مصدر تركي: الانتخابات شرق الفرات في سوريا مقدمة لانفصال كردي
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
اعتبر مصدر تركي -للجزيرة نت- أن الانتخابات -التي تنوي الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا تنظيمها الشهر القادم في مناطق سيطرتها- غير شرعية وتتعارض مع وحدة الأراضي السورية وتهيئ لانفصال تلك المناطق عن بقية سوريا.
وتسيطر الإدارة الذاتية ذات الأغلبية الكردية منذ العام 2017 على مناطق واسعة شمال شرق سوريا، وتصنف أنها "سوريا المفيدة" لغناها بموارد الطاقة والمساحات الزراعية، وتشمل معظم محافظتي الرقة والحسكة وأجزاء من ريف حلب ومحافظة دير الزور.
وتخطط الإدارة الذاتية لتنظيم انتخابات محلية، على أساس ما وصفته بـ"العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا" الذي أعلنته في 13 ديسمبر/كانون الأول 2023، مما يمثل خطوة متقدمة في إطار سعيها الحثيث لتعزيز سيطرتها على المنطقة.
واشتمل هذا العقد على نقاط جديدة، أبرزها استخدام مصطلح "أبناء وبنات وشعوب شمال شرقي سوريا" بدلا من "الجمهورية العربية السورية" وعدم ذكر "كردستان" أو "غرب كردستان" ولا "الفدرالية" وإنما أشار إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الإدارة الذاتية بـ"إقليم شمال وشرق سوريا".
كما حدد العقد جغرافيا الإدارة الذاتية في 7 مقاطعات هي الجزيرة ودير الزور والرقة والفرات والطبقة ومنبج وعفرين والشهباء، وركز على قضايا المرأة والشباب، وأكد على تحرير ما سماها "الأراضي المحتلة" في إشارة إلى عفرين وما حولها.
محاولة كسب الشرعية وتهيئة للانفصالواعتبر المصدر التركي أن الانتخابات المحلية التي وصفها بغير الشرعية محاولة من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ووحدات حماية الشعب -التي ينظر إليها باعتبارها جناحا عسكريا للحزب- لإضفاء "الشرعية" على نفسه شرق الفرات، حسب تعبير المصدر.
وشدد على أن مساعي حزب الاتحاد الديمقراطي -الذي وصفه بالجناح السوري لتنظيم حزب العمال الكردستاني– يعد "إجراء مخالفا تماما لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254" مشيرا إلى أن "حزب العمال الكردستاني سيقوم أولاً بإنشاء "وضع حكم ذاتي في سوريا" ومن ثم وضع خطة "إقامة دولة مستقلة" حسب قوله.
وقال أيضا إن ما وصفه بتنظيم حزب العمال الكردستاني قام "بتفعيل خطته للاعتراف الدولي" وحاول إنشاء "صندوق اقتراع" غير شرعي في سوريا التي تشهد حربا أهلية منذ عام 2011، ودعا إلى "انتخابات محلية" تتعارض مع "وحدة الأراضي السورية".
وأشار المصدر التركي إلى أن المجلس الوطني الكردي السوري أعلن أنه سيقاطع الانتخابات البلدية. وبدوره قال الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني السوري محمد إسماعيل إنهم لن يشاركوا بهذه الانتخابات التي وصفها بغير الشرعية، كما أن الهياكل السياسية الأخرى بالمنطقة تدعم قرار مقاطعة الانتخابات حسب قوله.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الإدارة الذاتیة
إقرأ أيضاً:
الأوقاف: المساجد حضن تربوي للأطفال مع مراعاة الضوابط الشرعية
قالت وزارة الاوقاف المصرية، إن المساجد بيوت الله، وهي المكان الذي يملأ القلوب بالسكينة ويزود الأرواح بالهدى، ومن رحمة الإسلام أن جعل المساجد بيئة رحبة للكبار والصغار من الجنسين، حاضنة للأبناء؛ لتعزيز حبهم لها وارتباطهم بها منذ الصغر؛ فقد كان سيدنا النبي ﷺ قدوة في هذا المجال، إذ كان يُلاعب أحفاده داخل المسجد، ويحملهم في أثناء الصلاة؛ ويستقبل الوفود في المسجد، ويشهد "لعب الحبشة" (ما يشبه الفولكلور أو الفنون الشعبية في العصر الحديث)، وكل ذلك وغيره يؤكد التوازن بين الحفاظ على قدسية المسجد، وتعدد أدواره، ورعاية فطرة الطفل وحاجته للطاقة والحركة.
