حوار-سارة محمود:
تعتبر السمنة واحدة من أكثر المشاكل الصحية العالمية انتشارًا، التي قد يصاب بها الجميع سواء كانوا أطفالًا أو بالغين، ذكورًا أو إناثًا، وتتمثل خطورتها في أنها تجعل مريض السمنة أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول إلى مستويات غير صحيحة، ‏وهي عوامل خطورة تسبب الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية، أيضاً ترتبط السمنة بالسكري من النوع الثاني، كما تؤثر على صحة العظام والجهاز التنفسي.

تشخص زيادة الوزن والسمنة بعد قياس مؤشر كتلة الجسم [الوزن( كجم)/ الطول*الطول (سم)] ، إذا كان مؤشر كتلة الجسم بين 18.5 إلى 25 فهو ضمن الوزن الطبيعي، في حين تراوح ‏مؤشر ‏كتلة الجسم بين 25 و30 يصنف بزيادة في الوزن، أما في حال بلغ 30 أو أعلى ‏فيقع في نطاق السمنة، ‏بينما يشير وصول مؤشر كتلة الجسم إلى 40 فأكثر إلى سمنة مفرطة.

وفي هذا الصدد قال الدكتور علي خماس استشاري الجراحة العامة وجراحة السمنة في مستشفى مركز كليمنصو الطبي دبي: “‏عرّفت منظمة ‏الصحة العالمية ‏السمنة بأنها أحد الأمراض المزمنة، صنف إلى ثلاثة أقسام زيادة في الوزن، البدانة أو السمنة المفرطة، والسمنة المرضية، حيث تكمن خطورتها في أنها تصاحب أمراضًا تصيب جميع أجهزة الجسم كالجهاز الهضمي، الجهاز التنفسي، الجهاز العصبي، الكلي، الكبد، العظام، وكذلك الأوعية الدموية وهرمونات تنظيم السكر”.

وأضاف: “تحدث السمنة نتيجة عوامل مختلفة، من بينها العوامل الوراثية، اتباع نظام غذائي غير صحي، معدل الحرق البطيء، عدم ممارسة الرياضة وقلة النشاط البدني، الإصابة ببعض الأمراض، التقدم في العمر، الحمل وغيرها من العوامل النفسية والبيئية والاجتماعية والاقتصادية”.

واستطرد خماس حديثه: “أغلب المجتمعات بما فيها مجتمعنا المحلي، تعاني خطر ارتفاع معدلات السمنة وزيادة الرواسب الدهنية بشكل مفرط في الجسم لدى الأطفال والمراهقين، فبحسب آخر الإحصائيات الناتجة عن الفحص الدوري لطلبة المدارس بلغت نسبة السمنة لهذه الفئة 12%”.

حول علاجات السمنة، أوضح الدكتور علي خماس أن جراحات إنقاص الوزن تعتبر من العلاجات الناجحة في فقد الوزن وتحسين مستوى الصحة العامة، وتشمل عمليات تكميم المعدة وتتضمن قص جزء كبير من المعدة وترك جزء انبوبي صغير بغرض تقليل كمية الطعام التي يمكن تناولها، أيضاً عمليات تحويل المسار وتنقسم إلى عمليات تحويل مسار جزئي وتحويل مسار كلي وغيرها من العمليات ذات النتائج المتقاربة مع السالف ذكرها.

وأشار إلى أن قرار تحديد نوع العملية يعود للجراح بعد مراجعة الفحوصات التي أجريت للمريض البالغ، في حين لا يفضل التدخل الجراحي لعلاج السمنة لدى الأطفال والمراهقين، نظراً لاحتمالية حدوث مضاعفات وسوء تغذية لا يمكن تعويضها بالمكملات الغذائية، مما يؤثر عليهم في مرحلة النمو.

