تامر أفندي يكتب: أنا ونرسيس وحكمة الشمعة
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
اليوم.. كنت أنوي إفراغ رأسي من كل أمر، كمن يفرغ قبو من محتوياته.. أحتاج بعض الوقت للنوم بلا توقيت.. وللضحك بلا أسباب.. لنفث دٌخان السجائر مطفأة.. حتى أُفرق بين حريقها وحريق الركام الذي لا معنى له في قلبي.. للجلوس في حجرة بلا سقف.. ومصافحة أيادٍ تٌدرك قيمة العناق.. للتحدث لمجذوب والحديث كمجذوب دون أن يضع لنا أحدًا علامات استفهام في نهاية الجُمل؟.
أود أن أنسى أسماء من أعرفهم لساعات.. أو أن أعرفهم ليومٍ كأني ما كنت أعرفهم!.. لا أُشجع فريق.. ولا أُتابع حرب.. ألا يكون لي وطن ولا اسم ولا عنوان.. ولا ارتباط بأرض ولا سماء..
قالت لي روحي: "يا هذا.. السفينة آمنة على الشاطئ لكنها ليست من أجل ذلك صُنعت".. قلت لها هذا ليس ضجرًا.. ولكني ما كنت طفلًا.. وأردت أن أكون طفلًا ولو ليوم.. "فلعبنا كان جد".. وبينما كٌنا نٌعد لم نستطع التحكم في الأرقام فقفز بنا العُمر.
قالت: إذا كانت الريح تتجه بعكس أشرعتك.. فخفض أشرعتك.. ثم انتظر هدوء الريح وأبحر من جديد.. قوي أنت متى مارست الاستغناء بإرادتك وترفعت عن المزاحمة على موائد الفتات وتحاشيت مجالس النخاسة.
أنا لست في مزاج فلسفي اليوم يا روحي.. فامدحيني!..
- لم تفعل شئ غير عادي حتى أمدحك.. فالمدح غير المستحق سخرية خفية..
إذاَ هي نفسي التي ستُحقق مطلبي.. امدحيني يا نفسي.. آهٍ يالا جمالك يا صاحبي.. أنت أجمل من نرسيس.
أرأيتي يا روحي.. كنت بحاجة لذلك.
لكنك يا صاحب النفس لا تعرف من نرسيس.. ولو عرفته لوجدت تحقيق مقولتي.. ولعرفت أن مدح النفس ذم.
نرسيس ذلك الفتى الجميل الذي فتن بصورته، فكان يذهب إلى البحيرة، ليتأمل جمال وجهه حتى سقط ذات يوم ومات غرقًا، وفي المكان الذي مات فيه نبتت زهرة سُميت نرسيس ثم نرجس!.
ما علاقة ذلك بما قالت نفسي يا روحي!
لدى موت نرسيس جاءت الأورياديات إلى البحيرة فوجدن مياهها العذبة تحولت لنهر من الدموع.. فقالت ربات الغابات للبحيرة: أكل هذا حزنًا على نرسيس!.. فردت عليهن البحيرة: بل حزن على صورتي التي لن أراها بعد اليوم.. فكنت أرى انعكاس جمالي في عينيه.
يا صاحب النفس..
لماذا تُنادينني يا صاحب النفس وأنت مني.. لماذا لا تقولي، يا صاحب الروح.. أو يا صاحب الروح والنفس.. ألسنا نحن الثلاثة أنا!
- لا يا صاحب النفس.. أنت الصبي ونفسك الشمعة وأنا النار..
- لا.. أنا يُقلقني لعب الأولاد بالنار.
- وهذا ما كان يُقلق صاحب القصة الذي قابل صبي يحمل شمعة، فبادره بالسؤال: هل أضأت هذه الشمعة بنفسك؟
-- فرد الصبي: نعم.
-- تابعت بإلحاح: اسمع أيها الصبي في لحظة من اللحظات كانت هذه الشمعة مطفأة، أتستطيع أن تُخبرني من أين جاءت النار التي تُشعلها؟
- ضحك الصبي، وأطفأ الشمعة وقال: أتستطيع أنت يا سيدي أن تخبرني إلى أين ذهبت النار التي كانت مشتعلة هنا؟.
فيا صاحب النفس ليس بإمكانك إطفائها كما لم يكن بإمكانك إشعالها ستتوهج النار يا صاحب النفس عندما تحتاج إليها..
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: تامر أفندي مقالات
إقرأ أيضاً:
د.حماد عبدالله يكتب: وما نيلُ المطالب بالتمنى !!
قالها شاعرنا العظيم " أمير الشعراء " "أحمد شوقى"
وتغنت بها الراحله العظيمه "أم كلثوم"، بعد أن صاغ لحنها الموسيقار الراحل العظيم "رياض السنباطى" !
