سيزار باييخو.. عذوبة القصيدة في خفوت المعنى!
تاريخ النشر: 2nd, August 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة الإمارات عن سيزار باييخو عذوبة القصيدة في خفوت المعنى!، نوف الموسى دبي رويداً رويداً، وأنت تقرأ قصائد الشاعر والكاتب سيزار أبراهام البيرو 1892 1938 ، اطرق أبواب قصائده أولاً، ودعها تتهاوى .،بحسب ما نشر جريدة الاتحاد، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات سيزار باييخو.
نوف الموسى (دبي)
رويداً رويداً، وأنت تقرأ قصائد الشاعر والكاتب سيزار أبراهام (البيرو 1892- 1938)، اطرق أبواب قصائده أولاً، ودعها تتهاوى بين مسامعك، وقف بين مجاميع الأسئلة العابرة نحو عناوين شاعريته الراكدة بأعماق الروح. ويُقال إن كتابة القصيدة فعلٌ نبيلٌ بامتياز، أما الكتابة عنها فما هي إلا خيانةٌ صغرى! فالشعر لا يُمكن تفسيره! إلا أن التبرير الوحيد لمن يتغنون بمعرفة دلالة القصيدة، أنهم يبحثون من خلالها عن الطمأنينة، مثلما يفعلون بسماع الموسيقى وحوار الأصدقاء، والمشي حافي الأقدام على الرمال البلورية بالقرب من المحيط الشاسع. وكعادة الأشياء العميقة فهي نادراً ما تهديك صوتها، فكل حضورها عبارة عن صمت، همسٌ يولد في الروح ويتلاشى، بوصفها علامة في سراب فسيح، دورها الوحيد أن تهديك الطريق إلى يقظة خاصة بك، فأنت الوحيد من يملك حقيقتك، وهكذا تفعل قصائد سيزار باييخو في واقعيتها الاجتماعية واكتشافاتها الوجودية، ففي كل حواراتها تجد هناك صراعاً قابعاً في الفضاء العام للقصيدة، ومحاولة راسخة لتكثيف الشعور والتحرر منه في ذات الوقت، إنها مسألة متعلقة بالزمن في السياقات الشعرية، فالتساؤلات فيها، إنما هي ترويض حدسي للنفس، لتمرر الألم بوصفه حالة دائمة، ويمكن استحضاره في التجربة الإنسانية، مثلما هي الطيور المهاجرة في عودتها للأراضي البركانية بعدما ينتهي الانفجار، حيث تستعد الأرض البركانية بمعادنها الصالحة للزراعة لأن تنبت حقولاً خضراء ممتدة، حياة عشبية كاملة بعد لحظة دمار عابرة، وبذلك تكون عذوبة قصيدة سيزار باييخو في خفوت المعنى، وتجلي النشوة الشعرية.
أعماق الروح
وإحدى أبرز قصائد الشاعر سيزار باييخو، مواليد مدينة سانتياغو دي تشوكو في البيرو، هي «النذراء السود»، وقد قدمها للعربية المترجم صالح علماني، ويقول فيها: «هناك ضرباتٌ في الحياة. ضرباتٌ عنيفةٌ.. لستُ أدري! ضرباتٌ مثلُ غضبِ الرب: كأنّ رجعَ كلِّ الآلامِ حيالَها يترسبُ راكِداً في أعماقِ الرُّوح.. لستُ أدري! إنها ضرباتٌ ضئيلةٌ: ولكنها ضرباتٌ.. تشقُّ أخاديدَ قاتمة في أشدِّ الوجوه فظاظةً وأكثر الظهورِ صلابة»، كل شيء بدا في سيرورة قصيدة سيزار مألوفاً، من خلال الحديث عن الشعور ما بعد الألم، إلا أن غياب اليقين في التكهن بمصدر تلك الضربات، ومساكن وجودها في الروح، أبقى القصيدة هائمة في اتساعها اللامحدود، فمن يدري كيف تشكل الألم الوجداني في بذرته الأولى، وكيف نما بسواعد مخلصة، وانضباط لافت من الإنسان، حتى تجذر في أم التفاصيل الصغيرة. ويتابع الشاعر سيزار باييخو: «الإنسانُ.. بائسٌ.. بائسٌ! يلتف، بعينين -مثلما نفعلُ حين تربتُ على كتفنا راحةٌ منادية- يلتفت بعينينِ مجنونتين. يجتمع في نَظرته كَلُّ ما عاشه، مثلَ مُستنقعِ خطيئة راكد، هناك ضَرباتٌ في الحياة. ضرباتٌ عنيفة.. لَست أدري!»، وهنا دلالة «العينين»، نافذة الروح، فهي ترى بكامل قواها وضوح الألم في كينونة الأشياء وأبجدياتها، وتختار كيفما يكون هذا الاختيار، فنحن لا ندري مثلما صرح الشاعر سيزار باييخو، متى تلقي جلّ بالها في استقبال الضربة، باعتيادية مفرطة مثلما تشرق الشمس في الصباح يومياً، وتتفتح الأزهار الموسمية، هكذا بعفويتها الإبداعية الخالصة، دونما تحفيز، دونما دعوة مسبقة.
