سواليف:
2025-02-16@12:24:44 GMT

محور فيلادلفيا حبل غزة السُري لن يجف أو يقطع

تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT

في ظلال #طوفان_الأقصى “72”

#محور_فيلادلفيا حبل #غزة السُري لن يجف أو يقطع

بقلم د. مصطفى يوسف #اللداوي

شريطٌ حدودي بين بحر رفح شمالاً ومنطقة كرم أبو سالم جنوباً، يمتد على طول الحدود الدولية بين مصر وقطاع غزة، ويبلغ طوله 14 كلم، أطلق عليه العدو اسم “محور فيلادلفيا”، بينما يسميه الفلسطينيون “محور صلاح الدين”، وكان الكيان الصهيوني قد أصر في العام 1979 وفق اتفاقية كامب ديفيد أن يبقى خاضعاً لسلطاته الأمنية والعسكرية، وفرض على “مصر” شروطاً أمنية قاسية، حدد بموجبها حجم الوجود العسكري المصري، وعدد الجنود والعربات والآليات العسكرية، ومنع بناء وتأسيس أي قواعد أو مراكز عسكرية أو أمنية، واستمرت سيطرته الكاملة على المحور حتى قرر أرئيل شارون الانسحاب الكامل من قطاع غزة، والتخلي التام عن كل مسؤولياته عن القطاع كسلطة احتلال.

مقالات ذات صلة تحذير الإمام الغزالي وابن القيم من ضرر منكري الحقائق العلمية 2024/05/26

لقي قرار الاحتفاظ بمحور فيلادلفيا عام 1979، وقرار الانسحاب منه عام 2005، معارضة كبيرة من مسؤولين عسكريين وأمنيين واستراتيجيين إسرائيليين، فالذين عارضوا الاحتفاظ به رأوا أن تسليمه للسلطات الأمنية والعسكرية المصرية أفضل لهم وأكثر أمناً، فهو سيحفظ الحدود، وسيمنع عمليات التهريب بكل أشكالها، وسيكون من السهل على الحكومة الإسرائيلية مراجعة الحكومة المصرية، ومطالبتها بوجوب الالتزام ببنود الاتفاقية، وضبط الحدود، وملاحقة المهربين، ومنع أي عمليات من شأنها الإضرار بالأمن الإسرائيلي، حيث أن الاتفاقية مصانة بضوابط دولية، وتخضع للمراقبة والمتابعة والمراجعة المستمرة.

بينما رأى المعارضون للانسحاب الإسرائيلي منه دون التنسيق مع مصر، وإعادة إدراجه ضمن اتفاقية كامب ديفيد، وهو ما حدث عام 2005، أنه سيضر بهم، وسيعرض أمنهم للخطر، وستصبح الحدود مع مصر سائبة، وستخضع لهيمنة المقاومة الفلسطينية وبدو سيناء، الذين يوالون المقاومة الفلسطينية، وتربطهم علاقاتٌ أسرية وعائلية مع بدو النقب وقطاع غزة، مما قد يخلق فرصاً للتعاون بينهما على طرفي الحدود، لجهة تهريب السلاح وتنقل المقاومين بسهولة بين الجانبين.

ويرى المعارضون للانسحاب أن هذه المخاوف كلها قد تحققت، حيث استطاع الفلسطينيون بالتعاون مع عرب سيناء، حفر مئات الأنفاق تحت الحدود، تمكنوا خلالها من بناء مقاومة قوية، وتسليحها بمختلف أنواع الأسلحة، مكنتهم من الصمود والبقاء ومراكمة القوة، وتحقيق إنجازاتٍ وطنية خلال الحروب التي خاضتها إسرائيل ضدهم.

