قالت صحيفة تايمز البريطانية إن وراء المساعدات التي تعهد بها حلفاء أوكرانيا بملايين الجنيهات الإسترلينية عمليات شراء سرية لمعدات ترجع إلى الحقبة السوفياتية، كما أن التفاصيل الدقيقة لكيفية قيام الغرب بنقل المساعدات الفتاكة إلى أوكرانيا لا تزال طي الكتمان.

وبدأت الصحيفة -في تقرير مشترك بين هاري يورك وتوم كالفر- من الحدود الجنوبية الشرقية لبولندا، حيث أصبح مطار إقليمي صغير هناك نقطة محورية غير متوقعة في سباق الغرب لتسليح أوكرانيا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إعلام عبري: نحن بحاجة عاجلة لاتفاق وليس لاجتياح رفحإعلام عبري: نحن بحاجة عاجلة ...list 2 of 2كاتب أميركي: سياسة بايدن بشأن غزة فاشلة أخلاقياكاتب أميركي: سياسة بايدن بشأن ...end of list

وذكرت أن مطار رزيسزو التجاري يستخدم أصلا لنقل البولنديين إلى الأماكن الشهيرة لقضاء العطلات في أوروبا، حيث تنتشر الآن العشرات من بطاريات صواريخ باتريوت الأميركية، المصممة لمواجهة وتدمير الصواريخ الباليستية قصيرة المدى والطائرات وصواريخ كروز، وقالت إنها وضعت في رزيسزو في الأسابيع التي تلت الغزو الروسي وبقيت هناك منذ ذلك الحين.

وإلى جانب تلك الصواريخ يقبع في المطار كذلك صواريخ "سكاي سابر" وهو أحدث نظام صاروخي مضاد للطائرات متوسط المدى بالمملكة المتحدة، وقد وافقت الحكومة على بقائه في بولندا حتى نهاية العام، وهو قادر على إصابة 24 هدفا في وقت واحد، وسرعته ضعف سرعة الصوت.

الحلفاء يتدخلون

ومنذ أن عبرت الدبابات الروسية حدودها في فبراير/شباط 2022، اعتمد دفاع أوكرانيا على سخاء الحلفاء، وقد تلقت منذ بداية الحرب، حوالي 146 مليار إسترليني (نحو 186 مليار دولار) من المساعدات، 75 مليار إسترليني (نحو 95 مليار دولار) منها مساعدات عسكرية، وفقا لمعهد كييل للاقتصاد العالمي، والباقي تبرعات مالية وإنسانية لإعادة بناء المدن وتوطين اللاجئين.

ومن الناحية النقدية، كانت بريطانيا مانحا سخيا، حيث قدمت ما قيمته 4.5 مليارات إسترلينية (نحو 5.7 مليارات دولار) خاصة بالمعدات العسكرية، وهو ثالث أعلى مبلغ على الإطلاق في أي دولة، بعد ألمانيا والولايات المتحدة، وتشمل هذه التبرعات معدات من مخزونات الدفاع البريطانية أو أخرى تم شراؤها من الصناعات الدفاعية، سواء في بريطانيا أو الخارج.

غير أن إقناع الدول بتقديم الدعم المالي شيء، والتحدي المتمثل في إدخال الأسلحة فعليا إلى أوكرانيا شيء آخر، ولذلك يوجد مركز حيوي آخر في آلة الحرب على بعد حوالي 620 ميلا إلى الغرب من رزيسزو، في مدينة شتوتغارت الألمانية.

فهناك -حسب المقال- أمضى مسؤولون من الدول الغربية العامين الماضيين في العمل مع المخططين العسكريين الأوكرانيين لتجميع وتوريد وتسليم الأسلحة التي تحتاجها كييف، وقد أنشأت المملكة المتحدة هذا المركز الدولي الأيام الأولى من الحرب، وكان يديره 80 مسؤولا بريطانيا، وسرعان ما أصبح دوليا، ويعمل به الآن مئتا شخص من 21 دولة.

وفي هذا المركز المعروف باسم خلية تنسيق المانحين الدوليين، تقوم فرق اللوجستيات الأوكرانية بفحص قواعد البيانات للعثور على المعدات التي تحتاجها، في حين يبدأ نظراؤهم الغربيون بتحديد مواقعها ومصادرها، وبمجرد العثور على المعدات وموافقة إحدى الدول الحليفة على التبرع، يبدأ المركز في تنظيم نقلها عبر الجو والبر والبحر.

أسلحة سوفياتية

وهذه العمليات حساسة للغاية، ويقول المطلعون على بواطن الأمور في المملكة المتحدة إن معظم المساعدات العسكرية البريطانية تشق طريقها إلى الحدود الأوكرانية عبر طريقين.

