مواقع دبي الأثرية.. كنوز حضارية وتاريخ عريق
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
دبي (الاتحاد)
تمتلك دبي أكثر من 17 موقعاً أثرياً مهماً، تعكس جوهرها الغني وتاريخها العريق وتراثها الأصيل، حيث ساهمت أعمال المسح الأثري التي شهدتها الإمارة على مدار فترة زمنية طويلة بالكشف عن العديد من المواقع المهمة، ومن بينها «ساروق الحديد الأثري»، و«الصفوح الأثري»، و«جميرا الأثري»، و«العشوش الأثري»، وغيرها من المواقع التي ترجع في تاريخها لعصور مختلفة، ما يؤكد امتلاك الإمارة لجذور حضارية قديمة تمتد لأكثر من 300 ألف سنة، تبدأ من العصر الحجري القديم الأسفل (1.
«ساروق الحديد»
تمثل مواقع دبي الأثرية التي تشرف عليها هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، مصدراً مهماً للمعرفة سواء للباحثين أو الجمهور، وشهادة حية على تنوع نسيج المنطقة الثقافي، حيث تعكس «الهيئة» من خلالها التزامها بمسؤولياتها الثقافية الهادفة إلى صون التراث المادي وغير المادي، لضمان استمرارها في تعريف الأجيال القادمة بأهمية دبي التاريخية وعمقها الثقافي، ومكانتها على خريطة التراث العالمي.
ويتربع «ساروق الحديد الأثري» (2600 - 550 قبل الميلاد) الذي اكتشف عام 2002 على رأس قائمة مواقع دبي الأثرية، حيث يعتبر واحداً من أغنى المواقع الأثرية الواقعة في الجزء الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة العربية، ويعتقد أنه كان أحد المراكز الرئيسة لصهر المعادن خلال العصر الحديدي، وخلال أعمال التنقيب التي شهدها الموقع تم العثور على آلاف القطع الأثرية النادرة، ومن بينها أوانٍ برونزية وفخارية وحجرية، وأسلحة كالخناجر والسيوف والفؤوس والسهام البرونزية والحديدية، إلى جانب العديد من القطع الذهبية والفضية الفريدة، وغيرها.
«العشوش الأثري»
يُعد موقع «العشوش الأثري» (الألف الثالث قبل الميلاد)، من المواقع الأثرية الفريدة التي اكتُشفت في المناطق الداخلية الصحراوية التابعة لدبي، ويعتبر من أوائل الأدلة على انتشار المستوطنات السكانية في المناطق الصحراوية البعيدة عن شاطئ الخليج العربي. ويضم موقع «القصيص الأثري» (2500-550 قبل الميلاد) الذي اكتُشف في سبعينيات القرن الماضي، مستوطنة كبيرة تعود إلى العصرين البرونزي والحديدي، إلى جانب مقبرة تشتمل على نحو 120 مدفناً فردياً وجماعياً، والمئات من القطع الأثرية مثل الأسلحة المعدنية والأواني الفخارية والحجرية والحلي والخرز والأصداف ونماذج لثعابين مصنوعة من البرونز.
ويحتوي موقع «مرغم الأثري» (1300 - 600 قبل الميلاد) الذي اكتُشف خلال العام الماضي، على مقبرة أثرية تأخذ الشكل شبه الدائري، وتشبه في تصميمها المعماري المقابر الأثرية التي ترجع لفترة عصر حفيت (3200-2500 قبل الميلاد)، وتضم المقبرة غرفة دفن واحدة بطول 1.60 متراً وبعرض يصل إلى 0.96 متراً، واكتشف داخلها هيكل عظمي مسجى ومحاط بعدد من القطع الأثرية أو الهدايا الجنائزية، ومن بينها زبدية من الحجر الصابوني، وبعض القطع الخام من حجر الصوان وكوب صغير مصنوع من البرونز، إضافة إلى 10 رؤوس سهام من البرونز.