يبدو أن المعارضين للانسحاب والمؤيدين للاحتفاظ بالمحور قد نجحوا في تغليب وجهة نظرهم، فعاد جيش الاحتلال إلى المنطقة الحدودية، ربما باتفاقٍ مع مصر وهو الأرجح، حيث يصعب القيام بأي إجراءٍ عسكري من شأنه أن يعرض اتفاقية كامب ديفيد للخطر، ولكنها ربما اشترطت أن تكون العملية العسكرية محدودة ومؤقتة، وألا يبقى جيش الاحتلال في المنطقة بصورةٍ دائمةٍ، بعد تنفيذ أهدافه واستفاذ الأغراض التي قام بموجبها باجتياح المعبر، وألا تتسبب العملية في تهجير الفلسطينيين باتجاه الحدود المصرية، وقد مضى على العملية العسكرية أسبوعان، أغلق الجيش نتيجتها معبر رفح الحدودي، ما يعني وقف سفر الجرحى والمصابين وغيرهم إلى مصر، كما أغلق معبر صلاح الدين التجاري، ومعبر كرم أبو سالم، مما حال دون دخول شاحنات الإغاثة والمؤن والمساعدات الطبية.

إلا أن المقاومة الفلسطينية ترى أن محور صلاح الدين محورٌ استراتيجي، وحدودٌ وطنيةٌ حيوية، ولا يمكن أن يكون فيها طرفٌ ثالثٌ، سواء كان احتلالاً أو قواتٍ دولية أو متعددة الجنسيات أو أوروبية، بل يجب أن يبقى خاضعاً على جانبيه للسيادة المصرية والفلسطينية معاً، حيث أنه يشكل شريان الحياة والحبل السُري الذي يربط قطاع غزة بمصر الحدود والعمق معاً، وهو يخدم مصالحهما الوطنية والقومية، ويوطد العلاقات العائلية والعشائرية بين بدو سيناء وامتدادهم في فلسطين، وهو يحقق الأمن القومي لمصر، ويحفظ حدودها، وينظم علاقاتها التجارية وهي كبيرة نوعاً ما مع قطاع غزة، وتستفيد منها قطاعات مصرية كبيرة.

ظن جيش العدو أن مهمته سهلة، وأن الأرض أمامه رخوة، وأنها منطقة خالية من المقاومة، وبهذا فإنه يستطيع بسهولةٍ أن يجتاح المحور، وأن يغلق المعبر، وأن يرفع أعلام كيانه على طوله، ولن يجد فيها مقاومةً تصده أو تمنعه، وبسيطرته على كل الشريط فإنه يعزل قطاع غزة عن مصر، ويحصره كلياً بين حدوده والبحر، فلا يعود للمقاومة قدرة على الاستفادة من الحدود، أو ممارسة السلطة عليها، حيت أن سلطتها على الحدود والمعابر تدر عليها أموالاً كبيرة، قد تستخدم بعضها في بناء قوتها وإعادة ترميم وتسليح كتائبها.

إلا أن المقاومة الفلسطينية، العميقة الجذور، البعيدة النظر، الواعية لأهمية الحدود وقيمة المعابر، والمدركة لمساعي العدو ومخططاته، انتبهت جيداً وهاجمت بسرعة، وباغتت تجمعات جيش الاحتلال وقواته على امتداد الشريط وفي معبر كرم أبو سالم، ونفذت مجموعة من العمليات العسكرية الناجحة، التي يبدو أنها أولى فقط وستتلوها أخرى كثيرة، حتى يخرج من المنطقة، وينسحب الجيش من المحور، ويعيد تسليم المعبر للفلسطينيين.

ولعله اليوم قد فهم الدرس وأدرك عمق الهوة التي سقط فيها، فأخذ يرفع الصوت عالياً، وينادي دول الاتحاد الأوروبي، ويخاطب مصر والمجتمع الدولي، بضرورة المساهمة في حل المشكلة ومعالجة الأزمة، وتمكين قوى دولية وإقليمية من إدارة المعبر والسيطرة على الشريط، إلا أن أحداً لن يقوى على القيام بدور الشرطي البديل، أو الحارس الأمين للاحتلال، لعلمهم أن الشعب الفلسطيني لا يقبل بغير نفسه مقرراً، ولا لغير أبنائه حاكماً، ولا لقوةٍ مصنوعة أو مجبولة ومحمولةٍ سلطةً.

