محللون: المقاومة تدير معاركها بطريقتها ونتنياهو لن ينهيها
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
تظهر المقاومة الفلسطينية من خلال عملياتها النوعية ضد جيش الاحتلال أنها رقم صعب في معادلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لا يمكن تهميشه فضلا عن شطبه، وهو ما أشار إليه محللون سياسيون وعسكريون تحدثوا لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟".
وردا على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين، كثفت فصائل المقاومة الفلسطينية في الأسابيع الأخيرة من عمليات استهداف جيش الاحتلال، وخاصة في جباليا وفي بيت حانون شمالي قطاع غزة وفي رفح جنوبي القطاع، مما يؤكد -كما يقول الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري- أن المقاومة لا تزال تتحكم في ضبط وإدارة المعركة.
ولا يبدو الأمر مفاجئا بالنسبة للواء الدويري، لأن مقاتلي المقاومة لا يديرون معركتهم مع الاحتلال بالطرق التقليدية للحروب، بل هم يفكرون بطريقة مختلفة ويتخذون قراراتهم خارج النمط العسكري التقليدي، وهم ليسوا من خريجي المدارس العسكرية.
غير أن ما تقوم به فصائل المقاومة في غزة يشكل صدمة للإسرائيليين، بحسب الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى، حيث باتوا يدركون أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ما تزال قائمة ولديها الإمكانات والقدرة على إطلاق الصواريخ.
وكان أبو عبيدة الناطق باسم كتائب عز القسام -الجناح العسكري لحركة حماس-أعلن أنّ مقاتليها تمكنوا من أسر جنود إسرائيليين بعد أن تم استدراجهم إلى أحد الأنفاق. مشيرا إلى أن مقاتلي حماس نفذوا عشرات العمليات ضد القوات الإسرائيلية على مدار أكثر من أسبوعين في رفح وبيت حانون.
وقد باتت هناك قناعة لدى كتلة من الإسرائيليين -يضيف مصطفى- أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا يمكنه إخضاع حماس في حربه على غزة، ويشككون في إمكانية تحقيق "الانتصار الساحق" الذي وعد به.
ويرى الأكاديمي -في حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- أن الإسرائيليين باتوا أمام مسارين: إما الذهاب إلى صفقة تبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية، وإما وضع خطة إستراتيجية وسياسية لليوم التالي للحرب.
ويشير في نفس السياق إلى أن المؤسسة الأمنية والعسكرية تؤيد الذهاب لصفقة تبادل ووقف الحرب، لكن نتنياهو يرفض ذلك ويريد كسب الوقت على ضوء التطورات الحاصلة وخاصة بعد قراري محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية الخاصين بإسرائيل واعتراف بعض الدول بالدولة الفلسطينية.
وقال إن الضغوط الداخلية تتزايد على نتنياهو، وإن المتظاهرين والمعارضين باتوا يطالبون بإسقاطه من أجل الذهاب إلى صفقة تبادل الأسرى.
قوة مستمرةوتعليقا على ما نقلته القناة 12 عن مسؤولين استعداد إسرائيل لبحث إمكانية التوصل إلى هدوء مستمر في غزة، ضمن إطار مباحثات صفقة التبادل، قال الدويري إن ذلك يعود لأن المفاوضات ترتكز على الأداء الميداني.
وكان القيادي في حركة حماس أسامة حمدان قد أكد في وقت سابق للجزيرة أن المقاومة "لا تحتاج إلى تفاوض جديد والمطلوب واضح يتمثل في الانسحاب الإسرائيلي الفوري من قطاع غزة وأن يتوقف كل العدوان".
وفي هذا السياق أكد أستاذ الأمن الدولي بجامعة جورج واشنطن، بنجامين فريدمان فشل محاولات إسرائيل الضغط على حماس من خلال عملية رفح، مقرا بأن حماس أظهرت من خلال عمليات إطلاق الصواريخ وأسر الجنود أنها قوة متواصلة ومستمرة ولا يمكن القضاء عليها أو إنهاؤها.
وبشأن إمكانية أن تضغط الولايات المتحدة على إسرائيل هذه المرة باتجاه وقف الحرب في غزة، شكك الضيف الأميركي في إمكانية حصول ذلك، وقال إن واشنطن غير مستعدة لفعل أكثر مما فعلته، مشيرا إلى أن الإدارة الحالية تخشى من اتهام الجمهوريين والرئيس السابق دونالد ترامب لها بدعم الفلسطينيين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
الشرطة الإسرائيلية تفرق مظاهرة بتل أبيب تطالب بصفقة تبادل
فرقت الشرطة الإسرائيلية مساء اليوم الأربعاء مظاهرة أمام وزارة الدفاع في تل أبيب، للمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس.
وقبل تفريقهم طالب المئات من أهالي الأسرى الإسرائيليين بالضغط على صناع القرار في إسرائيل للمضي قدما نحو صفقة لإطلاق سراح ذويهم الأسرى في قطاع غزة.
وبررت الشرطة تفريق المظاهرة بالإبلاغ عن شخص مشبوه في المكان.
وجاءت المظاهرة بعد إعلان حركة حماس في بيان اليوم تأجيل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بسبب وضع إسرائيل شروطا جديدة تتعلق بالانسحاب والأسرى وعودة النازحين.
وفي وقت سابق الأربعاء، طالبت مصادر إسرائيلية الحكومة باتخاذ قرارات بشأن المفاوضات.
وتعثرت مفاوضات تبادل الأسرى أكثر من مرة جراء إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على استمرار السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر وعلى معبر رفح البري.
كذلك، يصر نتنياهو على إبقاء قواته على ممر نتساريم الذي يقع في الوسط بين شمال وجنوب قطاع غزة.
من جانبها، تتمسك حركة حماس بانسحاب إسرائيل بشكل كامل من القطاع ووقف تام للحرب.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية على غزة أسفرت عن أكثر من 153 ألف شهيد وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة فتكت بالأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية على مستوى العالم.
إعلان