رئيس “الموساد” الأسبق: وقت الأسرى في غزة ينفد.. و”إسرائيل” لا يمكنها القضاء على حماس
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
الجديد برس:
أكد الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي “الموساد”، داني ياتوم، أن “الوقت ينفد” بالنسبة للأسرى الإسرائيليين الموجودين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وفي دلالةٍ على ضيق الخيارات المتاحة للاحتلال في غزة، حيث تحقق المقاومة الإنجازات المتلاحقة، شدد ياتوم على “استعداده لفعل كل شيء (من أجل إعادة الأسرى)، بما في ذلك ما تطالب به حركة حماس في المفاوضات”.
وفي حديث إلى القناة “الـ13” الإسرائيلية، أوضح ياتوم أن إعادة الأسرى الإسرائيليين أمر “ذو أهمية كبيرة”، مضيفاً أنها “تفرض على إسرائيل وقف القتال في مرحلة معينة”.
وأقر الرئيس الأسبق لـ”الموساد” بأن “إسرائيل” ستفشل في تحقيق أهدافها من الحرب على غزة، مشيراً إلى أن القطاع “سيبقى على ما هو عليه”.
في هذا الإطار، شدد ياتوم على أن “إسرائيل، ولو بقيت عدة أشهر أخرى في قطاع غزة، وعملت من فوق الأرض وتحتها، لن تنجح في قتل كل مقاتلي حماس، بل ولا حتى أغلبيتهم”.
وأضاف أن “إسرائيل لن تنجح أيضاً في تدمير كل البنى التحتية (للمقاومة) في القطاع، ولا حتى أغلبيتها”.
وتطرق الرئيس الأسبق لـ”الموساد” في حديثه إلى إطلاق المقاومة، وتحديداً كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الصواريخ على “غوش دان” و”تل أبيب”.
وفيما يتعلق بهذا الشأن، أكد ياتوم أنه “لم يتفاجأ من ذلك، لأنه يعرف، وكأي أحد آخر، أن حماس لا تزال تتمتع بالقدرة على إطلاق الصواريخ”، ليأتي هذا الإقرار في اليوم الـ233 من “طوفان الأقصى”.
في السياق نفسه، علق متان فلنائي، نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، على نجاح المقاومة بقصف منطقة الوسط، مؤكداً أن “حماس لا تزال موجودةً، ولا يوجد شيء اسمه القضاء على حماس”.
ووصف فلنائي، في مقابلة مع قناة “كان” الإسرائيلية، الحديث عن القضاء على حماس بـ”الكلمات الفارغة، التي سنتحدث عنها (في “إسرائيل”) بتوسع، لكنها جزء من الظواهر التي ينبغي علينا تحملها”.
بالتوازي، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن إطلاق الصواريخ على مركز كيان الاحتلال “يفاجئ إسرائيل على خلفية الصورة الاستخباراتية المقدمة من خلال التقارير العسكرية”.
وأكدت أن حماس “في الاختبار الاستراتيجي خططت لخط دفاعها في رفح بطريقة قوية وبصورة مدهشة”، موضحةً أن الصواريخ انطلقت من بُعد أمتار قليلة فقط من وجود القوات الإسرائيلية، شرقي رفح، جنوبي قطاع غزة.
وجاءت هذه التصريحات بعد إعلان المتحدث باسم كتائب القسام، أبي عبيدة، ليل السبت – الأحد، تنفيذ عملية أسر جديدة، بحيث أوقع المقاتلون جنوداً إسرائيليين من القوات الخاصة بين أسير وقتيل وجريح، في عملية مركبة في جباليا، شمالي قطاع غزة، واستهداف وسط كيان الاحتلال بالصواريخ، الأحد.
