صحيفة البلاد:
2025-01-22@19:29:38 GMT

كي تكتب.. عليك أن تجرِّب

تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT

كي تكتب.. عليك أن تجرِّب

لا يمكن لكاتب مارس التأليف والكتابة ولم يُسأل عن كيفية كونه أصبح كاتبًا، رغم اختلاف الإجابات كعليك أن تقرأ كثيرًا، أو أن تتدرب على الكتابة وغيرها من الأساليب، إلا أنه يمكن لأي شخص أن يكون كذلك، نعم فرغم غرابة الإجابة إلا أنه يمكنك عزيزي القارئ في لحظةٍ ما تصبح كاتبًا تمارس التأليف وقد يشار إليك بالبنان، فعلى خلفية مقال كتبته المؤلفة أرسولا ك.

لي جوين ، تحدثت فيه عن هذا الأمر بشرط أن تكون روحك منفتحة لهذا الأمر، فحين تكون الروح منغلقة لا يمكنك ممارسة شيء واقتبس من مقالها ما قالت فيه: “يمكن للروح المنغلقة أن تمر بالحروب وتخوض مغامرات أهلية أو تذهب رحلة إلى القمر لكن ليس لديها ما تكتبه عن هذه “التجارب”، في حين أن الروح المنفتحة يمكنها أن تفعل المعجزات دون شيء”، ثم استشهدت بتجربة الشقيقات آن و اميلي وشارلوت برونتي اللائي قضين حياة مملوءة بالقسوة والفقر وحرمان من أبسط مقومات الحياة كالتعليم أو الخروج كون والدهما قسيس مخلص يسكن الريف الإنجليزي فنشأن في شظف من الحياة والبؤس، لكنهن مع ذلك قمن بتأليف أعظم أعمال الأدب الكلاسيكي الإنجليزي، برواية “نزيل قاعة ويلدفن” لآن، و”مرتفعات ويذرنغ” للشقيقة إميلي وأخيرًا الرواية التي تحبها أمي كثيرًا وتساعدها كثيرًا في التعافي كلما قرأتها رواية “جين آير” لشارلوت برونتي، كذلك الكاتب محمد شكري الذي تعلم القراءة والكتابة في سن متأخرة إلا أنه كتب أول عمل له المتمثل في رواية “الخبز الحافي”، فرغم جرأة العمل وشعور من قرأها بالاشمئزاز، لكنها تنصف الأفضل على العديد من الروايات التي كُتبت على يد مؤلفين درسوا في سن مبكرة.

وهذا ما تحدثت عنه أرسولا في مقالها، أن التجربة هي من تجعل الكاتب يكتب، ولا يكاد كاتب قام بتأليف رواية أو قصة إلا وأسقط عليها تجربته الخاصة، ففي تحفة ليو تولستوي “آنا كارنينا” وضع أن أحد شخصيات الرواية الرئيسية كان ارستقراطيًا لكنه يشارك العمال في فلاحة الأرض والجلوس معهم، فيما ذكر النقاد أنه يتحدث عنه نفسه لأنه كذلك في حياته الواقعية، وفيما كنت اقرأ للأديب غازي القصيبي -رحمة الله- قصص “حكاية حب” و “رجل جاء ورحل” و “الزهايمر” كنت أشعر أنه -رحمه الله- كان يريد إيصال رسالة ما، ومن خلال البحث قرأت ذات مره أنه كان يقصد نفسه، وقد سبقته الكاتبة العظيمة آجاثا كريستي التي وضعت تجربتها في آخر عمل لها وكأنها تودع جمهورها من خلال رواية ” الأفيال لا تنسى”.

لذلك ليس عليك أن تجتهد وتبحث لأجل أن تكتب أيها القارئ، فقط عليك أن تمسك بقلمك وتطلق لنفسك العنان، لا تتوقف عن الكتابة حتى لو كان الأمر يزعجك، لأنك حينها ستخرج أجمل ما في جعبتك من إبداع.