إما الرحلات الجوية المباشرة التي نقلت على مدى العامين الماضيين ملايين طلقات الذخيرة، وكذلك الأسلحة الصغيرة والصواريخ والأسلحة المضادة للدبابات من بريطانيا إلى بولندا. وإما برا، حيث تشحن المعدات الأثقل، مثل المركبات المدرعة والدبابات والمدفعية بعيدة المدى، عبر قناة المانش ثم عبر أوروبا بالقطار.

وفي حين كان التركيز الكبير للحلفاء الغربيين منصبا على تحديث القوات المسلحة الأوكرانية وجعلها تتماشى مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) ظلت كييف تعتمد بشكل كبير على الأنظمة والأسلحة التي تعود إلى الحقبة السوفياتية، والتي استنفدت إمداداتها بسرعة خلال الحرب.

ولذلك هناك أيضا طريق ثالث أقل شهرة، تستخدمه المملكة المتحدة للمساعدة في تجديد مخزون أوكرانيا، حيث يستخدم جزء من المساعدات الثنائية لشراء أسلحة روسية من جميع أنحاء العالم، وقد ظل هذا العمل سريا للغاية، لأن بعض المعدات جاءت من دول لا تريد أن يعرف الروس أنهم ساعدوا أوكرانيا.

وقال مصدر للصحيفة إن لندن لعبت في بعض هذه الصفقات دور "المهرب" حيث اشترت المعدات ثم ساعدت في ترتيب نقلها إلى أوكرانيا، وأشار إلى أن هناك مشتريات أخرى أكثر غموضا، حيث "من المفهوم أن ضباط المخابرات البريطانية غالبا ما يشاركون في عمليات النقل هذه، على الرغم من أن وزارة الدفاع لن تعترف بذلك علنا أبدا".

ما الذي أرسلته بريطانيا؟

وأشار المقال إلى أن العالم كان يتوقع استسلام كييف الأيام الأولى من الحرب عام 2022، ولكن أوكرانيا نجحت في صد القوة الغازية جزئيا، بفضل قرار بريطانيا تزويدها بالآلاف من الأسلحة المضادة للدبابات قبل شهر من الهجوم.

وقد استخدم الجيل التالي من الأسلحة الخفيفة المضادة للدبابات التي تُطلق على الكتف، لتتمكن الوحدات الأوكرانية من التفوق على القوات الروسية المرهقة والبطيئة الحركة، وبالفعل تبرعت المملكة المتحدة حتى الآن بنحو 5 آلاف قطعة منها، وسلمت 10 آلاف قطعة سلاح مضادة للدبابات.

وعدد مقال الصحيفة مجموعة من الأنظمة والمعدات، قال إن المملكة المتحدة تبرعت بها لأوكرانيا من بينها دبابات تشالنجر-2، ونظام المدفعية الصاروخية الأميركي إم 270، إلى جانب بعض الصواريخ مثل نظام ستارستريك للدفاع الجوي قصير المدى.

بالإضافة إلى ذلك، أرسلت بريطانيا أكثر من 13 مليون طلقة ذخيرة، وهو أمر ملح بشكل خاص نظرا لأن روسيا -التي أعادت تشكيل اقتصادها لتمويل المجهود الحربي- أصبحت الآن تنتج الذخائر متجاوزة أوكرانيا بمعدل 5 إلى 1.

وختمت الصحيفة بالسؤال: هل هذا يكفي؟ مشيرة إلى الصعوبة التي عانى منها المجهود الحربي الأوكراني الأشهر الأخيرة، بعد أن جف التمويل العسكري من الحلفاء، ومستبشرة بعودة المساعدات الأميركية التي ترى فيها حافزا لدول أخرى.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات المملکة المتحدة

إقرأ أيضاً:

تايمز: جاسوس روسي خطط لتفجير طرد مفخخ بطائرة متجهة لأميركا

أفادت صحيفة تايمز البريطانية أنه تم التعرف على أحد العقول المدبرة المشتبه بها وراء مؤامرة تفجير طرود مفخخة عبر الحدود، والتي ربما كان بعضها مرسلا إلى الولايات المتحدة.

