خزان جبل أولياء ودبلوماسية المياه
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
د. الفاتح يس*
مع اقتراب موسم الأمطار؛ بدأ بعض التفكير يتجه صوب خزان جبل أولياء الذي يقع جنوب العاصمة الخرطوم؛ على خلفية كسر الجسر؛ وبحكم أن منطقة الخزان والممرات المؤدية إليه غير آمنة، وهذا ربما يؤثر في أداء العاملين وخاصةً الكوادر الهندسية؛ لتؤدي دورها على أكمل وجه في تشغيل وإجراء القياسات والاختبارات وصيانة الخزان، وما به من ملحقات أساسية لتخزين مياه الأمطار وإنتاج الكهرباء التي تصل إلى ٢٥ ميقاواط في حالة التشغيل المثلى.
فنياً وهندسياً تتكون السدود والخزانات من خزان يتجمع فيه المياه، وبالأسفل فتحة وأنبوب ضيق (intake & pen stock) حتى يمر عبرها الماء باندفاع قوي؛ لتحريك التوربينات حركة دائرية؛ لتتحول إلى طاقة حركية ترددية بواسطة ضواغط المولد (generator pistons)، لتحولها إلي طاقة كهربائية، ومنها إلى المحولات (transformers) ثم إلى خطوط التوزيع (transmission lines) ومنها إلى مناطق الاستهلاك وهذا هو المطلوب.
وتنساب المياه بعد تحريك التوربينات إلى الأسفل عن طريق الأنبوب (draft tube) لتتدفق بعدها إلي مجرى النيل خلف الخزان.
من القياسات والاختبارات الدورية التي يجريها الطاقم الهندسي؛ تتمثل في قياس معدل الأمطار وكمية المياه الداخلة للخزان والضغط ومعدل الجريان (Pressures & flow rates) قبل وداخل وبعد الخزان. وأيضاً قياس نسبة عكارة المياه؛ لمعرفة كمية الطمي والشوائب التي تجرفها المياه، ويتم أن يُحجز جزء منها في المصائد والفلاتر، والباقي يترسب في جدار وقاعدة الخزان، وهنا لا بد من إزالة هذا الطمي قبل بداية خريف السنة القادمة، ونظافة الخزان والفتحات والأنابيب؛ ومن ثم نظافة أجزاء التوربينات والمولدات والمحولات وأسلاك الكهرباء (الصيانة الميكانيكية والكهربائية) وصيانتها وتغيير التالف منها، وهذا ربما يكون صعبا بعض الشيء في هذا العام في حالة عدم توفر كل أدوات التشغيل والاختبارات وأجهزة وشبكة الرصد والصيانة وقطع الغيار والكوادر الفنية.
أيضاً بصفة دورية يتم اختبار التسريب والشقوق لجسم الخزان وملحقاته، ثم حشو وتقفيل هذه الفتحات قبل خريف العام القادم (مثل هذه الأيام).
خطورة عدم تقفيل شقوق وفتحات التسريب في الخزان ليست قاصرة على تقليل كمية الكهرباء المنتجة فحسب؛ وإنما في احتمالية زيادة حجم ومساحة هذه التسريبات عند بداية خريف العام التالي.
من التطمينات الطبيعية الهايدولوجيا أن خزان جبل أولياء يقع على مجرى النيل الأبيض؛ الذي يمد نهر النيل بمعدل ٢٥٪ من المياه الكلية، أضف إلى ذلك أن معدل جريان مياه النيل الأبيض أقل بكثير (ما يقارب النصف) من مياه النيل الأزرق الذي يأتي مندفعا من الهضبة الإثيوبية العالية؛ ليغذي نهر النيل بما يفوق ٧٠٪، وفيه سد النهضة الإثيوبي الذي بإنشائه تسبب في توتر العلاقات بين مصر وإثيوبيا (والسودان نوعا ما)؛ تجسدت فيه معاني حرب المياه في هذا القرن.