@i1_nuha

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

شيخة الجابري تكتب: المرأة.. مقاربة زمنية

تختلف حياة اليوم عن حياة الأمس في كافة تفاصيلها، فالمرأة التي تجذب المياه من «الطويان» قديماً تختلف عن المرأة التي تصلها المياه اليوم عبر أحدث التقنيات والأدوات التي تسهل الحياة، والمرأة التي كانت تحمل ابنها معها طفلاً صغيراً أينما تذهب إن لم يكن لديها من يشرف عليه في المنزل، ليست هي التي تحيط بها العاملات المنزليات من كل جانب، والمرأة التي كانت تطبخ وتنظف وترعى الأغنام وتجلب الحطب، ليست هي التي تجلس اليوم أمام الكمبيوتر وبضغطة زر يصلها ما تريد.
لقد اختلف الزمان وشكل الأماكن ولون الحياة، هناك أمهات حرصن على أن ينقلن تجاربهن في الماضي بخاصة في تربية الأبناء، والتواصل مع الأهل والأرحام، وعدم الانقطاع عن الجار، والتمسك بالقيم والأخلاق الطيبة النبيلة كالعفو والتسامح ومحبة الآخر، فأخذتها البنات وكانت لهن نهج حياة.
وهناك نساء لم يسعفهن الوقت لنقل تجاربهن لظروف مختلفة، كما لم تسعَ البنات لاتباع نهج الأمهات، من هنا نستطيع القول، إن تجربة المرأة قبل التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي شهدها العالم من حولنا، وعشناها كذلك من الصعب تكرارها لاختلاف الوقت والظروف، ولذا فإننا نرى اليوم العديد من النساء اللائي طرقن مجالات متنوعة من الأعمال عززت من حضور المرأة أكثر ومكّنتها في عديد من المواقع.
ولذا وفي غمرة الانشغال التي أخذت المرأة إلى مناطق أبعد عن منزلها وأسرتها، فإن عليها مسؤولية كبيرة في الاقتراب من العالم الذي خلّفته وراءها حين كانت هي المسؤولة والمربية والشريكة في الإنتاج كذلك، وعليها الاقتداء والتأسي بالنساء الأوائل، والتعلم والاسترشاد بالطرق السليمة التي أوجدنها في سبيل تربية الأبناء ليكونوا صالحين، وقادرين على مواجهة تحديات المستقبل بالإصرار والعزيمة والصبر.
من هنا فإن المقاربة بين الأدوار المتعددة والمهن المختلفة التي كانت تمارسها المرأة في مجتمعنا، وتلك التي تقوم بها اليوم في عصر التطور والانفتاح التقني والذكاء الاصطناعي وريادة الفضاء، كل ذلك يؤكد أهمية النساء للمشاركة في بناء الأوطان، وهذا ما فعلته الدولة حين فتحت الآفاق لبناتها ليبدعن، ويمارسن الأدوار الجديدة المطلوبة منهن، والتي لا تقل أهمية عمّا كانت تقوم به الجدات والأمهات في زمن مضى.
إنها فقط سيرورة الأيام وتحولات الزمن، وتطورات العالم المتسارع، ومتطلبات العصر الحديث وتعدد فرص ومجالات الأعمال، وتنوع مصادر الدخل التي برعت المرأة في اللحاق بها اتكاءً على إرثٍ عميق وضارب في الأصالة.

أخبار ذات صلة شيخة الجابري تكتب: المصطلح المخيف شيخة الجابري تكتب: مبادرات الشيخة هند الاجتماعية

مقالات مشابهة

  • هند عصام تكتب: الملكة نيت حتب
  • كيف تتجسس شاشات التلفزيون عليك؟ وكيف يمكن الحد من ذلك؟
  • مدحت صالح: رجال الشرطة ضحوا كثيرًا لإحلال الأمان والاستقرار
  • «الفراولة المصرية».. قصة نجاح تكتب بـ 335 مليون دولار
  • خبير: المحكمة الدستورية سوف تتدخل في كثير من الأوامر التنفيذية لترامب
  • خبير: المحكمة الدستورية ستتدخل في كثير من الأوامر التنفيذية لترامب
  • رداً على تهديد ترامب باستعادة القناة..بنما: بنمية وستظل كذلك
  • لو كنت قليل الحيلة.. ردد 6 كلمات ينصرك الله ويفتحها عليك فتحا عجيبا
  • بشير التابعي : مصطفي شلبي تطور كثيرًا مع الزمالك
  • شيخة الجابري تكتب: المرأة.. مقاربة زمنية