كما تأتي بعد تحذير كتائب القسام من أنّ “الوقت ينفد” بالنسبة للأسرى الإسرائيليين في القطاع، الذين “يقتلهم جيشهم بأوامر من رئيس حكومتهم، بنيامين نتنياهو”، بالتزامن مع الاحتجاجات الضخمة التي نظمها المستوطنون الإسرائيليون ضد نتنياهو مطالبين بإبرام صفقة تبادل أسرى.
وتواصل المقاومة في غزة تحقيق الإنجازات في غزة، موثقةً عملياتها النوعية في مشاهد تثبت تحقيق إصابات مؤكدة، في مقابل المزاعم الإسرائيلية والرقابة المشددة التي تفرض التكتم على الخسائر الفادحة في العديد والعتاد.
https://www.aljadeedpress.net/wp-content/uploads/2024/05/كتائب-القسام-تستدرج-قوة-إسرائيلية-إلى-نفق-وتقتل-وتأسر-وتصيب-جميع-أفرادها-فيديو.mp4المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: کتائب القسام قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
هل تعلم الأمريكيون شيئا بعد عقدين من الحروب؟
في الفصل السادس والأربعين من كتاب الحرب لبوب وودورد، ذكر المؤلف حوارات وزير الخارجية الأمريكي مع الحكام العرب وكيف أنهم باعوا القضية وطلبوا القضاء على حماس، وهو ما ناقشه كثيرون ممن علقوا على الكتاب.
لكن نقطة أخرى لفتت نظري لم أقرأ لأحد ناقشها من قبل، وهي في حوار بلينكن مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد ورئيس الوزراء محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. بعد النقد لما قامت به حماس والحديث عن ضرورة تركها لقطر -وأظن أن هذا كان محاولة لاحتواء غضب الزائر الأمريكي القادم المنحاز تماما للكيان- قال الأمير "حماس أخبرتنا أنهم سيفرجون عن بعض الأسرى، بعض الأسرى معهم وبعضهم مع جماعة الجهاد الإسلامي". دُهش بلينكن من كلام الشيخ تميم، فهو لم يتصور أن حماس ستفرج عن الأسرى أو أن عندها استعداد لهذا بالأساس.
استمر الأمير في حديثه عن ضرورة وقف القصف الجوي لعدة ساعات حتى يمكن إطلاق سراح بعض الأسرى، وأن حماس ستطلب شيئا بالمقابل، لكن حماس عندها رغبة في الإفراج عن الأسرى.
هذا الجهل الشديد بثقافة الشعوب العربية وطريقة تفكيرهم يعد مشكلة كبيرة في السياسة الخارجية الأمريكية، ومن الجدير بالذكر أيضا أن هناك حالة مماثلة بالجهل الشديد لدى السياسيين الأمريكيين بالثقافة والأوضاع الداخلية في بعض البلدان الكبرى كالصين والهند مثلا، لكن الجهل بأوضاع العرب أكثر خطورة
نقطتان هامتان في حوار بلينكن مع الأمير تميم:
1- كان الأمير تميم يتحدث والشاشة تعرض صور الدمار في غزة، وهي لفتة مهمة لأنه قال للأمريكيين بصورة غير مباشرة إن سلاحهم الذي يعطونه للكيان يستخدم في تلك الجرائم. نتنياهو حين التقى بلينكن قام بفعل مماثل، حيث عرض صور الأماكن التي تضررت في غلاف غزة وجثث القتلى وغيرها.
2- اندهاش بلينكن من قول الأمير تميم أن حماس تريد الإفراج عن بعض الأسرى مقابل مطالب لها. هذا الاندهاش نفسه كان غريبا، هل كان يتوقع أن حماس ستأخذ هؤلاء الأسرى لاستعبادهم مثلا؟ هل كان يرى أن هؤلاء سيصبحون عبيدا وإماء في غزة؟ إن اندهاش بلينكن من هذا الكلام يدل على جهل شديد بطريقة تفكير العرب وحركات المقاومة تحديدا، وهو أمر له عواقبه الكارثية على الأمريكيين قبل غيرهم.
