البوابة نيوز:
2025-05-01@13:57:03 GMT

تامر أفندي يكتب: أنا ونرسيس وحكمة الشمعة

تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

اليوم.. كنت أنوي إفراغ رأسي من كل أمر، كمن يفرغ قبو من محتوياته.. أحتاج بعض الوقت للنوم بلا توقيت.. وللضحك بلا أسباب.. لنفث دٌخان السجائر مطفأة.. حتى أُفرق بين حريقها وحريق الركام الذي لا معنى له في قلبي.. للجلوس في حجرة بلا سقف.. ومصافحة أيادٍ تٌدرك قيمة العناق.. للتحدث لمجذوب والحديث كمجذوب دون أن يضع لنا أحدًا علامات استفهام في نهاية الجُمل؟.

. أود أن أعيش ليوم بلا قيود.. بلا حسابات للغد ولوم على الأمس.

 أود أن أنسى أسماء من أعرفهم لساعات.. أو أن أعرفهم ليومٍ كأني ما كنت أعرفهم!.. لا أُشجع فريق.. ولا أُتابع حرب.. ألا يكون لي وطن ولا اسم ولا عنوان.. ولا ارتباط بأرض ولا سماء.. 

قالت لي روحي: "يا هذا.. السفينة آمنة على الشاطئ لكنها ليست من أجل ذلك صُنعت".. قلت لها هذا ليس ضجرًا.. ولكني ما كنت طفلًا.. وأردت أن أكون طفلًا ولو ليوم.. "فلعبنا كان جد".. وبينما كٌنا نٌعد لم نستطع التحكم في الأرقام فقفز بنا العُمر.
قالت: إذا كانت الريح تتجه بعكس أشرعتك.. فخفض أشرعتك.. ثم انتظر هدوء الريح وأبحر من جديد.. قوي أنت متى مارست الاستغناء بإرادتك وترفعت عن المزاحمة على موائد الفتات وتحاشيت مجالس النخاسة.

أنا لست في مزاج فلسفي اليوم يا روحي.. فامدحيني!.. 
- لم تفعل شئ غير عادي حتى أمدحك.. فالمدح غير المستحق سخرية خفية..
 إذاَ هي نفسي التي ستُحقق مطلبي.. امدحيني يا نفسي.. آهٍ يالا جمالك يا صاحبي.. أنت أجمل من نرسيس.

أرأيتي يا روحي.. كنت بحاجة لذلك.

لكنك يا صاحب النفس لا تعرف من نرسيس.. ولو عرفته لوجدت تحقيق مقولتي.. ولعرفت أن مدح النفس ذم.

نرسيس ذلك الفتى الجميل الذي فتن بصورته، فكان يذهب إلى البحيرة، ليتأمل جمال وجهه حتى سقط ذات يوم ومات غرقًا، وفي المكان الذي مات فيه نبتت زهرة سُميت نرسيس ثم نرجس!.

ما علاقة ذلك بما قالت نفسي يا روحي!

لدى موت نرسيس جاءت الأورياديات إلى البحيرة فوجدن مياهها العذبة تحولت  لنهر من الدموع.. فقالت ربات الغابات للبحيرة: أكل هذا حزنًا على نرسيس!.. فردت عليهن البحيرة: بل حزن على صورتي التي لن أراها بعد اليوم.. فكنت أرى انعكاس جمالي في عينيه.

يا صاحب النفس..

لماذا تُنادينني يا صاحب النفس وأنت مني.. لماذا لا تقولي، يا صاحب الروح.. أو يا صاحب الروح والنفس.. ألسنا نحن الثلاثة أنا!

- لا يا صاحب النفس.. أنت الصبي ونفسك الشمعة وأنا النار..

- لا.. أنا يُقلقني لعب الأولاد بالنار.

- وهذا ما كان يُقلق صاحب القصة الذي قابل صبي يحمل شمعة، فبادره بالسؤال: هل أضأت هذه الشمعة بنفسك؟

-- فرد الصبي: نعم.

-- تابعت بإلحاح: اسمع أيها الصبي في لحظة من اللحظات كانت هذه الشمعة مطفأة، أتستطيع أن تُخبرني من أين جاءت النار التي تُشعلها؟

- ضحك الصبي، وأطفأ الشمعة وقال: أتستطيع أنت يا سيدي أن تخبرني إلى أين ذهبت النار التي كانت مشتعلة هنا؟.

فيا صاحب النفس ليس بإمكانك إطفائها كما لم يكن بإمكانك إشعالها  ستتوهج النار يا صاحب النفس عندما تحتاج إليها..

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: تامر أفندي مقالات

إقرأ أيضاً:

د.حماد عبدالله يكتب: مصر أولًا !!


