مركبة المريخ روفر تستخدم مصدرًا جديدًا للطاقة النووية
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
ستستخدم بعثة أوروبا القادمة إلى المريخ جهازًا رائدًا يعمل بالطاقة النووية، يستغل التحلل الإشعاعي للأميريسيوم للحفاظ على دفء مكوناته، وهو الأول من نوعه بالنسبة للمركبات الفضائية.
أعلنت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) عن هذه الخطط في السادس عشر من مايو الماضي، إلى جانب تفاصيل اتفاقية مع وكالة ناسا، تبلورت فيها مساهمة الوكالة الأمريكية في المهمة التي طال انتظارها، والتي ستسلم أول مركبة جوالة إلى المريخ في أوروبا، تُدعى روزاليند فرانكلين.
تسمح الأجهزة التي تستغل الحرارة الناتجة عن تحلل العناصر المشعة، والمعروفة باسم وحدات تسخين النظائر المشعة (RHUs)، للمركبات الفضائية بالعمل دون الاعتماد على الكهرباء المولدة من الألواح الشمسية لتسخينها. اعتمدت وكالة الفضاء الأوروبية تاريخيًا على شركاء أمريكيين أو روس لتوفير وحدات RHUs التي تستخدم البلوتونيوم 238 في المهام، ولكن منذ عام 2009 تعمل على برنامجها الخاص لإنشاء سخانات النظائر المشعة، بالإضافة إلى البطاريات التي توفر الكهرباء.
ستقوم وحدات RHUs الأوروبية بتسخين المكونات في منصة الهبوط الخاصة بالمهمة، والتي تنشر المركبة على سطح المريخ. تعمل مركبة الهبوط على تشغيل المركبة قبل أن تخرج من المنصة وتفتح ألواحها الشمسية. يقول أورسون ساذرلاند، رئيس مجموعة استكشاف المريخ التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، ومقرها المركز الأوروبي لأبحاث وتكنولوجيا الفضاء (ESTEC) في نوردويك بهولندا، إن إطالة عمر مركبة الهبوط يوفر دعمًا احتياطيًا في حالة وجود مشكلات في نشر المركبة.
لن تكون وحدات التسخين التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية الأولى من نوعها في أوروبا فحسب، بل ستكون الأولى في أي مكان آخر لاستخدام الأمريسيوم 241، وهو منتج ثانوي لتحلل البلوتونيوم الذي يحتوي على طاقة أقل لكل جرام من سابقتها. لكن الأمريسيوم-241 أكثر وفرة وأرخص، مما يعني أنه حتى لو كانت وحدات RHU تتطلب المزيد من النظائر لتشغيلها، فإنها قد تكون أقل تكلفة بشكل عام. يقول ساذرلاند: "إن تطوير وإطلاق وحدة RHU الأوروبية سيكون الأول من نوعه بالنسبة لوكالة الفضاء الأوروبية، وإنجازًا كبيرًا".
تم تجهيز المركبة الجوالة روزاليند فرانكلين بشكل فريد للبحث عن آثار الحياة القديمة على المريخ، مع مثقاب بطول 2 متر يسمح لها بالحفر عميقًا تحت سطح المريخ. لكن كان من المقرر إطلاق المهمة في الأصل في عام 2018، وقد تم تأجيلها بالفعل بسبب مشكلات فنية ووباء كوفيد-19 حتى قبل تصاعد التوترات مع روسيا.
كان على وكالة الفضاء الأوروبية أن تعيد التفكير بشكل جذري في المهمة للمضي قدماً دون مشاركة روسكوزموس، التي كان من المفترض أن تقوم ببناء مركبة الهبوط. وقد دفع ذلك وكالة الفضاء الأوروبية إلى إنشاء مركبة هبوط جديدة ذات تصميم أوروبي والاعتماد على وكالة ناسا لملء الثغرات المتبقية في خطة المهمة. وبموجب الاتفاقية، ستوفر ناسا القدرة على إطلاق إكسومارس في عام 2028، بالإضافة إلى توفير محركات الكبح لمركبة الهبوط. ستوفر ناسا أيضًا وحدات تسخين النظائر المشعة للمركبة.
