عبد الله أبو ضيف (رفح، القاهرة)

أخبار ذات صلة «سنتكوم»: نقل 1005 أطنان من المساعدات الإنسانية لغزة عبر الرصيف البحري 70 منظمة حقوقية تدعو لإعلان المجاعة في غزة

حذرت المتحدثة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي، عبير عطيفة، من أن المخزونات الحالية من الغذاء في رفح ودير البلح وخان يونس، لا تكفي لأكثر من 4 أيام بسبب إغلاق المعابر، ووصفت الوضع بالخطير، وينذر باندلاع كارثة ومجاعة شاملة في الشمال، قد تمتد إلى المناطق الجنوبية.


وأوضحت عطيفة، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن إغلاق المعابر يضع سكان غزة في مواجهة مصير مجهول، حيث يعانون نقصاً حاداً في الغذاء والإمدادات الطبية الأساسية، وفي ظل هذه الظروف القاسية، على المجتمع الدولي التحرك بسرعة، واتخاذ إجراءات عاجلة لفتح المعابر، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، مشددة على ضرورة وضع حد لمعاناة سكان غزة، وتوفير الدعم اللازم لهم، قبل فوات الأوان.
وأكدت تقارير موظفي البرنامج الأغذية العالمي في غزة أن حجم الأزمة الإنسانية متصاعد، والوضع يتفاقم مع زيادة حالات الجوع وسوء التغذية.
وتواجه المنظمات الإغاثية والإنسانية في قطاع غزة أزمة كبيرة بسبب استمرار إغلاق المعابر، وعدم دخول المساعدات منذ تصاعد العمليات العسكرية في رفح من بداية مايو، وتتزايد المطالبات بعدم استخدام المساعدات الإنسانية كأداة في أي تصعيد عسكري.
في غضون ذلك، بدأت أمس، شاحنات مساعدات آتية من مصر، الدخول إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم الحدودي بين إسرائيل والقطاع، بحسب ما أوردت وسائل إعلام مصرية.
أفادت وسائل الإعلام، بانطلاق نحو 200 شاحنة من المساعدات الإنسانية من أمام معبر رفح إلى معبر كرم أبو سالم؛ تمهيداً للدخول إلى قطاع غزة. 
وذكرت، أن «الحركة داخل معبر رفح عادت مرة أخرى بعد توقفها، خصوصاً بعد سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على معبر رفح من الجانب الفلسطيني»، مشيرة إلى أن الشاحنات تحمل على متنها العديد من المساعدات الغذائية والدوائية وأكياس الطحين، فضلاً عن تحرك أربع شاحنات من الوقود لإمداد القطاعات الطبية والمستشفيات داخل القطاع. 
وأكدت أن الشاحنة الواحدة من الشاحنات المتجهة إلى معبر كرم أبو سالم للعبور إلى قطاع غزة تحمل ما بين 15 إلى 20 طناً من المساعدات. 
وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» أعلنت، في وقت سابق، أنه لا يوجد بحوزتها أي مساعدات إنسانية لتوزيعها على السكان في قطاع غزة.
وقال خالد زايد، رئيس الهلال الأحمر المصري في العريش، حيث يصل الجزء الأكبر من المساعدات المخصصة للقطاع الفلسطيني المحاصر، «إن قافلة المساعدات من المتوقع أن تعبر إلى غزة اليوم (أمس)».
ولا يزال معبر رفح الذي كان المنفذ الرئيسي لوصول المساعدات الإنسانية والإمدادات التجارية إلى غزة منذ بداية الحرب، مغلقا منذ ما يقرب من ثلاثة أسابيع بعدما سيطرت إسرائيل على الجانب الفلسطيني منه، وصعّدت الهجوم العسكري في السادس من مايو.

 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: برنامج الأغذية العالمي رفح غزة فلسطين إسرائيل دير البلح خان يونس المساعدات الإنسانیة من المساعدات قطاع غزة معبر رفح

إقرأ أيضاً:

غزة تحت الحصار: كارثة إنسانية تلوح في الأفق وسط صمت العالم

 

 

 

منذ أكثر من شهر، يعيش سكان قطاع غزة في ظروف إنسانية كارثية نتيجة الحصار الكامل الذي تفرضه إسرائيل، والذي يمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية والوقود والمياه. هذا الحصار، الذي بدأ في 2 مارس 2025، جاء كوسيلة للضغط على حركة حماس للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لديها، لكن تأثيره الأكبر يقع على أكثر من مليوني مدني، بينهم أطفال ونساء وكبار في السن.