رحيل المعنى
وجاء اللطف الممتزج بفلسفة حضور الآخر للشاعر سيزار باييخو مثيراً للاهتمام ومسكوناً بالرغبة الحرة، في قصيدة «تراودني في بعض الأيام»، وتحديداً عندما يقول: تُراودُني في بعض الأيام رغبةٌ جامحة. في أن أحبِّ.. أن أقبَّلَ الحَبيب من وجهيهِ وتأتيني من بعيدٍ رغبةٌ بينِّةٌ ورغبة أخرىّ من أن أحبَ طوعاً أو عُنوة من يكرهُني»، إلا أن قصيدته «يقولون لي لم يعد هناك أحد في المنزل»، جاءت بمثابة مهادنة لأصالة الوحدة في التجربة الإنسانية: «لا أحد يعيش في المنزل. فالجميعُ قد ذَهبوا. الصالةُ. حجرة النوم. الفناءُ كّلُها خاوية. لم يبق أحدٌ. فالجميعُ غادروا. وأنا أقولُ لك: حينَ يذهبُ أحد.. يبقي أحداً. النقطُة التي مّر منها إنسان، لن تَبقى وحدها. الوحدةُ هي بشرية فقط. هي المكانُ الذي لم يمرّ منهُ إنسان»، وفي ذات القصيدة، يوسع الشاعر سيزار دائرة البيت في احتمالاته المعيشة، ويصفها ككتلة من الأبدية، مستمرة في تأثيرها وفعلها حتى وإن رحل «المعنى»، ومن هنا فإنه لا أحد يخرج من البيت، ولكننا قد نضل الطريق إليه دائماً: «فالخطواتُ ذهبت.. وكذلك القبلات، والصفحُ والذنوبُ. وبقيتْ في البيت القَدمُ.. الشّفتان، العَينان، القَلبُ. النفي والتأكيدُ. الخيرُ والشرُ تفرّقَت مبعثَرةً».
54.218.103.240
اقرأ على الموقع الرسمي
وفي نهاية المقال نود ان نشير الى ان هذه هي تفاصيل سيزار باييخو.. عذوبة القصيدة في خفوت المعنى! وتم نقلها من جريدة الاتحاد نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
علما ان فريق التحرير في صحافة العرب بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: ايجي بست موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
تحت رعاية عبدالله بن زايد.. وزارة الثقافة تكرم الفائزين بجائزة البردة العالمية 2024
تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، نظمت وزارة الثقافة حفل تكريم الفائزين بجائزة البُردة العالمية 2024 في دورتها الثامنة عشرة في “متحف اللوفر” أبوظبي، تزامناً مع العام العشرين لإطلاق هذه الجائزة المرموقة التي تحتفي بالأعمال الفنية الإبداعية في الأنماط الفنية الإسلامية التقليدية.
حضر حفل التكريم كل من معالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة، ومعالي نورة الكعبي، وزيرة دولة، ومعالي خليفة شاهين المرر وزير دولة، ومعالي الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس مجموعة الشعبة البرلمانية الإماراتية في الاتحاد البرلماني الدولي ، ممثل المجموعة الجيوسياسية العربية في اللجنة التنفيذية للاتحاد، وسعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وسعادة هدى إبراهيم الخميس كانو، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، وسعادة أحمد التازي سفير المملكة المغربية لدى الدولة، وسمو الأمير رحيم آغا خان، رئيس لجنة البيئة والمناخ التابعة لشبكة الآغا خان للتنمية، وجايان أوميروفا، رئيسة مؤسسة ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻔﻨﻮن واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻷوزﺑﻜﻴﺔ، إلى جانب عدد من السفراء، ومسؤولين من الجهات الحكومية في الدولة.
وانطلق الحفل بكلمة افتتاحية لمعالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة، أكد فيها أن جائزة البردة هي منصة عالمية تستلهم قيم الإسلام السمحة، وتُبرز عظمة الفنون الإسلامية وروعتها، بوصفها لغةً تجمع الشعوب، ووسيلةً لتعزيز الحوار الثقافي بين الحضارات المختلفة، بما ينسجم مع مساعي دولة الإمارات إلى تعزيز التفاهم المتبادل بين الشعوب في المنطقة والعالم.
ورحّب معاليه بالمملكة المغربية التي جرى اختيارها كضيف شرف لدورة هذا العام ، تقديراً لمساهماتها في عالم الفنون الإسلامية، وتأكيداً على التزام الجائزة بالاحتفاء بالتميز الفني والتراث الثقافي الإسلامي.
وحصلت مدرسة الصنائع والفنون الوطنية بتطوان، خلال الحفل، على جائزة تقديرية، تكريماً لإرثها العريق على صعيد تطوير المهارات الفنية للطلبة في عدة مجالات مثل النحت، والخزف، والتصميم، والتي كان لها أثر بارز في الحفاظ على التراث الثقافي المغربي الأصيل.
