بيان لها عبر منصة تليغرام، إنها قصفت "هدفا حيويا في أم الرشراش (إيلات) بأراضينا المحتلة، بواسطة الطيران المسيّر"، وتوعدت بالاستمرار في دكّ معاقل من وصفتهم بالأعداء بوتيرة متصاعدة.

وتضمّ "المقاومة الإسلامية في العراق" فصائل أبرزها "كتائب حزب الله العراقي" و"النجباء" و"كتائب سيد الشهداء"، وهي 3 فصائل مستهدفة بعقوبات أميركية.

وتناقلت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي منشورا تحدث عن اجتماع لقادة الفصائل العراقية لدراسة الرد على مقتل الأمين العام لحزب الله، كما أكد على أن الساعات القادمة قد تكون حاسمة.

"لن تمر"

يقول الخبير الإستراتيجي محمد الفيصل، إن حادث اغتيال حسن نصر الله لن يمر بشكل عادي بموجب تفكير وعقلية فصائل المقاومة العراقية، وأنهم سيستمرون في مواجهة مشاريع وهجمات "الكيان الصهيوني".

وفي مقابلة مع الجزيرة نت، قال الفيصل "حتى هذه اللحظة لم تتضح معالم ردات الفعل بالنسبة لفصائل المقاومة العراقية، ونعتقد أن هذا الحدث لن يمر بشكل عادي". مشيرا إلى "وجود قراءة دقيقة لعملية الاغتيال، وتأن في عملية الرد".

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية قد تتضارب مصالحها مع هجمات واعتداءات إسرائيل، فإن الفيصل يعتقد أن واشنطن ليس لديها مصلحة في الدخول في صراع مباشر مع إيران، مؤكدا أن هناك قناعة لدى زعماء الفصائل العراقية بأن الولايات المتحدة هي الشريك والداعم الأساس لهذه الهجمات.

وفيما يتعلق بدور إيران في هذا الصدد، قال الفيصل "إيران لديها مصالح وأهداف كبيرة في هذه المواجهة، ولكن هناك حلفاء للطرفين هم من يتقاتلون ويدافعون عن مشروع طهران أو عن مشروع واشنطن".

ويرجح الفيصل أن يكون هناك رد محدود على عملية اغتيال السيد حسن نصر الله، إلا أن إيران لن تدخل في صدام مباشر مع واشنطن، كما أن واشنطن لن تدخل في صدام مباشر مع طهرا؛ لأن "هذا الصدام يمثل تحديا كبيرا ويؤدي لاشتعال حريق قد لا نستطيع إطفاءه في الوقت الحاضر أو في المدى القريب".

الرد خارج العراق

من جانبه، أكد المحلل السياسي المقرب من فصائل المقاومة العراقية، إبراهيم السراج، على الأهمية الواضحة لهذه الفصائل في دعم القضية الفلسطينية واستهداف الاحتلال الإسرائيلي.

وقال السراج في تصريح للجزيرة نت إن "فصائل المقاومة الإسلامية العراقية ومنذ انطلاق طوفان الاقصى كان لها موقف واضح لدعم القضية الفلسطينية باستهداف الكيان الصهيوني تارة أو القواعد الأميركية في سوريا تارة أخرى".

وأضاف "فصائل المقاومة بعد استشهاد السيد حسن نصر الله لن تتوقف. هي الآن تجد أن أميركا شريك أساسي في عملية استهداف واغتيال نصر الله. لذلك، أعتقد أن ردة فعلها لن تكون في العراق باعتبار وجود اتفاقية بين بغداد وواشنطن تمهد لخروج القوات المؤقتة في سبتمبر/أيلول 2025 إذا صحت الرواية العراقية".

وتوقع السراج أن هذا الاتفاق سيجنب القواعد الأميركية في العراق الاستهداف من مصادر نيران أو صواريخ باليستية، لكنه أشار إلى أن الاستهداف سيكون ربما على قواعدها في سوريا، مشيرا إلى أن هذا السيناريو وارد بنسبة تصل إلى 80%.

وأوضح السراج أن فصائل المقاومة العراقية ترى أنها ترتبط ارتباطا كبيرا بكل محاور المقاومة في العراق واليمن وإيران، مما يعني وجود غرفة عمليات مشتركة تتولى التنسيق بينها.

وبالتالي، سيكون هناك تنسيق لردة فعل المقاومة العراقية واستمرار الاستهداف "سواء لمستوطنات وقواعد صهيونية أو حتى الوجود الأميركي عبر تخطيط وتنسيق ممنهج، وليس بعملية فوضوية".

وخلص السراج إلى القول "نعتقد أن الفصائل لها القدرة على تحقيق أهداف سواء داخل إسرائيل أو خارجها".

مقالات مشابهة

  • بعد 4 أيام من الجدل.. تشكيك كبير بـانتهاء المهمة الأمريكية في العراق
  • المفوض العام للأونروا: الوضع في لبنان يتطور بشكل كبير
  • توضيح بشأن وجود أطنان من المواد الكيمائية شديدة الانفجار بالموانئ العراقية
  • الديون الداخلية والخارجية ترهق الموازنة العراقية وخبراء يشخصون الأسباب
  • كيف سترد فصائل المقاومة العراقية على اغتيال نصر الله؟
  • بالفيديو … زينب إبنة الشهيد نصر الله: لن أنساك في كل حياتي
  • بالصورة… ديوان الوقف السني يحذف تعزيته باستشهاد السيد حسن نصر الله من منصاته
  • الحكومة العراقية تصدر توجيهاً “عاجلاً” بشأن أوضاع لبنان
  • تفاصيل… وفاة المراهقة داخل طائرة للخطوط الجوية العراقية؟
  • إسبانيا تصرخ: لا للإبادة… وصمت العرب يتردد صداه في الفراغ