مواقع منطقة حتا
تشمل القائمة مجموعة مواقع في منطقة حتا، حيث أسفرت أعمال المسح الأثري التي شهدها موقع «مدافن جبل اليمح في حتا» (2500 - 1300 قبل الميلاد)، عن توثيق وتسجيل 84 مدفناً أثرياً تنتشر تحت سفح جبل اليمح، ضمن مجموعات تقع على مقربة من بعضها، وجميعها مشيدة من كتل من الحجر المحلي، وتمتاز بنمطها المعماري الخاص الذي ينتمي إلى عصور حضارات حفيت، وأم النار، وحضارة العصر الحديدي، وعثر فيها على بقايا أواني الفخار والأصداف المزخرفة والخواتم النحاسية، وتم حتى الآن ترميم نحو 29 مدفناً أثرياً بها. وتضم منطقة حتا مواقع أثرية تعود إلى العصر الإسلامي المتأخر (القرن 17 - بداية 19 الميلادي)، وتمثل حقبة مهمة في تاريخ دبي القديم والمعاصر، ومن أبرزها: مواقع «سهيلة الأثرية»، كما يكشف تصميم مباني هذه المواقع عن طبيعة نظام الحياة الاجتماعية الذي كان سائداً في ذلك الزمن.
«الصفوح الأثري»
موقع «جميرا الأثري - العصر الإسلامي» (900-1800 ميلادية) الذي اكتُشف عام 1969، فيرجع بتاريخه إلى عصر الخلافة العباسية، ويضم بقايا مدينة إسلامية قديمة تعكس بمظاهرها ازدهار الحضارة الإسلامية خلال العصر العباسي (القرن العاشر)، ويضم 12 مبنى أثرياً، تسعة منها سكنية، إضافة إلى الخان والمسجد والسوق، وتميزت المباني بعمارتها الإسلامية والزخارف الجصية الهندسية والنباتية التي كانت تزين الواجهات والأبواب والنوافذ، ويبرز هذا الموقع الدور الحيوي الذي امتازت به منطقة جميرا على الطريق التجاري ما بين عُمان وشبه الجزيرة العربية وبلاد الرافدين والشرق الأقصى.
في حين يضم موقع «الصفوح الأثري» (2500-2000 قبل الميلاد) الذي اكتُشف عام 1988 بقايا مستوطنة تعود في تاريخها إلى حقبة الألف الثالث قبل الميلاد، وخلال أعمال التنقيب الأثري التي شهدها الموقع ما بين 1994-1995، تم اكتشاف 3 مدافن محفورة في الأرض تعود إلى فترة «حضارة أم النار»، وعُثر فيها على العديد من الهياكل العظمية والقطع الأثرية من أسلحة نحاسية وأوانٍ حجرية وفخارية، والعديد من حبات الخرز وأصداف وختم أسطواني.
«القرية الإسلامية»
يعتبر «موقع وادي جيما» أحد أهم المواقع الأثرية المكتشفة في منطقة حتا، وهو عبارة عن قرية إسلامية سكنية زراعية تعود إلى الحقبة الإسلامية المتأخرة، وتتألف من مبانٍ سكنية ومدرجات زراعية فريدة من نوعها تحتوي على شبكة من قنوات الري المعقدة، وتكمن أهمية هذا الموقع في طبيعة عناصره المعمارية وجمعه بين البيوت والمدرجات الزراعية الكبيرة، وكذلك هندسته القيمة المتمثلة في جدران الدعم والحماية والسدود التي كانت مخصصة للتحكم في مياه الأمطار، وتشمل قائمة المواقع الأثرية في منطقة حتا، «القرية الإسلامية» والتي تعتبر نموذجاً يكشف عن أسلوب حياة بعض سكان حتا إبان العصور الإسلامية المتأخرة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: دبي التراث التراث العالمي الإمارات دبي للثقافة المواقع الأثریة القطع الأثریة قبل المیلاد منطقة حتا تعود إلى
إقرأ أيضاً:
متابعة نسب الانتهاء من مشروع تطوير المنطقة الأثرية للأهرامات
قام اللواء أ. ح دكتور خالد فودة مستشار رئيس الجمهورية للتنمية المحلية ورئيس اللجنة العليا لإدارة مواقع التراث العالمي، و الدكتورة هالة السعيد مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الإقتصادية، والمهندس عادل النجار محافظ الجيزة، واللواء عمرو عبدالمنعم مساعد مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمراني، والدكتور محمد إسماعيل أمين المجلس الأعلى للآثار، واللواء عاطف مفتاح المشرف على مشروع المتحف المصرى الكبير وهند عبدالحليم نائب محافظ الجيزة والمهندس محمد أبو سعدة رئيس جهاز التنسيق الحضاري والدكتور عبدالله الشريف مساعد مستشار رئيس الجمهورية للتنمية المحلية بجولة تفقدية لبحث الإستعدادات النهائية والتنسيق لتلافى أية ملاحظات أو معوقات بأعمال تطوير المنطقة الأثرية لأهرامات الجيزة تمهيدا للإفتتاح التجريبى لأعمال التطوير.