هكذا كانت الأغنيه شعرًا ولحنا وأداءًا، شيىء عظيم متكامل ورائع، لها صدى فى نفوسنا أبدى، منذ سماعها وحتى مماتنا إن شاء الله !
وما زال المضمون للكلمات ثابت، حيث الأمانى لا تُطْلَبْ إلا من الله العزيز الحكيم فى دعواتنا، والإستمرار فى الدعاء كما دعانا الله إلى ذلك !
ولكن فى الدنيا، لا بد من السعى والكفاح والعمل الجاد وترك ( الفهلوه ) والإتكال على الغير، والإعتماد على الأمثال الشعبيه " الخائبه " مثل " إجرى جرى الوحوش، غير رزقك لن تحوش " ومثل خائب أخر يقول " نام وإرتاح يأتيك النجاح "، منين يا حسره ؟
من أين يمكن أن تحصل على نجاح، أو رزق لن تسعى إليه أو تَجِدْ فى سبيل الحصول عليه، إلا ببركة سواد عيونك !! ما شاء الله !!
ومع ذلك هناك أمثال قريبه من الواقع كأن تقول " أعقلها وتوكل على الله !! وغيرها من مقولات منطقيه وتقترب من العقل والواقع !
ولكن هناك موقف أفكر فيه كثيرًا ولا أجد له إجابات بليغه أو مقنعه !!
لماذا نحن متأخرون ؟ لماذا نحن فى مصاف الدول الناميه " النائمه " !!؟ لماذا نبدأ أى مشوار " بالمشوار "، أى بسرعه وإندفاع، وكأن ما نصبوا إليه، وخططنا من أجله سهل المنال وسوف نحققه ومتأكدين من الحصول عليه !
ثم فجأه نخفت !! ونتباطأ !! وتنطفىء جذوة النار التى كانت مشتعله ومتوهجه !! لماذا لا نستكمل أى مشوار بنفس الهمة التى بدأنا بها !! ؟ وهكذا يحدث فى جميع مناحى حياتنا كمصريون !! ولعل من الأحداث العامه التى يمكن الإستدلال بها أو عليها لهذه الظاهره " السيئه !!" وهى ليست حصرًا ولكن على سبيل الذكر " التنميه والإستثمار، والمؤتمر الإقتصادى فى شرم الشيخ والذى عقدنا عليه الأمال، وصرح كبارنا من ساسه ووزراء حتى رئيس الجمهوريه بأن هذا المؤتمر مفتاح الفرج لمصر !! أين البقيه ؟ أين نحن اليوم من هذا المؤتمر ؟ أين نتائجه وأين قانون الإستثمار ؟ أين لائحته التنفيذيه ؟ لا إجابه وما زال المسئولين فى أما كنهم !!شيىء من الخيال !!
فالإصلاح الإقتصادى وبرنامج الخصخصه !!أين هذا الإصلاح، وأين هذا البرنامج ؟ وسياسة الدوله الداعيه للقضاء على الفساد !! أين الدوله من الفساد ؟ كلها عناوين جباره، بلا شك قطعنا فيها أشواطًا وبدأت بالمؤتمرات والندوات والبدء فى وضع تشريعات، وأقمنا لها الهيئات والوزارات، وقمنا بتكليف من نراهم هم القادرون على تحقيق الأهداف فى مراكز المسئوليه !!
ثم ماذا بعد !!؟ خفتت الأضواء ! وقلت الحراره !! وبردت الأجواء !! وإنكمشت الإعلانات والإعلام، والأصوات، والدردشه، وسيطرت على "التوك شو"، موضوعات أخرى أكثر تفاهه وأكثر كذبًا وإفتراءًا على الغير، أو على بعضنا البعض، حالة من العبث وحاله من الإستهتار بمستقبل هذا الوطن، للأسف الشديد !!
ولعلنا نرى من تولى المسئوليه ما زال فى منصبه يتمتع بالإمتيازات الإضافيه التى نالها، وابتعد عن الهدف الذى جاء من أجله، "واتوجع" قلبه عليه !! ولعل بنظرة سريعه على الماضى، وتصور لما سيحدث فى المستقبل، بلا شك،إذ سنرى الإنتقادات، ثم إستدعاءات من النيابه العامه أو حتى وكيل " كراكون " وإرتعاش فى الأيدى،وإنسحاب إلى مكان كان يحتله سابقه،وإكتفاء بالدفاع عن النفس وعن من حوله، والكل "متفرج " منهم من يَشَمْت !! ومنهم من "يمصمص" شفاهه، المهم أننا لن نصل إلى ما كنا نريده، أو خططنا له وإذ التمنى من الله هو الباقى وليس فى الدنيا !! للأسف الشديد يمكننا تحقيق الأمانى !! بل ربما فى الأخرة!!
[email protected]