علي الدرواني
من نافلة القول إن خطاب قائد “الثورة” السيد عبدالملك الحوثي الأسبوعي، والذي أعلن فيه عن تدشين المرحلة الرابعة من التصعيد في مواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر والمتصاعد على قطاع غزّة ووصول القوات المسلّحة اليمنية إلى البحر المتوسط هذا الأسبوع بعمليتين، كان خطابًا استثنائيًا ومهمًا، على الأقل لتزامنه مع قمة عربية عادية في ظروف استثنائية.


كان يفترض بالأنظار أن تتّجه يوم الخميس قبل الماضي إلى البحرين لمتابعة القمة العربية الثانية التي تنعقد، في ظلّ التصعيد الإجرامي والوحشي للعدو الإسرائيلي المدعوم من الغرب بقيادة واشنطن، لكن شيئًا من ذلك لم يحدث، ولم يكن هناك أدنى تعويل على القمة العربية في المنامة لإنقاذ الشعب الفلسطيني، أو اتّخاذ موقف أكثر حزمًا لا سيما بعد الاجتياح الصهيوني لمعبر رفح من الجانب الفلسطيني.
لم يكن غريبًا أن أحدًا لم يستمع باهتمام لما نتج عن القمة العربية الاعتيادية في المنامة، والتي انعقدت في ظروف استثنائية تمر بها المنطقة عمومًا، والقضية الفلسطينية خصوصًا، نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من سبعة أشهر، في قمة اجتمع فيها أكثر من عشرين زعيمًا عربيًا، بعيدًا عن حديث الزعماء عن لازمة حفاوة الاستقبال والشكر على كرم الضيافة، لم نسمع إلا تكرارًا للإدانة اللفظية للعدوان الإسرائيلي، مع التأكيد على استمرار عمل اللجنة العربية الإسلامية المشتركة التي تشكلت من قمة الرياض العربية الإسلامية، وإحياء ما يسمى بالمبادرة العربية للسلام التي قدمتها الرياض في قمة بيروت في العام 2002م.
الإدانة اللفظية، بصيغتها هذه، لم ترقَ إلى بيان طابور الصباح لطلاب إحدى المدارس في القرى اليمنية، ولا حتّى لتحركات طلاب الجامعات الغربية في أوروبا وأمريكا، وقد سمعنا بيانات أكثر شدة من منظمات دولية وإنسانية، لكنّها غير مناسبة أن تصدر من دولة عربية، فضلًا عن قمة عربية.
الجديد هذه المرة هو التحضير العربي لمؤتمر دولي للدعوة للسلام، والمطالبة بقوات حفظ سلام دولية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهي بطبيعة الحال مشروطة بموافقة أمريكية، ستسمح واشنطن بعقد مؤتمر دولي للسلام، لكنّها لن تسمح بأي قرارات تضر بالكيان، ستسمح بمناقشة إرسال قوات دولية، لكنّها ستفرض شروط هذه القوات وطبيعة عملها، بمعنى أن هذه التحركات ستبقى تحت السقف الأمريكي، ولن تعجز واشنطن عن استخدام الفيتو، في وجه أي قرار لا يتناسب وسياستها الداعمة للكيان المؤقت.
لم يكن العرب بحاجة للاجتماع في المنامة، لأنهم أصلًا في منامة طويلة، ولا يريدون الاستيقاظ منها، ولو كانوا مستيقظين لما صمتوا أمام هول المجازر في غزّة والمقابر الجماعية ونداءات الثكالى والأطفال، لو لم يكونوا في منامة، لسمعوا صوت المرأة الفلسطينية وهي تقول أين العرب؟ لماذا تركونا؟ هل لا تزال لديهم عروبة؟ أين المسلمون؟ هل لا يزال لديهم إسلام؟
العرب في منامة فعلًا، ولا أدل على ذلك من حضور المدعو رشاد العليمي، والذي يُراد له أن يمثل الشعب اليمني، وفي الوقت نفسه هو يدين العمل اليمني الداعم لغزّة، بعمليات عسكرية يقر الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني بفعاليتها ونجاعتها وتأثيراتها المتصاعدة على اقتصاده.
من المفارقات الصارخة، في كلام المسخ العليمي، أنه يشيد بما أسماها “الدبلوماسية والتضامن المشترك” في وجه العدوّ الإسرائيلي، بينما يطالب بـــــ”الردع” ضدّ صنعاء التي أثبتت أنها العاصمة العربية الوحيدة التي تقف إلى جانب فلسطين بكلّ الوسائل المتاحة، شعبيًا ورسميًّا وعسكريًا.
من حسن حظ شعبنا أن التاريخ لن يسجل قيادته الثورية في صنعاء اليوم في جوقة الزعماء العاجزين المتخاذلين المتآمرين على أهلنا في غزّة وعلى القضية الفلسطينية، بل سيسجل في قائمة الشرف والعزة والنخوة والشجاعة، وهو يخوض غمار التحدّي ويضرب سياجات الحظر على السفن البحرية والملاحة التابعة لثلاثي الشر الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني، في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي، واليوم في البحر المتوسط.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: فی المنامة