وخلال الجولة نقل اللواء/ خالد فودة تحيات رئيس الجمهورية للحضور من المسؤلين والقائمين على الأعمال وحرص سيادته على تحقيق أقصى إستفادة من أعمال التطوير لتحقيق نقلة نوعية لمنطقة أهرامات الجيزة وتحويلها لمنطقة جذب سياحى مستدام.
وبحث مستشار رئيس الجمهورية مع الحضور خطط العمل الخاصة بكل جهة خلال المرحلة القادمة و الأدوار والمهام الخاصة بكل منها، مؤكدا على ضرورة الإلتزام بأعلى معايير الجودة وتكثيف الجهود والمتابعة الدورية ميدانيا لسرعة إنتهاء كل جهة من الأعمال الموكلة لها.
من جانبه أوضح المهندس عادل النجار محافظ الجيزة موقف أعمال التطوير الجارية بمحيط المنطقة الأثرية والمتحف المصرى الكبير ، حيث إستعرض المحافظ نتائج الأعمال بالمحاور والطرق المؤدية لمزارات المنطقة والتى تضمنت محورى المريوطية والمنصورية والطريق السياحى وطريق الفيوم وتحسين الرؤية البصرية للطريق الدائرى القوس الشمالى والجنوبى وطريق مصر إسكندرية الصحراوى، ورفع كفاءة طريق كفر الجبل ومشروعات الإسطبلات الحضارية.
كما أكد المحافظ على إنتظام أعمال رفع كفاءة المبانى والمنشأت الخاصة بالتنسيق مع الجهات المسئولة موجها نائب المحافظ بسرعة التنسيق مع مختلف الجهات المعنية للإنتهاء من القطاعات المتبقية إستعدادا للتشغيل التجريبى والتنسيق مع رئيس حى الهرم لتلبية متطلبات الشركة القائمة على أعمال تطوير المنطقة الأثرية والخاصة بإعداد الكشوفات الخاصة بتسكين المناطق التجارية والإستثمارية والتنبيه على عدد من المنشأت الخاصة المحيطة بالمنطقة الأثرية بسرعة الإنتهاء من أعمال التطوير الخاصة بها مع الإلتزام بالتناسق مع أعمال تطوير المنطقة الأثرية.
كما حرص الحضور على خوض تجربة شاملة للمسارات المقترحة للرحلات الخاصة بالأفواج السياحية والزائرين للمنطقة الأثرية تضمنت المدخل المستجدث للمنطقة الأثرية والإستقبال ومحطات الأتوبيسات الكهربائية والمسارات الخاصة بها، مرورا بساحات البانوراما والمناطق التجارية والإستثمارية والمداخل الخاصة بمزارات المنطقة الأثرية ومنطقة التريض.
وإستمع الحضور لشرح من مسئول الشركة المنفذة للأعمال حول مراحل العمال ونسب الإنتهاء والبرامج الزمنية الموضوعة للجوالات وخطوط السير الخاصة بها.
رافق الحضور خلال الجولة مسئولي وزارات السياحة والآثار، والتخطيط والداخلية والتنمية المحلية والنقل وشركة اوراسكوم بيراميدز المسئولة عن إدارة وتشغيل المنطقة الأثرية بالأهرامات بجانب الدكتور وائل شعبان رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب المحافظ و طه عبد الصادق رئيس حى الهرم و عزة وهدان مدير إدارة السياحة بالجيزة.