أزمة غذائية خانقة تتفاقم

أدى الحصار إلى توقف جميع المخابز التي كانت تديرها برنامج الأغذية العالمي، والتي كانت توفر الخبز لنحو 800،000 شخص. حاليًا، لا يعمل سوى مخبز متنقل واحد تابع لمنظمة "وورلد سنترال كيتشن"، والذي ينتج 59،000 رغيف يوميًا، وهو ما يمثل ثلث طاقته الإنتاجية بسبب نفاد الطحين. وتُظهر الصور القادمة من داخل القطاع طوابير طويلة من السكان الذين ينتظرون ساعات للحصول على قطعة خبز.

في جنوب غزة، أفادت تقارير محلية بأن العديد من العائلات باتت تعتمد على الأعشاب البرية وأوراق الشجر كمصدر للطعام، في مشهد يُذكّر بأشد المجاعات التي شهدها التاريخ. كما تدهورت صحة الأطفال بشكل خاص، حيث سُجلت حالات سوء تغذية حاد بين الرضع في مخيمات النازحين.

تدهور صحي ونظام طبي على وشك الانهيار

بجانب الجوع، يعاني سكان غزة من تدهور شديد في النظام الصحي. فقد توقفت معظم المستشفيات عن العمل نتيجة لنقص الوقود، كما أن غياب الكهرباء والماء النظيف يجعل من الصعب تشغيل الأجهزة الطبية أو حتى الحفاظ على النظافة الأساسية في غرف العمليات.

أطباء بلا حدود ومنظمة الصليب الأحمر الدولية أصدرتا بيانات عاجلة تحذر من "انهيار صحي كامل" إذا استمر الوضع على ما هو عليه. آلاف الجرحى من الغارات الإسرائيلية الأخيرة ما زالوا بلا علاج، والأدوية الأساسية مثل المضادات الحيوية وأدوية القلب والسكري أصبحت شبه معدومة.

غضب شعبي ومطالب بوقف إطلاق النار

في ظل هذه الظروف المأسوية، يتصاعد الغضب الشعبي في شوارع غزة. انتشرت شعارات تطالب بإنهاء الحرب والعودة إلى الحياة الطبيعية، مثل "نريد السلام لا الدم"، و"أوقفوا الحرب، افتحوا المعابر"، و"أطفالنا يموتون جوعًا لا بصواريخ". وللمرة الأولى، يخرج السكان برسائل واضحة ليس فقط إلى إسرائيل، بل أيضًا إلى الأطراف الفلسطينية التي يحمّلونها مسؤولية الفشل في الوصول إلى اتفاق هدنة دائم.

حتى في ظل الخوف من القمع أو الردود الأمنية، أظهر العديد من المواطنين شجاعة في التعبير عن سخطهم من استمرار النزاع، مؤكدين أنهم لم يعودوا قادرين على احتمال المزيد من التضحيات.

هل اقتربت لحظة الانفجار الشعبي؟

الوضع الحالي في غزة لا يحتمل المزيد من التأخير. الصبر الشعبي بدأ ينفد، والاحتجاجات بدأت تأخذ منحى أوسع وأشد. التقديرات تشير إلى أن الاستمرار في إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات قد يؤدي إلى انفجار داخلي يضع الجميع أمام مسؤولياتهم.

إن استمرار الحصار الكامل على غزة وغياب أي بوادر لإنهاء الحرب ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة. على المجتمع الدولي، بما في ذلك الدول العربية ومنظمات الإغاثة العالمية، التحرك فورًا للضغط على إسرائيل لفتح المعابر والسماح بدخول المساعدات، ووضع حد لمعاناة شعب بأكمله لا ذنب له سوى أنه يعيش في منطقة صراع لا نهاية له.

مقالات مشابهة

  • غزة تحت الحصار: كارثة إنسانية تلوح في الأفق وسط صمت العالم
  • الأمم المتحدة تشدد على استقلالية توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة
  • تجمع القبائل والعشائر بالقطاع يؤكد رفضه المطلق لمحاولات تهجير الغزيين: 144شهيدًا وجريحًا في مجازر جديدة للاحتلال بغزة ودعوات للسماح بمرور المساعدات الإنسانية
  • مؤتمر سلامة وجودة الغذاء يوصي بتطوير الموارد اللازمة في مجال تقييم مخاطر الأغذية
  • أبواب مغلقة وأمعاء خاوية : إغلاق المعابر يُفاقم الجوع في غزة
  • السعودية تطالب بضرورة العودة الفورية لوقف إطلاق النار في غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية
  • برنامج الأغذية العالمي يوقف مساعداته لمئات الآلاف في إثيوبيا
  • البيت الأبيض: 18 مقترحًا لاتفاقيات تجارية جاهزة حاليًا
  • برنامج الغذاء العالمي يتخذ خطوة لتخفيف معاناة مواطني جنوب الحزام
  • غزة تصرخ والعالم يتجاهل| وأستاذ قانون دولي: على إسرائيل فتح المعابر ودخول المساعدات دون شروط