وداعية «توني كروس».. ليلة الأحزان والبكاء الأنيق
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
في أروقة المشجعين نصبت سرادق العزاء، تيفو ضخم يحتضن صورة الألماني، رسائل المشفقين مكتوبة بحبر الموت، بعضهم ترك قلبه في المنزل، وجاء بعينيه فقط خوفا من سكتات قلبية
التغيير: عبدالله برير
لم تكن مجرد خطوات تلك التي مشاها على الممر الشرفي، لامست قدماه العشب الأخضر لملعب الملوك لتمده بالسيليلوز اللازم لعملية البناء الضوئي الأخير، غاص حذاؤه العتيق في وحل المشوار، توقف تدفق الأدرينالين، للتصفيقات كانت أصوات أعيرة نارية اخترقت صدره المزين بدرع الأساطير، مشى فوق اللهب بجسارة المحاربين، ولم تطفئ دموع الانتصار نيران قلبه المتأججة.
الحكام وزملاء الأمس، الخصوم والعشب، الجمهور الذي قطع 80,000 قصيدة رثاء، رجال الأمن والكرة التي كانت أشد خوفا من شارة القيادة على ساعده التي كانت قنبلة موقوتة آيلة للانفجار، كل من اقترب منه، ومن شارته ابتعد توجسا من انتحاري وزع البكاء على مدينة مدريد وشعب البلانكوس، منحهم أقل من 90 دقيقة أو نفسا ليملأوا رئاتهم بعبيره كأنه قاتل مأجور.
في أروقة المشجعين نصبت سرادق العزاء، تيفو ضخم يحتضن صورة الألماني، رسائل المشفقين مكتوبة بحبر الموت، بعضهم ترك قلبه في المنزل، وجاء بعينيه فقط خوفا من سكتات قلبية.
الدقيقة الثامنة كانت إضافة لعجائب الدنيا السبع، أضيفت بأناقة تشبه قصة شعره الأشقر، حناجر الأنصار غالبت الغصة، وعزفت موسيقى الاسم، أوركسترا مترفة بالوداع، تردد الصوت في جنبات السانتياغو ليعلن تخليد ذكرى الأسطورة كأول صوت يثبت في الأنحاء، ولا يحمله الهواء ليتحدى الفيزياء.
لحظة استبداله كانت عملية جماعية في مشفى الملعب، لإحلال مزمار حزن مكان القلوب، دونما تخدير يذبح الجميع، تبدلت أفئدتهم بقطع موسيقى ثكلى تنبض بالوداع والحرقة.
احتضن أطفاله وبكى، قبلها شق أرض الملعب بسكين الفجيعة، احتضن الأنصار عوضا عن أطفاله، ترقرقت عيناه بالدموع، بكى بداخله خريفا كاملا، غالب الإيطالي كارلو دموعه، تجاسر وما استطاع.
توقف الزمن
أحاط به الزملاء في مشهد مبك، لم تتوقف المباراة، بل توقف الزمن، التفوا حوله ليثنوه عن الخروج لعلمهم أن لحظات التمريرات الحميمة ولت، وأن المايسترو لن يتحكم في رتم قلوبهم ولا إيقاع لعبهم مجددا على الأقل في البرنابيو، لقطات الوداع كانت أهم من مجريات المباراة، لا أحد يعرف كم انتهى هذا اللقاء، الجميع مهزوم، المشاهدون تناسوا النصر وقصص الريمونتادا، وتمنوا لقاء مع العملاق لا ينتهي. هذا الألماني بارد الشعور اختار وقتا قاتلا للفراق، لم يراع للعشرة الكروية، مثل أبناء جلدته ركل الإحساس جانبا، وانحاز للعقل ليصيب الجمهور بالجنون، بمثل ما أذاقهم سحره الكروي بقدر ما تلذذ بتعذيبهم بساظية محببة، وغادرهم تاركا وراءه 10 مواسم من الربيع الكروي المزهر ومثلها من الأحزان.
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
إقرأ أيضاً:
وزارة الصحة تكرم فريقاً طبياً قطرياً أجرى عمليات قثطرة قلبية وإصلاح تشوهات القلب للأطفال
دمشق-سانا
كرمت وزارة الصحة اليوم الفريق الطبي القطري من مؤسسة حمد الطبية ومستشفى سدرة للطب، تقديراً لجهوده في إجراء عمليات قثطرة قلبية وإصلاح تشوهات القلب عند الأطفال بشكل مجاني في سوريا، وذلك ضمن مشروع القوافل الطبية، الذي ينفذه الهلال الأحمر القطري في عدة دول حول العالم.
وخلال التكريم الذي جرى في الوزارة، قدم معاون القائم بأعمال وزارة الصحة الدكتور حسين الخطيب الشكر للفريق القطري على جهوده التي بذلها لتخفيف الأعباء، وتقليل دور الانتظار للمرضى، عبر إجراء العديد من العمليات بشكل مجاني، كمرحلة أولى تتبعها مرحلة أخرى.
وأعرب الخطيب عن امتنان وزارة الصحة للدولة القطرية، على مساهمتها الرائدة في إيفاد الأطباء إلى سوريا، لإجراء تداخلات القثطرة القلبية عند الأطفال، حيث تم بجهودهم إنقاذ حياة العديد من الأطفال، وتمكينهم من الحصول على الرعاية الصحية.
بدوره أكد الفريق الطبي القطري استعداده لتقديم المزيد من الدعم للقطاع الصحي في سوريا، من خلال متابعة إجراء العديد من العمليات الجراحية خلال الفترة القادمة، إضافة إلى تزويده بالمعدات والمستلزمات الطبية اللازمة لإجراء عمليات القثطرة القلبية.
وتخلل التكريم تقديم دروع تذكارية تقديرية للفريق الذي أجرى خلال الفترة الممتدة من الـ 22 حتى الـ 27 من الشهر الجاري 80 عملية قثطرة قلبية، وإصلاح تشوهات للقلب عند الأطفال بشكل مجاني.