بيروت في 26/5/2024

moustafa.leddawi@gmail.com

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: طوفان الأقصى غزة المقاومة الفلسطینیة محور فیلادلفیا قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

رئيس هيئة العمليات يتفقد عدد من الوحدات العسكرية في محور الغيضة

شمسان بوست / سبأنت:

رئيس هيئة العمليات يتفقد عدد من الوحدات العسكرية في محور الغيضة
الغيضة – سبأنت :
تفقد رئيس هيئة العمليات اللواء الركن خالد الأشول، ومعه مدير دائرة العمليات الحربية العميد الركن يحيى العيزري، اليوم، قيادة محور الغيضة وعدد من الوحدات العسكرية بالمحور.

واطلع اللواء الاشول من قائد محور  الغيضة اللواء محسن علي مرصع، وقائد لواء الشرطة العسكرية وأركان المحور العميد ركن فيصل محمد المطري، وقيادة المحور وقادة الألوية والوحدات العسكرية، على الجوانب العملياتية والتدريبية والتأهيلية واحتياجات الوحدات العسكرية.. مشيدًا بالجهود الكبيرة التي تبذلها قيادة المحور في مختلف المجالات والجوانب وبالأخص التدريب والتأهيل.

من جانبه، استعرض اللواء مرصع، أوضاع الوحدات العسكرية وأبرز احتياجاتها، مستعرضًا الخطط العملياتية والتدريبية بالمحور للعام التدريبي الحالي 2025.

بدوره، أكّد العميد العيزري، أهمّية الدور الذي تضطلع به الوحدات العسكرية بمحور الغيضة في حفظ الأمن والاستقرار ومكافحة التهريب عبر المنافذ البرية والبحرية.. مؤكدًا أهمية تعزيز التعاون والتكامل لتنفيذ المهام الموكلة.

وخلال الزيارة، تفقد رئيس هيئة العمليات ومعه قائد المحور اللواء 137 مشاة وكتيبة الاستطلاع التابعة لقيادة المحور ومدرسة القتال، إضافة إلى لواء الشرطة العسكرية وكتيبة أمن الطرقات وكتيبة المهام الخاصة وميناء نشطون.

وعبر اللواء الأشول، عن اعتزازه بالجاهزية القتالية والروح المعنوية العالية التي يتمتع بها منسوبي الوحدات العسكرية بمحور الغيضة، مثمنًا ما حققوه من نجاحات خلال الفترة الماضية في حفظ الأمن والاستقرار.   

مقالات مشابهة

  • دخول 200 شاحنة مساعدات إلى معبري العوجة وكرم أبو سالم
  • «دماء على الأسفلت».. إصابة 6 أشخاص في حادث مروري أعلى محور 26 يوليو
  • نعيمة .. الفرقة ١٨ مشاة كوستي بالقوات المسلحة تتقدم في محور ولاية النيل الأبيض
  • افوري هي أرض الغنائم، حيث استولت قوات الجيش علي كميات كبيرة من (..9
  • الشعب اليمني يقطع لسان ترامب
  • أزمة الهجرة والاستثمار وصيد الأسماك..محور لقاء العقوري والسفير الإيطالي
  • هل تحول معبر القائم إلى ورقة ضغط سياسية؟
  • رئيس هيئة العمليات يتفقد عدد من الوحدات العسكرية في محور الغيضة
  • قراءة في مستقبل محور المقاومة على ضوء تداعيات معركة طوفان الأقصى
  • محور آزال يختتم برنامجاً لتأهيل منتسبيه في المهارات القيادية والإدارية