وأضافت الأوقاف، في منشور بيان لها، ففي حديث أبي قتادة رضي الله عنه، قال: “رأيت النبي ﷺ يصلي بالناس وأمامة بنت أبي العاص على عاتقه، فإذا ركع وضعها، وإذا قام حملها”، وهذا يوضح أن وجود الأطفال في المسجد وملاطفتهم لا يتعارض مع قدسيته، بل يعزز ارتباطهم به، ويزرع فيهم حب الصلاة، والإقبال على مجالس العلم، وتوقير بيوت الله وروادها، ومعرفة قدر العلماء والمربّين، وترسيخ فكرة الترويح المباح عن النفس، وتعليمهم كيفية ترشيد استهلاك الطاقة والمياه، وغير ذلك من الأهداف النبيلة.
وفي حديث آخر عن شداد بن الهاد رضي الله عنه، قال: "خرج علينا رسول الله ﷺ في إحدى صلاتي العشاء وهو حامل حسنًا أو حسينًا، فتقدم النبي ﷺ فوضعه، ثم كبر للصلاة، فسجد أطال السجود".
وهنا نجد أن النبي ﷺ لم يمنع الأطفال من المسجد حتى في أثناء الصلاة، بل كان يُظهر لهم الرقة والرحمة، بل كان يوجز التلاوة في الصلاة حرصًا على تلبية احتياجات الصغار كما ثبت من سنته الشريفة.
كما ورد في حديث عبد الله بن بريدة عن أبيه: "كان رسول الله ﷺ يخطبنا إذ جاء الحسن والحسين، عليهما قميصان أحمران يعثران، فنزل رسول الله ﷺ من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه"؛ وهذا الموقف يؤكد أن وجود الأطفال في المسجد كان أمرًا مألوفًا -بل محببًا- في عهد سيدنا النبي ﷺ، وهو لا يتعارض مع الوقار، بل يعبر عن رحمة النبي بهم.
أما عن حديث عائشة رضي الله عنها، فقد قالت: "رأيت النبي ﷺ يسترني بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد... "، وهذا الحديث يوضح سماحة الإسلام في السماح ببعض اللعب داخل المسجد طالما أنه لا يخل بقدسيته ولا يؤثر في خشوع المصلين.
ومن المهم أن يكون اللعب والملاطفة في أوقات لا تعيق الصلاة أو تؤثر في خشوع المصلين، كما ينبغي إشراف الكبار على الأطفال من أجل مراعاة الآداب الشرعية في أي نشاط داخل المسجد، والأوقات المناسبة للهو المباح وكيفيته، مع تربيتهم على عدم المساس بقدسية المسجد أو التسبب في إزعاج المصلين، أو في إحداث أي ضرر بالمكان أو بمن هم فيه.
والمؤكد أن تربية الأطفال على احترام الأكوان بما ومن فيها -بما في ذلك حب المساجد- لا تقتصر على التلقين فحسب، بل ينبغي إشعارهم بالألفة والراحة في رحابها؛ والتلطف معهم فيها بالقول وبالفعل، وبالتعليم وبالإهداء، وبالترحيب وبالتوجيه الذي يأخذ بعلوم نفس الطفولة ويراعي متطلبات التنشئة السليمة والذكاء العاطفي، ولا مانع من ملاعبة الأطفال في المساجد بشرط أن يكون ذلك متفقًا مع الآداب الشرعية وألا يتسبب في أي مساس بالمسجد أو مكوناته أو رواده.
واللهَ نسأل الله أن يجعل بيوته عامرة بذكره، وأن يرزقنا تربية أجيالنا على طاعته وحب بيوته التي أذِن سبحانه أن تُرفَع ويُذكَرَ فيها اسمه.