 

"مصر أولًا"، لماذا لا نعلنها فى كل وسائط الحياة فى المحروسة، لماذا لا نتخذها (تيمة) لكى نتقدم بها فى كل محاور الحياة فى مصر، لماذا لا تكون منهجًا للعمل السياسى والإقتصادى فى مصر، "مصر أولًا"، نعم نحن فى أشد الإحتياج لأن نرفع هذا الشعار (صراحة) وبوضوح والعمل على التعصب إليه ،(مصر أولًا)، فمصر فى أشد الإحتياج لإهتمامنا جميعًا، بكل توجهاتنا السياسية والأيدولوجية، "مصر أولًا"، تحتاج إلى نظام تعليم نعمل جميعًا على تعضيد موارده، ونعمل جميعًا على تغيير نظامه من تلقينى إلى نظام بحثى وإبداعى لدى شبابنا وأطفالنا فى المدارس.
نعم نحن فى أشد الإحتياج لرفع شعار "مصر أولا "ً، والوقوف بقوة أمام التسيب فى الشارع المصرى، سواء من خارجين عن الأداب العامة والسلوك المصرى الحسن المعروف عن المصريين، وأيضًا الوقوف على التعدى على الملكية العامة مثل الشارع والشجر والطرق والمواصلات، وأدوات الحياه العامة من مياه النيل، والبيئة، وغيرها من الأملاك المصرية المنتشرة فى أرجاء المحروسة.
مطلوب بشعار "مصر أولًا"، أن ننتمى لهذا البلد إنتماءًا يغرس فى خيال الأطفال فى المدارس وكذلك فى مدرجاتنا بالجامعات، وعبر الوعظ الإسبوعى فى المساجد والكنائس والمعابد، نعم نريد العودة للإنتماء لهذا البلد بكل معانى الإنتماء الذى عشناه فى حقبات زمنية لم يكن هناك فرق أو هوية للمصريين سواء كانوا يهودًا أو مسيحين أو مسلمين، فالكل يقع تحت عنوان مصرى.

نعم نريد أن نعمق الإحساس بشعار "مصر أولًا"، فى أجهزة إعلامنا، وفى الإذاعة المصرية، حينما ينطق بها مذيع أو مذيعة (هنا القاهرة) – إذاعة جمهورية مصر العربية أو فى المرئيات سواء كانت أرضية أو فضائية هنا القاهرة، هنا مصر

نريد أن يعلوا شعار مصر أولًا فوق ترويسة صحفنا القومية والخاصة والحزبية (مصر أولًا) نستطيع بهذا الشعار أن نحمى بناتنا وأبنائنا من موجات ثقافية  غريبة عن مجتمعنا.

"مصر أولًا" شعار يمكن كالسحر أن يصبح هو نبراس حياه ونهج ولعل هذا الشعار حينما رفعناه فى عام 1956، وقفنا وقفة رجل واحد وراء جمال عبد الناصر، وهو يخطب فوق منبر الأزهر ضد العدوان الثلاثى وهذا الشعار وقفنا به بعد النكسة فى حرب الإستنزاف، وهذا الشعار "مصر أولًا" كان فى ضمير كل مصرى ونحن نعبر قناة السويس عام 1973 فى أكتوبر العظيم.

(مصر أولًا) أطلقناها فى 30 يونيو 2013، حينما خرج الشعب كله ليعيد مصر بعد إغتصابها، وإستطعنا تحريرها وأطلقنا صيحة (تحيا مصر).
هذا الشعار يجب أن يعلوا مرة أخرى على لافتات وعلى صدور المصريين ليس فى ماتش كرة قدم ولكن فى ماتش الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية فى مصر !! 
تنافسياًَ مع كل جيراننا وأصدقائنا وكذلك أعدائنا !!(مصر أولًا) !!

[email protected]

مقالات مشابهة

  • عامل ينتقم من صاحب مكتب مقاولات ويشعل النار فى سيارته
  • أمريكا تدعو الهند وباكستان لضبط النفس بعد هجوم كشمير
  • “الشارقة للدفاع عن النفس” يحتفي بعقد من الإنجازات
  • أستاذ علم النفس: العلاقات الإيجابية بين الزوجين وأهل كل منهما تعزز التفاهم الأسري
  • بعثة الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس واستئناف الحوار
  • «الشارقة للدفاع عن النفس» يحتفي بعقد من الإنجازات
  • الهند وباكستان على شفا الحرب.. دعوات دولية للتهدئة وتجنب التصعيد
  • الهند وباكستان على شفا الحرب.. تعرف على أبرز ردود الفعل الدولية
  • د.حماد عبدالله يكتب: مصر أولًا !!
  • التحدي الأكبر تحدي النفس