هذه قطرة في بحيرات السدود والخزانات، ولابد للجهات المختصة متمثلة في المختصين في مجال السدود ووزارة السدود والكهرباء ووزارة الري وإدارة الخزان؛ أن تبذل كل ما في وسعها عبر دبلوماسية المياه؛ بحكم أن قضايا المياه والسدود قضايا متقاطعة ومتشابكة تمس كل دول الحوض، ولا بد أن تطرق كل الأبواب مثل الحكومة المصرية التي كان لها بعض الشيء في إدارة هذا الخزان (الري المصري سابقاً)؛ لإبعاد هذا الخزان عن دائرة الحرب العسكرية، وأقلاها تنفيذ إجراءات السلامة في فتح البوابات والمصارف؛ وإرسال رسائل مطلبية وتوعوية لأصحاب المصلحة؛ لتلافي أي خطر محتمل يقع على الخزان أو المناطق التي حوله، ولتجد الدعم الفني والمادي.
*أستاذ جامعي وباحث في قضايا البيئة والتنمية المستدامة
الوسومد. الفاتح يسالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: د الفاتح يس
إقرأ أيضاً:
محافظ أسيوط يتفقد أعمال تطوير وتجميل كورنيش النيل
تفقد اللواء دكتور هشام أبوالنصر محافظ أسيوط، أعمال تطوير وتجميل كورنيش النيل بحي شرق والتي تتم بمشاركة طلاب ومعلمين مدرسة أسيوط الثانوية بنات تفعيلاً لمبادرة "بأيدينا بنجملها" وفي إطار المشاركة المجتمعية في أعمال التطوير والتجميل وذلك استكمالاً لأعمال تطوير ورفع كفاءة ميادين المحافظة وشوارعها الرئيسية لإضفاء المظهر الجمالي تنفيذاً لتوجيهات الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية تحقيقاً لخطة التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
رافقه خلال الجولة محمد النمر مدير عام إدارة التعليم الفني بمديرية التربية والتعليم بأسيوط، ومصطفى فهمي مدير إدارة المتابعة الميدانية بالمحافظة، ومعلمين وطالبات قسم الزخرفة بمدرسة أسيوط الثانوية الصناعية بنات.
بدأ المحافظ جولته بتفقد أعمال تطوير كورنيش النيل بشارع الثورة من نهاية شارع الهلالي ودهان سور الكورنيش بأشكال ولوحات فنية جميلة التي تنفذه طالبات قسم الزخرفة بمدرسة أسيوط الثانوية الصناعية بنات بقيادة هناء جادالله مديرة المدرسة ضمن مبادرة "بأيدينا بنجملها" والتي تهدف إلى بأيد أولادنا.. نبني بلادنا ثم التقى بالطالبات المشاركات في أعمال التطوير خلال عمليات دهان الأسوار وبلدورات الأرصفة والأبواب الرئيسية في شكل جمالي موضحاً لهن على أهمية تضافر الجهود والتعاون بين كافة الهيئات والمؤسسات لاستكمال مسيرة البناء والتنمية لرفعة الوطن وتقدمه مؤكداً على الإستمرار في العمل والبناء طالما إننا يداً واحدة حيث إننا بالقدرات البشرية التي لدينا قادرين على صنع القدرة المالية والتطور الإقتصادي مهما كانت التحديات مطالبهم ببذل المزيد من الجهد في خدمة المجتمع والوطن.
وأكد محافظ أسيوط على تقديمه لكافة أوجه الدعم لطلاب وطالبات التعليم الفني بمختلف تخصصاتهم لتطبيق التدريبات عملياً لصقل خبراتهم وتأهيلهم إلى سوق العمل والإستفادة من قدراتهم تحت إشراف المعلمين والمتخصصين في هذا الشأن لإضفاء منظر جمالي على كورنيش النيل وإعادة الوجه الحضاري والجمالي لتعود المحافظة إلى سابق عهدها كـ "عاصمة للصعيد" لافتاً إلى توفير كافة المستلزمات والاحتياجات للطالبات ليقومن بأعمال التجميل والتطوير فضلاً عن تنظيم معارض فنية لتسويق وعرض الأعمال الفنية التي يتم تنفيذها لتعظيم الإستفادة من الإمكانات المتاحة لدينا مشيداً بطلاب التعليم الفني ومجهودهم البارز في تلك الأعمال وإبراز الشكل الجمالي لها.
وفي نهاية الجولة، حرصت طالبات التعليم الفني المشاركات في أعمال التطوير على التقاط الصور التذكارية مع المحافظ وقيادات التعليم الفني مؤكدين على استعدادهن لتنفيذ المزيد من الأنشطة والأعمال الفنية لتجميل الشوارع والميادين.