بطاريات المستقبل
يتم إنشاء وحدات RHUs الأمريسيوم كجزء من مشروع الأجهزة الأوروبية التي تستخدم طاقة النظائر المشعة (ENDURE). ونظرًا لأن الأجهزة تحتوي على مواد مشعة، فإنها تتطلب شهادة قبل الإطلاق. يعمل التعاون على تلبية متطلبات سلامة الإطلاق في الوقت المناسب لعام 2028، كما يقول ريتشارد أمبروسي، الفيزيائي والمتخصص في أنظمة الطاقة الفضائية في جامعة ليستر، وهو جزء من الفريق الذي يقود تطوير الجهاز، ومقره المملكة المتحدة.
بحلول نهاية العقد، تهدف ENDURE إلى تطوير بطاريات الأمريسيوم القادرة على توفير الكهرباء للمركبة الفضائية بدلاً من الحرارة فقط، في الوقت المناسب لسلسلة من مهمات وكالة الفضاء الأوروبية إلى القمر في أوائل ثلاثينيات القرن الحالي. بينما تستخدم وحدة RHU الحرارة الناتجة بشكل طبيعي عن طريق التحلل الإشعاعي، فإن البطارية النووية - المعروفة باسم المولد الكهروضوئي للنظائر المشعة - تحول تلك الحرارة إلى طاقة كهربائية.
سيقوم المختبر النووي الوطني، ومقره في سيلافيلد بالمملكة المتحدة، بتصنيع كريات الأمريسيوم اللازمة للسخانات والبطاريات من الوقود النووي المستهلك من محطات الطاقة المدنية في المملكة المتحدة.
يقول ساذرلاند إن امتلاك وكالة الفضاء الأوروبية لوحدات التدفئة الخاصة بها سيسمح للوكالة بتوسيع أفق الاستكشاف الخاص بها. ويقول: "إن القدرة على إبقاء أنظمة الطيران دافئة في المناطق المظللة، مثل الحفر، أو أثناء الليل، ستسمح باستكشاف المناطق التي كان يتعذر الوصول إليها سابقًا وإطالة عمر المهمة".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وکالة الفضاء الأوروبیة النظائر المشعة مرکبة الهبوط
إقرأ أيضاً:
كيف تستخدم ديب سيك وما أبرز الاختلافات عن شات جي بي تي؟
تسببت تقنية الذكاء الاصطناعي الصينية "ديب سيك" في موجة كبيرة من الاضطرابات منذ عدة أيام، لدرجة أن عددًا من الدول الغربية اتخذت إجراءات صارمة ضدها بسبب المخاوف الأمنية والأخلاقية المرتبطة بها.
ولم تثنِ هذه التحذيرات المستخدمين من محاولة تجربة المنصة ومعاينة قوتها بأنفسهم، كونها تعد في الوقت الحالي المنافس الأبرز أمام "شات جي بي تي" و"جيميناي" بكلفة أقل 27 مرة، لذا كيف يمكنك استخدام "ديب سيك"؟ وما أبرز اختلافاته عن "شات جي بي تي"؟
الوصول إلى ميزات "ديب سيك" واستخدامهايمكن الوصول إلى ميزات تقنية "ديب سيك" المختلفة عبر استخدام المنصة مباشرةً من موقعها على الحاسب الآلي أو عبر استخدام التطبيق الخاص بها، وكلاهما متاحان مجانًا للمستخدمين في مختلف دول العالم فضلا عن وجود نسخة من التطبيق لنظام "أندرويد" و"آي أو إس"، إلى جانب إتاحة الواجهة البرمجية للنموذج بكلفة منخفضة.