نعلم أن الصراع بين الأمريكيين والعرب كان مستمرا لعقود، فمنذ استقلال الدول العربية دخل الأمريكيون في صدامات سياسية مع بعضها، كصدامهم مع مصر في عهد جمال عبد الناصر، بل قتالهم بأنفسهم ضد مصر في عهد السادات، ثم حربهم ضد العراق عام 19991 ثم احتلال العراق نفسه عام 2003. لكن الصراع أخذ منحى آخر حين قام بعض العرب عام 2001 بتنفيذ هجمات 11 أيلول/ سبتمبر الدموية التي راح ضحيتها قرابة ثلاثة آلاف من المدنيين. وكان من المفترض أنه في تلك الفترة، خاصة بعد حرب العراق، قد تكونت لدى الأمريكيين صورة واضحة عن العرب وثقافتهم، وطريقة تفكيرهم، وتعاملهم مع الأزمات، خاصة الأزمات الخارجية وتعاملهم مع أعدائهم. أكثر من عقدين مرّا منذ عام 2001، ولا زالت نظرة الأمريكيين للعرب كما هي، أعراب أجلاف لا يفقهون شيئا ويحسدونهم على طريقة حياتهم، كما قال الرئيس جورج بوش ذات مرة في أحد خطاباته!
إن هذا الجهل الشديد بثقافة الشعوب العربية وطريقة تفكيرهم يعد مشكلة كبيرة في السياسة الخارجية الأمريكية، ومن الجدير بالذكر أيضا أن هناك حالة مماثلة بالجهل الشديد لدى السياسيين الأمريكيين بالثقافة والأوضاع الداخلية في بعض البلدان الكبرى كالصين والهند مثلا، لكن الجهل بأوضاع العرب أكثر خطورة، فالسياسيون وأصحاب القرار في البيت الأبيض والكونغرس وغيرهما لديهم معرفة شديدة السطحية بما يريده العرب.
صحيح أنهم يلتقون بالحكام العرب كثيرا في الزيارات والاجتماعات المختلفة، لكن الأمريكيين يعرفون أيضا أن كثيرا من الحكام العرب لا يعكسون التطلعات الحقيقية لشعوبهم
صحيح أنهم يلتقون بالحكام العرب كثيرا في الزيارات والاجتماعات المختلفة، لكن الأمريكيين يعرفون أيضا أن كثيرا من الحكام العرب لا يعكسون التطلعات الحقيقية لشعوبهم. في نفس الكتاب ونفس الفصل ذكر المؤلف أن حكام العرب الذين يرغبون في القضاء على حماس لا يقولون ذلك علنا خشية شعوبهم، وبالتالي فالأمريكيون يعرفون مدى الاختلاف في وجهات النظر بين الحكام والشعوب العربية. ورغم كل هذا، يستمر الأمريكيون في السير على عماهم مستمعين لنصائح الحكام والمستشارين العرب، وهو ما يجعل العداء لهم أكثر تجذرا وأشد رفضا كلما مر الوقت.
مر عقدان قتل فيهما الآلاف وشرد فيهما الملايين، تعرضت فيهما الولايات المتحدة لهزيمتين مذلتين في العراق ثم أفغانستان، ورغم هذا كله، يصر المسؤولون الأمريكيون على جهلهم وتصورهم الخاطئ والوهمي عن العرب. بدون وجود تصور سليم وحقيقي عن العقلية العربية وطريقة تفكيرها، وسواء رضي الحكام العرب أو لم يرضوا، فيبدو أنه لا زال أمامنا طريق طويل حتى يدرك الأمريكي أن العرب لهم إرادة نافذة، وأن حق الفلسطينيين لا بد أن يعود إليهم، عاجلا أو آجلا، وكلما تأخرت عودة هذه الحقوق كلما زاد الثمن الذي يدفعه الأمريكي نظير ظلمه وطغيانه.