د.علي خماس: 12% نسبة السمنة لدى الأطفال والمراهقين في الإمارات
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
حوار-سارة محمود:
تعتبر السمنة واحدة من أكثر المشاكل الصحية العالمية انتشارًا، التي قد يصاب بها الجميع سواء كانوا أطفالًا أو بالغين، ذكورًا أو إناثًا، وتتمثل خطورتها في أنها تجعل مريض السمنة أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول إلى مستويات غير صحيحة، وهي عوامل خطورة تسبب الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية، أيضاً ترتبط السمنة بالسكري من النوع الثاني، كما تؤثر على صحة العظام والجهاز التنفسي.
تشخص زيادة الوزن والسمنة بعد قياس مؤشر كتلة الجسم [الوزن( كجم)/ الطول*الطول (سم)] ، إذا كان مؤشر كتلة الجسم بين 18.5 إلى 25 فهو ضمن الوزن الطبيعي، في حين تراوح مؤشر كتلة الجسم بين 25 و30 يصنف بزيادة في الوزن، أما في حال بلغ 30 أو أعلى فيقع في نطاق السمنة، بينما يشير وصول مؤشر كتلة الجسم إلى 40 فأكثر إلى سمنة مفرطة.
وفي هذا الصدد قال الدكتور علي خماس استشاري الجراحة العامة وجراحة السمنة في مستشفى مركز كليمنصو الطبي دبي: “عرّفت منظمة الصحة العالمية السمنة بأنها أحد الأمراض المزمنة، صنف إلى ثلاثة أقسام زيادة في الوزن، البدانة أو السمنة المفرطة، والسمنة المرضية، حيث تكمن خطورتها في أنها تصاحب أمراضًا تصيب جميع أجهزة الجسم كالجهاز الهضمي، الجهاز التنفسي، الجهاز العصبي، الكلي، الكبد، العظام، وكذلك الأوعية الدموية وهرمونات تنظيم السكر”.
وأضاف: “تحدث السمنة نتيجة عوامل مختلفة، من بينها العوامل الوراثية، اتباع نظام غذائي غير صحي، معدل الحرق البطيء، عدم ممارسة الرياضة وقلة النشاط البدني، الإصابة ببعض الأمراض، التقدم في العمر، الحمل وغيرها من العوامل النفسية والبيئية والاجتماعية والاقتصادية”.
واستطرد خماس حديثه: “أغلب المجتمعات بما فيها مجتمعنا المحلي، تعاني خطر ارتفاع معدلات السمنة وزيادة الرواسب الدهنية بشكل مفرط في الجسم لدى الأطفال والمراهقين، فبحسب آخر الإحصائيات الناتجة عن الفحص الدوري لطلبة المدارس بلغت نسبة السمنة لهذه الفئة 12%”.
حول علاجات السمنة، أوضح الدكتور علي خماس أن جراحات إنقاص الوزن تعتبر من العلاجات الناجحة في فقد الوزن وتحسين مستوى الصحة العامة، وتشمل عمليات تكميم المعدة وتتضمن قص جزء كبير من المعدة وترك جزء انبوبي صغير بغرض تقليل كمية الطعام التي يمكن تناولها، أيضاً عمليات تحويل المسار وتنقسم إلى عمليات تحويل مسار جزئي وتحويل مسار كلي وغيرها من العمليات ذات النتائج المتقاربة مع السالف ذكرها.
وأشار إلى أن قرار تحديد نوع العملية يعود للجراح بعد مراجعة الفحوصات التي أجريت للمريض البالغ، في حين لا يفضل التدخل الجراحي لعلاج السمنة لدى الأطفال والمراهقين، نظراً لاحتمالية حدوث مضاعفات وسوء تغذية لا يمكن تعويضها بالمكملات الغذائية، مما يؤثر عليهم في مرحلة النمو.
وأكد استشاري الجراحة العامة وجراحة السمنة، على أن استخدام العلاجات الدوائية يكون مكمل لجراحة السمنة وليست بديلًا عنها، ففي أغلب الأحيان يلجأ الطبيب إلى وصف هذه العلاجات للمرضى من أصحاب الوزن الثقيل بهدف خسارة عدة كيلوجرامات قبل العملية لضمان تحقيق نتائج أفضل وسهولة الإفاقة بعد التخدير، كذلك يمكن اعتماد بعض العلاجات الدوائية لتثبيت أو إنقاص الوزن بعد الإجراء الجراحي، لافتاً إلى دعم جهود إبر التنحيف في تسريع فقدان الوزن وتعزيز عملية حرق الدهون والتقليل من مضاعفات السمنة.
وشدد الدكتور علي خماس، على ضرورة ممارسة التمارين الرياضة متوسطة الشدة بانتظام لمدة 30-45 دقيقة يوميًا، حيث يمكن للأنشطة البدنية أن تساعد في الحفاظ على وزن صحي، ورفع معدلات الحرق في الجسم، وتعزيز المزاج، وتحسين مستوى اللياقة البدنية، كما يسهم الانتظام في ممارسة الرياضة في منع أو معالجة المشكلات الصحية، وأخيرًا زيادة طاقة الجسم وتقوية العضلات لاداء المهام اليومية بشكل أسهل وأسرع دون الإحساس بالإجهاد أو التعب.