في الوقت الحالي وبعد الضغط الكبير الذي شهده النموذج فضلا عن الهجمات السيبرانية التي تعرض لها، فإن خدمة تسجيل الحسابات الجديدة لا تعمل بشكل منتظم في الوقت الحالي، ولكن خدمات التقنية نفسها تعمل بشكل جيد إذا تمكنت من تسجيل الدخول والوصول إلى حساب قديم لها.
تتوفر نسخة مدفوعة من التقنية ولكنها بكلفة أقل كثيرًا من كلفة الاشتراك واستخدام "شات جي بي تي" في أي باقة من باقاته، وبحسب ادعاء شركة "ديب سيك"، فإن نموذج "آر 1" الخاص بها ينافس "شات جي بي تي أو-1".
يمكن توزيع المهام التي تطلب من نماذج الذكاء الاصطناعي إلى عدة فئات (رويترز) مقارنة بين "ديب سيك" و"شات جي بي تي"يمكن ملاحظة التشابه الكبير بين نموذجي الذكاء الاصطناعي عند النظر إليهما من الخارج، فكلاهما قادر على الإجابة عن الأسئلة بسرعة في مختلف القطاعات والأعمال، ولكن التفاصيل تحمل عددًا من الاختلافات بينهما.
إعلانتكمن الاختلافات في قدرة كل نموذج على إجابة الأسئلة المختلفة المتعلقة بقطاعات متعددة، مثل البرمجة والكتابة الإبداعية أو حتى تلخيص الأحداث التاريخية ومراجعتها، فضلا عن سرعة الاستجابة وقدرة النموذج على التفكير المنطقي وتقديم إجابات صحيحة.
وبشكل عام، يمكن توزيع المهام التي تطلب من نماذج الذكاء الاصطناعي إلى عدة فئات تتضمن الكتابة الإبداعية والبرمجة والعصف الذهني للأفكار، فضلا عن البحث عن المعلومات ومراجعتها والتأكد من دقتها.
مقارنة في الكتابة الإبداعيةتشير التقارير إلى أن العديد من العاملين في كتابة الإعلانات وصناعة المحتوى أصبحوا يعتمدون على نماذج الذكاء الاصطناعي المختلفة بشكل مباشر من أجل تقديم المواد الخاصة بهم ومراجعتها، لذا، فإن دور هذه النماذج في قطاع الكتابة الإبداعية أصبح ضروريا للغاية.
وبينما تختلف معايير تقييم الكتابة الإبداعية من منصة لأخرى ومن شخص لآخر، فإن العامل المشترك هو جودة الكتابة إلى جانب دقة المعلومات المستخدمة بها، وهي الجوانب التي يبرع فيها كلا نموذجي الذكاء الاصطناعي بشكل متقارب.
وذلك لأن آلية العمل والوصول إلى المعلومات في كافة نماذج الذكاء الاصطناعي متقاربة بشكل كبير، ولكن يمكن ملاحظ الفارق بين "ديب سيك" و"شات جي بي تي" في سرعة الاستجابة ودقة المعلومة، فبينما يوفر "ديب سيك" نموذج تفكير منطقي بالمجان، فإن "شات جي بي تي" يتطلب اشتراكًا مدفوعًا للخدمة ذاتها.
ويقدم نموذج التفكير المنطقي سرعة أعلى في الإجابة عن الأسئلة المختلفة فضلا عن القدرة على البحث في المصادر المختلفة وتقديمها مع الإجابة، كما يلتزم بتعليمات الكتابة التي تقدم إليه بشكل مباشر أفضل من النماذج المجانية في "شات جي بي تي"، ورغم أن النسخة المدفوعة من "شات جي بي تي" تقدم المزايا نفسها، فإن "ديب سيك" يقدمها بشكل مجاني.