وذكرت أن حريقا كان قد شب، في يوليو/تموز الماضي، في طرد بمنطقة الشحن التابعة لشركة "دي إتش إل"، (DHL)، للشحن الجوي السريع في مطار لايبزيغ شرقي ألمانيا. وبعدها بأيام اندلعت حرائق مماثلة في مطارات في العاصمة البولندية وارسو، وفي مركز لوجستي تابع للشركة نفسها في قرية مينوورث بضواحي مدينة برمنغهام وسط إنجلترا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب هندي: الغرب يصمت أمام مجازر غزة الآن مثلما تجاهل الهولوكوست بالأمسlist 2 of 2غدعون ليفي: بسبب غزة هذا ما يخطر ببالي الآن عندما تدوي صفارة الإنذارend of list

وقد أكد مسؤولون أوروبيون، في وقت سابق، أن عدم انفجار الطرود المفخخة في الجو، وعدم سقوط ضحايا كان مردّه إلى الصدفة البحتة. كما اشتبهوا أيضا في أن إرسال الطرود كان الهدف منه فضح نقاط الضعف في قنوات التوصيل الغربية إلى الولايات المتحدة.

ووفقا لتحقيقات أجرتها وسائل إعلامية ألمانية، فإن المتفجرات كانت مخبأة على ما يبدو في وسائد التدليك في الطرود إلى جانب مستحضرات التجميل والألعاب الجنسية، الأمر الذي لم يثر الشكوك أثناء عمليات التفتيش الأمني قبل الرحلة.

المتفجرات كانت مخبأة على ما يبدو في وسائد التدليك في الطرود إلى جانب مستحضرات التجميل والألعاب الجنسية، الأمر الذي لم يثر الشكوك أثناء عمليات التفتيش الأمني قبل الرحلة.

وأشارت الصحيفة إلى أن اسم العقيد دينيس سموليانينوف -وهو ضابط في وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية- ورد في تلك التحقيقات كأحد الأشخاص الذين تشتبه الأجهزة السرية الغربية في أنهم وراء المؤامرة.

إعلان

ويعتقد أن سموليانينوف، الذي سبق أن فرض عليه الاتحاد الأوروبي عقوبات، كان ضمن شبكة مكونة من 10 أشخاص، من بينهم وكلاء على مستوى منخفض أرسلوا الأجهزة الحارقة عبر مراكز الشحن الجوي.

وأوضحت تايمز أن صحفيين ألمانًا اطلعوا على وثائق حصل عليها مركز دوسييه، وهو وحدة تحقيق يمولها الناقد ميخائيل خودوركوفسكي المعارض للكرملين.

وتظهر تلك الوثائق أن العقيد سموليانينوف متورط في استكشاف مسارات لتعطيل أنظمة الطيران الغربية منذ عام 2014.

وبحسب التقارير التي أوردتها وسائل إعلام ألمانية، يعتقد المدعون العامون أن الشبكة كانت تختبر الطرق المؤدية إلى أميركا الشمالية. ففي أغسطس/آب 2024، أُرسل طردان من وارسو -أحدهما إلى الولايات المتحدة والآخر إلى كندا- يحتويان على ملابس وأحذية رياضية وأجهزة تعقب، فيما بدا أنها تجربة أو بروفة عملية.

ومنذ ذلك الحين، اعتُقل العديد من الأشخاص يُشتبه بصلتهم بالمؤامرة، من بينهم مواطنون أوكرانيون ولاتفيّون.

ومن بين المتآمرين الآخرين المشتبه بهم الذين حددتهم وسائل الإعلام الألمانية، شخص روسي يُدعى "ألكسندر بي"، والذي اعتُقل في البوسنة والهرسك العام الماضي للاشتباه في قيامه بتدريب مواطنين مولدوفيين على الاحتجاجات في وطنهم. وقد تم تسليمه إلى بولندا في فبراير/شباط بتهمة تنسيق أعمال تخريبية مثل إرسال أجهزة حارقة.

مقالات مشابهة

  • تايمز: جاسوس روسي خطط لتفجير طرد مفخخ بطائرة متجهة لأميركا
  • الأمم المتحدة: المساعدات الإنسانية التي نقدمها في غزة تتم وفق مبادئ الإنسانية
  • صحيفة: بريطانيا وفرنسا وألمانيا تدرس حلا وسطا بشأن أوكرانيا
  • بريطانيا رداً على تصريحات فانس: لن نتخلى عن أوكرانيا
  • بعد تهديد واشنطن.. بريطانيا: أوكرانيا هي التي تقرّر مستقبلها.
  • بريطانيا تعلن تأجيل المحادثات بشأن أوكرانيا
  • بريطانيا تستضيف جولة جديدة من المحادثات بشأن أوكرانيا
  • وول ستريت جورنال: بريطانيا وفرنسا منفتحتان على تنازل أوكرانيا عن أراضٍ لروسيا
  • بريطانيا ونيوزيلندا تؤكدان التزامهما بدعم أوكرانيا على المدى الطويل
  • "تايمز": ستارمر يقترب من التوصل إلى اتفاق تجاري كبير مع الاتحاد الأوروبي