إقرأ أيضاً:

زيارة أممية لمواقع الآليات التشغيلية التي استهدفها العدوان الإسرائيلي بميناء الحديدة

واطلع الفريق الأممي ومعه وزير النقل والأشغال العامة محمد عياش قحيم، وعضو الفريق الوطني بلجنة إعادة الانتشار اللواء محمد القادري، ورئيس مؤسسة موانئ البحر الأحمر زيد الوشلي، وضابط الارتباط بلجنة دعم اتفاق الحديدة، على الكرين العائم والكرينات الجسرية واللنشات البحرية الخاصة بقطر السفن، التي طالها القصف الإجرامي الذي أدى إلى خروج البعض منها عن الخدمة والغرق في البحر.

واستمع الفريق الأممي من المختصين في الميناء، إلى شرح حول هذه الجريمة وتبعاتها على الوضع التشغيلي للميناء، ومدى الالتزام بمعايير الأمم المتحدة والإجراءات المتعلقة بخلو الموانئ من أي مظاهر عسكرية، خصوصا وأنها تخضع للرقابة من قبل بعثة الأمم المتحدة، وثلاث دوريات ميدانية.

وأكد وزير النقل والأشغال أن القوانين والتشريعات الدولية المتصلة بهذا الجانب تجرم بشكل واضح استهداف المدنيين والمنشآت المدنية.

وطالب بعثة الأمم المتحدة بالاضطلاع بدورها ومسؤولياتها وفق قرار ومهام تشكيلها، وإدانة تكرار العدوان الإسرائيلي على موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، ورفع تقرير للبعثة عن حجم الأضرار والانتهاك السافر، الذي تعرضت له هذه المنشآت الحيوية.

كما أكد الوزير قحيم، أن الأمم المتحدة تتحمل المسؤولية الكاملة لعدم قيامها بدورها تجاه هذه التداعيات الكارثية، والأضرار التي تمس مصالح الشعب اليمني، كون هذه المرافق الحيوية منشآت مدنية تقدم خدماتها لملايين اليمنيين.

وأشار إلى أن الكيان الصهيوني المتغطرس، لم يراعِ أي معاهدة أو قاعدة من قواعد القانون الدولي الإنساني فيما يتعلق بعدوانه على شعوب المنطقة.

مقالات مشابهة

  • “الخدمات المالية العربية” ومصرف المتوسط يتعاونان لتقديم حلول البطاقات المتطورة في ليبيا
  • نساء المغرب يتقن اللغة العربية والفرنسية والإنجليزية معا أكثر من الرجال
  • اليمن يشارك في اجتماعات الدورة الـ 44 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب
  • مجموعة الأخضر.. العراق تهزم اليمن في خليجي 26
  • بعثة الأمم المتحدة تزور مواقع الآليات التشغيلية التي استهدفها العدوان الإسرائيلي بميناء الحديدة
  • زيارة أممية لمواقع الآليات التشغيلية التي استهدفها العدوان الإسرائيلي بميناء الحديدة
  • اليمن يُدين حادثة الدهس التي وقعت في ألمانيا
  • إعلام العدو الصهيوني يعترف: اليمن أطلق أكثر من 370 صاروخ وطائرة مسيرة على “إسرائيل”
  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: نطالب بإرسال بعثات دولية إلى غزة لمتابعة حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها شعبنا
  • غيرترود بِيل.. الجاسوسة التي سلّمت العرب للإنجليز