البعض يعتمد على نماذج الذكاء الاصطناعي من أجل البحث عن المعلومات والعصف الذهني بشكل عام (رويترز) قوة برمجية هائلةعندما توقفت خدمات "شات جي بي تي" عن العمل منذ عدة أسابيع، كان هناك العديد من المبرمجين الذين أعربوا عن استيائهم عبر منصة "إكس" قائلين إن النموذج أصبح ضروريا في عملهم، ورغم أن هذه المنشورات كانت فكاهية في الأساس، فإنها تعكس جزءًا كبيرًا من الحقيقة والدور الذي يتخذه "شات جي بي تي" في عالم البرمجة.
إعلانلذا كانت المقارنة بين "ديب سيك" و"شات جي بي تي" في البرمجة أمرا ضروريا ومحوريا للغاية، وهو ما فعله خافيير أجويري، باحث في مجال الذكاء الاصطناعي في مركز طبي يتبع "سامسونغ" في سول، كوريا الجنوبية.
أجويري تحدث، في منشور عبر حسابه في "لينكد إن"، عن مشكلة برمجية معقدة لم يتمكن من حلها بسهولة، لذا اتجه إلى "شات جي بي تي" في نسخة "أو 1" المدفوعة، وهي التي واجهت تحديات عديدة جعلتها غير قادرة على حل المشكلة.
وعندما توجه بالمشكلة إلى نموذج "ديب سيك"، اختلفت النتيجة تمامًا، إذ استطاع حل المشكلة في وقت قياسي وبشكل صحيح للغاية بعد أن قام أجويري باختبار الحل الذي قدمه النموذج، وأشار إلى أن استخدام النموذجين معًا قد يكون الحل الأمثل للمبرمجين.
وعزز الموقف آدي عثماني، رئيس مطوري تجربة "كروم" في "غوغل"، قائلا إن استخدام "ديب سيك" و"كلود سونيت" (Claude Sonnet) المدفوعة من "آنثروبيك" (Anthropic) هو المزيج الأمثل الذي يحتاجه المبرمجون في الوقت الحالي، وذلك في منشور عبر حسابه على "لينكد إن".
أداء متقارب في العصف الذهني والبحثيعتمد البعض على نماذج الذكاء الاصطناعي من أجل البحث عن المعلومات والعصف الذهني بشكل عام، وهو ما تبرعت فيه كافة نماذج الذكاء الاصطناعي بشكل متقارب، ونموذج "ديب سيك" ليس استثناءً لذلك، فبينما يستطيع النموذج الدخول في التفاصيل بشكل أفضل مقارنةً مع النسخ المجانية من النماذج الأخرى، فإن الإطار العام للنتائج يكون متقاربًا للغاية.
وإذا ما تم اختبار "ديب سيك" أمام النماذج المدفوعة من "شات جي بي تي" أو غيره رمن خدمات الذكاء الاصطناعي، فمن المتوقع أن تكون النتيجة أكثر تقاربًا، لأن كليهما آنذاك قادر على التفكير المنطقي والإجابة بشكل واضح عن الأسئلة.
وتبرز نقطة الضعف الأساسية في "ديب سيك" عند البحث عن المعلومات المعاصرة أو السياسية بشكل عام، وذلك بسبب القيود التي تضعها الحكومة الصينية على نماذج الذكاء الاصطناعي والمحتوى بشكل عام، لذا فإن "ديب سيك" لن يكون قادرًا على تحليل الموقف السياسي بين الصين وأميركا بشكل صحيح، وهو أمر متوقع للغاية.
إعلان اختلاف آليات الإدخالتكمن إحدى نقاط الاختلاف بين النموذجين في آليات الإدخال، فبينما يستطيع "شات جي بي تي" الوصول إلى الصور ومقاطع الفيديو والأوامر الصوتية بكل سهولة ويسر، فإن "ديب سيك" لا يستطيع ذلك ويحتاج إلى الإدخال النصي للأوامر فقط.
ومن المتوقع أن تعمل الشركة على تحديث النموذج مستقبلا ليدعم إدخال مقاطع الفيديو والصور والأوامر الصوتية أيضًا، ولكن في الوقت الحالي، يتفوق "شات جي بي تي" في هذه النقطة.