وأكد استشاري الجراحة العامة وجراحة السمنة، على أن استخدام العلاجات الدوائية يكون مكمل لجراحة السمنة وليست بديلًا عنها، ففي أغلب الأحيان يلجأ الطبيب إلى وصف هذه العلاجات للمرضى من أصحاب الوزن الثقيل بهدف خسارة عدة كيلوجرامات قبل العملية لضمان تحقيق نتائج أفضل وسهولة الإفاقة بعد التخدير، كذلك يمكن اعتماد بعض العلاجات الدوائية لتثبيت أو إنقاص الوزن بعد الإجراء الجراحي، لافتاً إلى دعم جهود إبر التنحيف في تسريع فقدان الوزن وتعزيز عملية حرق الدهون والتقليل من مضاعفات السمنة.

وشدد الدكتور علي خماس، على ضرورة ممارسة التمارين الرياضة متوسطة الشدة بانتظام لمدة 30-45 دقيقة يوميًا، حيث يمكن للأنشطة البدنية أن تساعد في الحفاظ على وزن صحي، ورفع معدلات الحرق في الجسم، وتعزيز المزاج، وتحسين مستوى اللياقة البدنية، كما يسهم الانتظام في ممارسة الرياضة في منع أو معالجة المشكلات الصحية، وأخيرًا زيادة طاقة الجسم وتقوية العضلات لاداء المهام اليومية بشكل أسهل وأسرع دون الإحساس بالإجهاد أو التعب.

وبخصوص الآثار الجانبية لاستخدام إبر التنحيف مثل إبر فيتكوزا ومونجارو وغيرهم، أوضح د.علي خماس استشاري الجراحة العامة وجراحة السمنة في مستشفى مركز كليمنصو دبي، أن هناك أعراض شائعة مثل الغثيان أو القيء، والإمساك أو الإسهال، والصداع، وألم البطن والخمول، فيما أشارت دراسات إلى أن المرضى المستخدمين لتلك الإبر لفترات طويلة هم عرضة للإصابة بشلل المعدة وتلف الأعصاب لكنه نادر الحدوث، منوهًا إلى أهمية استخدام تلك الإبر تحت إشراف طبي وبعناية.
يذكر أن منظمة الصحة العالمية قد اعتبرت السمنة من ضمن المخاطر الخمسة الأولى للوفيات على مستوى العالم، ووضعت هذا المرض على لائحة الإجراءات ذات الأولوية لأنها مسؤولة عن5% من الوفيات بالأمراض غير المعدية.
كما تشكل السمنة قضية صحية رئيسية في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، حيث يعاني أكثر من نصف النساء 53%، ونصف الرجال 45% تقريباً، وكذلك 8% من الأطفال والمراهقين في سن المدرسة من السمنة على نحو مثير للقلق، في حين يعاني 20.5% من زيادة الوزن.
وأوضح التقرير الذي نشرته منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط بالتزامن مع يوم السمنة العالمي 2024، أنه من المتوقع بحلول عام 2035، أن تؤثر السمنة على أكثر من 1.9 مليار شخص على مستوى العالم، أي ما يقرب من 25% من سكان العالم، وتشمل تلك التوقعات حدوث ارتفاع مذهل يصل إلى 100% في معدل سمنة الأطفال، وحدوث أثر اقتصادي يبلغ قدره 4.32 ترليونات دولار أمريكي بسبب العواقب الصحية المرتبطة بالسمنة.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

فوائد شرب الماء الدافئ على الريق لتحسين الصحة والجمال

شرب الماء الدافئ على الريق من العادات الصحية القديمة التي أثبتت فعاليتها في تحسين وظائف الجسم وتعزيز الجمال الطبيعي، سواء كنت تبحث عن تحسين الهضم، تعزيز البشرة، أو حتى زيادة النشاط، فإن هذه العادة البسيطة تحمل فوائد مدهشة.