وجرى على هامش الحفل توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الثقافة، ممثلة بسعادة مبارك الناخي، وكيل الوزارة، وﻣﺆﺳﺴﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻔﻨﻮن واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻷوزﺑﻜﻴﺔ، ممثلة بالسيد عزيز بيك مانوبوف، نائب رئيس المؤسسة، وذلك بهدف تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين، مع التركيز على إحياء وتكريم التراث العريق المشترك في مجال حرف النسيج، وتشجيع الرؤى والتفسيرات المعاصرة لهذه الممارسات الإبداعية الأصيلة.
واستلهمت الجائزة موضوع هذه الدورة “النور” من سورة “المائدة” الآية 15 {قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ}، واستقطبت في دورتها الحالية أكثر من 1080 مُشاركا من أكثر من 50 دولة.
وكرّم معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي الفائزين بالجائزة، حيث تم تقليد الشاعر ياسين حزقر بالجائزة الأولى عن فئة “الشعر الفصيح”، فيما حصل على المركز الثاني الشاعر نجم العلي، وحلّ ثالثاً الشاعر أحمد محسن أحمد محمد عبد اللائي، وذهب المركز الرابع من نصيب الشاعر حسين سليمان عبد الله، أما الشاعر محمد عبد الرؤوف علي الطيب فحلّ خامساً.
وعن فئة “الشعر النبطي” نال الشاعر عوض العوض المركز الأول، تلاه الشاعر محمد حمدان العنزي ثانياً، والشاعرة بدرية البدري ثالثاً، وحلّ رابعاً الشاعر علي محمد إبراهيم المجيني، وكان المركز الخامس من نصيب بدر حامد محمد البهلولي.
وفي فئة “الخط العربي التقليدي”، نالت المركز الأول مريم نوروزي خليلاني، فيما حصد أحمد علي نمازي المركز الثاني، وحل ثالثاً عبد الباقي بن أبو، وفي المركز الرابع محمد الحموي وخامساً صائم غوناي.
أما في فئة “الخط العربي المعاصر”، فنال المركز الأول داودي عبد القادر، وفي المركز الثاني سمية خراساني، وحل ثالثاً ضياء الجزائري، ورابعاً محمد سعيد، وخامساً رضا جمعي.
وفي فئة “الخط – الزخرفة التقليدية”، حلت افسانه مهدوی في المركز الثاني، يليها محسن مرادى ثالثاً، ثم محبوبه ابراهیمیان رابعاً، وفي المركز الخامس ريان شيدا كونن.
واستحدثت الجائزة ثلاث فئات جديدة هذا العام وهي “الشعر الحر” و”الزخرفة المعاصرة” و”التصميم التايبوغرافي”، حيث نال الشاعر أحمد الحطاب المركز الأول في فئة الشعر الحر، يليه الشاعر عادل زيطوط في المركز الثاني، فيم حل ثالثاً الشاعر عمرو حسين، أما في فئة “الزخرفة المعاصرة”، حلت في المركز الأول محبوبه مهدوی، وفي المركز الثاني فاطمة عنان دودوكخو، وزینب شاهی في المركز الثالث.
وتصدرت ياسمين نعيم المركز الأول، في فئة “التصميم التايبوغرافي”، يليها علي أورعي في المركز الثاني وفي المركز الثالث دعاء محمد الرشيدات أبزيد.
وتضمنت الأمسية عرضاً موسيقياً بعنوان “درب النور”، كدعوة لاستلهام تعاليم النبي محمد ﷺ وتجسيدها في حياتنا، حيث استمتع الحاضرون برحلة روحية غامرة عبر خمسة فصول رئيسية، بدأت بـ”نور الوحي” مع المالد الإماراتي الذي يرمز لبزوغ فجر جديد مع قدوم النبي ﷺ، يليه “نور الأخوّة” حيث انسجمت أصوات المالد الإماراتي مع المولد المغربي في احتفاء بالأخوّة وقوة الوحدة، مروراً بفصل يحمل عنوان “نور الرحمة” التي أدت خلاله فرقة المولد المغربية مدائحاً لرحمة النبي ﷺ، تلاها فصل “نور المعرفة” والتي أدته هند حمدان التي روت شوق الساعي للمعرفة واليقين، ثم قدمت بوجا غايتوندي فصلاً بعنوان “نور الإيمان” بأنغام القوالي التي تلامس الروح، ليختتم العرض بأغنية مؤلفة بعنوان “درب النور” تؤديها فرقة موسيقية محلية.
وشهد المعرض المرافق للجائزة، والذي يُقام تحت عنوان “حين تشرق الشمس في الأفق”، حضور سمو الأمير رحيم آغا خان.
ويضم المعرض 60 عملاً فنياً فريداً في فنون الخط والتذهيب والشعر والفن المعاصر، ويقدم للزوار وعشاق الفن الإسلامي تجربة تفاعلية غامرة، تجسد قدرة الفن الإسلامي على المزج بين أساليب التعبير الكلاسيكية وروح الإبداع الحديث بتناغم فريد.وام