وبخصوص الآثار الجانبية لاستخدام إبر التنحيف مثل إبر فيتكوزا ومونجارو وغيرهم، أوضح د.علي خماس استشاري الجراحة العامة وجراحة السمنة في مستشفى مركز كليمنصو دبي، أن هناك أعراض شائعة مثل الغثيان أو القيء، والإمساك أو الإسهال، والصداع، وألم البطن والخمول، فيما أشارت دراسات إلى أن المرضى المستخدمين لتلك الإبر لفترات طويلة هم عرضة للإصابة بشلل المعدة وتلف الأعصاب لكنه نادر الحدوث، منوهًا إلى أهمية استخدام تلك الإبر تحت إشراف طبي وبعناية.
يذكر أن منظمة الصحة العالمية قد اعتبرت السمنة من ضمن المخاطر الخمسة الأولى للوفيات على مستوى العالم، ووضعت هذا المرض على لائحة الإجراءات ذات الأولوية لأنها مسؤولة عن5% من الوفيات بالأمراض غير المعدية.
كما تشكل السمنة قضية صحية رئيسية في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، حيث يعاني أكثر من نصف النساء 53%، ونصف الرجال 45% تقريباً، وكذلك 8% من الأطفال والمراهقين في سن المدرسة من السمنة على نحو مثير للقلق، في حين يعاني 20.5% من زيادة الوزن.
وأوضح التقرير الذي نشرته منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط بالتزامن مع يوم السمنة العالمي 2024، أنه من المتوقع بحلول عام 2035، أن تؤثر السمنة على أكثر من 1.9 مليار شخص على مستوى العالم، أي ما يقرب من 25% من سكان العالم، وتشمل تلك التوقعات حدوث ارتفاع مذهل يصل إلى 100% في معدل سمنة الأطفال، وحدوث أثر اقتصادي يبلغ قدره 4.32 ترليونات دولار أمريكي بسبب العواقب الصحية المرتبطة بالسمنة.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
إطلاق البرنامج الدولي للتحول الرقمي للقيادات العالمية
دبي: «الخليج»
أطلق مكتب التبادل المعرفي الحكومي في وزارة شؤون مجلس الوزراء، بالتعاون مع البنك الدولي، البرنامج الدولي للتحول الرقمي للقيادات العالمية، ضمن مبادراته الهادفة لمشاركة المعرفة وأفضل التجارب والخبرات مع الحكومات حول العالم. ويجسد التعاون مع البنك الدولي، التقدير العالمي لدولة الإمارات، ومكانتها الريادية في تعزيز مجالات التعاون الدولي، وتمكين الحكومات من بناء القدرات والمهارات من خلال مبادرات ومشاريع التبادل المعرفي الحكومي.
تمكين المنتسبين
يهدف البرنامج في مرحلته الأولى إلى تمكين المنتسبين من كبار المسؤولين وصناع القرار في القطاع الحكومي في رواندا وزيمبابوي، وأعضاء من البنك الدولي، من التعرف الى تجارب دولة الإمارات في الذكاء الاصطناعي، والخدمات الرقمية، والحوكمة الذكية، وأبرز قصص النجاح، والتجارب والحلول الابتكارية التي عززت مكانة الدولة على المستوى العالمي في التحول الرقمي الحكومي.
ويمتد البرنامج على مدار 850 ساعة تدريبية، تتضمن 17 زيارة ميدانية إلى جهات حكومية رائدة، ولقاءات معرفية مع 60 خبيراً إماراتياً، ما يوفر للمشاركين منصة غنية لتبادل المعرفة والاستفادة من التجربة الإماراتية المتقدمة.
وأكد عبدالله ناصر لوتاه مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتنافسية والتبادل المعرفي، أن حكومة الإمارات طورت تجربة رائدة مكنتها من تصدر العديد من المؤشرات والتصنيفات العالمية في مجال التحول الرقمي الحكومي، ورسخت مكانتها وجهة عالمية للتطوير والابتكار والاستثمار في التكنولوجيا الحديثة، وأصبحت مقصداً للباحثين والشركات والحكومات الساعية للاستفادة من التجارب والممارسات والنماذج المبتكرة، مشيراً إلى أهمية البرنامج في إثراء معرفة المنتسبين.
جاهزية القيادات
من جانبها، أكدت صفاء الطيب الكوقلي المديرة الإقليمية لدول مجلس التعاون الخليجي في البنك الدولي، أن الشراكة مع مكتب التبادل المعرفي الحكومي الإماراتي في تنفيذ البرنامج، تسهم في تعزيز جاهزية القيادات الحكومية وتمكينها لمتطلبات التحولات الرقمية المتسارعة، مشيرةً إلى أن البرنامج يمثل نموذجاً ناجحاً للتعاون الدولي في بناء القدرات والمعرفة.
وتضمن البرنامج محاور استراتيجية أبرزها، استكشاف الركائز الأساسية للتحول الرقمي، والتجارب الناجحة في تبني التحول الرقمي في الحكومة، ودور الذكاء الاصطناعي في تمكين التحول الرقمي، وأهمية الاقتصاد الرقمي والتعليم في دفع عجلة التنمية، إضافة إلى تدريب عملي متكامل حول قيادة التحول الرقمي. كما تناول جهود دولة الإمارات لتعزيز التعاون الدولي وتبادل أفضل الممارسات في التحول الرقمي مع مختلف الدول.