 

فوائد شرب الماء الدافئ على الريق

            1.         تحسين الهضم:

شرب الماء الدافئ صباحًا يساعد على تنشيط الجهاز الهضمي، مما يساهم في تحسين عملية الهضم وتقليل الانتفاخ. كما يعمل على تنظيف الأمعاء من السموم المتراكمة، مما يساهم في تحسين الصحة العامة.

            2.         تعزيز صحة البشرة:

الماء الدافئ يعزز تدفق الدم إلى خلايا البشرة، مما يساعد على تقليل ظهور التجاعيد والبقع الداكنة. كما أنه يعمل على ترطيب البشرة من الداخل، مما يمنحها مظهرًا مشرقًا وصحيًا.

            3.         زيادة حرق الدهون:

يعتبر الماء الدافئ محفزًا طبيعيًا لعملية الأيض، حيث يساعد في حرق الدهون بشكل أسرع وتحفيز الجسم على التخلص من السعرات الحرارية الزائدة، مما يدعم فقدان الوزن بطريقة صحية.

            4.         تقوية جهاز المناعة:

تناول الماء الدافئ بانتظام يعزز مناعة الجسم من خلال تحسين وظائف الأعضاء وتطهير الجسم من السموم، مما يقلل من فرص الإصابة بالأمراض.

            5.         تقليل الإجهاد وتحسين المزاج:

الماء الدافئ يساهم في تهدئة الأعصاب وتقليل مستويات التوتر، مما ينعكس إيجابيًا على الحالة المزاجية.

 

يمكن لعادة بسيطة كشرب الماء الدافئ على الريق أن تحقق فوائد صحية وجمالية مذهلة. اجعلها جزءًا من روتينك اليومي واستمتع بحياة أكثر صحة وجمالًا.

 

وفاة ابن شقيقة رابح صقر في حادث مأساوي ونجله يتلقى العلاج ميار الببلاوي تحتفي بحكم المحكمة الاقتصادية في نزاعها مع الشيخ محمد أبو بكر خاص| سلاف فواخرجي تكشف كواليس "سلمى" وأصعب لحظات التصوير هند عاكف لـ"الوفد": "عزيزتي مالوتي" يجذب القلوب بأدائه المميز وقصته المؤثرة طارق الإبياري: مهرجان القاهرة يجمع الفن والقضية الفلسطينية في لوحة إنسانية مغيث صقر يكشف لـ"لوفد" كواليس "سلمى" وتجربته الأولى مع سلاف فواخرجي خاص| مغيث صقر: شخصية "أبو نواس" تجسد الانتهازية في فيلم "سلمى" بطلة "عزيزتي مالوتي" للوفد: الفيلم يجسد الرحلة بين الألم والصمود..دراما إنسانية تهز القلوب خاص| هند عاكف تثني على تجربة درة الإخراجية بفيلم "وين صيرنا" خاص| تامر رجلي: نادين لبكي أبدعت كممثلة وتخلت عن دور المخرجة في "وحشتيني"

مقالات مشابهة

  • المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية تختتم الزيارة الثانية إلى أفغانستان
  • هل يمكن أن تزيد الوجبات السريعة من مستويات القلق: دراسة
  • فوائد شرب الماء الدافئ على الريق لتحسين الصحة والجمال
  • فاكهة تقلل الإحساس بالجوع في فصل الشتاء.. بينها البرتقال
  • نوع شائع من البقوليات ينقص الوزن ويضبط سكر الدم.. طريقة سهلة لتحضيره
  • دراسة: نظام الكيتو يمكن أن يعالج اضطرابات المناعة
  • هل يمكن إعطاء الطفل لبن بقري ليحصل على التغذية؟.. الصحة توضح خطأ شائعًا
  • فوائد غير متوقعة للصيام المتقطع.. منها خفض السكر وفقدان الوزن
  • هل تجد صعوبة في الحفاظ على وزنك؟ "ذاكرة" السمنة لدى الخلايا الدهنية قد تكون السبب في ذلك
  • المنتدى السادس للشبكة العالمية للأديان يطلق نداء أبوظبي لحماية الطفل